أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاءالدين نوري - التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين















المزيد.....

التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين


بهاءالدين نوري

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الدكتاتور التكريتي صدام حسين واثقا من انه بات حاكما للعراق طيلة العمر وأن اولاده واحفاده يرثون عرشه، الذي تربع عليه ٣٥ سنة بالضد من ارادة الشعب العراقي واشاع في ربوع بلده وفي ايران والكويت وغيرهما الموت والدمار الواسع والفساد والانحطاط الخلقي… ‬الخ. وكشر هذا الوحش عن انيابه بعد ان صفى زملاءه في حزب البعث من امثال عبد الخالق السامرائي. وعمل الضابط العلوي السوري الدكتاتور حافظ الاسد الشئ نفسه بعد ان نفذ في عام ١٩٧٥ انقلابا عسكريا على زملائه البعثيين الذين أتوا الى الحكم اصلا- عام ١٩٦٣- عن طريق الانقلاب. وها قد انقضى ست وثلاثون عاما على أل الاسد أشاعوا خلالها الارهاب الدموي والفساد الاداري والقمع الوحشي في ربوع سوريا وفي ربوع الجارة لبنان وحيثما وصلت ايديهم.
مااشبه اليوم بالبارحة! ان الدكتاتور الابن، الذي تسلم الحكم - شأن ابيه - بالضد من ارادة الشعب السوري، قد بات، في مجرى العاصفة الثوريه التي اجتاحت العالم العربي مؤخرا، في وضع لايحسد عليه. واكدت وقائع الاسابيع المنصرمه بأن اساليب القمع، المقرونة بمحاولات الخداع والتضليل، لم تعد تكفي لضمان بقائه على كرسي الحكم المهزوز. ولم يكن قادر على اتخاذ القرار الصحيح البسيط لحل المشكلة بالاستجابة لمطالب الشعب، وهو تسليم السلطه الى هيأة موقتة تقوم بتشريع ديمقراطي معاصر لانتخاب پرلمان تحت اشراف الامم المتحدة والمراقبين الدوليين، والرحيل الى حيث يشاء، بل قلد سائر الحكام المستبدين المتخلفين في ممارسة الارهاب الدموي المقرون بالوعود الكاذبة بالاصلاح. فألغى بعد اسابيع قانون الطوارئ، الذي فرض منذ نصف قرن، ولكنه شدد من الارهاب والتقتيل ولم يكتف بزج جهاز المخابرات في اعمال القتل والاعتقال والملاحقات بل زج بدباباته ووحدات جيشه ايضا واستباح المحرمات بزعم ان هناك "عصابات مسلحة". وبأمل اخفاء جرائمه الدموية، وخلافا لما جرى ويجري في بلدان اخرى غير فاشية، منع رجال الصحافة والاعلام، من العرب والاجانب، من التواجد في الشوارع لتغطية أخبار المظاهرات والاعمال القمعية لأزلام المخابرات وكتائب الدبابات. ويتساءل المرء هنا ماذا يسمى النظام الذي يزج بجيشه، بل بسلاح الدبابات والمدرعات، لقتل أبناء شعبه لا لسبب سوى أنهم يشاركون في مظاهرات سلمية؟ هل من نظام يقدم على مثل هذه الجريمة سوى النظام الارهابي الفاشي؟
تكررت تصريحات بشار الاسد مرارا مدعيا بأنه قرر الاصلاحات واطلاق الحريات الديمقراطيه، فيما كانت ازلامه وجنوده في نفس اليوم أو في اليوم التالي، يقتلون المتظاهرين بالعشرات في شتى المدن والقصبات السورية. وهذا ما يؤكد بشكل واضح ان النظام البعثي ليس بصدد اي اصلاح جدي لانه يدرك جيدا أن الاصلاح والديمقراطية يؤدي الى سقوطه، بل يحاول الخداع وكسب الوقت. ان السجل الدموي القذر لنظام البعث الاسدي الطائفي - الارهابي يكشف بما لايدع مجالا للشك عن حقيقة أن حزب البعث قد اسس منذ عام ١٩٤٧ على الطريقة التي تميز بها الحزب النازي - الهتلري، الذي كان ميشيل عفلق احد المعجبين به. ورغم أن سوريا كانت متخلفة من حيث تطورها الاقتصادي عن المانيا فان اسلوب العمل لدى الحزبيين كان على نفس المنوال: احتكار السلطه ورفض تداولها + ممارسة القمع الدموي ضد أي معارض أو مشكوك في ولائه للدكتاتور + تشكيل جهاز بوليسي رهيب سمي في المانيا بالغستاپو وفي سوريا بالمخابرات + الكذب على الطريقة الگوبلزية - اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس… الخ. وتقدم الوقائع في العراق وفي سوريا، في ظل النظام البعثي، الف دليل على هذه الحقيقة. وليس هناك أي احتمال في أن يتغير سلوك الحكام الذين قادوا هذه المسيرة الدموية القذرة وأن يتحولوا الى ديمقراطيين قلبا وقالبا. والحل الامثل للمشكلة هو اسقاط النظام البعثي الفاشي الدموي وحل هذا الحزب القذر الذي اسسه عفلق واجتثاث جذوره الفكرية. وهذا ماسيحدث حتما عاجلا كان ام اجلا. أن تشبث الدكتاتور العلوي بالسلطة وتعنته في رفض مطالب الشعب السوري يؤدي لا الى توطيد نظامه الآيل الى السقوط في نهاية المطاف، بل الى احد أمرين - وكلاهما غير مرغوب - إما نشوب الحرب الاهلية في سوريا أو تدخل المجتمع الدولي على غرار ماحدث في ليبيا.
ومن حق السوريين المناضلين ضد النظام البعثي، ومن حق اشقاء السوريين العرب وأصدقائهم في البلدان العربية وفي كل مكان أن يوجهوا العتاب واللوم الى الانظمة العربية التي بقيت مكتوفة الأيدي وشبه صامتة على مايجري في سوريا من مجازر رهيبة. أن بمستطاع الدول العربية ومن واجبها ان تعمل الكثير، ان هي أرادت، لمناصرة الشعب السوري في محنته. وبقدر مايتعلق الأمر بالنظام العراقي فأنني اطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالوقوف رسميا وصراحة الى جانب الشعب السوري ضد النظام البعثي الدموي، التوئم القذر لنظام صدام البائد. وأرفض تصريحات الرئيس العراقي جلال الطلباني - وأظن أن غالبية العراقيين يؤيدون هذا الرأى - الذي أظهر اكثر من مرة في فترة سابقة تعاطفه وتأييده لكبير ارهابيي سوريا بشار الاسد.
ومما يتنافي مع جميع مبادئ العدل والديمقراطية وحقوق الانسان هو ان الأدارة الامريكيه اتخذت ازاء احداث سوريا الجارية موقفا مغايرا لموقفها في ليبيا، بل موقفا أقرب عمليا الى موقف السلطات الروسية المنحازة الى النظام السوري ضد شعبه. ومن الواضح أن هذآ الموقف الامريكي المخجل ليس الا مسايرة لموقف حكومة نتنياهو التي تريد بقاء النظام البعثي في سوريا لأنه نظام هزيل عاجز عن أي شئ ازاء الدولة العبرية. ومن المؤكد أن امثال نتنياهو ومن يسايرهم في واشنطن مخطئون في موقفهم اذ ان مصلحة اسرائيل تكمن في قيام سوريا ديمقراطية مؤهلة لعقد المصالحة واقرار معاهدة السلم مع اسرائيل. ورغم ان موقف الاتحاد الاوربي افضل من موقف اوباما الا أن هناك قدرا من المسايرة للسياسة الاسرائيلية الامريكية. وهذا مايستحق اللوم والمطالبة بدعم جدي اقوى لنضال الشعب السوري التواق الى الحرية والديمقراطية، المحروم منها في ظل النظام البعثي طوال نصف قرن.
ويتطلع الشعب السوري في محنته الحالية الى مناصري الحرية والديمقراطية في كل مكان من العالم، الى الاحزاب والجاماعات المدافعة عن حقوق الانسان، الى منظمات المجتمع المدني الحريصة على العدل، الى جميع الكتاب والادباء…. ينتظر منهم التأييد بشتى الاشكال الممكنة لكي يكف النظام الدموي عن التقتيل والارهاب، لكي ينال هذا الشعب مايستحقه من الحرية والديمقراطية.



#بهاءالدين_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -3
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -2
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -1
- ماذا رأيت في سوريا؟ -2
- ماذا رأيت في سوريا؟ -1
- عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي
- مقابلة مع الأستاذ بهاءالدين نوري
- دعوة لمناصرة المناضل (بهاءالدين نوري)
- هل اصبح العراق ساحة حرب اهلية
- تزايد العمل الارهابي في العراق ومسؤولية الحكومة العراقية
- العراق بعد الانتخابات النيابية الاخيرة
- العراق بين مطرقة التخبط الأمريكي و سندانة القوى الظلامية
- ملاحظات ومقترحات حول التصدي للارهاب


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهاءالدين نوري - التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين