أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - سوريا والتصحر السياسي














المزيد.....

سوريا والتصحر السياسي


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعوة للتشكل
سورية تشهد فراغا سياسيا مريعا حتى تبدو سوريا اليوم وكأنها صحراء لم تعرف السياسة يوما وكأنها لم تعرف يوما وجود أحزاب وقوى ووزارات ومؤسسات دولة وبرلمان ونقابات وجيش.
زحف التصحر السياسي السوري باطراد نتيجة التحطيم المستمر من قبل أجهزة الأمن لكل حالة انتظام سواء كان ذلك في الدولة أم خارجها حتى لم يبق في سورية من جهة سوى الجهة التي تقوم بهذه المهمة منذ عقود. وأساس هذه المهمة هو تحطيم الفرد الحر الكريم ذو الميل الطبيعي للانتظام في مؤسسة أو جماعة يختارها هو بحرية.
كثيرا ماتم تداول فكرة أن النظام نزع السياسة من المجتمع اي القضاء على العمل السياسي بين الناس بتحطيمه للأحزاب وحظر العمل السياسي. لكن الذي حصل فعلا هو نزع المؤسسات وحظرالعمل المؤسسي في المجتمع والدولة معا، الذي حصل فعليا هو تحطيم المؤسسات الناظمة للمجتمع والدولة معا فسورية ليست محرومة من العمل الحزبي والمدني فحسب بل هي محرومة من كافة أشكال المؤسسات ففي سورية لا يوجد مؤسسة قضائية ولا اقتصادية ولابرلمان ولا وزارات ولا نقابات ولا جيش يوجد هياكل مؤسسات بدون وجود فعلي، فوجود المؤسسات الفعلي يكون بوجود الأفراد الأحرار الذين لايخشون شيئا ولا سلطة عليهم سوى سلطة القانون ومرجعيتهم هي فقط ضميرهم و النظام الداخلي للمؤسسة التي يعمل بها. على عكس الواقع في سورية حيث الأجهزة الأمنية هي مرجعية كافة المؤسسات وذلك ماينفي وجودها نفسه. ولذلك ليس أمرا مفاجئا أن لا نشهد طرفا فاعلا الآن في أحداث سورية سوى الأجهزة الأمنية. في مواجهة الانتفاضة الشعبية.
الشعب السوري قاوم هذا التحطيم على مدى خمسين سنة، شكل أحزابه السياسية المتنوعة وبكافة ألوان الطيف السياسي وناضل وتعرض للسجون والملاحقة والتعذيب والنفي والتحطيم لأن حلم الحرية والكرامة والفرد الذي ينبع رأيه من ارادته الحرة كان من أكبر المحرمات.
كنا، من خلال عملنا السياسي المعارض نناضل ونبتكر الخطط من أجل الوصول إلى الناس واقناعهم بجدوى الاهتمام بالشأن العام وبضرورة أن يصنع البشر حياتهم بأيديهم. نحاول اقناعهم بأن هذه البلاد لنا وأنه من حقنا أن يكون رأينا الخاص ودورنا الخاص بأن نتشارك جميعا في البناء والادارة والثروة وكنا ننجح أحيانا ونفشل في أحيان كثيرة.
لكن الأفراد في سورية بدأوا بالتكون والتمايز بأعداد هائلة منذ عشر سنوات فقط، منذ بدأت امكانية الخروج من بيئة تفتيت الفردية بدون الخروج من البلد، بدأت مع أول امكانية اختيار لمصدر المعلومات أي منذ عصر الفضائيات عندما دخلت أنماط الحياة المختلفة الى المنازل رغم أنف التربية الغبارية، (أي تحويل البشر الى غبار غير منتظم). وساهم في ذلك أن تطور التكنولوجيا سار في الاتجاه الشخصي والفردي تحديدا، فالهاتف الخليوي والكمبيوتر والكاميرا هي عبارة عن وسائل فردية بحتة والموسيقى والفيديو ودروس اللغة متوفرة على فلاشة صغيرة تسمح للشباب بخلق بيئتهم الخاصة والفردية بعيدا عن سطوة الأسرة والمدرسة والسلطة، تكونت فرديتهم رغم أنف القمع السياسي والمجتمعي. إذن نستطيع القول بأن التصحر لم يعد ملائما لعصريتهم.
اليوم نزل الجيل الجديد الى الشارع كي يطالب بحقه في الحرية والعيش الكريم، نزل الشباب الى الشارع كي يكون لهم صوتهم الخاص بهم ومن ثم يطالبون بمؤسساتهم التي ينتظمون بها ويمارسون بها واجباتهم وتصون لهم حقوقهم وتعبر عن حداثتهم. تلك الحداثة المرعبة للأجهزة الأمنية الديناصورية والتي أصبح من ألد أعدائها كلمة حرية موبايل ولاب توب وفيس بوك وتويتر والفضائيات. وهذا مايؤكده كل التحقيقات مع الشباب في المعتقل والتي تتركز على هذه المفردات.
وهكذا يتدفق اليوم الناس دفعة واحدة الى حلمنا وعلى نحو غير مسبوق في تاريخ سورية، فأين نحن؟ أين الحركة السياسية المعارضة؟
اليوم نعيش لحظة لم نكن نحلم بأننا الزمن سوف يكرمنا بأن نشهد لحظة مواتية لنا كهذه اللحظة، فماذا نفعل الآن؟
أجزم أن حلمنا مازال طازجا ولكني أجزم أيضا أننا نجلس في زاوية الحلم نحاول استطلاع الأحداث المتسارعة وأجزم بأن عيوننا، وإن كانت تعلوها غباشة القمع التاريخي، تذرف دموع الفرح بما يحصل. لكن أكتافنا تنوء بثقل خلافات الزمن الرديء وعقولنا تحتاج قليلا من التجاوز للقديم.
كما أجزم أن الكثير من الأفراد منا يعمل الآن من أجل الثورة ولكن هذا لا يكفي في زمن الثورات، أجزم أن المئات من الأفراد من الحركة السياسة التاريخية هم الآن خارج الهياكل التنظيمية للأحزاب الحالية بسبب التشتيت المستمر الذي فعله قمع السلطة والذي منع كافة أحزاب المعارضة من التقاط انفاسها من جهة، ومن جهة أخرى عدم قدرة هذه الهياكل السياسية الباقية على استيعاب المتغيرات التي تسارعت منذ بداية عقد التسعينات. وأجزم أن هذا الجسم الكبير من الحركة السياسية الموجود خارج كافة الهياكل التنظيمية الحالية، يتململ الآن ويبحث عن أي شكل من أشكال التعبير والتشكل.
انه زمن اعادة التشكل واعادة التجمع واعادة التوافق واعادة النظر بتفرقنا وخلافاتنا التي تنتمي لزمن آخر.
فهل نستطيع إعادة التشكل والتجمع والتوافق؟ هل نستطيع أن نكون كما يليق بنا وبأحلامنا وتاريخنا وشعبنا وسوريتنا؟.
فهل نستطيع أعادة التشكل والتجمع والتوافق؟ لا لنكون بديلا عن الجديد الذي يولد الآن في قلب الحركة بل لنسمع صوتنا المنحاز للحركة وكي يكون هادرا بدلا من الأصوات المتفرقة التي عادة ماتضيع في ضجيج الحدث التاريخي الكبير.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تجاوز فترة الثمانينات البغيضة في سورية
- وعي و جيتار ودموع شفيفة أسلحة الثورة الجديدة
- نحن مصدر الشرعية، وهذا الجيش لنا
- مظاهرة احتجاجية لرجال الدين الإسلامي
- الفكر النسوي يسائل المنظومات الفكرية السائدة
- نجاح الجيدين ولكن بدون أي برنامج! قراءة في نتائج الانتخابات ...
- عقل الدولة الضائع
- النسوية الثالثة التعددية والاختلاف وتغيير العالم
- لماذا نحن ممنوعات من السفر؟!
- لو كان سيفي اكبر من وردتي كيف أكون؟
- ابتسامة عدنان محفوض
- إسراء وفداء وهمزة الحرية
- لماذا مٌنعت من مرافقة زوجي في رحلته الطبية؟!
- عمي الطاهر أحتفي بك وبجريدة السفير
- كم من الحب خسرتِ أيتها البلاد
- شِدّة الشِعر في فيلم هالة العبدالله
- الاحتلال والديكتاتور
- العنف ضد النساء والعنف ضد المجتمع
- الديمقراطية ضحية الاحتلال والحرب
- مجتمع إسلامي أم مجتمع ذكوري؟؟؟


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - سوريا والتصحر السياسي