خريطة طريق نحو تحقيق سلام عادل وحقيقي بعيدآ عن الأماني والادعاءات

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لابد من الاقتراح على الفلسطينيين والاسرائيليين والسوريين واللبنانيين خريطة طريق جديدة تتناسب مع ظروف العصر والواقع على الأرض وتتعامل مع المخاوف الموجودة لكل طرف من هؤلاء وتؤسس لأوضاع يكتب لها النجاح في المستقبل القريب والبعيد ، بعيدآ عن امكانية اثارة وظهور مشكلات جديدة كحق عودة اللاجئين أو حتى كثير منهم والزيادة والكثافة السكانية التي سيعاني منها الفلسطينيون في الضفة الغربية والتي يعانوها الآن في قطاع غزة هذا اذا أضفنا امكانية رجوع أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين وهو بالطبع ما سوف يثير مخاوف ومتاعب لدى اسرائيل باعتبارها تمثل سياجآ محيطآ ومقسمآ للدولة الفلسطينية اذا ما تم الاتفاق على الخرائط والأوضاع الحالية والبعيدة حتى عن قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الصادر عام 1947م ،وبالتالي فان الأجيال الفلسطينية المقبلة ستعتبر ما يتم الاتفاق عليه الآن ما هو الا محض اجحاف وظلم وحكم بالسجن لا بالعيش في وطن مقسم ما بين شرق وغرب ومحاط بدولة أخرى سيعتبرونها السبب فيما آلوا اليه .

هذا بالاضافة الى الشكوك والمخاوف الاسرائيلية من عودة السيطرة السورية على هضبة الجولان حتى لو تم ذلك وفق لاتفاقية سلام موقعة بين الطرفين لما تمثله هضبة الجولان من أهمية استراتيجية وعسكرية قد تفوق أهمية سيناء نفسها بالنسبة لمنظومة الأمن القومي الاسرائيلي ، اضافة الى ستعادة اللبنانيين كامل سيطرتهم على التراب اللبناني خاصة في ظل وجود ميليشيا حزب الله المدعومة بانتصار عظيم في حرب يوليو 2006 والمدعومة بقوة من كل من ايران وسوريا ، مع استمرار وجود التهديد من قبل حزب الله للمواطنين الاسرائيليين في الشمال والذين أيضآ سيزيد من مخاوفهم الانسحاب الاسرائيلي من الجولان الملاصق لهم وهو الانسحاب الذي لابد أن يتم اذا كانت اسرائيل تريد العيش في أمان وتنال الاعتراف الرسمي من جيرانها العرب.

وعليه فانه يتم اقتراح الآتي :

1- تخلي اسرائيل عن منطقة الشمال الاسرائيلي والمناطق الملاصقة لكل من الضفة الغربية وهضبة الجولان ولبنان بخط ساحلي وصولآ الى مدينة حيفا و القيام باخلاء قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين واعادة توطينهم في الشمال الاسرائيلي ، واعادة توطين سكان الشمال الاسرائيلي في قطاع غزة .

2- تتولى الأمم المتحدة عبر لجنة دولية وتضم أعضاءً اسرائيليين وفلسطينيين الاشراف على عملية الاخلاء والتوطين .

3- يتم تمويل هذه العملية وما يتعلق بها من توطين واعادة بناء ودفع التعويضات للمضارين من الطرفين من خلال صندوق يتم تحديد قيمته ، ويتم تمويله من التبرعات والمساهمات العالمية الحكومية منها والخاصة ، ويشرف على ادارة الصندوق لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة وأعضاء من الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية .

4- يتم بناء خط مياه تحت الأرض من بحيرة طبرية الى الداخل الاسرائيلي وفق حصة يتفق عليها الطرفان ولا يجوز اعادة التفاوض عليها بعد ذلك وتضمن الأمم المتحدة بما فيها الدول العربية هذه الاتفاقية وعدم قطع وصول المياه الى اسرائيل تحت أي ظرف من الظروف .

5- بالطبع يتم اخلاء كل من هضبة الجولان وبقية الجنوب اللبناني من الوجود الاسرائيلي مع توقيع اتفاقيات ملزمة لجميع الأطراف وبرعاية وضمان الأمم المتحدة تضمن هذه الاتفاقيات الاعتراف بالدولة الاسرائيلية من قبل كافة الدول العربية وضمان السلام التام بين كافة الدول الموقعة ، وعدم اتخاذ أو تسهيل أي تدابير من شأنها الاضرار بالسلام والأمن الاقليمي في المنطقة ، بالاضافة الى ضمان تدفق الاستثمارات العربية والاسرائيلية بشكل متبادل .

6- بالنسبة لمشكلة المستوطنات فانه يتم الاتفاق على آلية تتضمن مبادلة الأراضي أو دفع تعويضات مجزية لأصحاب المستوطنات التي سيتم اخلائها .

7- أما بالنسبة لمدينة القدس فانها كانت ولازالت وستظل مدينة عالمية تضم كل الأديان ، ولا يمكن أبدآ أن يدعي أي طرف بملكيته المطلقة لهذه المدينة دون اعتبار للطرف الآخر ، فلذلك فانه يتم تعيين مجلس رئاسي منتخب من ثلاثة مقدسيين يمثلون الطوائف الدينية في المدينة ، مع عمل تقسيم اداري للمدينة يضمن الدخول والخروج اليها بشكل سلس ومقنن خاصة وأنها ستكون على حدود التماس بين كل من فلسطين واسرائيل ، مع احكام كل دولة سيطرتها على المعابر التي تخصها ، ويتم تمويل ميزانية بلدية مدينة القدس عبر اتفاق تعاهدي ملزم للدول الموقعة والمحبة للسلام بما فيهم كل من فلسطين واسرائيل .

#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات