سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 12:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* مقدمة هى من نتاج الموضوع .
تشهد مصر حاليا ً حالة من الإحتقان الطائفى وبشارات لفتنة طائفية حقيقية تكون نتيجة طبيعية لتسمم الجسد المصرى على مدى أربعين عاما ً كنتيجة للتصعيد المتعمد من نظامى السادات ومبارك للخطاب الدينى برغبة وتخطيط غير خافية عن أى مراقب ليقوم بدوره فى تحجيم اليسار المصرى والقوى الوطنية المناهضة لمشاريع التسوية والتبعية ومع فتح المجال ممهدا ً أمام البرجوازية الطفيلية لتتواجد لتمارس دورها فى النهب المنظم والغير منظم , وتلهية الشعب فى مشاريع بعيدة وإغراقه فى مستنقعات كثيرة فى ظل حالة إفلاس تامة لوجود مشروع وطنى تنموى وحدوى .
القوى الدينية المتصاعدة من الأخوان والجماعات الدينية لم تقف عند الدور المنوط بها فهى نفذته مقابل أن تتواجد وتقدم نفسها فى الشارع المصرى ليدفع الوطن فاتورة حضور الخطاب والتراث الدينى بكل منهجه الإقصائى وليتصاعد دور المسجد والكنيسة ورموزهما فى المجتمع لنجد أنفسنا أمام ولاءات دينية تتشكل وتتصاعد , وهوية وإنتماء تتشرنق , وليتضائل فى المقابل أى حس وهَم وطنى داخل الشخصية المصرية فلا نلمحه إلا فى مباريات المنتخب الوطنى .
بتفعيل التراث الدينى الإسلامى والمسيحى وتصاعد الخطابات الدينية أدى إلى حالة من التشرنق داخل المجتمع بل وصلت إلى إستقطاب هائل ليتكون نسيج متباين داخل المجتمع يغزله حضور التراث القديم منتجا ًحالة من التوجس والإغتراب داخل الوطن .
لذا تجد الأجيال الجديدة من شباب المسلمين والمسيحيين فى حالة من الإغتراب فلا وجود لعلاقات حميمية أو صداقة بينهم بل لو وجدت علاقات فهى عابرة وغير ذات عمق وتلاحم .. هذا خلافا ً لما كان متعارف عليه قبل فترة السادات , فقد كانت العلاقات تتسم بالصداقة والحميمية والمودة بدون تمايز أو توجس أو إنعزال .
تصعيد الخطاب الدينى والحُمى التى أصابت الأمة بالنبش والتنقيب فى التراث الدينى ومحاولة إستحضاره مع ظهور شخصية الشيوخ والكهنه كقيادات ورموز كفيل لوحده أن يقوم بفعله التخريبى فى المجتمع مع غياب مشروع وطنى قومى وحدوى مما سمح للتراث الدينى بما يحمل فى أحشائه من فكر إقصائى للآخر أن يتواجد بكل مفرداته القديمة من كراهية ونبذ وتمايز وإنعزال .
* أطفالنا فى الجنه وأطفالهم فى النار .!
ذكرت تجربة ذاتية بسيطة فى مقال سابق أجد أنها تكون جديرة أن أستهل بها رؤيتى فى هذا المقال فإسمحوا لي ..
كان حلما ً فى الطفولة المبكرة ليكون البداية التوقف والتوجس أمام الموروث الدينى وبداية شرخ يسمح للعقل ان لا ينبطح ويتقولب بل يتأمل ويخربش فى تلك المنظومات الدينية الهشة .
" أحمد " هو الصديق والجار الوحيد الذى عرفته قبل أن أدخل المدرسة , لنقضى يومنا نلعب ونلهو ونأكل سويا وسط مناخ من المحبة والمودة بين الأهل والجيران عندما كانت مصر بهية جميلة لم تتشرنق ولم تتلوث بعد .
ذات مساء كانت هناك صلاة يجمعنا فيها الوالد لنردد كالببغاوات بعض الصلوات ثم يختمها بشرح لقصة من الكتاب المقدس ..وفى أثناء عظته يأتى فى السياق قوله أن من لم يعتمد بالماء والروح ويؤمن بالمسيح فلن يعاين ملكوت السموات بل مصيره بحيرة الماء والكبريت ليقفز حينها سؤالى المضطرب : أبى " أحمد " سيدخل النار ؟!!.. ليجيب أبى : كل من لا يؤمن بالمسيح وليس مسيحيا ً .!
تصيبنى حالة من الشرود والإضطراب لأنام ليلتى وأحلم بالعالم الآخر مستدعيا ً بعض المشاهد من أفلام عربية وأجنبية لأجد صديقى " أحمد " وقد دخل جهنم لتتولى زبانية الجحيم تعذيبه على نار شديدة الوطيس .. أرى أحمد وقد خرقوا جسده كالشاه بسيخ من الحديد أدخلوه فى ثقب مؤخرته ليخترق جسده الغض وليخرج من رأسه , و يتم تقليبه على نار حامية وسط صراخ أحمد وعويله وترديده بصوت باكى : لم أصنع شيئا ً !!.. بينما زبانية الجحيم لا يكفون عن لف جسده على النار وسط ضحكاتهم الهيسترية المجنونة .!!
أنتفض من نومى مذعورا ً صارخا ً لأجد حضن أمى يهدئ من روعى ولتسألنى عما أفزعنى ..فأحكى لها كابوسى لأجدها تطمئنى وتقول لى بأن أحمد سيدخل الجنه لأنه طيب .!!.. لقد أدخلت أمى الطيبة صديقى أحمد الجنه ولكن القضية لم تنتهى عند هذا الحد و لم تلقى هدوءا ً فى داخلى لأبدأ من هذا اليوم أطرح سؤال " ماذنب " ليمتد وينتشر ويحدث زلزال أطاح توابعه بالكثير من الفرضيات .
أبى الذى فجر قضية " من لا يؤمن بالمسيح المخلص لن يعاين ملكوت السموات " أحس بوطأة ماقاله ولم يرد أن ينفيه , كما لم يدخل أحمد الجنه كرمالا ً لعيونى كما فعلت أمى , لكنه حاول أن يرمى القضية فى حكمة وتدبير الرب وليس من شأننا أن نخوض فيها .
بالفعل لم يجد هذا التبرير آذان صاغية ولا عقل على إستعداد أن يتم تخديره ..ليلح سؤال " ماذنب " طارحا ً نفسه على مصير كل أطفال العالم لتفضح هشاشة الفكر الدينى وتلقى الضوء على الدين عندما يؤسس لإنتهاك إنسانيتنا .
لو سألنا سؤالا ً عابرا ً عن حال الأطفال التى وافتهم المنية , وماذا سيكون مصيرهم وما محل إقامتهم فى العالم المفترض هل فى الجحيم الأبدى أم فى الجنه أم هم خارج الحسابات ؟!! ...بالطبع سيكون مصير أطفالنا الجنه ونعيمها فهكذا نريد ونحب بدون أن نقدم مبررات عن معنى العدالة عندما يحظى إنسان لم يدخل الإمتحان على النجاح والدرجة النهائية وذلك الفوز العظيم بينما من خاض الإمتحان فمصيره يكون معلقا ً بالفشل أو النجاح . !!! .. ولكننا نريد لأطفالنا أن يدخلوا الجنه هكذا دون أن نلتفت أيضا ً بأن الإيمان بهكذا طريقة سيختزل فى حظ الإنسان من التاريخ والجغرافيا ً.!
سنقف حائرين متجهمين إذا وجهنا نفس السؤال حول مصير أطفال الغير مؤمنين , ولن يأتى الإرتباك أو عدم الإكتراث تبلدا ً كما هو معتاد من أصحاب الفكر الدينى ولكن ربما خجلا ً وتهربا ً من الإجابة .
لو تصورنا جدلا ًوجود عالم إفتراضى يُقيم فيه البشر فى ضيافة سياحية ينعمون فيها بالملذات أو فى معتقل للتعذيب وحرق للجلود للانهاية من الزمن وحاولنا أن نبحث عن مصير أطفال الغير مؤمنين الذين لم يمتلكوا الوعى أو التكليف بالمفهوم الدينى فأين سيكون مصيرهم .. هل هم فى الجنه أم الجحيم .؟!!
عقليا ً وإنسانيا ًسنرفض أن يكون مصيرهم الجحيم فليس لهم ذنب بولادتهم لأبوين غير مؤمنين ,علاوة على عدم إمتلاكهم الوعى والفهم والإرادة ليؤمنوا ..كما سنرى أن ورودهم فى الجنه ليس له معنى أيضا ً كون هذا يجعل عملية الإيمان أو اللإيمان بلا جدوى أو معنى .. فلم يتبقى لهم سوى أن يكونوا خارج حدود الجنه والجحيم وهنا إما جاءوا للحياة كخطأ وبلا تخطيط أو بشكل عبثى يتسم بالظلم وعدم الرحمة .
ما طرحته هى إشكاليات منطقية نطرحها فى ظل وجود تصور لوهم عالم آخر يستقبل أطفالنا وأطفال الآخرين وهناك ديان سيقذف بأطفال ذو جلود ناعمة ونفوس بريئة إما فى أتون الجحيم أو فى جنة الكبار ..ومن المفترض أن نجد إجابة مقنعة من الفكر الدينى أمام هذه الإشكالية التى ليست بالهينة .
الحقيقة أن الفكر الدينى للأديان التوحيدية قد حسمت قرارها بهذا الشأن ولكن للإنصاف لم نحظى بنصوص محددة إلا قليلا ً ولكن كل الشواهد والأحداث وصلب المنهج العقائدي يعطينا رؤية واضحة بأن الأطفال المنتسبين لأباء غير مؤمنين هم فى الجحيم .!!
بالرغم من غرق التراث الدينى فى قصص طويلة ومملة عن قتال وذبح وعداوة الآخر وإذلال المرأة ووعد الذكور بجنات ومكافأت سخية إلا أنها أهملت موقف أطفال المؤمنين وغير المؤمنين فى العالم الآخر شأنهم كشأن المرأة .. فلم تعبأ مثلا بالجنه المعدة للأطفال وكيف يكون حالها فالجنه حسب الميثولوجيا الدينية هى للرجال البالغين لتتعاطى مع متعهم الجنسية والحسية فكيف لأطفال أن يستمتعوا بمثل هذه جنه ؟!.. فهل سيتم منحهم اعضاء ذكورية قوية وتتخلق الشهوة لأطفال لم يتعدوا شهور مثلا ً .!!.. أعتقد أنه سيكون رائعا ً أن تبشر الأسطورة بجنه فنتازية ك " ديزنى لاند "لكل أطفال العالم من كافة الأجناس والنحل .. ولكن عذرا ً فصاحب الأسطورة لم يسعفه خياله بجنة " ديزنى لاند " بل كان مهموما ً بكؤوس الخمر وتجهيز الحوريات .
الحقيقة أن الأديان غير معنية ولا مكترثة بالأطفال فى رؤيتها وفكرها وذلك شئ طبيعى من تراث إنسانى محمل بمشاريع وطموحات سياسية وإجتماعية فلم ينظر للأطفال ككيانات ذات أهمية فى مشروعه السياسى .. فلا هم عناصر إنتاجية وداعمة وليس لهم القدرة على القتال لذا كان الإهمال نصيبهم .
الفكر الدينى كما أدخل أطفاله بلا سبب منطقى فى الجنات إلا أنه حسم بقسوة يحسد عليها مصير أطفال الآخر الغير مؤمن بشكل قاطع وحاد فكل الأديان جعلت مصيرهم الجحيم وإن خفت الحدة فى المسيحية لتضعهم خارج معاينة ملكوت السموات وإن لم تختلف الصورة كثيرا ً.
* التراث التوراتى .
التراث اليهودى أكثر المنظومات الدينية فى عنصريتها وهمجيتها وبربريتها بل يمكن القول بأنه التراث الوحيد الذى تفرد بتاريخ وتعاليم دموية مفرطة فى بشاعتها تجاه الآخر .
لا يصح أن تسأل التراث العبرنى عن رأيه فى أطفال الغير يهود وماذا سيكون مصيرهم لأن هذا السؤال عابث كون الفكر التوراتى يلقى بكل البشر فى الجحيم بلا إستثناء كونهم ليسوا من شعب الله المختار بل يتم تصنيفهم كأرجاس وأنجاس بل حيوانات ... ولا تقف الأمور عند حد رفضهم لتواجد أى جنس أوفصيل معهم فى الحضن الإلهى ولكن تاريخهم وسلوكهم فى بشاعته وهمجيتة وبربريتة إلى مذابح التطهير العرقى التى مارسوها مع أطفال الغير يجعل سؤال ما مصير أطفال غير اليهود فى العالم الأخروى سؤالا ً يبدو ساذجا ً .
فيقول إله العهد القديم (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرّموا كل ما له، ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً) (سفر صموئيل الأول، الإصحاح 15، الآية 3).
وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. _ سفر إشعياء 13 : 16
فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. - سفر العدد 31: 17
(حينئذ ضرب مناحيم تفصح وكل مابها وتخومها من ترصة لأنهم لم يفتحوا له. ضربها وشق بطون جميع حواملها) (سفر الملوك الثاني، الإصحاح 15، الآية 16).
أرجو التركيز على هذا الإلحاح الغريب فى قتل الأطفال لتتعجب من هكذا إله أو بالأحرى والدقة من هكذا بشر إمتلكوا هذا القدر من الهمجية والبلادة ليسطروها ويعتبروها نصوص مقدسة .
«اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. . لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.- سفر حزقيال 9 : 5 -7
فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ. - سفر أشعياء 13: 18
تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ. - سفر هوشع 13 : 16
فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ :((اذْهَبُوا وَاضْرِبُو سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ. وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ)). - سفر القضاة 21: 10
يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9 طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ! - سفر المزامير 137: 8-9
فَدَفَعَ الرَّبُّ إِلهُنَا إِلى أَيْدِينَا عُوجَ أَيْضاً مَلِكَ بَاشَانَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى لمْ يَبْقَ لهُ شَارِدٌ. 4 وَأَخَذْنَا كُل مُدُنِهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. لمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ لمْ نَأْخُذْهَا مِنْهُمْ. سِتُّونَ مَدِينَةً كُلُّ كُورَةِ أَرْجُوبَ مَمْلكَةُ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. 5 كُلُّ هَذِهِ كَانَتْ مُدُناً مُحَصَّنَةً بِأَسْوَارٍ شَامِخَةٍ وَأَبْوَابٍ وَمَزَالِيجَ. سِوَى قُرَى الصَّحْرَاءِ الكَثِيرَةِ جِدّاً. 6 فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ الرِّجَال: وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7 لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا. - سفر التثنية 3 : 3-7
وَضَرَبَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ: الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرِّضْعَانَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ. سفر صموئيل الأول 22: 19
وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ . - سفر يشوع 6: 21
وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ, وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً. وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. - سفر يشوع 10: 28
ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ, وَحَارَبَ لِبْنَةَ. (30) فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضاً بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا, فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِداً, وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. - سفر يشوع 10: 29–30
ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. (32) فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ, فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ.- سفر يشوع 10: 31– 32
حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ, وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِداً. - يشوع 10: 33
ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا, (35) وَأَخَذُوهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ, وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ.- سفر يشوع 10: 34–35
ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا, (37) وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ, فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.- سفر يشوع 10: 36–37
ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا, (39) وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا, وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً. كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا, وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا.- سفر يشوع 10: 38–39
فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.- سفر يشوع 10: 40
فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادِشِ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. (42) وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ.- سفر يشوع 10: 41–42
ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَسفر يشوع 11: 12–1بَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ, لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. (11) وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. - سفر يشوع 11: 10–18
بالفعل هى نصوص تحمل من الهمجية والبربرية والوفرة مايكفى لتثير الإشمئزاز والرغبة فى التقيؤ ...وتظهر حجم القسوة والبشاعة فى التوصيات اللحوحة بقتل الأطفال بلا رحمة لينالوا هذا النصيب الوافر من الهجمة البربرية للإله .!!
لوكانت هذه النصوص سرد لتاريخ هولاكو والتتار فلن يعنينا فى شئ كون هولاكو والتتار قد إندثروا ولم يبقى لنا منهم سوى بعض الحروف المسطرة على صفحات التاريخ الغير فاعلة .. بينما الدين يرفض أن يكون تاريخا ً بل يعتبر قصصه ونواميسه هى رؤى إلهية تستوجب التقديس والإحترام ولا مانع من التنفيذ والتفعيل والإقتداء .. لذا سنجنى فعل التراث المُخرب والمُدمر على الواقع الإنسانى , وسندرك حجم المأساة والمصيبة التى ستحيق بالمجتمع الإنسانى المعاصر من جراء إطلالات مواريث قديمة بكل تخلفها وهمجيتها وبربريتها .
* التراث المسيحى .
الفكر الدينى المسيحى واقع تحت إشكاليتين إذا إستطاع أن يتجاوز الأولى فلن يسلم من الثانية فالإشكالية الأولى أنه يعتمد التراث العبرانى كاملا ً بإعتباره فكر وتدبير الرب وأن الإله واحد لم يتغير , ولكن يتم القفز مرة واحدة على التوارة ليتم إعتبارها تاريخ لا يلتزم به المسيحى , ولا تعرف لماذا يتم الإتكاء على قصص من العهد القديم فى الإتعاظ والتعليم ويتم إغفال النصوص العنيفة الشرسة .
إذا كانت المسيحية لا تريد إعتماد الهمجية والتشريعات البدوية بالعهد القديم لتحل مكانها منظومتها السلوكية عن المحبة والسلام والتسامح فلن يجبرها أحد على ذلك بل سنشد على أيديها بتخلصها ونفضها لهذا التراث العنصرى القمئ ولكن لن تستطيع أن تنفذ من الإشكالية الثانية التى تعتبر أن الإيمان بالمسيح كمخلص هو السبيل الوحيد للخلاص ونيل أكليل البر ومن لم يعتمد بالماء والروح لن يعاين ملكوت السموات لنسترجع سؤالنا الرئيسى عن مصير الأطفال الذين لم يتعمدوا بالماء والروح ؟!!
الموقف واضح من الإيمان الذى لا يقبل أى تجاوز فى عدم الخلاص والتبرر إلا بالتعميد بالماء والروح والإيمان بخلاص المسيح سواء أكان هذا رجلا ً أو إمرأة أو طفلا ً صغيرا ً ... بل أن المسيحية بموقفها الحاد هذا تعتبر الطفل الصغير المنحدر من أبوين مسيحيين ووافته المنيه قبل أن يتعمد فلن يكون له نصيب فى معاينة ملكوت الرب .!
ولا افهم أهمية معاينة الملكوت او وطأة الجنه الموعودة إذا كان الصغير لم يعاين الأرض ليعيها .!!
* التراث الإسلامى .
التراث الإسلامى فى موقفه من أطفال الغير مسلم لا يختلف شيئا ً عن الفكر الدينى التوارتى والمسيحى فالإيمان الإسلامى هو المعتمد ومن يرتضى غير الإسلام دينا ً فهو من الخاسرين والكافرين , ولا يكون هذا الموقف من الأديان والمعتقدات الوثنية بل تمتد إلى اليهودية والمسيحية كأديان سماوية أصابها العطب والتحريف والضلال !!.. لنعيد السؤال عن مصير الطفل الصغير الذى لا ذنب له فى هذه القصة فهو لم يرتضى أن يكون فى هذا المعسكر أو ذاك لعدم وجود وعى !! .. هذا إذا سلمنا أن الكبار أنفسهم قد رفضوا الإسلام بوعى فالأمور كلها لم تخرج عن نطاق الوارثة والموروث .
ولكن لم يتركنا نبى الإسلام فى حيرتنا ...فقد روى عن عائشة أنها قالت: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المسلمين أين هم؟ قال: "في الجنة" وسألته عن ولدان المشركين أين هم؟ قال: "في النار، قلت: يا رسول الله، لم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام! قال: "ربك أعلم بما كانوا عاملين، والذي نفسي بيده لئن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار") !!!(الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، ج5، سورة الإسراء، الآية 12).
ويؤكد نبي الإسلام نفس الحكم على أطفال المشركين بدخول النار فنقرأ فى الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، النوع التاسع والسبعون ( خرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي {بن أبي طالب} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم}) !!
وتحكى لنا السيرة النبوية لابن هشام، ج3، ص 194هذه القصة تأكيدا لما سبق مع مشهد لا يخلو من العنف الشرس - (قتل النضر بن الحارث، ثم أمر بقتل الأسير عُقبة بن معيط، فقال له عُقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله : فمن للصبية يا محمد؟ قال : النار. فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري .)!!
وعن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال قلت: يا رسول الله إنا نُصيب في البيَات من ذراري المشركين { ذريتهم } قال: هم منهم .. رواه مسلم - الشرح: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم صبيان المشركين الذين يُبيتون فيصاب من نسائهم وصبيانهم بالقتل فقال هم من آبائهم أي لا بأس لأن أحكام آبائهم جارية عليهم في الميراث وفي النكاح وفي القصاص وفي الديات وغير ذلك. انتهى .. صحيح مسلم شرح النووي 12/49) (ص 11). فنبي الإسلام لا يمانع في قتل أطفال المشركين لأن ما يجري على آبائهم يسرى عليهم. !!
* ميراث وورثة وخلف جاء من سلف .
مع تواجد هذا الموروث الدينى وإستحضاره قام الخلف بإكمال مسيرة السلف ولا تكتفى الأمور بحرمان أطفال غير المسلمين من الجنه والقذف بهم فى الجحيم ليصبحوا وقود الجحيم كالنار والحجارة ولكن يتسلل لنا مشهد آخر لتعليم ممارسة العنف ضد أطفال الغير فنجد الشيخ ابن عثيمين يفتى بجواز قتل نساء واطفال الكفار في الحرب قصدا ً!! .. فيقول الشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب الجهاد من "بلوغ المرام": (فإن قيل؛ لو فعلوا – أي الكفار - ذلك بنا، بأن قتلوا صبياننا ونساءنا، فهل نقتلهم؟
أنه لنا أن نقتل النساء والصبيان... لما في ذلك من كسر قلوب الأعداء وإهانتهم، ولعموم قوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ .
لا تكون الأمور محصورة فى رد فعل إنتقامى وثأرى كما يحاولون تسويقه بدليل السيرة النبوية لابن هشام وحكم النبى على صبيان المشركين .. كما هى أية لم يُساء فهمها كما سيحاول المعتدلون والمتحضرون أن يخرجوا من هذا المأزق بالرغم من وضوح وبيان الآيات ..ولكن هناك مظلة كبيرة وتراث مارس فعل ذبح الأطفال ليتشبع الضمير الإسلامى الجمعى بكل قساوة بل القدرة على البدء والإستباق فى ممارسة الهمجية لذا لم يكون غريبا ً أن يفتى الشيخ القرضاوى بإجازة قتل أطفال اليهود الإسرائيليين لأنهم عندما يكبرون سوف يسري عليهم التجنيد الإجباري وسوف يصبحون جنوداً في الجيش الإسرائيلي!!..هكذا بكل بساطة ولم يضع فى إعتباره أن يكونوا خارج الخدمة أو مناهضين للقسوة الصهيونية أو إحتمالية أن يهجروا اليهودية ويكونوا مسلمين .
الزرقاوي وجيش المهدي فى العراق لم يتورعوا بتفجير قنابلهم في صفوف الأطفال المتجمهرين فى أى مكان عام شاء حظهم العاثر ان يتواجدوا فيه .. بل لم يتورعون عن تفخيخ طفلتين مصابتين بالقصور العقلي وتفجيرهما وسط سوق الطيور في بغداد.
وهاهو سمير القنطار نستقبله إستقبال الأبطال ونفرش الورود تحت قدميه بعد عودته من الأسر ..وسمير القنطار هذا قتل مواطن إسرائيلى أمام طفلته ذات الأربع سنوات ولم يتورع أن يدك رأسها بمؤخرة بندقيته ليقتلها هى الأخرى .!
وبما أن الوعاء البدوى واحد فى الهمجية والبربرية فلم يترك حاخامات اليهود الفرصة فكل إناء ينضح بما فيه ..فقد أصدر الحاخام اليهودي يتسحاق شابيرا رئيس المدرسة الدينية اليهودية كتابا باسم " توراة الملك " تضمن فتوى دينية تجيز قتل غير اليهود حتى لو كان طفلا ً أو رضيعاً طالما وجوده سيشكل خطرا ً على الكيان الصهيوني !.. وتأتى هذه الفتوى لتشجيع الجنود على الضرب الشرس دون أن ترتعش أياديهم .
ونشرت صحيفة "هآرتس" فتوى لعدد من حاخامات اليهود في إسرائيل أفتوا فيها بأنه" يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين". ونقلت الصحيفة عن الحاخام" يسرائيل روزين" رئيس معهد تسوميت وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود، فتواه التي سبق أن أصدرها بأنه" يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل فى نفسه كراهية لإسرائيل"...وأردف روزين قائلاً بأن" حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم".!
كما أفتى الحاخام آفي رونتسكي بأن أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم .!
الحاخام موردخاي سجل فتوى هو الأخر نشرتها له صحيفة معاريف وحظيت باهتمام خاص من وسائل الإعلام الدينية إنه يتوجب قتل جميع الفلسطينيين حتى أولئك الذين لا يشاركون في القتال ضد الاحتلال !!...واعتبر موردخاي أن كلامه هذا ليس مجرد فتوى، بل هى فريضة من الرب يتوجب على اليهود تنفيذها !!
بالطبع عندما يكون لديهم هكذا موروث عنصرى وهمجى وبربرى فستخرج فتاويهم هكذا ..
* ماذا يعنى هذا ؟
بعد كل هذه الحصيلة من مواقف الأديان التى يقال عنها سماوية والمفعمة بكل قسوة وبشاعة فكرا ً وسلوكا ً وممارسة بدءا ً من رفض تواجد أطفال الغير فى جنتهم الموهومة وكأنهم سيقيمون فوق رؤوسهم الصدأة وكل هذا لأنهم تواجدوا فى المكان الخطأ من الجغرافيا والتاريخ البعيدة عن جغرافيتهم أو قل عنصريتهم , لتصل الأمور أقصاها بممارسة الهمجية ,ثم يجد حضوره وسبيله فى النهاية للخلف الذى شرب وتجرع من السلف كل البداوة والهمجية .
لن يعنينا قصة الجنه المسحورة لعدم وجود هذا الوهم ولن يعنينا أن نجادلهم فى منطقية إلقاء الأطفال فى الجحيم لأن حظهم العاثر جعلهم يتواجدون فى المكان الخطأ من الجغرافيا والتاريخ بلا ذنب ولكن يعنينا تلوث عقول الخلف تحت وطأة هكذا فكر وسلوك قديم تم تقديسه فالعقول التى ستنبطح أمام كل هذا التراث ستمرر قصة الجحيم لأطفال الغير دون أن يرف لها جفن بعد أن فعل التراث فعله فى التشويه .
عندما يتربى أطفالنا وتمر من أمام عيونهم الصغيرة مثل هذه القصص والمواقف والدروس المتعنتة تجاه صديقه المختلف عنه دينيا ً مع تحذيرات وتوجسات من التعامل مع هذا الصديق والجار الكافر وعدم مودته وتحيته وتهنئته بل تصدير البغض له فهنا لن ينشأ التوجس والحذر فقط بل ستستعمر القلوب النبذ والكراهية وستتربى أجيال تتشرنق فى ذاتها تحمل فى داخلها النفور والكراهية للآخر .
يبدأ مسلسل العنف الطائفى من هكذا تربية وإحتضان للتراث القديم فينتج النفور والكراهية والنبذ الذى يتسلل فى نفوسنا ونحن أطفال تجاه أصدقائنا وجيراننا المختلفين عنا دينيا ً لنغزل شرانق ونخلق أسوار تؤدى للقطيعة والتوجس يعقبها الكراهية والنبذ والتعالى لتنتج فى النهاية فعل عنيف وهمجى وتتولد وتتوالد الفتن ..لذا لا يجب أن نضلل أنفسنا بوجود مؤامرات صهيونية أمريكية تغزل الفتنة والوقيعة بيننا فحقيقة هم يتمنون ذلك ولكن عذرا ً نحن من نقوم بكل أدوار البطولة وكل أحداث المسلسل والمشاهد والسيناريو ونستأثر بالأدوار الرئيسية والثانوية فتراثنا الدينى قام وأسس وتفرد بكل المهمة وزرع بذورالإستقطاب والتطرف والكراهية ومنحنا كل دروس العنف .
حضور الدين بموروثه القديم ينتهك من إنسانيتنا ويستدعى قساوة وعنف إنسان قديم هكذا كان حظه البائس من الحضارة والإنسانية لذا يجب أن نفطن بأن ظهور الطائفية هو نتيجة حرث الأرض ونثر بذور لن تنتج إلا حنظل ومر ..علينا أن نطهر الأرض ونزرعها بقيم حضارية وعلمانية وإنسانية وإلا الفوضى والطوفان قادم ليقضى على كل أخضر ويابس .
دمتم بخير .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)