|
أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 01:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية توجد حقيقة جوهرية، وهى أن مصر تغيرت بعد الثورة،وإسقاط النظام الديكتاتوري، الذي أعقبه حبس وزراء ورجال دوله على ذمة تحقيقات، وهكذا هيمنت الثورة بإصرارها وقوتها العددية، ومطالبها المشروعة . وكان من المفترض بحكم – نظرية التوابع – أن تحدث سلسلة سقوط تطول كل البؤر الفاسدة في مصر، لكن ذلك لم يحدث ويظهر أننا نواجه بحلقات فشل، بدأت من اللحظة الأولى التي تراجع فيها الثوار من ميدان التحرير. لا أتكلم هنا عن انهيار الاقتصاد، والعجز المتوقع حدوثه .. فانهيار الاقتصاد والعجز بدأ من عقود مضت ، مع سياسة الخصخصة، وبيع القطاع العام وهضم حقوق العمال ، بعمليات استيراد هدمت الصناعة الوطنية ، مع عملية النهب المنظم لثروة مصر .. أما تلك الاضطرابات والمظاهرات المطالبة بالحقوق .. فهي نتيجة لسياسات خاطئة وليست سببا، ولذا عليها أن تعامل على هذا الأساس . أتكلم هنا عن حلقات فشل بدأت بعد الثورة . ويظهر أننا هنا في مصر، نسير عكس نظرية البناء .. فمازالت القيادات بأفكارها القديمة .. كما هي في طول مصر وعرضها، محافظين، رؤساء مجالس مدن، مديري المديريات.. مجالس شعبية . وفى حكومة شرف ظهرت بعض القيادات الوطنية، وتلك سوف تتحرك مبتعدة تدريجيا عن صنع القرار المصري، مثل نبيل العربي ، الذي تم استيداعه في جامعة الدول العربية ليقع في فخ الأنظمة العربية، وكثير منها موال لإسرائيل . وعلى عكس الأمم المتحدة، أو منظمات العالم الأخرى، فالجامعة العربية، هي جامعة دول يعنى جامعة أنظمة، وليست أمما أو شعوبا عربية، ولأنها جامعة أنظمة عربية .. فهي كالأنظمة العربية خلاف في خلاف، ولن ترسو بشعوبها على شاطىء الحق والحرية أبدا . وقد قيل مبروك لمصر، ومبروك لنبيل العربي ،رغم ان مصر سوف تتحمل عبأ أضافي في وقت كثرت فيه الأعباء، لأن الأمين العام عندما يكون من دوله المقر ، فأن مسؤولية أداءه، وأداء الأمانة العامة ستقع على مصر.. وقوبل المعترضين بكلمات مثل " مصر ولادة " ومصر مليئة بالكفاءات " ولا اعتراض لنا على ذلك، بل أن أيماني بأن مصر ولادة، ومليئة بالكفاءات المهملة، هو أيمان عميق ناتج عن خبرة في مختلف الجهات التي عملت بها سواء بالإسكندرية أو القاهرة أو سيناء . لكن لم لا يتم توجيه أحد تلك الكفاءات للجامعة العربية بدلا من نبيل العربي ؟؟ وهل أجماع الدول الأعضاء على نبيل العربي هو أجماع شعوب أم أجماع أنظمة ؟ وما هي النتائج ؟ ولماذا نبيل العربي تحديدا .. ؟؟ هل ترشيح نبيل العربي من جانب حكومة مصر متضمن في ثناياه خطاب انتصار ؟ أم فشل سياسات ؟ فنحن نحاول الاتجاه ناحية الديمقراطية، وهذا الاتجاه يحتاج إلى قيادات حقيقية ذات كفاءة، وتلك القيادات موجودة بطول مصر وعرضها، لكن القيادات القديمة مازالت موجودة بطرقها القديمة وأساليبها.. في الوزارات في المحافظات في المديريات.. وأقسام الشرطة .. ولا أظن أن الأقوال التي تقول أننا قطعنا رأس الأفعى بإسقاط النظام هي أقوال صحيحة، أنه مجرد توصيف استسهالي ، وجدناه أمامنا جاهزا فاستعملناه ، لأننا لم نواجه بأفعى قطعنا رأسها، وانتهينا من الأمر ..!! وإنما التوصيف الدقيق للحالة، أننا نواجه بمعمل تفريخ، ظل ينتج ديكتاتوريين صغار على مدى عقود طويلة، انتشروا في مصر، وتحكموا في مجريات الحياة والأمور فيها . ومهما كان رجال وزارة شرف، أو النيات الطيبة للمجلس العسكري، فلا يمكنهم أجراء عمليات أصلاح أو تطبيق الديمقراطية بكلام ومواثيق وقرارات .. صحيح أننا جاهزين للديمقراطية ، لكننا سنواجه بنقص في الخبرة بطول مصر وعرضها، نقص في فهم حقوق الإنسان .. نقص في فهم تطبيق القوانين، نقص في فهم معاني الحرية والاختلاف.. فهل يمكن لموظف يساعدنا برشوة ، ويعرقل مصالحنا لعدم حصوله على رشوة، ان يفهم شيئا عن مصالح مصر العليا ؟ وهل يمكن لشرطي من قوات الأمن يقتلنا بقرار ويبتسم لنا بقرار، أن يفهم شيئا عن حقوق الإنسان ؟؟ وبهذا المفهوم دخلنا الاستفتاء على الدستور، وبهذا المفهوم سندخل الانتخابات التشريعية والرئاسية .. فهل سندخلها على أساس برامج حقيقية مفهومة وواضحة وممكنة التطبيق ؟ أم سندخلها على أساس انتماء لأشخاص .. أو انتماء على أساس ديني كجماعة الأخوان المسلمين التي تحولت لحزب ؟؟ نحن نقرر والأحداث تفرض هذا ، أن هناك وعيا بأهمية الديمقراطية وأهمية مستقبل مصر ، وقد ترجم هذا الوعي في ثورة ، لا تتكرر مرتين في الزمان .. فهل استجبنا لهذا الوعي ؟؟ الإجابة بالنفي .. حتى هؤلاء الذين قاموا بالثورة لم يستجيبوا له فالواقع أن الثورة التي حدثت في مصر ، هي ثورة أحادية الجانب .. أو بتوصيف دقيق ثورة سياسية فقط .. لأنها عندما أسقطت النظام جلست منتظرة الفوائد.. وكان على الثورة ان تحقق ثورة في القيم وثورة في المعرفة .. وثورة القيم تغير في الضمير، وفى الأخلاق التي تستهدف تغير العلاقات الإنسانية المعتمدة على المنفعة.. وثورة المعرفة تعتمد على تطوير جميع أجهزة التعليم، والثقافة، والإعلام المرئي والمسموع، والصحافة.. لكن ذلك لم يحدث .. لقد سقط النظام .. وحبس وزراء .. ثم ... ؟!!
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أرنب سحرته أفعى ..!!
-
هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
-
الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
-
على شكل بشرى..!!
-
النكبة، والنكبة ..!!
-
الصفعة والسلام..!!
-
المحرقة.. المحرقة
-
الحمار أكل الأسد ..!!
-
الصراصير
-
مخرجين صهاينة وممثلين عرب
-
باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
-
بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
-
أنا أحارب، إذن أنا موجود
-
نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
-
سيناء والأسئلة الغامضة
-
الثروة والثورة
-
الثورة والارتدادات
-
نتنياهو بين الدم والدموع
-
عمال مصر بين الصمت والانفجار
-
كارثة انفصال السودان
المزيد.....
-
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج
...
-
بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ
...
-
بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
-
المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا
...
-
الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
-
مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي
...
-
النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
-
-نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
-
تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح
...
-
أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|