أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - السياسة مو لعب طمّه














المزيد.....

السياسة مو لعب طمّه


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سنة 1936 زار الشاعر الملا عبود الكرخي مدن أعالي الفرات هيت وجبه وآلوس وحديثة وبروانه وعنه وراوه ،هذه المدن العريقة الطيبة والتي تمتد جذورها في عمق التاريخ،ويبدو انه لم يلقَ من أهل هذه المدن اهتماما يليق به -حسب ظنه- ما دفعه إلى هجاء أهل هذه المدن، فلم يكن من شاعر هيت الشعبي بدران احمد بريكع إلا أن يرد للكرخي الصاع صاعين بقصيدة فنـّد فيها اتهامات الكرخي وضرب له مثلا عن كرم أبناء ( السنجق) وشجاعتهم وعلمهم:( ذوله أهل الكرم والطيب والناموس=كلهم بالشجاعة يرفعون الروس). وأنهم يفهمون أمور دنياهم : ( أنزلهم عفيف ويفهم القاموس=والمثلك سنه يركض وره الآنه) .وتمنى من الله أن يقطع لسان الكرخي:(إلهي بجاه طه وحيدر الكرار = كل شاعر هلكلك تكطع لسانه). ومنذ ذلك اليوم سمعنا المقولة المشهورة (السياسة مو لعب طمّه و الكرخي سليمه تطمه). ما يهمنا أن السياسة غدت في يومنا هذا لعبة (طمّه ).ولعبة الطمّه هذه هي لعبة كانت الصبيات والفتيات يلعبنها لقضاء الوقت أو للفوز بخرزة أو خرزتين . وتبدأ اللعبة بان يحضرن كمية من التراب(الرمل) وتضع كل واحدة منهن خرزة في كومة التراب تلك وبعد أن يحركن الكومة يمينا ويسارا وبعد أن تختفي الخرزات بالكامل، تفرقها من تقود اللعبة إلى كومات صغيرة بعدد الفتيات اللاعبات، وتبدأ كل منهن باختيار كومة واحدة من تلك الكومات، ثم تقوم بفتحها ومن وجدت في كومتها خرزة أو أكثر فهي من نصيبها،وهكذا تعاد اللعبة وتبدأ اللاعبات دورا جديدا بها .لقد كان هدف تلك اللعبة قضاء الوقت فلا قيمة للخرزة أو الخرزتين التي تفوز بها إحدى الفتيات وان كانت الخسارة في بعض الأحيان تؤدي إلى عراك وتشابك بالأيدي قد يصل إلى جز الرؤوس.قبل ثلاثة وسبعين سنة عيّر شاعرنا الهيتي الشاعر الكرخي بجهله بالسياسة، وان على الأخير أن يعرف السياسة قبل أن يخوض غمارها فهي (مو لعب طمّه) واليوم يبدو أن الكثير من سياسينا يفهم السياسة هكذا،ويريد أن يجعلها كتلك اللعبة .بل أن بعضهم اعتمد مبدأ ( لو ألعب لو أخرب الملعب) فمنهم من يلوح بتعطيل العملية السياسية، ومنهم من يخاف حربا شعواء بين العرب والكورد، ومنهم من جعلها سوقا شعبية للمزاد العلني وغير العلني ومكتبا لمقايضة المناصب والكراسي، ومنهم من اتخذها وسيلة لتعلم أصول الخطابة، ومنهم ومنهم... ولم تعد السياسة (لعبة طمّه )فحسب بل أن سياسينا أجادوا اللعب على حبال السياسة ،وتفوقوا فيها على لعبة جر الحبل حتى أصبح أعضاء فريق مجلس النواب أبطالا للعالم في هذه اللعبة كونهم لم يضيعوا وقتهم دون ممارستها، فهم يجرون الحبل حين يناقشون مسودة قانون ، ويجرونه حين يصوتون عليه ،ويجرونه حين يناقشون الموازنة بأبوابها وفصولها، ويجرونه حين يتبارون في إلقاء التهم على بعضهم، ولا يتوقفون عن الجر والعرِّ إلا فيما يتعلق بمصالحهم الشخصية، و بمكتسباتهم المادية ورواتبهم ومخصصاتهم، فهذه المصالح فوق الميول والاتجاهات. واليوم أصبحنا نخاف من اللعب واللاعبين ،فبعد أن أتقن سياسيونا لعبة جر الحبل في وضح النهار، وبقي لديهم فراغ الليل وطوله أن يمارسوا لعبة (المحيبس) لأنهم أذا ما مارسوها فإننا سنضيع في هرج ومرج أكثر من الهرج والمرج الذي نحن تائهون فيه ،وربما تختلط علينا المحابس وما أكثرها في أصابع أيدي أولي الأمر في هذه الأيام ، وتضيع الحقيقة حين يصيح أكثر من لاعب (بات ) ويظهر لنا احد محابسه لا محبس اللعبة،بعدها سيطول النقاش ويكثر الجدل عن أي المحابس هو الصحيح فننسى اللعبة ،وننسى الجماعة والصحبة ،ونتوه في طريق البحث عن الحقيقة وسنفقدها ولن نجدها، كما سنفقد المرأة في هذه اللعبة الذكورية . رحم الله شاعرنا الهيتي بدران احمد بريكع وكم تمنيت لو أن العمر طال به وأمده ببضع سنين توصله إلى عهدنا لنسمع منه مقولة أخرى أو قصيدة كتلك التي قالها بحق الكرخي، فقد يستفيد منها سياسيونا، ويوقفون اللعب على الحبال وجرها،وان لا يفكروا بممارسة لعبة ( المحيبس)، و أن يفهموا بان( السياسة مو لعب طمّه ).



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسمة
- الفساد المالي والإداري وأسبابه
- إنسوا السين وسوف واذكروا قد
- ليلى الحبيبة
- هي
- هي
- أم عصام
- بكيت مع النواب
- الهوى عمري وعمرك
- انا وامي وعيد العمال
- خمسون مرت وانقضت
- رونق
- الأسف
- قرار الحب
- جامعة الانبار شكر، وتكريم
- يا رنا
- مقدمة في تاريخ القانون
- نور
- الى الذين في قلوبهم مرض
- مرة لا مرتين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - السياسة مو لعب طمّه