أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ولكن ما هو الإصلاح














المزيد.....

ولكن ما هو الإصلاح


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 03:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة مسألة لا بد من إدراكها وذلك قبل الإجابة على سؤال هل يمكن أن ينجح نظام دكتاتوري " كالسوري" أو نظام – لانظام "كالعراقي" في وعوده الإصلاحية. هذه المسألة هي التي تتعلق بمعنى الإصلاح وأيضا بما يتعلق بأدوات الإصلاح وآلياته.
وإذ لا يمكن أن يحدث الإصلاح بغير آليات وأدوات فإن المسألتين متفاعلتان ومتداخلتان في ذات اللحظة.
بالنسبة للنظام السياسي فإن الإصلاح هو أما إزاحة ما هو عالق نتيجة عمليات الإنجاز والتطبيق, أو إزالة ما ثبت ضرره أو لا إنتاجيته. و لكي يحدث ذلك لا بد من توفر القدرة على رؤية العطل وتشخيصه, وهذه الأخيرة ضرورية لكونها أساسية, لأن غياب القدرة على رؤية العطل أو الإحساس به والقدرة أيضا على تشخيص أسبابه تغيبان بدورهما الإحساس بضرورة الإصلاح.
والحال, إن عقيدة الإصلاح أما أن تكون غائبة, أو أن تكون مغيبة.
وفي حين أن غياب عقيدة الإصلاح هي صفة لازمة من صفات النظم الأيديولوجية, فإن تغييب هذه العقيدة هو صفة من صفات النظم الفاسدة التي ليس من مصلحتها تفعيل عقيدة الإصلاح لأنها تتعارض مع مصالحها المتراكمة بشكل غير مشروع.
وفي كلتا الحالتين فإن توقع أن تقوم هذه النظم الأيديولوجية, أو الفاسدة من غير الأولى, برؤية الحاجة إلى الإصلاح هي أشبه بمحاولة معالجة العين عند طبيب أعمى, والطبيب الأعمى هذا قد يكون أعمى بالولادة كما في حالة النظم الأيديولوجية, أو بسبب أمراض ما بعد الولادة كما في حالة الأنظمة الفاسدة.
إن الأنظمة الموغلة في الفردية, وما ينشأ عنها من ثقافة ومؤسسات, هي غير قادرة مطلقا على أن تخطو الخطوة الأولى على طريق الإصلاح, إن الخطر في حقيقته يكمن في هذه الخطوة الأولى, وليس في غيرها من الخطوات التي تليها, والأمر هنا أشبه بسيارة يرفض محركها الاشتغال لقدمه وعطلاته, أما إذا دار فإن غازاته السامة, بغياب أو عطل أجهزة العادم, ستلغي منفعة اشتغاله. وكما في كثير من مناحي الحياة الأخرى فإن العطلات السياسية قد تكون نهائية أو ضارة بشكل كبير, وبذلك فإن الإصلاح هنا لن ينفع, الأمر الذي يستوجب التبديل وليس التعديل.
قد يبدو الإصلاح معقولا بالنسبة للنظم التي لم تكبل نفسها بمفردات مغالية في تفخيم الذات والنرجسية السلطوية وفي تجذر الظواهر المرضية. هذه النظم تتحرك بعقلية وبثقافة وبآليات قادرة على أن تبدأ عملية الإصلاح بدون عقد أو خوف أو مصالح فردية مضادة وراسخة ومتشعبة, وبدون أن تواجه قوى متمترسة خلف مصالحها وغير مستعدة أبدا للتنازل عنها.
مشكلة الأنظمة الدكتاتورية والفاسدة أنها عاجزة عن أن تخطو خطوة الإصلاح الأولى, أي أن مشكلتها ليست في الخطوة العاشرة, أو العشرين, أو الخطوة المائة, بل أنها تماما في الخطوة رقم واحد, فهي الخطوة الأصعب وليس تلك التي تليها, لأن هذه الخطوة ذاتها تتطلب استعدادا للإصلاح, مثلما تتطلب توفر آلياته وأدواته.
وبدون هذه الأدوات والآليات لا يمكن أن تبدأ الخطوة الأولى للإصلاح حتى لو إستفاق الدكتاتور أو الحكام الفاسدون ذات صباح ليجدوا أنفسهم وقد أصبحوا بقلب يضرب فيه المثل في العفة والتسامح, وهو أمر لن يحدث إلا في الخيال, أما في الحقيقة فإن الدكتاتور لا يصبح دكتاتورا إلا بعد أن يكون تخلى عن قلبه ورحمته وكل ما له صلة بمواصفات الإنسان المصلح, وأنشأ نظاما أصبح هو قائده وأسيره في عين الوقت.
إن من الصعوبة إصلاح القادة الفاسدين والمفسدين, وكيف يمكن أن يقوم الإصلاح إذا طلب من الفاسد نفسه أن يكون هو الذي يبدأ عملية الإصلاح, تلك التي لو أنها لم تبتدئ به فستنتهي عنده.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه
- إشكالية التداخل بين الفقه الديني وفقه الدولة الوطنية.. العلم ...
- المسلمون. بين فقه الدين وفقه الدولة (3)
- المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*
- لو أن ميكافيلي بعث حيا يا موسى فرج
- مرة أخرى.. حول موقف المالكي من سوريا
- موقف المالكي من مظاهرات السوريين
- الإسلام .. بين فقه العقيدة وفقه الدولة**
- بين فقه العقيدة وفقه الدولة*
- عزت الدوري الرئيس السابق لمؤسسة شيطنة صدام
- حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي
- كيف تتسبب السلطة البحرينية بالإضرار بعروبة البحرين


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ولكن ما هو الإصلاح