|
منفيون من جنة الشيطان28
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 02:25
المحور:
الادب والفن
منفيون من جنة الشيطان28
ما كنّا قوّالينَ وَلا مثّالينَ عَلى أبوابِ مُلوك الخزرِ وَلكنَّ الأميركانَ صَبَغوا لحْيتَنا وَحَبَوْنا وَجهاً أستيكيّاً نَدخلُ بِهِ أوربا مِنْ مَهْبلِها فَيَقومُ العَالمُ بِالمقلوبِ. ما كنّا وَثنيّينَ وَلا وَطنيّينَ لا رُهْباناً ولا قدّيسينَ وَلا بَرَرَةً وَحْشيّينَ وَلكنّا صَاهَرْنا مِلّةَ داود فتاهَ الأمرُ بِعَينِ الرّبِّ فَنالَ الأمّةَ نَصَبٌ مَنْ نحنُ يَا ربّ المَغرقِ وَالمَشرِبِ عَرَبيّونَ أمْ عِبريّونَ سَلاجقةٌ، فُرْسٌ أمْ بيزنطيّونَ لِمَاذا يَدفعُنا الوَاحدُ نَحْوَ الآخرِ وَ{يُتاجرُ فينا كلُّ زناةِ التاريخِ}* وَأولو الذلّةِ فينا مُنتفِشونَ هل نحنُ أمّةُ أشتاتٍ أمْ مَحْضُ فِتاتٍ بَعثرَهُ اللهُ عَلى الطُرُقاتِ لا تيهُ بني اسرائيلَ وَلا خيبةُ لوطٍ وَلا لعنةُ فرعونَ فمنْ أيِّ فُروجِ الأرضِ قَذَفتنا السّخْرَةُ حَتّى نُصبحَ خيرَ الأمَمِ في التشريدِ وَفي التنكيلِ وَفي الذلّةِ مَا عندي سَنواتُ نوحَ عَلى الأرْضِ وَلا قصّةُ ابراهيمَ لأشهَدَ مَجْدي الغابرَ أنّي ابنُ اليومِ وُلِدْتُ مُنكَسِرَ الهَامَةِ وَعُيوني لا ترتفعُ لِلشّمْسِ حَاربتُ بكلّ بقاعِ الأرْضِ قاتلتُ كلَّ الأقوامِ وكلَّ الألوانِ لم نتركْ أحمرَ أو أصفرَ فلِماذا عُدْنا مِن بَعدِ الرِدّةِ مُرْتدّينَ وَلِماذا عُدْنا مِن بَعدِ الدّينِ الحَقّ وَبعدَ نِضالاتِ الصِدّيقينَ عُدْنا مِن بَعدِ الرّسُلِ بِلا دينَ هَل أعْشتنا الرُّؤيةُ أعْيانا فقرُ السّنّةِ حَتّى انكسَرَ الخزَفُ الدُّريّ بِعَينيْ فاطِمةَ نَاصَرْنا ملّةَ دَاودَ فسَامُونا الذِلّةَ أوْلادُ العَمّ آوَيناهُمْ في القيظِ وَحامَيناهُم في البَردِ فلِماذا انقلَبُوا في اليومِ الأسْودِ في صَفِّ السّكسونِ هل نحنُ الجرمانُ أمْ رُهبةُ نبّو خذ نصّر مَا زالتْ ترْعشُ عَانَتَهُم مَا زلنا نَتَدَاعى بِالرأفةِ وَالانسَانيّةِ عَلى أبناءِ الغيرِ وَننسى أمّتَنا ما زلنا نَتَظاهرُ بِالعِفّةِ حتّى أنكرْنا كلَّ ذريتِنا وَنَتَظاهرُ بِالزّهدِ حَتّى وَلّينا الأمْريكانَ عَلى نعمتِنا هل نَحْنُ عَرَبٌ أمْ رومٌ أمْ نَحُ النّحْسُ المَشؤومُ عَلى قارِعةِ في الخرطومِ نادَينا لِلحَرْبِ جَرّبنا كلَّ صنوفِ المَوتِ القتلِ.. الذبحِ.. التّشريدِ فمَا كنا سَادة هَذي الأرْضِ وَلا سَادةَ أنفسِنا حينَ كسَبنا الحَربَ شارَكَنا الفرسُ، التركُ، الرّومُ وَحتّى المَهزومونَ ثِمارَ هَزيمتِهم لَكنّا حينَ خَسَرْنا الحَرْبَ توَلّى حَتّى الأخوةُ عَنّا فلِماذا لا نخلَعُ ترسَ الموتِ وَنبحثُ عن اسلوبٍ آخرَ لِلعيشِ لِمَاذا نتَباهى بِالموتِ وَالموتُ زُؤامٌ لِماذا نَتَداعى لِلقتلِ وَالقتلُ حَرامٌ لِمَاذا نَتَفاخرُ بِالحربِ وَالحربُ خديعةٌ الحربُ رذيلةٌ الحربُ كلامٌ مَا مَعنى الحَربِ إذا كانتْ تجعَلُنا أحْزاباً وَجَماعاتٍ طَوائفَ.. عَصَبيّاتٍ يقتلُ كلٌّ منهَا الآخرَ وَالحربُ توزّعُنا ما بَينَ البُلدانِ وَبينَ شعوبِ الأرضِ حَتّى نختبرَ الغربَةَ أوْ تمتحِنَ فينا الغرْبَةُ يَا عينَ الرّبّ هَا نَحنُ أعْطينا أجمَلَ سنواتِ العُمرِ لِفنّ الموتِ فلِمَا انْكَسَرَتْ شوكتُنا وَانْهزَمَ القائدُ عُدْنا عُمْيانا.. عِبرانيّينَ بِصَحراءِ النّقبِ جَرّمْنا الكلّ جرّمَنا الكلّ" حَتّى قائدَنا فألقينا أسْلحتَنا في الجبّ وأعْلنّا التوبةَ أعلنّا التوبةَ لم يقبلْنا الأهلُ ولا أولادُ العمّ ولا الجيرانُ قبلَتنا الغرْبَةُ قبِلَتنا الغرْبَةُ وَالأعْداءُ أتاحُوا مَا بينَهم سَكناً نَنزِلُ فيهِ نغفو فيهِ من ليلِ الصّحراءِ وَليلِ الحَربِ وَوَيلِ الأخْوانِ حَضَنَتنا الغرْبَةُ حَضَنَتنا الغرْبَةُ وَالأعْداءُ وَلم تخفقْ لغدةُ أعْرابيّ لِمَصائرِنا هل كنّا مُرتزقةً جُنداً مَأجورينَ لِمَنْ يدفعُ {منا المال ومنكم.. أبناء الانسان} أبْناءُ الخايباتِ قاتلَكم اللهُ بِما مَلَكتْ أيديكُم وَمَا كَنَزَتْ من أمْوالٍ يَتامى وَأراملَ قاتلَكم اللهُ من قلبِ تجارتِكم بِدِماءِ النّاسِ وَمالِ السّحتِ وَمُطارَدةِ الانسانِ الآمنِ من أهلِهِ وَذَويهِ اللّهم اشْهَدْ يا اللهُ اشْهَدْ هؤلاءِ اضْطَهَدوا خلقَكَ وَهدَموا بُنيانَكَ ودمّرُوا جَمالَ مَا أبْدعَتْ يدُكَ هؤلاءِ المُتحدّثونَ باسْمِكَ عاثوا في الأرْضِ حَتّى ارْتفَعَتْ رَحمتُكَ عن الأرْضِ هَؤلاءِ المبثوثونَ كدودِ الأرْضةِ لا عيبَ لهم أو عارٌ أو ذرّةُ خجلٍ بَاعوا الكلّ وَباعوكَ لِيبْقوا مُرتزَقةً لأعدائِكَ أشهدْ يَا اللهُ.
الخميس 27/9/01 ــــــــــــــــــــــــــ • من قصيدة للشاعر الكبير مظفر النواب.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منفيون من جنة الشيطان27
-
القبطيّات.. صرخة ضمير حيّ!.
-
منفيون من جنة الشيطان26
-
منفيون من جنة الشيطان25
-
منفيون من جنة الشيطان24
-
منفيون من جنة الشيطان23
-
منفيون من جنة الشيطان22
-
منفيون من جنة الشيطان 21
-
منفيون من جنة الشيطان 20
-
منفيون من جنة الشيطان 19
-
منفيون من جنة الشيطان 18
-
منفيون من جنة الشيطان 17
-
منفيون من جنة الشيطان15
-
منفيون من جنة الشيطان 16
-
منفيون من جنة الشيطان 14
-
منفيون من جنة الشيطان13
-
منفيون من جنة الشيطان12
-
منفيون من جنة الشيطان11
-
منفيون من جنة الشيطان 10
-
منفيون من جنة الشيطان/9
المزيد.....
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|