نارت اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 12:08
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
شكرآ لكم أيها الحكّام المجرمون، بفضلكم صار عندنا أبطال حقيقيون
ليسوا مثل الأبطال المزعومون الذين يملؤون كتبنا وتاريخنا وإنما أبطال حقيقيون، كانوا قبل أيام قليلة يضحكون ويلعبون
مازالت عندنا صورهم، وشهادة ميلادهم،عندنا قمصانهم وفرشاة أسنانهم.
شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون، فقد صنعتم بإجرامكم ووحشيتكم أبطالآ وشهداء رائعين.
غدآ عندما نزيحكم من فوق صدورنا، سوف نطلق أسماء شهدائناعلى شوارعنا وساحاتنا ومرافقنا.
سنزيح إسمكم القبيح عن جامعة الأسد، وصالة الأسد الرياضية، وجسر الأسد، ومكتبة الأسد وغيرها الكثير، ونسميها بأسماء شهدائنا الأبرار.
صار حتى عندنا شهداء أبطال صغار بعمر الزهور، مازالت عندنا ألعابهم ودفاترهم وأقلام تلوينهم.
هذه بعض أسمائهم:
صالح عللوة، أنور العبيد، إياد شهاب، مؤمن حمودة، تمام العاسمي، فارس محاميد، ضياء هزاع، ضياء الخطيب، عبد السلام برغش، تمام الصيادي وحمزة الخطيب
صار حتى عندنا طفلات شهيدات، مجد الرفاعي وإسراء يونس
لا تقلقوا أيها الحكام المجرمون، سوف نبقي لكم بعض الأماكن ونسجّلها بإسمكم، سنترك مقابركم الجماعية باسمكم، وسنترك سجونكم وأقبية تعذيبكم باسمكم بعد أن نفرغها من المعتقلين.
ماذا ستفعلون بعد أيها الحكام المجرمون؟
قتلتم ألفآ، وشوهتم أربعة آلاف، واعتقلتم عشرة آلاف في أقبيتكم المظلمة، صراخ تعذيبهم يشق السماء
دمرتم بيوتآ وحقولآ ودكاكين، اقتحمتم البيوت الآمنة ودور العبادة والجامعات، دبكتم على أجساد الناس، أطلقتم النار على الجنازات، أجهزتم على الجرحى،
سجنتم الأطفال وقلعتم أظافرهم.
ماذا ستفعلون بعد؟
هل تتسابقون مع جحافل المغول في الهمجية؟ لم يبق إلا أن تبقروا بطون النساء الحوامل حتى تحصلوا على المرتبة الأولى في الوحشية.
لا تنسوا أيها الحكام المجرمون أن المغول قتلوا شعوبآ غير شعوبهم، أما أنتم فتقتلون شعبكم وأبناء وطنكم.
ولاتنسوا أيها الحكام المجرمون أن المغول لم يدرسوا في جامعات لندن ولم يكونوا يرتدون بذلات جيوفاني أرماني
هل تتخيلون أيها الحكام المجرمون مدى الألم الذي يمزق أمّآ ثكلى كلما فتحت خزانة ملابس إبنها الشهيد؟ هل تتخيلون شعورها كلما اقتربت لتشم رائحة ولدها التي حملت به وهنآ على وهن والتي أرضعته واحتضنته أيامآ وشهور، كيف ستنسى صوت ضحكته التي مازالت تملأ أرجاء البيت؟
ماذا ستفعل بملابسه، بفرشاة أسنانه، بدفاتره؟
ماذا ستفعل بصورة حبيبته التي وضعها تحت وسادته؟
بعض الشهداء لم يمتلك بعد عدة حلاقته فالشعر لم ينبت بعد على وجهه الطري.
بعضهم لم يكمل بعد قصيدة حبه الأولى.
بعضهم لم يرسل بعد وردته الأولى لصبية الحي الجميلة.
أدعوكم أيها المجرمون أن تنظروا لصورة البطل حمزة الخطيب قبل أن تقتلوه، وصورته بعد أن عذبتموه وشوهتموه وقتلتموه، ثم أجيبوني: هل بقيت عندكم ذرة من الشرف؟
http://www.alittihad.ae/assets/images/Emirates/2011/05/28/320x240/HAMZA-ALKHATEEB.jpg
#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟