أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أشرف الحزمري - خاطرة في تحليل الله















المزيد.....


خاطرة في تحليل الله


أشرف الحزمري

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 16:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمهيد موجز :


الغاية من كتابة هذه الورقة هو قرائتي لعقيدتي في الله تحت ضوء فهمي, وتحليل شخصيته الكامنة في ذهني, وليس المنفصلة عن إدراكي, فذلك موضوع لم يبتغ عقلنا إليه سبيلا, وستـتـقاذفه المتاهات إن هو أراد ذلك, ولم نهتم بالبحث في كنه الله, فأنا لا أقرر حقيقة وعقيدة ألزم بها الآخر. بل مطلبنا هو استدعاء التفكير, فكلامي هذا قابل للتفنيد والنقض. لكن لن يُهدَم قبل أن يُعرّي مناطق محجوبة في العقل ! ويزحزح أصنام العقل الدينية التي ألِفَها الإنسان وانقاد لها وتحوّلت مع الزمن التاريخي والسيكولوجي إلى عُصابات مقدّسة !


1 ـ الله في سجن العقل :


في طفولتي كنت أملك مجموعة كبيرة من العقائد التي استقيتها من تنشئتي في أسرتي الأمية ومن مجتمعي الأسطوري, هذه العقائد كنت أضيف عليها من مِخيالي الديني, تارةً في خلوتي وتارةً أخرى في مناقشات مع أصدقاء الطفولة.
كنت يوماً أنا وصديق نستجير بشرفة أحد المنازل من المطر و الرعد, فرفع عيناه إلى السماء وتسائل عن مصدر الرعد, وبدأ يهذي بتفسيرات و أنا أنصت له في اندهاش, ثم أردفتُ بتفسيراتي التي كان من بينها تفسير الرعد بضُرطة الله, الرعد هو ضُرطة الله؟!(1) هذا التفسير جذب تركيزنا وفي نفس الوقت أرعبنا. بيد أن شجاعة الطفولة ــ في طرح كل الأسئلة ــ لم تكن تخشى جحيم الله الذي يسلِّطها الوعي الديني الجمعي على كل عقل فكّر أن ينتقد أو يعترض على الميتافيزيقا التي أنتجها الماضي, فجحيم الله في هذا الوعي عبارة عن بنية رمزية شعورية تستقر في العقل الباطن بموجب خطاب الآخر السلطوي, فتكُفُّ الذات عن تحقيق امكاناتها المعرفية. وتقف عند المعالم التي وضِعت باعتبارها طابوهات تحفظ استمرارية نسق سلطوي معين(2).


كنت أتجنب قمع عقلي وهو يسرح في فسحات اللاهوت, إلا أن هذه الحرية تم تقييدها مع بداية القراءة والاطلاع في كتب العقائد والتوحيد. لا أتذكر الكتاب الأول الذي بدأت قرائته في هذا الموضوع. لكن الذي أتذكره يقيناً هو أنني بنيت عقيدتي على متون السلفيين العقدية وشروحاتهم (العقيدة الواسطية و الطحاوية وغيرها....) وحمدت الله على معرفتي لأقسام التوحيد : توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات. و أن الله له صفات تخصه يستوجب على الانسان أن لا يشبهها بصفات الانسان. و أن لا يسأل عن الكيف والمِثل, فالله ليس كمثله شيء, ولكن في نفس الوقت هو سميع وبصير ومتكلم وينزل ويستوي على العرش وله يدان وأصابع ووجه وعينان. مختصر القول هو أن الله في العقيدة السلفية هو ذلك "المعلوم المجهول" ! (3)


لكن هذا الصرح المفهومي لم يثبت أمام عواصف مقالات الملل والنحل الأخرى. هذه المقالات كانت مبثوتة في الكتب التي كنت أقرأها, ولكنها كانت في نظري أفكار هدّامة يجب أن تنهدم. فجهم بن صفوان(4) كان يبطش بيده في الفضاء ويقول هذا هو الله. لكن أحفاد السلف لم يتوقفوا عند نقل هذا الكلام, بل يجعلون من الرجل مجرماً وملعوناً ويجب تصفيته عقديا بعد أن تمت تصفية أصدقاء المنهج تاريخياً. لهذا فرأي الآخر الكافر (5)والمبتدع كُنتُ أتفاعل معه بالإقصاء وليس بالتدليل والتعليل والمقارنة وأفعال العقل الأخرى, لأن المرجع قد حكم وليس بعد حكمه نقض ولا إبرام ولااستئناف للفهم, فالمعرفة السلفية تقوم على الثوابت وليس على المتغيرات. على أصول قررها الأوائل ويجب أن يشرحها ويكرسها الأواخر لأنها قواعد العقائد و تدخل في المعلوم من الدين بالضرورة .(6) هذه الأصول زعزعتها آليات من جنسها. فعقلي الذي سجن الله هو الذي انقلب علي في الأخير. وبدأ ذلك مع بداية قراءة الآخر واعتراضاته. فكانت الصدمة الحقيقية في وقوفي على فكرة قدرة الله التي لا تتعلق بالمستحيل بل بالممكن. فالقاعدة الدينية تدّعي : أن الله على كل شيء قدير. لكن القاعدة العقلية تعترض بأن المستحيل لا يمكن رده للممكن. والمثال الذي كان مستفزاً لي ولكل من طرحته عليه, هو خلق الله لشبيهه, فالقاعدة الدينية تتحول وتتغير بصورة بديهية إلى قاعدة عقلية, فتصبح : الله لن يقدر على خلق إله مثله. وهكذا مع كل القوانين المحسوبة على الرياضيات و المنطق مثل أن الله لا يقدر على وضع جبل في صندوق و إدخال الكعبة في بيضة دجاجة ...الخ. هذه القضايا كانت مسؤولة عن تحديد العقل طبقاً للقاعدة الخلدونية في ميزان الذهب الذي لا تطمع أن تزن به جبالاً, لكن القاعدة في نهاية التحليل نجدها تهدم نفسها بنفسها لأن العقل الكلامي لم يكن عقلاً منفتحاً على خيارات وتعددية. بل كان يبحث عن انغلاقه ! وعن سجن يحبس فيه نفسه و موضوعاته !


2 ـ جدل الله و الإنسان :


قرائتي للقرآن و الوقوف عند الآيات التي يكشف لي الله فيها عن نفسه تجعلني أشكِّل رؤية سيكولوجية أحكم من خلالها ــ على هذه العملية بين المرسل والرسالة والمتلقي ــ بأنها صراع نفسي بين الإنسان الكامل و الإنسان المهدور, فالله ــ في عقلي باعتباري قارئ مُعتقِد ولستُ مُنتقِد ـ يتجلى في لحظات الضعف والفقر والخوف والاغتراب وكل أشكال القهر الإنساني, فأقوم بإسقاطات نفسية على الله وأرى نفسي كاملاً فيه حيث يتمخض أمن نفسي وفوضى وجدانية من هذا الإسقاط أو اللجوء, لأن إرادة معرفة الله يعتريها تشويش هرمنيوطيقي ينتج عنه غموض ثيولوجي يولد لنا صورة الله في كينونة أسمى تُعوِّض للإنسان كل نواحي النقص وترمّم كل البتر الذي خلفه الانهيار واليأس والتعب النفسي.
لا يملك العقل القرآني أدوات إجرائية في تداخلاته وتخارجاته للتفاهم مع الله, فرغم الغوص والتعمق إلا أن المطاف ينتهي به للتأويل أو التفويض أو التعطيل أو التمثيل أو الإثبات. وهذه النهايات هي بدايات لانتشار تصادمات المدارك القرآنية التي لم تخرج بطائل من هذا الجهد الذي أنهك كل اجتهاد بعده!


3 ـ الله والتداول الرمزي :


"تيمة" الله أو "مصطلح" الله أو "ملفوظة" الله تُـوَظَّـف رمزياً في تواصلنا اللغوي وحياتنا اليومية وكل أشكالنا الثقافية والتفاعلية الرمزية. فهو حاضر معنا حضوراً شمولياً وكاسحاً للمجال الرمزي, حيث يسري بصفته رمز الرموز, والعامل الحاسم في التمييز بين طبقات المجتمع وصانع التاريخ ومُراقِبه, وهو الحبل النفسي الذي يُعتصم به من رعب الفضاء والحدث والزمان والأنماط الاجتماعية والكوارث الطبيعية, وهو العُمران في خواء الإكراهات وفراغ الإلزامات, وهو نقطة مركز الهوية وقيمة القيم و معيارالمعايير. وهو المَشهد المُشوِّق واللون المُسوِّق في الميديا الدينية !(7) وهو الحارس للجسد وتقنياته, وضامن لعدم تبلبل الألسنة وحافظ لتفاهماتها, وعليه أُهرقت الدِّماء ونُصِّبت المشانق , وباسمه ارتُـكبت المجازر والمحارق, وعلى مرأى منه استُحِلّت الفروج والنهود, وفي غيابه الظاهر تغزّل أهله بالقدود والخدود, وبلِسانه تسلط الإنسان على الإنسان. واستُعمِرت القبائل والشعوب والبُلدان.



4 ـ موت الله وتبرئة الفيلسوف نيتشه :


"موت الله" مفهوم أبدعه الفيلسوف نيتشه (8) الذي لم يؤسس أي نسق نظري محكم لجهازه المفاهيمي مثلما كان يفعل كانط أو هيغل, بل فلسفته كلها شذرات متناثرة أشبه بفلسفة الشعراء. وحِكم القدماء. لكن مع ذلك كان القرن الذي افتتحته وفاته قرناً نيتشوياً بامتياز, فهو العـرّاب الحقيقي لما بعد الحداثة, وبمطرقته تم تقويض كل أثر للميتافيزيقا وشطب ما يتبعها من غبار منطق الهوية و الذاتية و الأصل والثابت والمرجع و الإحالة والمعيار والبداهة و الكلي.
بيت القصيد في وضعنا لهذا الفصل, هو رد استهجان بعض الدينيين للمقولة النيتشوية. فلو كانوا يحملون في عقولهم مسكة من ذكاء لما همّشوا فلسفة الرجل. ولا ردوها, والسبب في فعلهم ذلك هو شخصنتهم لله واعتباره حقيقة حسية تسري فيها الحياة. وهذا لم يكن يخطر في عقل نيتشه ولا حام حوله كما تخبرنا شعرية نصوصه التي تُعتبر القمة في توليد الدلالات وتكوثرها اللانهائي. بل الرجل كان ينقّب في أركيولوجيا القيم و يبحث في جينيالوجيا طرائق التفكير الميتافيزيقي. فنيتشه لم ير احتضار الله ولا شهد اغتياله. ولا أهل الدين حضروا مولد الله. بل المسألة كلها لا تتجاوز المفاهيم, فمقولات نيتشه الفلسفية قد يتم توظيفها لصالح الدين كما فعل الفيلسوف والمحلل النفسي "كارل ياسبرز". وقد يتم توظيفها لصالح اللادين كما فعل آخرون. وقد يتم استخدامها في الحوار بين الغرب والاسلام كما فعل صاحب كتاب "الاسلام من منظور نيتشه". وقد يقرأها الآخر أيضا في موت المسيح,(9) إنها مسألة فلسفية وظيفية !


5 ـ خاتمة مفتوحة ومنفتحة :


إن تشطير الموقف الميتافيزيقي للإنسان إلى ثنائية الإلحاد و الإيمان, تشطير تعسّفي تمحّلي لا يخضع لمنطق التصديق والتكذيب الواقعيين, ويستلزم أن يقع ماوراء الخير والشر, فليس هناك حالة إثبات مطلقة أو حالة نفي مطلقة, وليس المؤمن نموذج للطهراني الرباني الكامل والملحد شخص مُدنَّس وقبيح ويجب الفرار منه ومقاطعته وهجره وطرده من حظيرة الإنسانية تحت مسمى الولاء والبراء.
فالله مثل الماء نشرب منه كلنا ونختلف في طريقة الشرب وشكل إناء الماء, لأن ذلك يرجع لعملية الترميز التي تزامنت مع ظهور الانسان الرمزي,
إنه الوجود الذي نوجد فيه ونتواجد به ونجلّ جلاله وجماله الذي يتجلى في لحظات الصفاء والنقاء.
الله فكرة إنسانية راقية ومتعالية, ساهمت في صنعها الأساطير والنبوات والفلسفات وكل الحضارات والثقافات, فالله يظل هو الوجود والآخر المطلق الذي يسكننا ونتذوقه ونسعى إليه في الروحانيات والجماليات والنفسانيات. فهو حاضر في كل المقالات الدينية. وكامن في كل العقائد . لا فـرْق بين الفِـرق! ولا فَصْلَ بين المِلل والنحل!
إن النصوص الدينية المقدّسة صامتة وساكنة والذي يستنطقها وبُحرِّكها في الواقع ويُحكِّمها في العصر ومصائر البشر هي فهوم الناس وأهواؤهم ومصالحهم ومطامحهم, فلا أحد كلمه الله وجهاً لوجه و الذي يدّعي ذلك يفنى ادّعاءه مع ادّعاء الآخر, لأن أفهام النبوة تنقضها أفهام أخرى للنبوة. والذين يعتقدون أن الله سيحرق من ينكر وجوده واهمون متوهمون, فلـو كانت هذه هي الحقيقة لانهارت فكرة النار مع مقدمة التفكير فيها باعتبارها استحقاقاً في قواعد العقائد, والذين يعتقدون أن لاشيء وراء العالم وما بعد الموت يخلقون لنا عدمية يفرضونها علينا كأنها حتمية وجودية !


كلمة أخيرة :
هذه الانطباعات توحي لنا بسؤال ـ نختم به ورقتنا ـ : هــل الله هو الوعـــي الكوني ؟




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

1) ـ سألنا فقيه مسجد حيّنا عن الرعد : هل هو ضُرطة الله ؟ فاستشاط حنقا و رمى بعصاه ـ حتى لحقت رأس صديق ـ وهو يصرخ قائلاً :"الحـزّاق هو باباكم", فترَكتْ تلك العصا أثرا مبرحا في رأس صديقنا فِداءاً لإشكالية أسطورة ضرطة الله. وهذا الفقيه نفسه سمعني يوماً أصفر, فناداني وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الإنسان عندما يُحدث صفيراً من فمه فإن الشيطان يولج أصبعه الوسطى في فتحة دبره !
ظللت أعتقد في واقعية هذه الاسطورة وأخضع لسلطتها حتى السنة أولى اعدادي بعد أن تجرّأت وسألت الأستاذ عن صحة هذا الحديث.


2) ـ لا نقصد بالسلطة مفهومها السائر في مجتمعنا والتي تتحدد في الدولة. بل السلطة باعتبارها ممارسة رقابية بداية من التاريخ وانتهاءاً ب "عين الجار" التي تتحول بدورها إلى عيننا خارجنا !
فالانسان لا يتعرّى في الشارع خوفاً من الله, بل لأن السلطة الاجتماعية تفرض عليه ذلك. هناك نقداً لهذا المفهوم عند الفيلسوف جون بودريار في كتابه "يجب نسيان فوكو" سيما في طرحه عن كيفية مواجهة هذه السلطة .
(وهذا ما يجعلني أختلف مع بعض الاصدقاء في أن ثورة الشعوب الآنية جزئية إذا تمت مقارنتها مع الثورة على الأنساق الثقافية, فسيذهب الحاكم العربي و يأتي آخر, لأن الميكانيزمات مازالت هي هي, والسلف متحكم في الخلف ولو اختلفت المَشاهد السياسية, فالثورة تكون على الأنساق أما الحكام فيجب وضعهم تحت المصقلة)


3) ـ عندما يقول الامام مالك ـ لذلك الرجل الذي سأله عن استواء الله ـ : (الاستواء معلوم و الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة). نجد المقولة تحمل تناقضاً وإبهاماً أسفر عنها طرد الرجل من المجلس, ونسي الامام مالك أن الغاية من العقيدة هو التمثل السلوكي لها, وكان يلزمه أن يبين له المسلك الأخلاقي المطلوب من معلومية الاستواء. أو يرد عليه ب "لا أدري" كما اعتاد منه تلاميذه !


4) ـ ثلة من أساطين التفكير الديني القدماء مازالوا في منطقة المسكوت عنه, ولم يتم إطلاق سراحهم من السجن السلفي رغم ما بدأه المستشرقون من الحفر في هذه المنطقة وتبعهم بعض أهل الفكر العربي, إلا أن اللعنة ما زالت تلاحقهم , ومن بينهم ( الجعد بن درهم وعمرو بن عبيد وغيلان الدمشقي وواصل بن عطاء والنظام والعلاف وابن الراوندي وابن عربي والحلاج و السهروردي المقتول وابن سبعين وغيرهم الكثير. والتوحيدي الذي لحد الآن لم أعرف لِم كفّره ابن الجوزي واعتبره من الزنادقة الثلاثة؟!)
لو صدقت نسبة كتاب "الاشارات الالهية" للتوحيدي فسيكون متجاوزاً لابن الجوزي في التأله والنسك العقلي ! (اذن لماذا التكفير؟)


5) ـ من مصائب الفكر العربي الاسلامي, مصيبة التكفير التي يجب حذفها واستئصالها من قاموس الدين بعد إعادة تأويلها. وسأعطي مثالاً بابن عربي. فهذا الرجل قضى حياته كلها ومنذ طفولته في الاستبطان الصوفي والجماليات الروحية, فهو لم يُؤذِ أحداً ولم يقتل أحداً ولم يسرق أحداً. ومع ذلك لم يشتهر رجل في تاريخنا بالشيطانية ـ التي ألبستها له سلطة الفهم الواحد ـ كما اشتهر هذا الرجل, حتى ألف فيه السخاوي كتابا في 3 مجلدات سماه "القول المنبي في تكفير ابن عربي" جمع فيه فتاوى التكفير لعشرات رجال الدين . ولو أحصيت المراسم التكفيرية لهذا الرجل لما وسع قلمي مجلد.
لا أعرف لِمَ حزنت ــ في مجالستي الأخيرة للشيخ الفاضل بوخبزة ــ عندما وسم ابن عربي بالزندقة و دعا الله أن يلعنه. كنت سأطرح اختلافي معه لولا موضوع ترك "سيف الدين الآمدي" للصلاة الذي استفسرني عنه العم "موسى احنانا" في حضرة الشيخ.


6 ) ـ يجب إعادة النظر في مفهوم "المعلوم من الدين بالضرورة". فهو قنطرة سريعة الممشى إلى التكفير.


7) ـ الله حالة رمزية خصبة يتم استثمارها في الاعلانات, أنظر إلى الفضائيات الدينية وبالخصوص (قناة العفاسي) وقارن بين فيديوهاته وبين الشركات الراعية لهذه القناة. لقد تم استغلال رمزية الله بطريقة مسفة تفوق استغلال مؤخرة شاكيرا ونهدَي هيفاء وهبي.


8) ـ بدأت قرائتي لنيتشه بعدما صدمني سؤاله الذي أعتبره أخطر سؤال في تاريخ الفلسفة الغربية, وهو : متى بدأ الإنسان يـبحث عن الحقيقة ؟


9)ـ تحويل الثيولوجيا إلى أنثربولوجيا ظهر على يد المسيـح ولكن بأسلوب ضمني, بخلاف الخطاب الفلسفي الصريح لفيورباخ و اليسار الهيجلي.
(مازلتُ أفكر في كيفية الجمع بين إنكار شخصية المسيـح التاريخية و ألوهية الانسان عند فيورباخ و اليسار الهيجلي؟)
وكذلك : لم يُطرح في الفكر العربي المعاصر جحود شخصية "النبي محمد" التاريخية, لكنني أشك في السيرة النبوية التي تُلَقّنها الدوائر الدينية الرسمية.
فشخصية النبي في عقول الناس شخصية وهمية, ولم يتطرق الباحثون لهذه القضية باستثناء دراسات علمية على أصابع اليد تختفي مع طوفان الكتب الشعبية. وإذا تكلم أحدٌ في هذا الفن أسرع حرّاس الهوية و شُرطة القداسة إلى تكفيره ونعته بأنه ذيل للمستشرقين الحاقدين على الإسلام !
وإذا تكلمت الأصولية العلمانية في هذا الجانب فهي أيضاً تتعمد الاستفزاز وليس البحث العلمي الرصين.



#أشرف_الحزمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هاني شاكر لأول مرة في أوبرا دبي ولقاء مع سعد لمجرد
- الجامعة العربية تحذر إيران من -تأجيج الفتن ونشر الفوضى- في س ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارات إسرائيلية على اليمن
- بوتين يشكل مجلس الخبراء العلمي التابع لمجلس الأمن الروسي برئ ...
- -موقف المترقب-: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟
- روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم -داعش- كانت تخطط للهجوم على مرك ...
- مصادر لـ-أكسيوس-: فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس قبل ت ...
- إسرائيل تنتقد السفير الألماني بعد منشور عن -وفاة رضع في غزة- ...
- هيئة الطيران الروسية تتحدث عن ملابسات تحطم الطائرة الأذربيجا ...
- -بوليتيكو-: بولندا والمفوضية الأوروبية تعتزمان تسريع فرض عقو ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أشرف الحزمري - خاطرة في تحليل الله