أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي احمد - بين حانة و مانة ضاعت لحانة














المزيد.....

بين حانة و مانة ضاعت لحانة


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين حانة و مانة ضاعت لحانة
يروى أن رجلا كان متزوجا من مرأتين , وكان هذا الرجل ملتحي وقد اختلط الشعر الأبيض بالأسود فيها , فكان إذا ذهب إلى الصغيرة تقول له لابد لك أن تزيل الشعر الأبيض من لحيتك حتى تظهر أصغر سنا , و عند ذهابه إلى الكبيرة تقول إن الشعر الأبيض يعطيك وقارا لذلك عليك بالتخلص من نظيره الأسود و كان يستجيب للاثنين حتى فقد لحيته .
شاهدنا من هذا المثل هو الصراع الدائر داخل العملية السياسية بين القائمة العراقية و دولة القانون حول الوزارات الأمنية و مجلس السياسات الستراتيجية .
فيد أن ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بفوز القائمة العراقية بأغلبية بسيطة جدا عن دولة القانون أرادت أن تشكل الحكومة لكن أحزاب و حركات الاسلام السياسي الشيعي لم يرق لها ذلك لذلك عمدت على توحيد صفوفها بأن شكلت التحالف الوطني و ذهبت إلى المحكمة الدستورية العليا و استصدرت حكم منها حول من يملك الأغلبية و قررت تشكيل الحكومة . لكن هذا الأمر لم يرق للعراقية التي أخذت تماطل و تسعى بكل قوة كي تحتفظ بحقها في تشكيل الحكومة حسب وجهة نظرها , غير أن الأمور سارت بعكس ما تشتهي لذلك وافقت على ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية التي هي نسخة طبق الأصل من حكومة المحاصصات العرقية و الطائفية التي تعود عليها الشعب العراقي منذ تأسيس أول حكومة عراقية بعد الغزو الانجلو – أمريكي للبلاد .
كانت موافقة العراقية على الدخول في الحكومة مشرطا بتشكيل مجلس السياسات الستراتيجية و أن تسند رئاسته إلى رئيس العراقية أياد علاوي . وحين عقدت الجلسة الأولى أحس علاوي أنه خدع فهو يريد لهذا المجلس أن يكون ندا لرئاسة الوزراء , إن لم يكن المسيطر عليها , الأمر الذي لم يرق لدولة القانون و بالذات المالكي ومن ذلك الوقت بدأت الخلافات تتصاعد بين علاوي و المالكي في حين يعاني المجتمع العراقي من أزمات مستعصية كالنقص الحاد في الخدمات و انعدام الأمن و البطالة المستشرية و غيرها من الأزمات .كل هذه الأمور أفقدت المواطن العراقي ثقته بالعملية السياسية و القائمين عليها لذلك قرر النزول إلى الشارع ليطالب بالاصلاح و محاسبة الفاسدين الذين أهدروا المال العام و تحسين الخدمات , و لما تصاعدت حدة الاحتجاجات الجماهيرية في حين عجزت حكومة المالكي من اعاقة المظاهرات عن طريق اتهام القائمين عليها بالبعثيين تارة و الارهابيين تارة أخرى و وضع الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الساحات العامة التي اختارها منظمو المظاهرات للتجمع فيها و بالذات ساحة التحرير لما لها من رمزية بالاضافة إلى فرض حضر التجوال على السيارات لاعاقة وصول الجماهير الذين يسكنون في المناطق البعيدة , غير أن هذه الإجراءات لم تعق الجماهير و لما رأت السلطة التنفيذية كثافة الحشود و طبيعتها الاجتماعية لجأت إلى اساليب القمع مثل إطلاق النار على المتظاهرين و القيام باعتقال الناشطين و مهاجمة عدد من الفضائيات التي حرصت على تنفيذ واجبها المهني في نقل ما يجري من اجتجاجات مشروعة و غير ذلك من الممارسات , إلا أن هذه الأعمال لم ترهب الجماهير بقدر ما زادتهم إصرارا .
عندها احس السياسيون المتنفذين في الحكومة بحراجة موقفهم قرروا لملمة صفوفهم و الايحاء إلى الشعب أنهم قرروا أخيرا إصلاح واقعهم و هذا يشكل أكبر كذبة فهم يعلمون قبل غيرهم أنهم عاجزون عن فعل أي شيء ما دامت المحاصصات قائمة على قدم و ساق , لذلك فهم اليوم يسعون لإعادة الحياة لمبادرة البارزاني و لكنهم سوف يفشلون بسبب سعي كل فصيل سياسي إلى اقصاء صاحبه و بالتالي سوف تظل أزماتهم مستمرة و لن تحل .
ان الواقع العراقي لن يحلحل ما دامت هذه العملية السياسية قائمة على الأسس الخاطئة التي بنيت عليها , و عليه لابد من حل كل المؤسسات القائمة و تشكيل حكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها الشروع بانتخابت جديدة ‘لى أن يسن قانون للانتخابات قائم على المواطنة و الابتعاد عن الهويات الفرعية عندها سوف يضع الشعب العراقي رجله على السكة الصحيحة .
ان هذا الحل صعب غاية الصعوبة لأنه يواجه بممانعة شديدة من قبل الأحزاب السياسية المتنفذة , لكنه يمكن أن يتحقق إذا أصر العراقيات و العراقيون عليه عن طريق ادامة المظاهرات السلمية للضغط على راعي العملية السياسية لإجبار هؤلاء على تغيير مواقفهم .



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري و الانتفاضة
- الكفيلة لنجاح الثورة التونسية
- العالم العربي بعد الإنتفاضة التونسية
- الثورة التونسية و آفاق المستقبل
- الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي
- أبو سبيت
- الأهداف الكامنة وراء الهجمة على النوادي الاجتماعية و الترفيه ...
- أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر
- انقلاب 8 شباط 1963 – الحلقة السابعة من الحكم الهزيل
- الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
- الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية
- الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل
- الحكم الهزيل
- بغداد تستباح من جديد
- التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة
- لنوقف الهجمة الحكومية على الطبقة العاملة
- الدولة العراقية الحديثة و اشكالبة التأسيس
- في سبيل بناء حركة شبابية – طلابية تحررية:
- الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي احمد - بين حانة و مانة ضاعت لحانة