في الثقافة الموسيقية

حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 13:12
المحور: الادب والفن
    

ضمن السلسلة الثقافية الشهرية لمختلف العلوم والفنون والأدب التي تتبناها دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة صدر عنها كتاب ( في الثقافة الموسيقية ) للباحث الموسيقي ستار الناصر المتخصص في عالم الموسيقى عمليا ونظريا ويكاد الذي يتابع كتاباته يتيقن أكاديميته في هذا المجال والحقيقة انه خريج مدرسة الحياة ، فقد هضم الناصر بشراهة حبه للموسيقى معتبرها فنا إنسانيا ثقافيا عند مختلف الشعوب تعبر عن طموحاته وذاته التواقة لتعلمها وتعليمها ، وفعلا حقق الخطان في التوجه الموسيقي الخط الإبداعي كانجاز كتابين في الموسيقى هذا الكتاب الذي نحو بصددته وكتاب صدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق حمل عنوان ( مرجعيات الموسيغنائية ) اما الخط الثاني فهو استاذ يعلم الموسيقى للطلبة والهواة وممن تستهويهم معرفة اصولها وطرقها واسرارها لذلك جاء هذا الكتاب ( في الثقافة الموسيقية ) فمجرد قرأت المقدمة تعرف غاية المؤلف الانسانية لكونه يحفز الاخر إلى معرفة الموسيقى واسرارها . الكتاب في ثلاثة فصول ( الاول نظرة عامة في الموسيغنائية عند الشعوب عامة ، والثاني اصول تلقي الموسيقية العالمية الاوركسترالية ، والثالث عصور الموسيقى ).
شكلت هذه الفصول وفروعها بحثا مهما في تاريخ الموسيقى بشكلها العام وخصوصية عراقية واضحة وهي محاولات اثمرت عن جهد قيم للباحث خاصة حين يسأل الناصر نفسه ويجيب سؤاله .كيف تصنع الاغاني الشرقية ؟ وهل تختلف صناعة الاغنية لدى الشعوب غير الشرقية؟ ونحن هل نحتاج إلى عملية توزيع موسيقي للاغانينا ؟ وهل معرفة النوته الموسيقية ضرورة هنا ؟ . فيجيب عليهن باجوبة بحثية شيقة وتضيف للمنهج الموسيقي الاكاديمي للطلبة الدارسين في الدراسة الاولية او المتقدمة مثل البكالوريوس والماجستير .
اما عن تطور الاغنية في العراق فجائت دراسته بشكل خاص منذ نهاية الستينيات حتى بداية السبعينيات وهي الفترة الذهبية لظهور عمالقة الفن العراقي امثال يحي حمدي وطالب القرغولي ومحمد جواد اموري وكوكب حمزه وعباس جميل ، وقد وصفها الناصر بالعفوية ناقدا كثرت خطوط التوزيع واقحامها داخل الاسلوب الغربي مما جعلها مترهلة وشبهها بالشحوم الزائدة عند الانسان اما الاغاني التي حققت حضورا عربيا وعراقيا هي الاغاني الاكثر رشاقة . هذه المعرفية تؤكد قدرة الباحث على تمكنه العلمي لخطوط الموسيقى بشكلها العام .وتناول ايضا عمل الفرقة الموسيقية وقائدها وكيفية تلقي الاغاني وعرف المنشدون قديما واسماهم بالبطانة او الكورس وبالعراق بالمجموعة .ليدخل فصله الثاني بالموسيقى العالمية الاوركسترالية وكيف يؤلف المؤلفون موسيقاهم ؟ اراد من هذا البحث اشاعة الثقافة الموسيقية العالمية فعرف الاوركسترا كفرقة موسيقية قوامها مائة وخمسون عازفا وعائلة الوتريات التي تشمل ( الفولينةوالفيولا والتشيلو والكونترباص ) وعائلة الالات الهوائية الخشبية ( الفلوت والاوبوا والكلارنيت والفاجوت ) ، كذلك وضح بدراسة متقدمة مواصفات العازف الاوركسترالي فيما تناول حياة الموسيقار بيتهوفن رائد اجمل عطاء سيمفوني وكيف استطاع إن يكتب ويعزف مؤلفاته الموسيقية وهواصم ونترك لمن يروم معرفة الحقائق الذي وضحها ستار الناصر ندعوه لقراءة هذا الفصل كي يتحقق عن الجهد المضني الذي اوجده الباحث ليكون سهلا مستساغا في الطريق البحثي للموسيقى وان يكون بين يديك بهذا الجمال المعرفي الكبير .
اما الفصل الثالث حاول الباحث جهد امكاناته تارخة عصور الموسيقى لان لكل عصر موسيقاه حسب اسلوب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيه كذلك واقعها الثقافي فكان اول العصور عصر الرومانسك الذي امدت من (250 – 1150 ) بتاثير الكنيسة والعصر القوطي ( 1150 – 1400 ) وعصر النهضة وعصر الباروك 1300- 1400 م والعصر الركوكو والكلاسيكي بين 1740 – 1800 وهوعصر ظهور السيمفونية ويختم قبل خاتمته بموسيقى القرن العشرين واعتبارها عصر حداثوي مؤثرلظهور المدرسة الانطباعية وابطالها هم التشكيليون سيزار ورينوار ومونيه ومن المؤلفي كلوديبوسي وموريس رافيك اريك ساتيه الذين جسدوا اصوات الطبيعة ( كرعد والريح وتلاطم الامواج ) كل ذلك جعل تطور الالات الموسيقية تتحدث باساليب التعبير الحديث .
واخير اعتمد الباحث الموسيقي ستار الناصر على ثمان مصادر محلية وعربية اختزل من عمقها ما راه مفيدا للدرارسين والباحثين وعشاق الموسيقى من الهواة والمتلقين باعتبارا الموسيقى فن منعش للروح وللذائقة فمن الضروري معرفتها وتعلمها وهذه غاية الناصر من تاليف كتاب ( في الثقافة الموسيقية)

#حيدرعاشور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات