منفيون من جنة الشيطان34

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 15:00
المحور: الادب والفن
    

منفيون من جنة الشيطان34
"نُسَرُّ بالأولى أن نتغرَّبَ عن الجسدِ، ونستوطنَ عند الربِّ"! / بولس الرسول

هَذِهِ عَرَبَةٌ مُحَمّلَةٌ بِالْجُثَثِ
وَهَؤلاءِ
بَشَرٌ مُدَجّجُونَ بِالفَرَاغِ
هَذَا الصَّريرُ
هَلْ تَسْمَعُهُ..؟
أنّهُ لِقاطِراتِ تنقُلُ الْعَدَمَ
مِنْ حَيَاتِنا إلى الْعَالَمِ الآخَرِ
الْمَطَرُ
يَتَسَاقَطُ عَلى وُجُوهِنا
مِثلَ قَطَراتِ المُزْنِ
حَارِقَةً كَاوِيَةً
هَلْ نَحْنُ الّذينَ حَرَّفْنا الكِتَابَ
لا..
نَحْنُ أبْنَاءُ اليَوْمِ
وَتِلكَ أسَاطيرُ الأوّلينَ
هَلْ نَحْنُ مَنْ أحْرَقَ هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ
نَحْنُ أبْناءُ الصُّدْفَةِ
وَاللّا مَعْقولِ
وَالْيَأسِ الفَاقِعِ
لا غَايَةٌ لَنا وَلا وَسيلَةٌ
قَنَاعَاتنا لا تَتَجاوَزُ
أجْسَادَنا
تلكَ الاسْطُوَانِيَّةَ
عَلَى قارِعَاتِ الشّوَارِعِ
في رَأسِها
حَبْلٌ يُضِيءُ
تَأمّلْ..
أيُّ ظَلامٍ يَشِدّ الكَوْنَ
بِبَعْضِهِ
لِيُلْهِمَنا هَذَا النّورَ..
*
في الرّدْهَة الخَلْفِيَّةِ لِذاكِرَتي
يَجْلُسُ اثنانِ
رَجُلٌ وَامْرَأةٌ
طَالِبٌ وَطَالِبَةٌ
وَغَدٌ وَمَلاكٌ
لا أعْرِفُ – رُبَّمَا..
سَجّانٌ وَرَهينَةٌ
أسْمَعُ أحَدَهُما يَقولُ
يَقولُ بِهَمَسٍ:
التّاريخُ لا يَرْوي لَنا غيرَ الكَوارِثِ..
حُروب.. حَرائِق.. فَيَضَانَات
ألَمْ يَكُنْ هُناكَ أطْفالٌ
ألَيسَ الأطْفالُ أبْرِياءَ
لِمَاذا يُؤاخَذونَ بِجَريرَةِ الآبَاءِ
هَل النّاسُ كلُّهُمْ فاسِدُونَ
غيرُ مُمْكِنٍ
المُفْسِدونَ دَائِماً قلّةٌ..
وَالأشْرارُ قلَّةٌ
وَالأغْنِياءُ وَالحُكّامُ قلّةٌ..
وَالنّافِذونَ قِلّةٌ..
قِلَّة عَلى وَزْنِ فُلَّةٍ
وَالأبْرِياءُ وَالفُقَرَاءُ وَالعَبيدُ
أغْلَبيَّةٌ..
عَلَى وَزْنِ بَرْبَرِيَّةٍ
بْرُوليتارِيا التّاريخِ المُضْطَهَدَةِ
لِمَاذا يَجَرِمُ البَعْضُ
وَيُعَاقَبُ المَجمُوعُ
(الحِصارُ الدّوليُّ على شعبِ العِرَاقِ)
لِمَاذا يَتَنَعَّمُ القِلّةُ
وَتنزِلُ العَاقبَةُ عَلى الفُقَراءِ
ثم يقولُ الآخَرُ..
وَلَكِنْ مَا نَفعُ التّاريخِ
وَمَا فَائِدَةُ الأسَاطيرِ..؟
بِلا شكّ.. تناقُلُ العِبَرِ.. يَقولُ الآخَرُ
تَقصُدُ العُنفَ وَالدَّمَارَ..
إذا كَانَ الأوَّلونَ قد عَجَزُوا
عنْ أصْلاحِ وَضْعِهُم
فكَيفَ يُوَجِّهُونَ لَنا المَشورَةَ
أمرٌ في غَايَةِ الغَبَاءِ..
رُبَّمَا لَيسَ الغَبَاءُ.. وَانّما الانتِقامُ.
عِندَ هَذِهِ النُّقطَةِ
ضَرَبْتُ رَأسِي بِمسْمَاٍر
ثُمَّ عَلّقْتُ بِهِ
يَافِطَةً كُتِبَ عَلَيها
بِخَطٍّ أحْمَرٍ عَريضٍ: المَحَلُّ مُغْلَقٌ
لِأجَلٍ غَيرِ مَعْلومٍ..
وَمُنذُ ذَلِكَ اليَومِ
لا أسْمَعُ غيرَ عَويلِ الصَّمْتِ
في كَفترْيا الذّاكِرَةِ.

الثلاثاء 21/8/01

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات