المفاجأه

كمال أوغلي

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 08:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

لقد فاجأني حقا الكم الهائل من الكتاب الشباب على المواقع المحدثة والتي ظهرت عبر المواقع الجديدة للثورة أو الإنتفاضة السورية أو التي يمكن أن يسميها أحدنا بما يشاء المهم أن هذه المواقع وهؤلاء الكتاب الشباب على هذه المواقع أثبتوا شيئاً في غاية الأهمية ( أرجوا من موقعكم التواصل مع هذه المواقع ) أن الشعب في سوريا هو إمتداد لحضارتها التي حاول النظام أن يغيبها لكنه لم يستطع ذلك رغم كل آلته العسكرية والقمعية ورغم بث الفتنة الطائفية والمذهبية فقد أذهلني هذا الكم الهائل من الشباب الذي كنت أمقته إلى وقت قصير وكنت أتهمه بلّا مبالاة وبأنه شباب فارغ لايعي قضايا مجتمعه لكنه أثبت وفي وقت قياسي لم يحققه محطمي الأرقام القياسية بأنه يحمل مسؤولية وطن عجز عنها معظمنا أو كلنا ممن ندعي بأننا مثقفين, ورغم خصوصية الحالة السورية بما تتميز به سمعة النظام وتخصصه في القمع ورغم كل الخوف المتأصل خلال عقود من القمع الذي خبره آباءهم ورغم كل ذلك المخزون لم يأبهوا ونزلوا إلى الشارع بشجاعة أقل مايمكن أن يقال عنها أنها أسطورية وهم الأقلية ( الفدائيون ) ومنهم من يخطط بكل ذكاء لتوجيه هذه الثورة لتحقق مبتغاها لقد أذهلوا العالم بصمودهم وعدم اعتمادهم على أي كان من معارضة أو قوى خارجية أو حتى على الأغلبية الصامته سوى على إرادتهم وإيمانهم بأن مايفعلونه هو الصواب والذي سيحقق لهم مايريدونه من حرية وكرامة وعيش كريم , أشياء بسيطة ومحقة ولايستطيع أي كان أن يجعلهم يتراجعون عن مطلبهم لأن لحظة التراجع قد ولّلت إلى غير رجعة فهل فهم النظام الرسالة أم أنه بحاجة إلى تأكيد أظن أنه بدأ يفهم رغم أنه مازال يراوغ ودليلي على ذلك هو تصميم هذه الشريحة من الشباب الذين نزلوا هم وغيرهم من باقي شرائح المجتمع إلى الشارع مصممين على التغيير رغم الثمن الغالي الذي دفعه الشعب والذي هو مستعد أن يدفع من أجله المزيد مؤمنين بأن التغيير آت وعلينا ان نكون مستعدين له بكل اختلافاتنا وبكل معتقداتنا وبكل طوائفنا وكل أعراقنا والذين شاركوا في هذه الثورة أم لم يشاركوا برسم أن يتحمل كل منا مسؤوليته عن كل مواقفه وأفعاله فإن الحقوق مصانة ولايحق لي إنسان أن ينأى عن المحاسبة القانونية لكل من أرتكب جرماً بحق الوطن والمواطنين تحت أي حجة أو ظرف, لذلك على كل المواطنين السوريين أن يتحملوا مسؤولياتهم وكل حسب قدرته وأن يحدد موقفه ممايجري فإن التاريخ لايرحم من تخاذل أو قدم أي تنازلات تضر بمصلحة الوطن والمواطنين والقانون لا يحاسب على النوايا ولكن يحاسب على الأفعال فهذه الثورة أو الإنتفاضة سمّوها ماشئتم جاءت لتحرر الناس من الظلم والغبن والفساد والقمع والتسلط والقهر والعبودية ولتجعل من الإنسان إنسان, بوركتم شباب وطني فقد أعدتم لنا كرامتنا التي كنّا نفتقدها وأصابنا اليأس من إستردادها.

كمال أوغلي مصور فوتوغرافي يدعم حق الإنسان في أي مكان

#كمال_أوغلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات