أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة/ الجزء الثاني














المزيد.....

يوميات مدينة/ الجزء الثاني


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 14:30
المحور: الادب والفن
    


يوميات مدينة
(الجزء الثاني)
عبد الستار نورعلي





* الجمعة 11 ديسمبر 2009
الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً


لا تفتحْ أوردةَ الكتبِ
فسماءٌ غائمةٌ
وشوارعُ معتمةٌ
تخلو من مارّهْ

لا تطلقْ أشرعةَ الأوراقْ

لا تفتحْ أبوابَ القلمِ

قد تسقطُ منْ أعلى السطرِ
فوق سِنانِ القلبِ
بينَ سنابكِ خيلِ الأحلامْ

قرأتَ صباحاً
أنَّ الظلمةَ رفيقُ الدربِ
في هذا الكونِ المعتمِ

وفتحتَِ الشاشةَ:
أخبارٌ ... أخبارٌ
عنْ عالمكِ المرئيّ
واللامرئيُّ في روحِ الغيبْ

رأيتَ صباحاً جثثاً .. جثثاً
تتناثرُ فوق جدارِ العزلِ
عندَ الخضراءْ

أمٌّ تصرخُ نادبةً
تُحنّي خديها بالدمْ
تبحثُ عن أشلاءْ

انفجارات
انفجارات
انفجارات
انفجارات
باكستان
أفغانستان
عراقستان
صومالستان

لا تفتحْ أقنيةَ القصةِ
فمؤلفُها ينامُ
فوق رصاصِ النفط

لا تفتحْ فمكَ على الآخرِ
الخطرُ الآتي مرسومٌ
خلفكَ في الظلّ



* السبت 9 يناير 2010
الساعة الثالثة عشرة


ذاكَ عجوزٌ ينزلق

الدرجةُ عشرون تحت الصفرِ
ماذا يفعلُ شيخٌ يترنحُ
بين جليد شتاءِ الشارع

كلبٌ يتبولُ فوق الثلجِ
وأنا خلف زجاج النافذةِ أحدّقُ
في الشجرهْ

أغصانُ الشجرةِ تشتعلُ
شيباً

قدمايَ جامدتانِ
ويدايَ بلون جليد الأرض
والقلمُ الباردُ يحتضرُ
رغم الدفء الصادرِ من مدفئة الحائطِ
وموقدِ تلكَ الأيامْ

كلّمتُ النجفَ الأشرفَ أمس مساءاً
قال الصهرُ النجفيُّ التاجرُ
سنزورُ الحضرةَ بعد قليلٍ
أنتم في حاضنةِ القلبِ ومرآة العينِ
ولبِّ الأيامِ
إنّا ندعو عندَ أميرِ الحقِّ لكمْ
بالصحةِ والعافيةِ ودفءِ الحبِّ
وسلامةِ ذكرى الأيامْ
حتامَ تظلونَ
خلفَ حصارِ جدارِ جليدِ الأيامْ
وبرودةِ أعصابِ الحبّْ

قلتُ ودعائي موفور الأمنِ
ووقايةِ سيفِ الجلادِ
ودوامِ حرارةِ شمس الكونِ
في أرجلكمْ

الشارعُ خالٍ
ومحلاتُ الأزياءِ الغربيةِ خاويةٌ
بعد الأعيادْ
لكنَّ القهوةَ عامرةٌ بصداع البردْ

بين أثير جليد مدينتنا
لا تسمعُ غيرَ عواءِ الصمتِ
ودقاتِ القلبِ
وضبابِ العينينْ

صرخَ المتنبي يوماً
واحرَّ قلباهْ
وتقولُ جلودُ مدينتنا
وابرداهْ

هلْ منْ ناصرْ
ينصرُ أبناءَ جليدِ الكونْ

تلك الصوماليةُ بحجابٍ يزحفُ فوق الثلجِ
والموبايلُ فوق الأذنِ
والصوتُ الصارخُ كما طبلٍ
تسرعُ في مشيتها وكأنّ الأرضَ رمالٌ
منْ عمق الصحراء
تغيبُ خلفَ الساحةِ بين أنين الأشجارْ

جلدٌ يتضوّرُ برداً
جلدٌ يتضوّرُ حرّاً
جلدٌ يتضوّرُ
فراغاً

بينَ جلودِ الألوانِ المختلفةِ
تضيعُ جلودُ مدينتنا

للثلجِ الماضي طعمٌ خاصٌّ
للثلجِ الحاضرِ طعمٌ خاصٌّ
بين الطعمينِ
لا طعمَ على ألسنةِ مدينتنا

كانَ سراباً
حينَ حللْنا بين ربوع الحلمِ الماضي
كانَ سراباً

في أول أيام البردِ
رقصَ الأطفالُ على الثلجِ

في آخر ايامِ البردِ
رقصَ الشيخُ
منْ قسوةِ إيقاعِ البردِ

لا تهتزَّ
فالهزاتُ علاماتُ الصدمةِ
شغِّلْ عقلكَ والقلبَ واهدأْ
حدِّقْ في رابيةِ الشمسِ هناكَ



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن لادن
- خصخصة العراق
- قصائد للشاعرة السويدية لينا أكدال
- هل أخطأ الفيليون في التشبث بالوطن
- هذا هو الدرب
- ولّى الشبابُ!؟ فلا ، وحقِّ قصيدكم !
- السرّاج
- العراق وفقدان الهيبة
- احتراق
- رسالة الى الشاعر سلام كاظم فرج
- الحسين بن علي (ع)
- هل نسمع سعدي الحلي اليوم يغني؟
- قالَ عراقيٌّ
- قرّرتُ متابعة المسلسلات التركية
- على باب عبد اللطيف الحسيني
- في البدء الروح
- هلهوله للكرسي الصامد!
- كاترينا
- غونار أكيلوف قصائد
- في ذكرى المرحوم أبي رائد عيسى رؤوف الجواهري


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة/ الجزء الثاني