سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:30
المحور:
الادب والفن
هو قيس بن الملوح بن عامر بن صعصعة ، شاعر غزل من المتيمين, من أهل نجد ، وما كان مجنونا ، وإنما لقب بذلك لهيامه بليلى بنت سعد العامرية (أم مالك) ، إذ يقول :
وإني لمجنون بليلى موكل
ولست عزوفا عن هواها ولا جلدا
إذا ذُكرت ليلى بكيتُ صبابة
لتذكارها حتى يملّ البكا الخدا
هام قيس بليلى ، وهما صغيران ، يرعيان مواشي اهلهما ، وما زالا على هذا الحال الى أن كبرا ، فحُجبت ليلى عنه ، وفي ذلك يقول هو :
تعلقت ليلى وهي ذات ذوائب
ولم يبدُ للاتراب من ثديها حجمُ 1
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ
قال الشافعي : بينما كان ابن مليكة يؤذن في الكعبة اذ سمع الاخضر الجدي يغني من دار العاص بن وائل :
صغيرين نرعى البهم ياليت أننا 0000( البيت ) 0
فأراد أن يقول : حي على الصلاة 0 فقال : حي على البهم 0 حتى سمعه أهل مكة ، فغدى يعتذر منهم 0
وفي ليلى كان قيس يقول :
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أراني إذا صليت يممت نحوها
بوجهي وإن كان المصلى ورائيا
قال اهل الحي لابي قيس : احجج به الى مكة ، وادعُ الله له ، وطلب منه أن يتعلق باستار الكعبة ، فيسأل الله أن يعافيه مما به ، ويبغضها اليه ، فلعل الله يخلصه من هذا البلاء ، فحج به أبوه ، ثم قال له : تعلق باستار الكعبة ، واسأل الله أن يعافيك من حب ليلى 0 فتعلق وقال : اللهم زدني لليلى حبا ، وبها كلفا2 ، ولا تنسني ذكرها أبدا !
يقال ان شيخا من بني مرة خرج الى الصحراء كي يلتقي قيسا ، وكان صديق لقيس قد قال له : إذا رأيته فلا تهابه ، وإذا توعدك فاصرف نظرك عنه الى أن يهدأ ويسكن ، ثم انشده شعرا غزلا لقيس بن ذريح ، حبيب لبنى ، لانه محب له ، معجب به 0 يقول الشيخ : أنشدته قول ابن ذريح :
ألا يا غراب البين ويحك نبني
بعلمك في لبنى فانت خبيرُ
فإن أنت لم تخبر بشيء علمته
فلا طرت إلا والجناح كسيرُ
فقال قيس : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ، ولكنني قلت أحسن منه :
كأن القلب ليلة قيل يغدي
بليلى العامرية أو يُراحٌ
قطاة عزّها شرك فباتت
تجاذبه وقد علق الجناحُ
مرّ قيس بزوج ليلى ، وهو يتشمس في يوم شات ، فوقف أزاءه منشدا :
بربك هل ضممت اليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى
رفيف الاقحوانة في نداها3
فقال زوجها : اللهم ، اذا حلفتني ، فنعم 0 وكان قيس يندب ربه بعد زواج ليلى بقوله :
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
===================
1- الذوائب : الضفائر 0 الاتراب : الاقران ، الاصدقاء 0
2- الكلف : الولع 0
3- القرون : الضفائر 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟