أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حين يسرقون الزبالة














المزيد.....

حين يسرقون الزبالة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 09:12
المحور: كتابات ساخرة
    


بعض القوم وهم من عامة الشعب ليسوا بلا ضمير فقط وانما بلا اخلاق بل ولا ذرة احساس بالمسوؤلية. ففي العام 2003 زحفت قوات الاحتلال نحو بغداد واحتلتها حينها سارع بعض العامة كل حسب ضميره المعدوم الى النهب، بعضهم سرق تاريخه ووضع مسلة حمورابي او رأس اكد على رأسه وهرول مسرعا نحو بيته، البعض الاخر حمل مدفأة (صوبة) بين يديه اما قسم منهم فقد حمل مفاتيح اشعال الافران الغازية ومن ضمنها قناني الغاز، لم يتورعوا ابدا ولم يفكروا في بلدهم الذي غزاه المحتل بل وجدوها فرصة للاستيلاء على ماليس لهم ابدا.
وهاهي 8 سنوات مرت على الاحتلال ولكن هذا البعض لم يتعظ ابدا بل راحوا الان يسرقون حاويات (الزبالة) التي وضعتها امانة العاصمة قريبا من بيوتهم.
ترى ماذا يستفيد هذا السارق من هذه الحاوية؟ لاتفسير غير انه اعتاد على سرقة اي شيء يظهر امامه في غفلة عن الاخرين والا كيف نفسر ان بعضهم يسرق الزبالة وهي بالتالي كومة قاذورات لايمكن الاستفادة منها ابدا.
ورغم اني جاهل بالشوؤن المؤسسية والادارية،خصوصا في العراق، ولا اعرف ماهو الفرق بين منصب امين العاصمة ومحافظ بغداد الا اني رثيت لحال صابر العيساوي امين بغداد الذي قال امس ان ثلث الحاويات الخاصة بالنفايات والتي تولت اعدادها شركة تركية متخصصة قد سرقت وفي وضح النهار.
وخلال الاسبوع الماضي وضعت هذه الشركة 1400 حاوية نفايات في مناطق مختلفة من العاصمة سرقت منها خلال اسبوع 400 حاوية والحبل على الجرار.
وكانت امانة العاصمة قد تعاقدت مع هذه الشركة لتنظيف مناطق بغداد بتكلفة 24 مليون دولار سنويا.
لا ادري كيف يفكر لصوص الزبالة ولكن الذي ادريه ان بغداد بكل مناطقها اصبحت عبارة عن كومة نفايات بل مستنقعات من الزبالة. الله وحده يعلم كم من الامراض تنقل الى الصغار والكبار على حد سواء.
يقول المثل العراقي (ابوي مايكدر الا على امي) وهو ينطبق تماما على لصوص الزبالة الذين وجدوا ان السرقة تنتشر كالنار في الهشيم بين المسوؤلين الكبار ولابد لهم ان يمارسوا السرقة اسوة بمسوؤليهم ولم يجدو غير حاويات الزبالة ليسرقوها.
اعتقد ان هناك اكثر من حل، الاول استحداث دائرة مفتشين لهم صلاحية قضائية لتغريم اي شخص بفعل القانون في حالة تجاوزه على الممتلكات العامة وترتبط مباشرة مع امانة العاصمة او محافظة بغداد كما هو معمول به في الكثير من الدول النامية والمتحضرة، الحل اثاني هو احالة كل متجاوز الى مستشفى الامراض العقلية لدراسة حالته ووضع ماهو مناسب من علاج، الحل الثالث هو ربط الحاويات بسلاسل مربوطة في الارض وياريت لو يوضع لها رقم سري لا يعرفه سوى عامل التنظيف والذي يجب ان يكون سجله الوظيفي نظيفا مخافة ان يمرر هذا الرقم الى اصحابه المولعين بالزبالة.
قبل اكثر من ثلاثة اسابيع كتبت في هذا الموقع عن النفايات المنتشرة في بغداد ورد علّي احد الزملاء معلقا: ان سبب كثرة النفايات في مناطق بغداد سببها المواطن الذي يرمي نفاياته اي كان نوعها على قارعة الطريق دون ان يشعر يقليل من الحياء.
ولم اكن اصدق ان هناك اناسا في هذا العصر لايحترمون مدينتهم بل ويسعون عامدين الى توسيخها ونشر النفايات فيها، لم اكن اصدق الا حين قرأت بالامس ماقاله صابر العيساوي امين بغداد عن سرقة الحاويات.
اعتقد ان من حقنا ان نتساءل لماذا هذا الجنون في تخريب ماتبقى من هذا البلد؟ الا يشعر هؤلاء البعض بوخز الضمير حين يسرقون حاويات الزبالة التي لايستفادون منها باي شيء؟.
فاصل واعود اليكم.
قلبت صفحات الارشيف الخاص لاجد ان رئيس لجنة التخطيط والتطوير في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي قد صرح في آذار الماضي بان المجلس ليس لديه اي صلاحية للاشراف والمراقبة على اداء امانة العاصمة، كما ان شركة اكدنيز التركية المختصة بالتنظيف والتي تعاقدت معها الامانة ب 24 مليون دولار تعمل بدون رقيب.
هل رأيتم اي خراب وقعنا فيه.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكم كولوا الحقيقة ولو مرة في حياتكم
- عليهم ياخوتي عليهم
- كلا كلا يا امريكا
- اللغة الانكيلزية فاسدة بل كفر والحاد
- في جيب المالكي العديد من المسكنات
- هل نستفيد من دروس الشعب المصري
- سيارة صفراء بعمامة سوداء
- نوري المالكي، كن قويا او استقيل
- طز بهذا القضاء الذي لايحترم حتى نفسه
- ياحاملي البطاقة التموينية اتحدوا
- ثلاثة نواب وانا الرابع
- لك الحمد يارب فقد انصفتنا بعض الشيء
- قزح اسم للشيطان حسب دائرة نفوس عربية
- قاسم عطا وعلي صالح اقرباء من الدرجة الاولى
- على هالرنة وطحينك ناعم
- ولكم خافوا الله ،بس عاد
- بغداد لاتحتاج الا الى المزابل
- صبري عليك طال واحترت في امري
- الشطّار والعيارين بين الساسة العراقيين
- ماذا فعلت بنا يالبوعزيزي؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حين يسرقون الزبالة