السمات الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

 هذه ورقة بحث ... وليست بحث علمي متكامل مستوفي للشروط العلمية
 الموضوع بحاجة إلى دراسة تفصيلية لأهميته الكبيرة ... ولغاية الآن لم يقم أحد من الباحثين بهذا العمل .

ثوابت أساسية
- موقع قضية اللاجئين من القضية الفلسطينية .
- دور اللاجئين في العمل الوطني 60% من شهداء الانتفاضة الحالية , 20 ألف جريح 30 استشهادي فقط من مخيم جنين من بين 152 استشهادي في عموم الوطن
- قضية اللاجئين قضية الشعب الفلسطيني كله
- اللاجئين جزء من الشعب الفلسطيني يشكلون 62% من مجموع الشعب البطالة = 70% حالات العسر الشديد ما بين 5 – 10% من الأسر مجتمع فتي 30% اقل من 15 سنة, 15% مابين 20 – 24 سنة , الطلاب 46 %
سؤال مهم
لماذا وبعد 55 عام على النكبة مازال المخيم يحافظ على وجوده ؟؟ , بل وترسخ اكثر – لم يندثر – لم يتفكك – لم يهجره سكانه – ما زال يضم اللاجئين فقط .......رغم انه وبكل المقاييس الصحية والاجتماعية والاقتصادية ليس افضل بكثير من السجون والغيتوات والمعازل --- حتى الكثيرين ممن يستطيعون وتتوفر لهم الإمكانيات الاقتصادية لماذا لم يغادروه ----
(((مثل بسيط عن نفسي )))
لماذا .... لأنني ارتبطت بهؤلاء الناس وأنا جزء منهم – بطريقة تفكيرهم وردود أفعالهم ومسلكياتهم انتمي إليهم بجرأتهم وشجاعتهم ورجولتهم وتحديهم واندفاعهم وتمردهم –
تعودت على الفوضى والضجيج والازدحام والصراخ .. تعودت على الأزقة والشجارات والتصرفات اللا منطقية --- سواء أعجبتني أم لا ...... وإذا لم تحصل استغرب ذلك .

ماذا توحي كلمة لاجئ ل
اللاجئ نفسه ---- ساكن المخيم --- من يسكن خارج المخيم
لغير اللاجئ من الفلسطينيين
للعدو الغاصب الذي تسبب بالنكبة

أولا اللجوء أمر قهري وغير طبيعي ويحمل طابع المؤقت مهما طالت فترته والشواهد التاريخية تؤكد ذلك

--- تعني كلمة لاجئ للاجئ ساكن المخيم الظلم والاضطهاد الغربة الاختلاف والتمايز عن الآخرين---- تعني البؤس والشقاء والإهمال والنسيان والتناسي من قبل الآخرين
--- تعني كلمة لاجئ للاجئ الساكن خارج المخيم نفس المعاني لكن البؤس والشقاء اقل
--- تعني كلمة لاجئ لغير اللاجئ أولئك الناس الذين فقدوا كل شيء والذين هم ومستعدين لعمل أي شيء ولا يخافون من أي شيء لانه ليس لديهم أي شيء يخافون عليه .
--- تعني كلمة لاجئ للمغتصبين الصهاينة الخطر الدائم والقادم الآني والمستقبلي وهم اكثر خوفا منهم وتوقعاتهم دائما الأسوأ ولذلك يتشددون بالتعامل معهم ويميزون بالنظرة إليهم سلبا.


بعض السمات الخاصة باللاجئين ( سمات عامة دون ان يعني ذلك ان كل اللاجئين كذلك )

 الجرأة والشجاعة والمغامرة والعناد --- على أكتافهم حملوا الثورة وكانوا وقودها وما زالوا جمرتها المتقدة .....
 عصبيي المزاج يتكلمون بصوت عال وبلغة هجومية .
 ميالين لاستخدام العنف ضد أعدائهم وحتى في علاقاتهم الداخلية ,--- يمارسون العنف ويؤيدونه ( النسب العالية من الشهداء والجرحى والمعتقلين, النسبة العالية من منتسبي الأجهزة الأمنية العسكرية) , حتى مراكز الشباب ليس فيها سوى الرياضة وتنمية العضلات , وتفتقر إلى ما ينمي العقل والثقافة والمواهب , وتكثر في المخيم الشجارات والمشاكل .
 ثقتهم متدنية بالنظم والقوانين وبالقيادات والسياسيين ( يشعرون بالاغتراب السياسي)
 التمرد -- بدا ضد الاحتلال وامتد ضد القانون, وعلى المجتمع, وحتى على الأسرة
 منقادون للعواطف – يتم تحريضهم وتعبئتهم وتوجيههم بسهولة , يتم استزلامهم في أحيان كثيرة باستغلال البطالة والحاجة الاقتصادية والفراغ
 يحبون الأعمال البطولية والأبطال,--- ويرتبطون بالأبطال الأفراد -- لذلك من السهل تشكل المجموعات بينهم .
 يشعرون بان لهم حق دائم بالمعونات والمساعدات بل وتعودوا عليها ودائمي التشكي من سوء الأوضاع
 الفوارق الطبقية شبه معدومة وينتمون بالغالب إلى الطبقة الفقيرة والمعدومة فهم لا يملكون وسائل الإنتاج, ولذلك ليس عندهم حرج بممارسة كافة الأعمال حتى الدنيا , وترتفع نسبة الانحراف والجنوح والتسرب من المدارس .
 يشدهم الحنين دوما إلى ماضيهم وديارهم , فتراهم يسمون أبناءهم وشوارعهم بأسماء قراهم ومدنهن , ويشكلون روابط بأسماء القرى التي هجّروا منها .
 ينتمون إلى مجتمعهم ويرتبطون به ويتعصبون إليه , لا يتزوجون بالغالب إلا من أوساطهم ( ابن المخيم يتزوج ابنة مخيم ) وهذا ناتج عن ترابط المخيمات بفعل توزع العائلات في اكثر من مخيم .
 الأطفال ينضجون مبكرا , ويدخلون سوق العمل مبكرا, ويتصرفون كالرجال البالغين , فهم محرومون من الطفولة السعيدة , وليس هناك في المخيمات أي من المرافق العامة والحدائق والملاعب والملاهي , وتبقى أزقة المخيم وشوارعه هي ساحات اللعب الوحيدة .
 مجتمع العائلة الكبيرة والانتماء للعشيرة تراجع , وحل محله الانتماء للمخيم , أو في أحيان أخرى للشلة والجماعة .
 شخصية المرأة قوية بشكل عام , فهي حصلت على جزء كبير من حقوقها في التعليم والعمل , وتستطيع الاعتماد على نفسها حتى داخل المجتمع الذكوري .
 كان توجههم للعلم والتعليم العالي من أعلى النسب , لانهم كانوا ينظرون إلى التعليم كسلاح لكسب الرزق وتحسين الموقع الاجتماعي --- لكن ذلك تراجع اليوم كثيرا

العوامل التي لعبت دورا في هذا التمايز لمجتمع اللاجئين
1. عوامل سياسية --- الظلم السياسي المتمثل بالتهجير والتشريد , والذي يشعر اللاجئين بأنهم دائما مستهدفين من أعدائهم , وبأنه ينظر إليهم من باقي المجتمع بالتمايز – ويتم تهميشهم من قبل القيادات الوطنية العليا , والنظر إليهم كأدوات ووقود للثورة ومنفذي التعليمات .
2. عوامل اقتصادية --- فقدوا كل شيء – أزمة اقتصادية وارتفاع نسبة البطالة , وأزمة سكن خانقة حيث أن المخيمات اكثر المناطق ازدحاما وتنعدم فيها المرافق العامة والبنى التحتية .
3. عوامل اجتماعية وصحية --- مجتمع اللاجئين مجتمع فتي ونسبة الكهول الذين أعمارهم فوق 65 سنة قليلة 2% - - ارتفاع نسبة الخصوبة والمراهقة بين النساء ,-- وظاهرة الزواج المبكر للفتيات سائدة بشكل كبير وتبلغ نسبة 60% ---,وفيات الأطفال عالية جدا وتبلغ نسبتها 33 لكل ألف .

وفي النهاية السؤال --- من صنع ويصنع هذا التمايز لمجتمع اللاجئين ؟؟
هل هو اللاجئ نفسه ؟؟ أم المجتمع المحيط من غير اللاجئين ؟؟
فحتى لو تحرر اللاجئ من هذا الشعور ومن عقدة انه غريب ومختلف فسيجد المجتمع المحيط يحاصره ويعيده إلى الغيتو النفسي ويمكن الاستدلال بأكثر من مثل --- حادثة الإحصاء , والنظرة إلى أبناء المخيمات في مدارس الحكومة بأنهم مصدر التمرد والعنف والتمرد

خلاصة

هذه السمات النفسية والسلوكية , وهذه الطبائع والعادات الاجتماعية , عززت القول بان هناك خصوصية لمجتمع اللاجئين , وسكان المخيمات على وجه الخصوص .
لكن الخطورة تكمن في تنامي هذا التمايز مع الأيام , مما يؤدي إلى عزلتهم عن محيطهم , الأمر الذي يفقدهم الدعم والسند القوي في معاركهم القادمة , من اجل حقوقهم الأصيلة المشروعة , وفي مقدمتها حقهم في العودة إلى ديارهم الأولى التي طردوا منها , بل وفي ضعف التضامن مع مطالبهم لتحسين ظروفهم المعيشية .

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
عضو اللجنة الوطنية العليا لعودة اللاجئين ( سنعود )
مخيم الفارعة - نابلس – فلسطين
2/11/2004

#خالد_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات