بين التحرش بخادمة وبين اغتصاب شعب، حاكموا حسني مبارك وأسرته

صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا أعرف ما هي الأسباب التي تسوق البعض للحديث عن التسامح تجاه مبارك وعائلته؛ فقد حاولت مرارا وتكرارا أن أضع نفسي في موقعهم لأجد تبريرا واحدا يسوغ لي الصفح عنه فلم أجد ذلك. فالرجل اغتصب المصريين لمدة ثلاثة عقود سوداء في تاريخ المحروسة، لم ير الشعب فيها سوى الفقر والحرمان والإذلال داخليا وخارجيا على السواء. وطوال سنوات حكمه تراجعت مؤشرات التنمية بشكل كبير، وانهارت مؤسسات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الأخرى بشكل غير مسبوق. ولم يقف الأمر عند ذلك فقد أحال مبارك المصريين إلى ضواري في الشوارع يلهثون ليل نهار وراء لقمة العيش سواء اكتسبوها بالحلال أو الحرام. وفي إطار هذا اللهاث أجبر مبارك شريحة واسعة من أبناء شعبه على ممارسة الفساد اليومي من أجل لقمة العيش وتربية الأبناء. وأزعم أن ملايين من أبناء الشعب المصري قد أُجبروا على ممارسة الفساد اليومي من أجل سد قوت أبنائهم في الوقت الذي كان يصرف فيه السيد الرئيس الملايين على صبغ شعره هو والهانم الشمطاء.
وللذين يطالبوننا بالتسامح الآن هل يذكروننا بيوم ذهب فيه مبارك من أجل تقصي موت المصريين اليومي وحوادثهم المتكررة. مات المصريون في العبارة واحترقوا في القطار، ناهيك عن الطعام الملوث والمياه غير الآدمية التي يشربونها كل يوم. وللذين يتحدثون عن التسامح عليهم أن يبرروا تلك الوجوه الغبية والفاسدة التي استعان بها نظام مبارك طوال اغتصابه لنا، هذه الوجوه التي أفسدت الحياة في مصر وأوصلتها لحافة اليأس المقصود والمتعمد من أجل توريث التافه جمال مبارك. على الذين يتحدثون عن التسامح أن يعيدوا لنا ثلاثين سنة من عمر مصر ضاعت أدراج الرياح، وأن يعيدوا شهداء الثورة، أن يعيدوا لنا خالد سعيد وغيره ممن استشهدوا في أقسام البوليس ومباحث أمن الدولة، عليهم أن يعيدوا لنا كرامتنا التي أزهقها قمع مبارك وأجهزته القمعية الفاسدة. إن الصفح عن مبارك يعني أننا شعب بلا كرامة ويعني أن مصر سوف تفقد نفسها إلى الأبد خصوصا أمام الرجعيات العربية العميلة!! وفي الوقت التي تحاكم فيه أميركا رئيس البنك الدولي من أجل جريمة تحرش يحاول البعض منا أن يجد أعذارا للصفح عن رئيس اغتصب شعبه لمدة ثلاثين عاما!! أي نفاق هذا وأي صفاقة وتطاول، فليذهب الرئيس بعمره وشيخوخته إلى الجحيم هو وزوجته وأبنائه الفاسدين.

#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات