|
الأديان ما بين العقل والعاطفة .. ؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 09:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأديان تعود إلى آلاف من السنين الماضية و ختامها الدين الإسلامي الذي تجاوز الألف والأربعمائة عام ، حيث تبدلت المفاهيم ، والأشــياء إلى تبدل جوهري وبالأخص أمام العلوم ، والمخترعات الحديثة ، فما كان يمكن تصديقه واستيعاب العقل له في تلك الأزمنة الغابرة البسيطة في كل شيء لم يعد له مكــان في هذا الزمن المبهر بعلومه العقلية المادية ، ناسفاً أساطير تعتمد على حمل وحث العاطفة على ارتقاء العقل وقولبته بروحانياته عبر خيال ، وأحلام تناشد الإنسان البسيط وغير المثقف على تبني تلك الروحانيات وبعاطفة جياشة تدفع إلى البكاء بل يدخل الاعتقاد بالإنسان البسيط وبدافع تلك العاطفة يدفع روحه رخيصة في تلك المعمعة كاستشهادي وانتحاري في سبيل عقيدته وهو مؤمن أنه فور توديعه للحياة سيكون في جنة الحواري والغلمان وأنهار خمرة الجنة المعتقة .. ان الدافع لهذا الجنوح الاعتقادي هو نتيجة ثقافة روحية ضحلة ، وعاطفة شباب في سن المراهقة حيث التيار العاطفي يلعب بمشاعرهم ويسيرهم الدعاة الروحانيون ، وبســهولة إلى الاعتقاد وحتى الموت ، وبالتلاعب بالعواطف وبتحفيظهم مقولات وآيات ترداداً وبصماً ببغائياً مع هز أجسادهم ، ورؤوسهم إلى الأمام والخلف ، وامتناعهم عن طرح أي سؤال ’ لذلك يربأ الدعاة الروحانيون عن الدعوة العقلانية ،بل يرفضون العقل ومنطق العقل في حواراتهم درجة تكفير العقلاني كالسؤال الذي يطرحه أي عاقل ، وهو تعاطف الله مع فئة معينة من الناس دون الآخرين أي أن يفرق الخالق بين مخلوقاته وبإرادته كمثل يهدي من يشاء ، ويرزق من يشاء وهل هذه عدالة إلهية ، وإذا أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها .. فما ذنب سكان القرية الأبرياء من أطفال ونساء ...... سيقف الدعاة في عجز عن الإجابة المقنعة سوى تكفير السائلين ...! وفعلاً حرّم الفقهاء في بداية القرن الثالث الهجري العقل والاكتفاء بالنقل عن طريق حجر العقل وإرسـاله في رحلة طويلة لم يزل يستمتع بها حتى تاريخه والعالم الإسلامي يتخبط في روحانيات استسلامية قدرية ، ولـم يفكر أي منهم غن العقل والتفكير قد خص به الإنسان دون المخلوقات الأخرى ليستعمله في مسار حياته لا ليكبله ، ويهمله ، وإلا لكان الإله لم ينعم على البشرية بنعمة العقل ، وسلبها منه وجعله في مصاف البهايم والحيوانات ، ولذلك وبإبعادهم الفكر والتفكير يضعون كل شيء على كاهل الإله ، إنشاء الله ، وإذا أراد الله ، وبمشيئة الله ، والنجاح والتوفيق والشفاء ، والوصول بالسلامة على الله ، ومهمة العبد اداء الصلاة بمواعيده والذهاب إلى عمله ، قراءة القرآن في فراغه . والدنيا متاع مثنى وثلاث ورباع .. ثم الرضوخ لأولياء الأمر وتقبيل أيدي الشيوخ والسجود للحاكم والتوكل على الله حتى في قضاء حاجاته وترك أمور الدنيا للخالق ، ولـكن الذين امتطوا قوة العقل لا يمكنهم تقبل المنطق الروحي بخرافاته البدائية الأسطورية والذي يشمل مايزيد على 80% من هذه الشعوب والمتعلقين بتلك الوراثة الاعتقادية وبعيداً عن المنطق والحقيقة متلبساً هذا الإنســـان ذو التفكير البدائي البسيط ومازال ، وبرغم هذه النهضة العلمية المذهلة في العالم والتي قلبت المفاهيم البدائية رأساً على عقب ، وأقتطف جزء من مقال الكاتب جريس سالم بقاعين من مقال منشور له في الحوار التالي : الإنسان، لا الدين، هو الحل والإنسان، لا الإسلام، هو الذي بيده مفتاح التغيير. الإنسان. ذاك القادر على التفكير.ذاك القادر على الإبداع والتنوير. ذاك القادر على أن يغير ما بنفسه إذا أراد. الإنسان الحر. الإنسان العقلاني. تمعنوا في الكلمتين هاتين "حر، وعقلاني". تمعنوا فيهما جيداً...... و آخيرا لايسعني الا أن أترحم على شاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء ابا العلاء المعري و الذي قال: أيها الغر ان خصصت بعقل فاتبعه فكل عقل نبي أفيقوا أفيقوا يا غواة فان ديانتكم مكر من القدماء اثنان أهل الارض: ذو عقل بلا دين و آخر ديّن لا عقل له (انتهى) حر وعقلاني هذه الصفة هي التي تميز الإنسان الآخر العبد ومن لايملك عقله ، فإن منهاج تلقين العقيدة الدينية يتطلب مستوعباً مستسلماً لذلك التلقين الروحاني الذي عليه ذان يستوعب العقائدالدينية باستسلام وقدرية وعدم السؤال والتساؤل تحت طائلة الاستنكار الشديد الذي يصل إلى درجة تكفيره ، بينما تلقين العلوم الفعلية المادية ، فالعقل هو أساس التوجـه والتوجيه والسؤال ،والتساؤل والمدخل الرئيسي للحوار الذي هو أساس الحوار الديمقراطي ، والذي هو السبيل لمناهج التعليم الحديثة فالإقناع العقلي هو الإساس في استيعاب العلوم , فالملقن الديني يكـون بسيطاً ابتداءًً من مخزونه الثقافي الضحل في ميدان الآيات والأحاديث ومــلء العقول المستسلمة لذلك المنهاج المسيطر على الشخصية ( الحرية) وعلى العقل ، بينما تلقين وتدريس المناهج العقلية العملية يكـــون بواسطة مدرسين ذوي اختصاص كل في مجاله العلمي وطوال سنين من التحضير والتأهل عبر مدارس وكليات وجامعات متخصصة وفي نطاق عريض من الحرية والعقلانية ، واعطني حريتي واطلق يدي ، ولتنطلق شعوب الإنسان الحر والعقلاني ، وبعقلانية وليهنأ أبوالعلاء المعري في قبره وهو يردد : أيها الغر إن خصصت بعقل فاتبعه فكـل عقل نبي ؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرثية الثالثة
-
أولاً وأخيراً لاحل إلا بتطبيق العلمانية ...؟
-
المراثي 2
-
المراثي...؟
-
محافظ قنا والضحية فكتور والأب يفترس ابنته واسلم تسلم ... !؟
-
هل يمكننا أن نتجاوز ديمقراطيتنا الشرقية ..؟
-
المحارق ...؟
-
اغتصاب جماعي علني لفتاة وتحت أنظار السلطة في دولة مسلمة ..؟
-
الكفرة والملحدون يغيثون الإنسان والإنسانية والمؤمنون يتفرجون
...
-
الكاتب عمر الحمود وكابوس الماء ..؟
-
هل سيصل العرب بر الأمان بنجاح ثوراتهم العصرية ..؟
-
لم نزل عاطفيين وبعيدين عن التفكير المادي العقلاني ...؟
-
انقلاب عسكري ، ولكن بدهاء ...؟
-
حضارة العقل وجهالة النقل ...؟
-
لن تكسبوا من ثورتكم إلا ورقة تداول السلطة ...؟
-
وقف تدريس حصة الدين في المدارس العامة واجب وطني ..؟
-
تكاثروا ... وان الله يرزقهم ، والقافلة تسير ...؟
-
تناسلوا تكاثروا أباهي بكم الأمم بالتخلف والفقر والبطالة ..؟
-
الفتاوى السامة وباء ينتشر أين المفر ...؟
-
التوكل الاستسلامي والنقل البليد ، والسير في طريق الأمنيات ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|