محمد بكري
الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 07:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحمد لله انني لا أعيش في بلاد عربية يموت بها الشباب إمام عيوني ولا استطيع ان اصرخ عاليا لئلا ازعج الرئيس.
الحمدلله انني فنان فلسطيني لا اعمل في بلاط غير بلاط ضميري ولا اكسب خبزي الا من عرق جبيني واعيش مستورا والحمد لله. صحيح انني اعيش في اسرائيل التي يسودها قانون مطاطي بكل ما يتعلق بي كفلسطيني وصحيح ان الدولة هي عصابة منظمة. صحيح ان شعبها غبي حيث زادت نسبة مؤيدي بيبي اكثر من 17% بعد خطابه اللامع في امريكا امام مجلس الشيوخ الاغبياء .صحيح ان هذه الدولة تحتل ارضي وتتنكر لحق عودتي وتبني مستوطنات ومستوطنات ومستوطنات وتحتل القدس وترفض المساومة عليها.
صحيح ان هذه الدولة تسمي نفسها بالدولة اليهودية وتريد من ابو مازن الاعتراف بيهوديتها كشرط اساسي للعودة للمفاوضات.
صحيح ان هذه الدولة هي من اكثر الدول عنصرية في العالم، وصحيح انها من اكذب دول العالم وهيك مزبطة ختمها بيبي نتنياهو .
ولا يتحتم عليك ان تكون ذكيا لتفهم ذاك الكم الهائل من الكذب الذي ينتج يوميا في مصانع سياسة اسرائيل، وصحيح ان الإعلام الإسرائيلي هو الناطق الرسمي باسم هذا الكذب.
صحيح ان اسرائيل تقتل القتيل وتمشي في جنازته، كل هذا صحيح وصحيح ايضا ان اسرائيل حتما زائلة اذا ما استمرت في هذا النهج العدواني والمتملص من الاعتراف بالحق الفلسطيني فلا القوي يبقى ولا الظلم يدوم وهناك الحتمية التاريخية التي لا مفر منها فالي متى؟
كل هذا صحيح ولكني ورغم كل ما هو صحيح اعلاه لا اريد ان اكون مواطنا عربيا في اي وطن عربي لا في مصر ولا في تونس ولا في سوريا ولا في الاردن وليبيا واليمن ما دام ما زال يُقتل فيها من يدافع عن حريته وكرامته.
وما دام غد الثورات ما زال ضبابيا، نعم سأبقى هنا، سأحارب غباء هؤلاء، من هنا.
سأحمي هويتي وكرامتي من هنا، سأدافع عن اخوتي الفلسطينيين من هنا.
سأخرج "جنين جنين"، من هنا. سأرفع صوتي، من هنا.
الى ان يطلقوا علي النار وعندها قد اسكت انا لأني ميت، ولكن صوتي لن يسكت لاني سلمته لأبنائي.
ما اغباك اسرائيل!
وما اغباكم حكام العرب!
#محمد_بكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟