أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الصفعة والسلام..!!














المزيد.....

الصفعة والسلام..!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـّرفت " الفاشية " اليهودي بأنه "إرهابي " وعـّرفت الصهيونية الفلسطيني بأنه " إرهابي " .. !!
وكما فعلت الفاشية في اليهود .. تفعل الصهيونية مع الفلسطينيين .. ويسأل البعض هل يمكن لأحد أن يوقف عمل بشع ؟
ويحلو لبعض العقلاء – ربما بحسن نية - تشبيه الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، بيهود أوربا، في نهاية النصف الأول من القرن الماضي ..!!!
وهذا التشبيه – الذي يطلقه أحيانا مفكرين عرب – يساهم في البشاعة.. فقد سقطت الفاشية، واختفت المشكلة اليهودية من أوربا.. بتصديرها للشرق .. كما سقطت " الصهيونية" أن لم تكن في طريقها للسقوط .. فهل ستختفي المشكلة الفلسطينية بالترحيل والإبادة ..؟
وإذا كان اليهود في أوربا، عاشوا كأقلية في بلادهم ، فالفلسطينيين عاشوا في بلدهم كأغلبية ، وليسوا أقلية بينما تنطبق تلك الصفة على اليهود والمسيحيين بفلسطين.. وبينما اضطهدت أوربا مواطنين فيها .. جاءت الصهيونية لتحتل بلد وتضطهد المواطنين الذين يعيشون فيه .. وبنسبة متفاوتة اضطهدت بعض يهود الشرق أيضا .
وكان التشبيه البشع، يتناسى أمرا أخر، فاليهود كانوا محل كراهية في أوربا رغم حقوق المواطنة، ومن الغريب ان الكراهية لهم استمرت حتى بعد تصدير مشكلتهم .
لكنهم وهذا مثير للسخرية - لم يكونوا مكروهين في الشرق..! وكانت تتم معاملتهم بشكل عادى .. حتى في العلاقات الشخصية .
لكن الذي يثير الحنق حقا، أنه رغم قيام إسرائيل بالقتل والتدمير والتشريد واقتلاع الناس من الجذور،فإن الأيادي التي امتدت لها بالسلام قوبلت بصفعة مدوية ..!!
لكن الذي أثار السخط والفزع ، أن القادة العرب قابلوا الصفعة بالصمت .. وأعلنوا بانهزام أنه لا أحد يمكنه أن يوقف البشاعة، ثم استمروا في ملاهيهم .. وتخدير أنفسهم بالحروب من فوق المنابر لإسكات ضمير لا يملكونه أصلا ..
ونسوا أن الطفل الفلسطيني، والمرأة الفلسطينية.. رفضا الصفعة .. وناضلوا معا جنبا إلى جنب مع الرجال ، فرفعوا أنفسهم بذلك لمستوى العظمة .. بينما عاش القادة العرب وراء القبر .. وقد أوحى لي هذا المشهد المخجل والرائع في نفس الوقت، بهذا المقطع في روايتي " أمواج ورمال " سأورده هنا لنتأمله :
" ....أستطرد الضابط "الإسرائيلي " وهو يلاحظ شبريه عمرو :
: أتحمل سلاحا ؟
مد يده، وسحب الشبرية من الجراب و تأملها.. أستطرد :
:- أتظن انك تستطيع مقاومتنا بهذا السكين الصغير ؟
ضحك ساخرا.. وهو يبصق على الأرض..
أم عمرو باحتقار وهى تبصق عليه :
-: أنك شقي بذيء اللسان.. أخرج من هنا.. أخرج..
تجهم وجه الضابط، ودفعها بكعب بندقيته، تألمت المرأة لكنها لم تنطق أو تتراجع خطوة، تقدم عمرو، فصفعه الضابط ووضع ماسورة البندقية في وجهه.. وفى هذه اللحظة هب الإعصار.. ولم يكن الإعصار سوى امرأة تتحرك على قدمين ..لكن كان لها قوة الناقة، واندفاع الريح، التي لا يستطيع أحد أن يصدها .. هجمت أم عمرو على الضابط كالوحش الهائج، صائحة -: شلت يداك.. أتصفع ولدى ؟
وراحت تنهال عليه بوابل من الضربات بكلتا يديها وهى تصرخ فيه وتبصق عليه :
-: أيها الكلب الجبان.. لا تصفع ولدى.. فمثل ولدى لا يصفع.. وإنما أقتله.. أقتله أيها الجبان.. فالعمر واحد والرب واحد.. يا لص.. يا غادر..
تحركت المرأة كالبلاء.. فتملكت ناصية المكان ..
لم تكن بحاجة إلى سلاح أو شيء تضرب به.. كانت قوتها وقبضتي يديها، كافيتان، لتهز من يحمل في يديه البندقية والرصاص.. فوجىء الضابط ففغر فاه، مشدوها منزهلا أمام ثورتها ..
تجمع الجنود على صوت الصياح، ثم وقفوا حائرين، وقد كتموا أنفاسهم جزعا، وهم ينظرون لهذا الهول المتدفق.. أما الضابط فوقف في العدم، مضغوطا ومأخوذا، كأنه أمام قوة سحرية، عجز عن مواجهتها ..حاول أن يجمع شذرات نفسه، التي تبعثرت في أرجاء المكان، شد قامته وهو يمسح وجهه.
تمتم بالعبرية :- عرافيم ملوخلاليم.. عرافيم ملوخلاليم
نظر حوله باشمئزاز وأنثالت منه عبارات التهديد والوعيد.. ثم أندفع مسرعا في هياج إلى الخارج، مرتطما بكل ما يصادفه في طريقه، كأنه يهيم على وجهه في ظلام حالك، تبعه الجنود.. سمع صوت سيارات تزمجر زمجرة أشبه بالهذيان.. أخذت تخفت شيئا فشيئا حتى تلاشت. "
والى هنا انتهى المقطع المجتزئ من الرواية.
ولا تستطيع المحرقة الصهيونية .. ولا الخداع ولا عمليات الإبادة ، أن تطمس النور المشرق لنضال المرأة الفلسطينية .. هذا أمر غير قابل للجدل، لأنه أكيد .. فهذا النضال ، يظهر كمنطق أسطوري محتوم ، لمحاولة استقرار الصهيونية في قلب منتزع، بالحديد والنار، وهو نضال يفترض ان يفتح أعينا وقلوبنا ، ويقودنا في ذات الوقت، إلى فهم، لما يقوم عليه بناء الإنسان الحر من أساس ثوري.
-----------------
هوامش وإحالات :
* رواية " أمواج ورمال " – سعيد رمضان على – دار نشر فكرة – القاهرة 2009



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- -القرم مقابل وقف الحرب-.. مصدر يكشف لـCNN مقترح قدمته أمريكا ...
- -أهلا بكم في بيت العبيد-.. تسلا تتوصل لتسوية مع موظفة سوداء ...
- قبل انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين أمريكا وإ ...
- مصدران لـCNN: الحوثيون يسقطون خامس مسيرة أمريكية خلال شهر
- علماء: أوراق النباتات تمتص البلاستيك من الهواء
- خبراء: ترند -دمى باربي- بالذكاء الاصطناعي يخفي مخاطر لا يمكن ...
- دراسة تؤكد فوائد تمارين اليوغا لعلاج آلام مفاصل الركبة
- ظاهرة شمسية تتكرر كل 100 عام.. كيف ستأثر عواصفها على الأرض؟ ...
- تهديدات ورسائل متضاربة تسبق جولة المحادثات النووية الإيرانية ...
- واشنطن تهدد بـ-التخلي- عن محادثات وقف الحرب في أوكرانيا إذا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الصفعة والسلام..!!