أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - شريف حافظ - ورقة إسرائيلية خطيرة: إستراتيجية لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين















المزيد.....



ورقة إسرائيلية خطيرة: إستراتيجية لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 01:12
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


مقدمتي للورقة:

كُتبت تلك الورقة، من قبل مسئول صهيوني وليس مجرد إسرائيلي، في وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بدايات عام 1982. وكما هو واضح، اليوم في بداية يونيو 2011، لم تتحقق أغلب تلك الرؤية، ولكن أجزاء منها، بدأت في البروز، وبعضها، في طريقه إلى الانصياع إلى تلك الرؤية، لو ظللنا، لا قدر الله عز وجل، على لا مبالاتنا إزاء ما يحدث حولنا وبداخل دولنا من ازدياد للشقاق بين المواطنين من مختلف المشارب. ويجب ملاحظة، أن تلك الرؤية، ليست بجديدة، ولكن سبقها رؤى مماثلة من قبل ولحقها رؤى مماثلة من بعد، وبالتأكيد توجد رؤى أكثر محل الصياغة اليوم. فهل ننساق وراءها ونظل على تفككنا، بحيث نقسم المواطنين، فيما بيننا، ما بين ديانات وأعراق، والجديد: من هم ضد أو مع "الانتفاضات" أو "الثورات" الحادثة في أوطاننا؟؟! هل ننساق للمخططات الخارجية ونقول أن هذا لن يحدث، بينما بوادره، تظهر اليوم، جلية، أكثر مما مضى؟ ألا يجب أن نجعل اختلافاتنا محل حوار هادئ، بدلاً من المُساهمة في تقسيم دولنا، ثم نقول أننا لم نقصد هذا، بعد خراب مالطا؟

إن تلك الورقة، تُعبر عن العقلية الأمنية الإسرائيلية، التي "تُساهم" في تقسيم دولنا، بأيدي مواطنين منا، للأسف. علينا أن نتعظ، ونضرب بيد من حديد، كل من تسول له نفسه، أن يقسمنا من داخلنا، أياً كانت رؤيته، لأن أساس أي فعل في بلداننا، يجب وأن يُبنى على أساس الحوار، وليس العنف، الذي هو من شيم الأغبياء، واللاعبون لصالح خصومنا! إن كل من يجري وراء غرائزه الانتقامية أو ضاربة برأي الآخر المختلف عرض الحائط، إنما هو يعمل ضد القيم والأديان والأوطان، ويُضعف الأمة أكثر مما يعمل على تقويتها. إن العلم والتعايش داخل دولنا، هو أساس أي فعل للوصول إلى فهم بعضنا البعض. فلن نُصبح أقوياء بالعنف أبداً، وقد ثبت ذلك جلياً مع التطورات التي حدثت في العالم مؤخراً!. إن العلم والقراءة، هي الطرق الوحيدة للقوة، ولا طرق بديلة عنهما، ولكن هناك من يرى ذلك صعباً، فيختار الطريق الأسهل، المتمثل في العنف، متصوراً، أن العنف هو الذي سيؤدي إلى القوة، وما الذي يحدث في النهاية، إلا العكس كلياً، كما شاهدنا على مدى العقود والسنوات. إنما يؤدي ذلك، إلى تقسيم دولنا فقط، ولكن التعلم في أحيان ما بعد حدوث مثل هذا، ربما تكون متأخرة!! يجب وأن نرى قوتنا في تضامننا معاً، فان تلك هي إحدى أهم الطرق للتقدم للأمام بحق.

الورقة:
إستراتيجية لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين
أوديد يونون Oded Yinon
ظهرت النسخة الأصلية من هذا المقال في دورية كيفونيم (إتجاهات)، لليهودية والصهيونية،
العدد: 14، شتاءً، 5742، فبراير 1982، المحرر: يورام بيك، أسرة التحرير: ألي إيال، يورام بيك، أمنون حداري، يوهانان مانور، أليسير شوايد،
منشور من قبل: قسم النشر، المنظمة الصهيونية الدولية، القدس

1 تحتاج دولة إسرائيل في بدء ثمانينيات القرن العشرين، لمنظور جديد، يتعلق بمكانها ومساعيها وأهدافها القومية، في الداخل والخارج. وقد أصبح هذا الاحتياج أكثر حيوية، نظراً للعديد من العمليات المركزية، التي تمر بها البلاد والإقليم والعالم. نحن نحيا اليوم في مرحلة مبكرة من عصر جديد في التاريخ الإنساني، والذي لا يشبه على الإطلاق، ما سبق، ومواصفاته مختلفة كلياً عما عهدناه حتى اليوم. ولذا فإننا في حاجة إلى فهم العمليات المركزية التي تُجسد هذا العصر التاريخي من جانب، وعلى الجانب الآخر، نحن بحاجة إلى استشراف للعالم ولإستراتيجية عملية، تتوافق مع الظروف الجديدة. إن وجود ورفاه وترسخ الدولة اليهودية، سيعتمد على قدرتها في تبني إطار جديد لممارسة شئونها الداخلية والخارجية.

2 إن هذا العصر يتميز بعدد من المواصفات التي يمكن أن نُشخصها بالفعل، والتي ترمز إلى ثورة حقيقية في نمط حياتنا الحالية. إن العملية المهيمنة، هي انهيار الاستشراف العقلي الإنساني، كأحد الركائز الأساسية التي تدعم حياة وإنجازات الحضارة الغربية منذ عصر النهضة. إن الرؤى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي انبثقت عن هذا الأساس، اعتمدت على عدد من الحقائق، التي تختفي الآن – مثل أن الإنسان كفرد هو مركز الكون وأن كل شيء وجد لتلبية حاجاته المادية الأساسية. تلك الرؤية تتوقف اليوم، عندما أصبح واضحاً أن كمية الموارد في الكون لم تعد تكفي مطالب الإنسان أو احتياجاته الاقتصادية أو القيود الديمجرافية عليه. ففي عالم يحيا فيه، أربعة مليار إنسان وموارد اقتصاد وطاقة، لا تنمو بشكل مُتكافئ لتلبية حاجات البشر، لم يعُد عقلانياً، توقع الوفاء بالمطالب الأساسية للمجتمع الغربي، مثل التمني أو الطموح في الاستهلاك غير المحدود. إن الرؤية المتمثلة في أن الأخلاق لا تلعب جزء في تحديد الاتجاهات التي يمضي حيالها الإنسان، وإنما حاجاته المادية – تلك الرؤية سائدة اليوم، بينما نرى عالم تختفي منه تقريباً، كل القيم. إننا نفقد القدرة على تقييم أبسط الأشياء، خاصةً عندما تتعلق بالسؤال البسيط، حول ما هو خير وما هو شر.

3 إن رؤية الطموحات والإمكانات غير المحدودة للإنسان، تنكمش حيال الحقائق المُحزنة للحياة، عندما نشهد إنهيار النظام العالمي حولنا. إن الرؤية التي تعد بالحرية والتحرر لبني البشر، تبدو سخيفة في ظل الحقيقة الحزينة التي تعكس أن ثلاث أرباع البشر يحيون تحت حكم شمولي. والرؤى المتعلقة بالمساواة والعدالة الاجتماعية، تم تحويلها من قبل الاشتراكية وتحديداً الشيوعية، إلى دعامة للسخرية. فلا توجد جدلية تشير إلى حقيقة تلك الفكرتين، ولكنه من الواضح أنهما لم يُطبقا بشكل صحيح، وأن أغلبية بني البشر فقدوا الحرية والتحرر وفرصة المساواة والعدالة. في هذا العالم النووي، الذي (مازلنا) نحيا به في سلام نسبي، خلال ثلاثون سنة، أصبح مفهومي التعايش والسلام بين الأمم، لا معنى له عندما تتمسك قوة عُظمي مثل الإتحاد السوفيتي، بمبدأ عسكري وسياسي، مثل الذي تمتلكه: حيث أن الحرب النووية ليست هي فقط الممكنة والضرورية للوصول إلى أهداف الماركسية، ولكن أيضاً أن المرء يستطيع أن يحيا بعدها، دون ذكر إمكانية الفوز بها.

4 إن المفاهيم الأساسية للمجتمع الإنساني، خاصةً تلك المتعلقة بالغرب، تمر بتغيير بسبب التحولات السياسية والعسكرية والاقتصادية. وبالتالي، فان القوة النووية والتقليدية للإتحاد السوفيتي، حولت العصر الذي انتهى للتو إلى آخر فترة راحة - قبل الملحمة الكُبرى التي ستهدم جزء ضخم من عالمنا - إلى حرب عالمية ذات أبعاد مُتعددة، بشكل يجعل الحروب العالمية السابقة، بالمقارنة، ألعاب أطفال. إن قوة الأسلحة النووية وبالمثل التقليدية، وعددها، ودقتها ونوعيتها، سيقلب العالم، رأساً على عقب، خلال عدة سنوات، وعلينا أن ننحاز، حتى يمكننا أن نواجه ذلك في إسرائيل. إن هذا، وقتها، سيكون التهديد الرئيسي، لوجودنا ولوجود العالم الغربي. إن الحرب حول الموارد في العالم، واحتكار العرب للبترول، وحاجة الغرب لاستيراد أغلب مواده الخام من العالم الثالث، تحول العالم الذي نعرفه - مع التسليم بأن أحد الأهداف الأساسية للإتحاد السوفيتي، هو هزيمة الغرب، بالحصول على السيطرة على الموارد الضخمة، بالخليج العربي والجزء الجنوبي من إفريقيا، حيث تتواجد أغلب معادن العالم! يُمكننا تصور أبعاد المواجهة العالمية، التي ستواجهنا في المستقبل.

5 ينادي مبدأ جورشكوف، بسيطرة سوفيتية على المحيطات والمناطق الغنية بالمعادن، في العالم الثالث. هذا في معية المبدأ النووي السوفيتي، الذي يقول أنه من الممكن إدارة الحرب النووية والفوز بها والحياة من بعدها، في مسار، ستدمر من خلاله القوة الغربية وسيحول قاطنيها إلى عبيد في خدمة الماركسية – اللينينية، وهو ما يُشكل الخطر الأساسي على السلام العالمي، ولوجودنا نحن. فمنذ 1967، حول السوفيت المقولة المأثورة لكلاوسوفيتز، إلى "الحرب هي إستمرار للسياسة عبر الطريق النووي"، وأقاموا منها الشعار، يُرشد كل سياساتهم. وبالفعل فانهم اليوم مشغولون بالقيام بمهامهم في منطقتنا، وعلى مستوى العالم، والحاجة إلى مواجهتهم، تُصبح العنصر الرئيس في سياسة الأمن لبلادنا، وبالطبع لبقية العالم الحر. هذا هو التحدي الخارجي الأساسي لنا.

6 لذا فان العالم العربي المسلم، لا يُشكل المشكلة الإستراتيجية الأساسية التي سنواجهها في الثمانينات رُغم حقيقة أنها تحنل التهديد الأساس حيال إسرائيل، بسبب نمو قوتها المسلحة. إن هذا العالم بأقلياته العرقية وفصائله وأزماته الداخلية، والتي من المستغرب أنها يمكن أن تدمر الذات (لدي العرب أنفسهم)، كما نرى في لبنان، وإيران غير العربية، والآن أيضاً سوريا، غير قادر على التعامل بنجاح مع مشكلاته الأساسية، ولا يُشكل نتيجة لذلك تهديد حقيقي، لدولة إسرائيل، على المدى الطويل، ولكن فقط على المدى القصير حيث قوتها العسكرية الحالية، لها شأن كبير. فعلى المدى الطويل، لن يكون هذا العالم بقادر على الوجود، في إطاره الحالي، في المناطق المحيطة بنا، دون المضي خلال تغييرات ثورية حقيقية. إن العالم الإسلامي العربي، مبني كبيت مؤقت من الورق، من خلال الأجانب (فرنسا وبريطانيا في عشرينات القرن العشرين)، دون وضع أمنيات ورغبات قاطني المنطقة في الاعتبار. لقد قُسمت المنطقة تعسفياًُ إلى 19 دولة، مصنوعة جميعاً من تركيبات من الأقليات والجماعات العرقية، المعادون لبعضهم البعض، بحيث تواجه كل دولة عربية إسلامية اليوم، تدمير عرقي اجتماعي من داخلها، وفي بعض من تلك الدول، حروب أهلية مُستعرة الآن بالفعل. ويحيا أغلب العرب، 118 مليون من 170 مليون، في إفريقيا، وأغلبهم في مصر (45 مليون).

7 وبعيداً عن مصر، فان كل دول المغرب، مصنوعة من مزيج من العرب والبربر غير العرب. وفي الجزائر، هناك بالفعل حرب أهلية مُستعرة، في منطقة جبال القبائل، ما بين تلك الأمتين، بالدولة. والمغرب والجزائر في حرب فيما بينهما على امتلاك الصحراء الغربية الإسبانية، بالإضافة إلى النزاعات الداخلية في كلاهما. ويُعرض الإسلام السياسي، سلامة تونس للخطر، بينما القذافي يقود حروب مُدمرة من وجهة النظر العربية، من دولة قليلة السكان، ولا يُمكن أن تُصبح دولة قوية. وهذا هو السبب الذي جعله يحاول الوحدة، في الماضي، مع دولاً حقيقية بالفعل، مثل مصر وسوريا. أما السودان، أكثر الدول العربية الإسلامية تمزُقاً اليوم، فهي مبنية من أربعة جماعات مُعادين لبعضهم البعض، هم أقلية من العرب المسلمين السنة الذين يحكمون أكثرية أفريقية غير عربية، ووثنيون، ومسيحيون. وفي مصر، هناك أغلبية مسلمة سُنية، تواجه أقلية كبيرة من المسيحيين، تنتشر في مصر العليا (الصعيد): وهم حوالي 7 مليون، جعلوا حتى السادات يُعبر عن مخاوفه، بخطابه في 8 مايو، بأنهم سيحتاجون إلى دولة خاصة بهم، وهو أمر يُماثل لبنان مسيحية "أُخرى" في مصر.

8 كل الدول العربية شرق إسرائيل ممزقة ومهدمة ومليئة بالنزاعات الداخلية، حتى أكثر من تلك المتواجدة في المغرب. سوريا لا تختلف بالأساس كثيراً عن لبنان، إلا في أنها تملك نظام عسكري قوي يحكمها. إلا أن الحرب الأهلية المُستعرة في هذه الأيام هناك، ما بين الأكثرية السُنية والأقلية العلوية الشيعية الحاكمة (مجرد 12 % من السكان)، تشهد على خطورة المشاكل الداخلية.

9 العراق أيضاً، لا تختلف كثيراً عن جيرانها، رُغم أن أغلبيتها من الشيعة وأقليتها السنية هي التي تحكم البلاد. فخمسة وستين في المائة من السكان ليس لديهم رأي في السياسة، حيث نخبة مكونة من 20 في المائة، تُمسك بزمام السلطة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أقلية كردية ضخمة في الشمال، وإن لم يكن النظام الحاكم قوي، ولديه جيش وعائدات بترول، فان الدولة العراقية المستقبلية، لم تكن لتختلف عن لبنان في الماضي أو سوريا اليوم. وتظهر بذور النزاع الداخلي والحرب الأهلية، اليوم بالفعل، خاصةً بعد صعود خوميني للسلطة في إيران، وهو زعيم يراه شيعة العراق كزعيمهم الطبيعي.

10 إن كل إمارات الخليج، والسعودية، مبنية على أساس بيت رقيق من الرمال، حيث لا يوجد سوى البترول. ففي الكويت، لا يُشكل الكويتيين، إلا ربع السكان. وفي البحرين، الشيعة هم الأغلبية، ولكنهم محرومين من السلطة. وفي الإمارات، الشيعة هم أيضاً الأغلبية، ولكن السنة هم من يحكمون. نفس الشيء صحيح في عُمان واليمن الشمالي. وحتى في اليمن الجنوبية الماركسية، هناك أقلية ضخمة من الشيعة. وفي السعودية، أغلب السكان أجانب من المصريين واليمنيين، ولكن الأقلية السعودية هي التي تحكم.

11الأردن في حقيقتها فلسطينية، محكومة من قبل أقلية بدوية شرق الأردن، ولكن أغلب أفراد الجيش وبالتأكيد البيروقراطية العاملة هناك، فلسطينية. وفي حقيقة الأمر، فان عمان، فلسطينية، بقدر نابلس. كل تلك البلدان لديها جيوش قوية، إذا ما تكلمنا نسبياً. ولكن هناك مشكلة أيضاً هناك: فالجيش السوري، في أغلبه سني، بقائد فيلق علوي، والجيش العراقي في أغلبه شيعي، بقيادة سنية. وهذا يحمل دلالة كبيرة في المدى البعيد، وهذا هو سبب عدم إمكانية الاحتفاظ بولاء الجيش لمدة طويلة، إلا في حال وجود القاسم المشترك: العداء تجاه إسرائيل، وحتى ذلك ليس كافياً اليوم.

12 وجنباً إلى جنب مع العرب، وبينما هم منقسمين، تُشاركهم الدول الإسلامية في نفس المأزق. فيتكون نصف سكان إيران من جماعة تتكلم الفارسية، والنصف الآخر من جماعة عرقية تركية. ويتكون سكان تركيا من أغلبية إسلامية سنية تركية، تُشكل 50 %، وأقليتين كبيرتين، هم 12 مليون شيعي علوي، و6 مليون سني كردي. وفي أفغانستان هناك 5 ملايين شيعي، يشكلون ثلث السكان هناك. وفي باكستان السنية، هناك 15 مليون شيعي، يعرضون وجود الدولة للخطر.

13 تلك الصورة للأقليات العرقية القومية، الممتدة من المغرب إلى الهند، ومن الصومال إلى تركيا، تُشير إلى غياب الاستقرار والتفسخ السريع للإقليم بأكمله. وعند إضافة تلك الصورة إلى الصورة الاقتصادية، نرى كيف أن الإقليم بأكمله مبني مثل بيت من الورق، غير قادر على الصمود في وجه مشاكله القاسية.

14هناك مجموعات قليلة من الأغنياء، وكتل ضخمة من الفقراء، في هذا العالم الضخم والمفتت. فأغلب العرب لديهم متوسط دخل سنوي يعادل 300 دولار. وهذا هو الوضع في مصر، وفي أغلب دول المغرب، فيما عدا ليبيا والعراق. إن لبنان مفككة واقتصادها يتساقط كالقطع. إنها دولة لا يوجد بها سلطة مركزية، وإنما في الواقع 5 سلطات سيادية (المسيحيين في الشمال، مؤيدين من قبل السوريين، وتحت حكم عشيرة فرنجية؛ وفي الشرق منطقة تحت الاحتلال السوري المباشر؛ وفي الوسط منطقة مسيحية مُسيطر عليها من قبل الكتائب؛ وفي الجنوب وحتى نهر الليطاني، إقليم أغلبه فلسطيني، مُسيطر عليه من قبل منظمة التحرير الفلسطينية؛ ودولة الرائد سعد حداد، المكونة من مسيحيين ونصف مليون شيعي). وتتواجد سوريا في موقف أخطر وحتى الدعم الذي ستحصل عليه في المستقبل بعد وحدتها مع ليبيا، لن يكون كافياً للتعامل مع المشاكل الأساسية الخاصة بجودها والحفاظ على جيش ضخم. ومصر في أسوأ المواقف: ملايين على شفا الجوع، ونصف القوى العاملة تعيش في بطالة، والحصول على السكن شحيح في تلك المنطقة، التي هي من أكثر المناطق كثافة في عدد سكان العالم ككل. وفيما عدا ما يتعلق بالجيش، لا يوجد قسم واحد يعمل بفاعلية، والدولة في حال مستمر من الإفلاس، وتعتمد كلياً على المعونة الخارجية الأمريكية، الممنوحة لها منذ مُعاهدة السلام.

15 ويوجد في دول الخليج، والسعودية وليبيا ومصر، أضخم تجمع للمال والبترول في العالم، ولكن هؤلاء المستمتعين بذلك، هم نخبة ضئيلة، يفتقدون لقاعدة عريضة من التأييد والثقة الذاتية، وهي أمور لا يمكن لجيش أن يوفرها. فالجيش السعودي بكل ما يمتلك من مُعدات، لا يُمكنه أن يُدافع عن الأخطار الحقيقية التي يتعرض لها النظام في الوطن أو من الخارج، وما وقع في مكة سنة 1980 (حادث استيلاء جُهيمان العتيبي ورجاله على الحرم المكي)، ما هو إلا مثال. ويحيط بإسرائيل موقف مُحزن وغاية في العصف، ويخلق لها تحديات ومشاكل ومخاطر، ولكن أيضاً فُرص بعيدة المدى، للمرة الأولى منذ 1967. ويبدو أن الفرص التي ضاعت في ذاك الوقت، يُمكن أن تُصبح ممكنة التحقيق في الثمانينات، إلى المدة ومن خلال أبعاد، لا يُمكننا اليوم، تصورها.

16 إن سياسة "السلام" وإرجاع المناطق المُحتلة، من خلال الاعتماد على الولايات المتحدة، يمنع تحقيق البديل الجديد، المُتكون لنا. فمنذ 1967، ربطت كل حكومات إسرائيل، أهدافنا القومية، باحتياجات سياسية ضيقة على جانب، ومن جانب آخر، ربطت تلك الآراء، بآراء مدمرة، في الوطن، تقوم بتحييد قدراتنا في الوطن وخارجه. إن الفشل في اتخاذ خطوات تجاه السكان العرب في المناطق الجديدة، والتي اكتُسبت خلال حرب فُرضت علينا، هو أكبر خطأ إستراتيجي اقتُرف من قبل إسرائيل في اليوم التالي لحرب الأيام الستة. كان بإمكاننا أن نتجنب كل النزاع المُر والخطير، لو أننا منذ ذاك الوقت، أعطينا الأردن للفلسطينيين، الذين يعيشون غرب نهر الأردن. فلو أننا كنا فعلنا هذا، لكُنا وضعنا المشكلة الفلسطينية التي نواجهها اليوم، على الحياد، وهي التي وجدنا لها اليوم حلول، ليست في حقيقتها حلول على الإطلاق، مثل التسوية الإقليمية أو الحكم الذاتي، الذي هو في حقيقته، نفس الشيء. إننا اليوم، نواجه فجأة، فُرص هائلة لتحويل الوضع كلياً، وهو الأمر الذي يجب أن نقوم به خلال العقد القادم، وإلا لن نبقى كدولة.

17 ففي غضون الثمانينات من القرن العشرين، يجب أن تمر دولة إسرائيل، خلال تغييرات كبيرة المدى على مستوى نظاميها الداخليين، السياسي والاقتصادي، إلى جانب تغييرات جذرية في سياستها الخارجية، حتى تستطيع مواجهة التحديات العالمية والإقليمية في العصر الحديث. إن فقد حقول بترول قناة السويس، والإمكانات الضخمة من البترول والغاز والموارد الطبيعية، في شبه جزيرة سيناء والتي هي متشابهة من زاوية تشكل طبيعة الأرض، بالدول الغنية بالنفط في المنطقة، سينتج عنه استنزاف في الموارد في المستقبل القريب، وسيُدمر اقتصادنا المحلي: فربع الدخل القومي الإجمالي الحالي لنا بالإضافة إلى ثلث الميزانية، تُستخدم في شراء البترول. إن البحث عن المواد الخام في صحراء النقب، وعلى الشاطئ، لن يُغير في المستقبل القريب، هذا الأمر.

18 ولذا فان (استعادة) شبه جزيرة سيناء، بمواردها الحالية والممكنة، هي أولوية سياسية، مُعرقلة من قبل اتفاقي كامب ديفيد والسلام. إن الخطأ لذلك يقع فيما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية الحالية والحكومات التي مهدت الطريق للتسوية السلمية، أو الحكومات المنحازة منذ 1967. فالمصريون لن يحتاجوا أن يبقوا على معاهدة السلام بعد استعادة سيناء، وسيقومون بكل ما في وسعهم للعودة إلى أحضان العالم العربي والإنجاد السوفيتي، للحصول على الدعم والمعونة العسكرية. فالدعم الأمريكي مضمون فقط لمدة قصيرة، من أجل شروط السلام، وضعف الولايات المتحدة في داخلها وفي الخارج، سيؤدي إلى خفض في المعونات منها. لن نستطيع أن نمر خلال عام 1982، دون البترول والعائدات الآتية منه، مع الوضع في الاعتبار الصرف الحالي الضخم، وسنضطر إلى العمل على الرجوع إلى الوضع الذي كان متواجداً في سيناء قبل زيارة السادات واتفاقية السلام الخاطئة التي وُقعت معه في مارس 1979.

19 ولدي إسرائيل مسارين لتحقيق هذا الغرض، أحدهما مباشر والثاني غير مباشر. إن الطريق المباشر أقل عقلانية، بسبب طبيعة النظام والحكومة في إسرائيل، بالإضافة إلى حكمة السادات الذي حصل منا على انسحاب من سيناء، كان بعد حرب 1973، التي كانت إنجاز السادات الأكبر، منذ أن صعد إلى السلطة. إن إسرائيل لن تقوم بنقض المعاهدة، إما الآن أو في عام 1982، إلا في حال أنها ضُغطت بقوة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وفي حال وفرت مصر، العذر لإسرائيل على أن تستعيد سيناء للمرة الرابعة في تاريخنا القصير. ولذا فان ما يتبقى، هو البديل غير المباشر. إن الوضع الاقتصادي في مصر وطبيعة النظام هناك وسياساته القومية العربية، سيأتي بوضع، بعد إبريل 1982، يُجبر إسرائيل على العمل بشكل مباشر أو غير مباشر كي تستعيد سيطرتها على سيناء، بحيث تكون الاحتياطي الإستراتيجي والاقتصادي والحاوي للطاقة، على المدى البعيد لها. إن مصر لا تُشكل مشكلة إستراتيجية عسكرية بالنظر إلى ما تُعانيه من نزاعات داخلية، ويُمكن إرجاعها إلى وضع ما بعد 1967، خلال يوم واحد.

20 إن أسطورة أن مصر هي الزعيم الأقوى في الأمة العربية، تم تحطيمها في العام 1956، وبالتأكيد لم تستطع البقاء في 1967، ولكن سياستنا في إرجاع سيناء، خدمت في تحويل الخُرافة إلى "حقيقة". بينما في الحقيقة، فان قوة مصر بالتناسب مع إسرائيل وحدها وبقية العالم العربي، سقطت إلى 50 % منذ 1967. مصر لم تعد القوة المتزعمة سياسياً في العالم العربي، ومن الناحية الاقتصادية هي على حافة الأزمة. ودون المعونة الخارجية، فان الأزمة ستأتي غداً. وعلى المدى القصير، فان مصر ستجني العديد من المزايا، على حسابنا، ولكن فقط على المدى القصير وحتى عام 1982، وهذا لن يُغير ميزان القوى لصالحها، ويُمكنه أن يأتي بسقوطها. إن مصر في صورتها السياسية المحلية الحالية، هي جُثة الآن بالفعل، وهي كلما مضى الزمن كذلك، إذا ما وضعنا في اعتبارنا، الصدع المتنامي بين المسلمين والمسيحيين فيها. إن الهدف السياسي لإسرائيل، على الجبهة الغربية، في ثمانينات القرن العشرين، هو تقسيم مصر إلى مناطق جغرافية مميزة.

21 إن مصر مقسمة ومقطعة إلى بؤر كثيرة من السلطة. إذا تقسمت مصر، فان دولاً مثل ليبيا والسودان وحتى الدول الأبعد، لن تستمر في التواجد بشكلها الحالي وستتبع سقوط وانحلال مصر. إن الرؤية لدولة قبطية مسيحية في صعيد مصر بجانب عدد من الدول الضعيفة، بقوة غاية في المحلية، ودون حكومة مركزية مثلما هو حادث اليوم، هو مفتاح التطور التاريخي، الذي تراجع فقط بسبب اتفاقية السلام، ولكنه يبدو حتمي، على المدى البعيد.

22 إن الجبهة الغربية التي تبدو على السطح مُشكلة للإشكالية الأكبر، هي في الواقع أقل تعقيداً من الجبهة الشرقية، حيث أغلب الأحداث التي تُشكل مانشتات الصحف مؤخراً. إن تحلُل لبنان إلى خمس محافظات، سيُشكل سابقة لكل العالم العربي، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية، وهو ما يسير بالفعل على هذا المسار. إن تحلُل سوريا والعراق فيما بعد، إلى مناطق عرقية ودينية مميزة، مثلما الحال في لبنان، هو هدف إسرائيل الأساسي في الجبهة الشرقية على المدى الطويل، بينما تحلُل القوة العسكرية لتلك الدولتين، يخدم أهداف المدى القصير بالأساس. إن سوريا ستتفتت بالتوافق مع بناءها العرقي والديني، إلى عدة دول مثلما هو الحال في لبنان الحالية، حيث سيكون هناك دولة شيعية علوية على شاطئها، ودولة سنية في منطقة حلب، ودولة سنية أخرى في دمشق عدوة لجارتها في الشمال، والدروز الذين سيكونون دولة، ربما حتى في جولاننا، وبالتأكيد في حوران وشمال الأردن. هذا الوضع سيكون ضمانة للسلام والأمن، في المنطقة على المدى الطويل، وهذا الهدف يمكن بالفعل الوصول إليه اليوم.

23 العراق الغنية بالبترول من ناحية والممزقة داخلياً من ناحية أخرى، مضمونة، كمرشح لأهداف إسرائيل. إن تحلُلها، هو أهم حتى بالنسبة لنا، من ذاك التحلُل الخاص بسوريا. فعلى المدى القصير، تُشكل القوة العراقية، أضخم تهديد لإسرائيل. إن حرباً عراقية – إيرانية، ستُمزق العراق، وتؤدي إلى سقوطها في داخلها، قبل أن تستطيع أن تُنظم نضالاً على جبهة أوسع، ضدنا. إن كل نوع من المواجهة ما بين العرب أنفسهم مع بعضهم البعض، سيُساعدنا على المدى القصير، وسيُقصر الطريق علينا من أجل الهدف الأكبر، المتمثل في تقسيم العراق إلى طوائف مثلما الحال في سوريا ولبنان. ومن الممكن تقسيم العراق إلى محافظات مُتماشية مع الخطوط العرقية/الدينية، مثلما كان الوضع في سوريا في عهد الدولة العثمانية. وبالتالي، ستتواجد ثلاث دول (أو أكثر)، حول المدن الثلاث الأهم: البصرة وبغداد والموصل، والمناطق الشيعية في الجنوب، سوف تنفصل عن المناطق السنية والكردية في الشمال. ومن الممكن أن تزيد الحرب العراقية – الإيرانية الحالية، من هذا الاستقطاب.

24 إن شبه الجزيرة العربية بأكملها، مرشح طبيعي للتحلُل، نظراً لضغوط داخلية وخارجية، وهو أمر حتمي، بالذات في السعودية. فبغض النظر عن كون قوتها الاقتصادية مُستمرة أو مُتضائلة على المدى البعيد، فان التصدعات والانهيارات واضحة وتطور طبيعي، في ضوء التركيب السياسي الحالي.

25 إن الأردن تمثل هدف إستراتيجي فوري، على المدى القصير وليس على المدى البعيد، حيث أنها لا تُشكل تهديد حقيقي على المدى البعيد بعد تحلُلها، ووقف الحكم الطويل للملك حسين ونقل السلطة للفلسطينيين على المدى القصير.

26 لا يوجد فرصة لأن تبقى الأردن على بتركيبها الحالي على المدى البعيد، ويستوجب على سياسة إسرائيل، في كُلاً من السلام والحرب، أن تعمل على تصفية الأردن، المحكومة من قبل النظام الحالي، ونقل السلطة بها إلى الأغلبية الفلسطينية. إن تغيير النظام الحاكم شرق نهر الأردن، سيُساهم أيضاً في القضاء على مشكلة المناطق الكثيفة السُكان العرب، غرب الأردن (يقصد الكاتب: الضفة الغربية المحتلة). فسواءً كان الأمر في الحرب أو في السلام، فان الهجرة من المناطق والتجميد الاقتصادي الديمجرافي فيها، هي ضمانات التغيير القادم، في كلا الضفتين لنهر الأردن، ويجب أن نكون فاعلين في الإسراع بتلك العملية في المستقبل القريب. يجب أيضاً رفض خطة الحكم الذاتي، أو أي حل وسط أو تقسيم للمناطق، لعلمنا بخطط منظمة التحرير الفلسطينية وتلك الخاصة بعرب إسرائيل أنفسهم، والمقصود خطة "شفا عمرو" الخاصة بعام 1980 (شفا عمرو مدينة "فلسطينية" في شمال إسرائيل)، لن يكون من الممكن الاستمرار في الحياة في هذه البلاد، في حالها الحالي، دون فصل الأمتين، الممثلتين للعرب في الأردن واليهود في المناطق غرب النهر. إن التعايش الحقيقي والسلام سيسيطر على الأرض فقط عندما يُدرك العرب أنه دون حُكم يهودي ما بين الأردن والبحر، لن يكون لهم وجود أو أمن. إن وجود أمة خاصة بهم وأمن لديهم، لن يتحقق إلا في الأردن.

27 إن التمييز ما بين مناطق 1967 وغيرها من المناطق وتلك الخاصة بعام 1948، لم يكن له معنى للعرب وليس لديه أي معنى لدينا. يجب وأن تُشاهد المُشكلة في كُليتها، دون أدنى تقسيمات خاصة بـ 1967. ويجب أن يكون واضحاً في ظل أي وضع سياسي مستقبلي أو كوكبة عسكرية، أن الحل لمشكلة السكان العرب الأصليين ستحدث فقط عندما يعترفوا بوجود إسرائيل، في إطار حدود آمنة، حتى نهر الأردن وما خلفه، حيث حاجتنا الوجودية في ذاك العصر الصعب، أي العصر النووي، الذي سنخترق قريباً. فلم يكن ممكناً أن نحيا بسُكان يشكلوا ثلاث أرباع من اليهود على شاطئ كثيف، مُتعرض لخطر كبير في العصر النووي.

28 لذا فان تشتيت السكان، يُشكل هدف إستراتيجي محلي، على أعلى المراتب؛ وإلا سننقرض، في إطار أي حدود. إن يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والجليل، هم ضماننا الوحيد للبقاء القومي، وإن لم نصبح الأغلبية في منطقة الجبال، فلن نحكم في البلاد، وسنكون مثل الصليبين، الذين فقدوا هذه البلاد التي لم تكن ملكهم يوماً على أية حال، والتي كانوا بها غُرباء من البداية. إن إعادة التوازن الديمجرافي والإستراتيجي والاقتصادي في البلاد، هو أعلى وأكثر الأهداف مركزية اليوم. إن السيطرة على الخط الجبلي من بئر سبع إلى الجليل الأعلى، هو الهدف القومي المتولد عن الاعتبارات الإستراتيجية الأساسية، التي تسوي المشكلة الجبلية للبلاد الخالية من اليهود اليوم.

29 أن تحقيق أهدافنا على الجبهة الشرقية، يعتمد أولاً على تحقيق الأهداف الإستراتيجية الداخلية. إن تحول التركيب السياسي والاقتصادي، الذي يُمكن من تحقيق الأهداف الإستراتيجية، هو مفتاح تحقيق التغيير بأكمله. نحتاج أن نتغير من اقتصاد مركزي حيث الحكومة تشارك على نطاق واسع، إلى سوق مفتوح وحر، بالإضافة إلى التحول من الاعتماد على دافع الضرائب الأمريكي إلى تنمية بنية تحتية حقيقية اقتصادية منتجة ، بأيدينا نحن. إن لم نستطع أن نقوم بهذا التغيير بحرية وطواعية، سنُجبر عليه من قبل التطورات العالمية، خاصةُ في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسة، ومن خلال عُزلتنا التي ستنمو في تلك الحال.

30 إن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال وجهتي النظر العسكرية والإستراتيجية، غير قادر على الصمود أمام الضغط الدولي من قبل الإتحاد السوفيتي، على مستوى العالم، ولذا فانه يستلزم على إسرائيل أن تقف وحدها في الثمانينات (من القرن العشرين)، دون أي دعم خارجي، سواء عسكري أو اقتصادي، وهذا في ظل إمكاناتنا اليوم، دون مساومات. إن التغيرات السريعة في العالم ستأتي أيضاً بتغييرات في حال أن يهود العالم، لم ينظروا فقط إلى إسرائيل على أنها الملاذ الأخير، ولكن مكان الوجود الوحيد لهم. إننا لا يُمكننا أن نفترض أن يهود الولايات المتحدة، والمجتمعات في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ستستمر في الوجود بشكلها الحالي، في المستقبل.

31إن وجودنا في هذه البلاد، مؤكد، ولا يوجد قوة يُمكنها أن تُزيلنا من هنا باستخدام القوة أو الغدر (طريقة السادات). وبالرغم من صعوبات سياسة "السلام" الخاطئة ومشاكل الإسرائيليون العرب والمناطق (المُحتلة)، يُمكننا أن نتعامل بفاعلية، مع تلك المُشكلات، في المستقبل المنظور.
أحد المواقع التي نشرت تلك الورقة الخطيرة، بتحليل الدكتور الإسرائيلي إسرائيل شاهاك:
http://cosmos.ucc.ie/cs1064/jabowen/IPSC/articles/article0005345.html



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعني أيه حرية في الليبرالية؟
- الإسكندرية: مدينة التعايش المصرى 2011
- الوحدة الإقليمية بفكر مُغاير
- رسالة التنوير إلى الأقليات
- فى تركيا: إسلاميون علمانيون.. ولدينا أيضاً!!
- الإخوان وتهويد إسرائيل
- النقد للجميع
- الإخوان.. -الديكتاتورية هى الحل-
- الإخوان أعداء الديمقراطية
- خداع الإخوان!
- مرشد الجماعة وماؤه الطهور فى الانتخابات
- كاتب الجماعة: هل أصبح عضواً في الجماعة؟!
- بين صوفى شول وتراودل يونجه: رسالة وعى للشباب
- صانعو التطرف
- الخوف من العقل
- الجهل المقدس
- زمن المُتعنونين!
- نصر حامد أبوزيد.. قلب ما يخافشى
- فلتؤمنوا بثقافة المربع!
- دولة -الطلاق- الدينية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - شريف حافظ - ورقة إسرائيلية خطيرة: إستراتيجية لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين