أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...














المزيد.....


اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا ماحدث عندنا في العراق عام 1991 في انتفاضة آذار الشعبية ضد نظام الدكتاتورية والهزائم والتفريط. عندما دخل الاسلاميون على الخط رافعين صور الخميني وشعارات دولة وليّ الفقيه ورموا بمطالب شعبنا بالحرية والسلام وراء ظهورهم, فاعطوا بفعلتهم تلك المبرر لنظام الفاشية البعثي لأغراق الانتفاضة بالدم وارتكاب مجازر وحشية يشيب لها الرضيع زرعت ارض العراق بالمقابر الجماعية تحت سمع وبصر القوات الامريكية والدولية التي احتلت العراق وفي ظل صمت مطبق, خشية من مصيبة اخرى في المنطقة هم في غنى عنها مشابهة لأيران.

اليوم نشهد الامر ذاته يتكرر, حيث يندفع الاسلاميون لركوب موجة الثورات الشعبية الواعدة في المنطقة ومحاولة اختطافها من بين ايدي صانعيها الحقيقيين لتفريغها من محتواها التقدمي ثم تجييرها لتنفيذ اجنداتهم الرجعية والقفز على المطالب الشعبية الداعية الى بناء دولة مدنية حديثة تضمن الحريات ويتساوى في ظلها الجميع بالحقوق والواجبات وفرض رؤيتهم المتخلفة بتأسيس دولة استبدادية فاشية بلبوس اسلامية تطبق الشريعة وتفرض الجزية على المسيحيين والعودة بنا القهقرى بتطبيق قيم بالية لاتتناسب مع عصر العلم والتكنولوجيا وحقوق الانسان.

تمثلت بدايتهم باطلاق سيل من الفتاوى التي تكيل بمكيالين, تحّرم الثورة ضد نظام هنا وتباركها هناك لأسباب طائفية وخدمة لأهداف اطرافها للهيمنة على دول وشعوب المنطقة... وكلنا يعرف بان بدائل الاسلاميين ليست افضل مما جاءت به دكتاتوريات العوائل, ان لم تكن اسوأ.

فقد تابعنا باستنكار نداءات يوسف القرضاوي المسمومة ثم وقاحته في ميدان التحرير في القاهرة. فبعد ان سمح له شباب ثورة 25 يناير بالقاء خطبة, عملا بحرية الرأي, منع أزلامه وائل غنيم احد قادة شباب الثورة من اعتلاء المنصة لالقاء كلمة, عملا منهم بمبدأ قمع الرأي الآخر الذي يجيده الاسلاميون. وتتواصل اليوم مساعي السلفيين في مصر لأشعال نار فتنة طائفية ضد اقباط مصر بقتلهم وحرق كنائسهم ودعوات تهجيرهم الوقحة وهم اهل مصر الاصليين.
وكذا الامر يحصل في تونس... لايخفي الاسلاميون سعيهم الى الوثوب الى السلطة والغاء مكتسبات اجتماعية وحريات عامة انتزعت بنضال جماهيري طويل, خصوصا المتعلقة بحقوق المرأة وقانون الاحوال الشخصية التقدمي.
كما يتقاسم الاسلاميون مع نظام الاستبداد الخليفي في البحرين مسؤولية اجهاض انتفاضة شعبها المطالبة بالاصلاح والملكية الدستورية والمساواة, بتقديمهم المبرر لسلطات النظام لقمعها. فقد ابتدأ نحر الانتفاضة بتسلل رجال الدين الى دوّار اللؤلؤة في المنامة, تبعه تصريحات لممثلي جهات ايرانية وعراقية, اقل مايمكن ان توصف بانها غبية, استثمرها النظام برمي المنتفضين بدائه, داء الطائفية والادعاء بوجود تدخل خارجي شيعي سوغ له استدعاء القوات السعودية والخليجية مدعمة بفتاوى وهابية ظلامية لخنق صوت الانتفاضة.

لقد اثبتت التجربة العراقية بعد سقوط نظام صدام عام 2003, ان مشروع تشظية المجتمع الى طوائف وعصبيات لم تحل مشاكل هذه المجتمعات المستعصية بل فاقمتها, كما انها لم تخدم مصالح الاغلبية المسلوبة الحقوق... فالمظلومون بقوا مظلومين رغم تسنم – الله يچرم – قادتهم الطائفيين السلطة الذين تسلقوا على اكتافهم بدعوى المظلومية ثم تنكروا لهم ونكثوا بوعودهم. واصبح الحديث عن ريادة مايسمى بالتجربة الديمقراطية العراقية مجرد وهم, بعد تبني نظام المحاصصة الطائفي – العرقي المافيوي, وثلمتها سلسلة الممارسات التعسفية التي طالت الحريات العامة والخاصة للمواطن العراقي. والفشل المطبق في تأمين متطلبات الحياة الاساسية واصبح الشلل سمتها البارزة.
ان الاجراءات الثورية الجادة في مصر بتقديم رموز نظام مبارك واعوانه من المجرمين وسراق المال العام والفاسدين الى المحاكم والقرارات الحازمة ضد الفتنة الطائفية والمساواة في الحقوق بين المواطنين المصريين بغض النظر عن ديانتهم تؤهل التجربة المصرية لتبوء موقع الريادة.

يعاند الاسلاميون بمختلف مللهم ونحلهم في الخروج من شرنقة سلفيتهم الطائفية البائرة لذا فانهم كلما دخلوا انتفاضة افسدوها وجعلوا اسمى اهدافها هباءا.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي
- لغة التهديد... ثقافة البلطجة السياسية
- مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد
- حكومة تبحث عن هيبة !!!
- قنابل طائفية موقوتة !!!
- الاغتيال لغرض الاقناع... كاتم الصوت - الحجة
- ضربني بوشو ( بوجهه ) على ايدي !
- الى اين اخذتم بنت بنغازي ايمان العبيدي؟
- عطالة برلمانية... تعددت الاسباب والخاسر واحد
- اجراء (تضامني) مفاجيْ يدعو للريبة !
- مصير الجامعة العربية بين سابقة ليبيا والمأزق البحريني
- امرأة... ليست ككل نساء ورجال التيار الصدري
- 100 يوم للاصلاح + 42 وزير + كامل زيدي كثر + 40 مليار دولار ض ...
- 100يوم للاصلاح +42 وزير + كامل زيدي كثر +40 مليار ضائعة = ثو ...
- يعجبني الحزب الشيوعي... والعياذ بالله !
- بعد ان شتم المالكي العراقيين... يعتذر للبعثيين
- لاتنادوا باسقاط الفاسدين... البعث يتربص !
- أفول نجم المالكي ونهاية حقبته
- المواقف من انتفاضة 25 فبراير وتهاوي احجار الدومينو
- هل يعتذر المالكي لشعبنا عن كذبته الصلعاء ؟


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...