أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - قراءة لخطاب خالد مشعل في احتفالية المصالحة الفلسطينية














المزيد.....

قراءة لخطاب خالد مشعل في احتفالية المصالحة الفلسطينية


عليان الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل مكان جلوس السيد خالد مشعل، وهل سيلقي كلمة أم لا احد أهم فقرات الخطاب التي لم يذكرها في خطابه بمقر المخابرات المصرية في القاهرة،( محاولا بذلك مساواته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" كرئيس لحركة فتح وليس كرئيس منتخب من قبل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة). ولولا التدخل المصري وربما أطراف عربية وإسلامية أخرى شاركت في الاحتفال، والضغوط التي مورست على مشعل وحركة حماس لعاد الشعب الفلسطيني إلى ما قبل اتفاق المصالحة وإلى مزيد من الإحباط الذي يصل لدرجة "الاشمئزاز" من الحالة التي وصلنا إليها كشعب فلسطيني.

في الوقت الذي تطلع فيه الرئيس الفلسطيني إلى تحقيق المصالحة كي لا يسجل في تاريخية السياسي والنضالي انه كان أحد عوامل الانقسام، ورغبته بالتوجه للأمم المتحدة بوحدة فلسطينية للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية، جاء خطاب مشعل القصير ليعبر عن خيبة أمله غير المعلنة من مكان جلوسه ومحتجا على الطلب منه اختصار كلمته حين قال :"طلب مني أن أوجز والبلاغة في الإيجاز والحر تكفيه الإشارة".
ومع ذلك، وبعد شكر المنظمين والحضور، وجه السيد مشعل رسائل عدة ولأكثر من طرف منها المعلن وغير المعلن، سأحاول في هذه المقالة تلخيصها، على النحو التالي :

الرسالة الأولى، وهي رسالة علنية وجهت للشعب الفلسطيني معلنا فيها أن اتفاق المصالحة لا رجعة عنه وأن الانقسام أصبح خلف ظهرنا وتحت أقدامنا ، وان الشعب الفلسطيني سيتفرغ لمشروعه الوطني. واللافت للنظر في هذا الخطاب أنه لم يحمل أي اعتذار للشعب الفلسطيني عن مئات القتلى وآلاف الجرحى ومثلهم سجناء، وانقساما سياسيا واجتماعيا وثقافيا لم تشهده الساحة الفلسطينية منذ الانقسام الذي شهدته فلسطين في مطلع الثلث الأول من القرن الماضي وهو الانقسام المشهور بين عائلة الحسيني ومؤيديهم وعائلة النشاشيبي ومؤيدهم –لا داعي للتطرق لأسباب ذلك الخلاف. وبدا لي أن الخطاب عبارة عن بداية مبكرة للحملة الانتخابية التي تقوم بها حركة حماس في أماكن الوجود الفلسطيني.

الرسالة الثانية، وجهت لمصر خصوصا والعرب وللمسلمين عموما مانحا إياهم فرصة أخرى للبحث عن حل للقضية الفلسطينية بالطرق السلمية بعيدا عن الحرب مع التمسك بخيارات المقاومة بجميع أشكالها. وفي هذا السياق يبدو لي أن الرسالة لم توجه من حركة حماس لمصر، فمصالحها في قطاع غزة سوف تتأثر بشكل أو بأخر من هذه المصالحة، كما لم يكن الهدف الأساسي منها هو البحث عن حل كما قال، بل هي رسالة من الحركة الأم "الأخوان المسلمين" للمجلس العسكري الحاكم في مصر الذي مر بأزمة بخصوص السياسة الواجب اتباعها اتجاه قطاع غزة بين منطق الدولة المعترف بالاتفاقات الدولية والباحث عن المصالح المصرية في الوقت الحاضر، وبين منطق الثورة الذي يطالب بفك الحصار عن قطاع غزة، الذي يفترض بأن الحصار جزء كبير منه مصريا وليس إسرائيليا. ومن هنا جاءت رسالة "الأخوان المسلمين" بأنهم يمكن أن يشكلوا مساعدا وشريكا أمينا للحكم في مصر.

الرسالة الثالثة والأخيرة، واعتقد أنها الأهم في الخطاب، وهي الموجه للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة أولا وإسرائيل ثانيا (وهي الأطرف التي لم تذكر في الخطاب). فقد أعلن مشعل في خطابه أنه يوافق على دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف من دون وجود أي مستوطن فيها، وان للشعب الفلسطيني الحق بالمقاومة بكافة أشكالها. وألحق هذا لخطاب بتصريح ذكر فيه أنه مستعد للبحث في الاعتراف بإسرائيل بعد الحصول على الحقوق الوطنية الفلسطينية. وبذلك أراد مشعل من هذه الرسالة أن يبلغ الأطراف المذكورة بأن حماس تأهلت لدرجة يمكن خوض حوار علني معها، وأنها مثل مثيلاتها في الوطن العربي (الأخوان في مصر وسوريا والأردن، وربما حتى العراق) لا تختلف في التوجه، وأن عليهم عدم التعاطي معهم من منظور إسرائيلي فقط، بل في الإطار العربي الجديد الذي يعطي دورا للتيارات الإسلامية المعتدلة فيه. كما ابلغهم بأن حركة حماس طرفا لا يمكن تجاهله –وهو محق بذلك- في المعادلة الفلسطينية، ويمكن الاعتماد عليها في أي اتفاق يتم التوصل إليه مستقبلا.

خلاصة القول، جاء توقيع اتفاق المصالحة نتيجة تغير الظروف في الوطن العربي وليس نتيجة مصالح لحماس إن كانت في المجال الحزبي أو الوطني، نظرا لتبنيها رؤية قائمة على إدارة الصراع وليس حله، على عكس ما يطالب به الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومع ذلك فتح الاتفاق بوابة أمل لعمل فلسطيني موحد في المرحلة القادمة للتصدي للمشروع الإسرائيلي الذي بنى استراتيجيته في العقدين الماضيين (وما يزال ) على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتحويلها لدولة إذا وافق الفلسطينيين على ذلك، وإدارة الصراع مع الفلسطينيين في الضفة الغربية في العقد الحالي.



#عليان_الهندي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرة السلام في شرق أوسط مضطرب -الحلقة الثانية
- مسيرة السلام في شرق أوسط مضطرب- الحلقة الأولى
- المطالب الأمنية الإسرائيلية من الدولة الفلسطينية منزوعة السل ...
- مؤتمر هيرتسليا الإسرائيلي ومصر


المزيد.....




- بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم -إخوان- الأردن بعد -خلية ال ...
- ولي العهد البريطاني يخطط لسحب لقب -صاحب وصاحبة السمو الملكي- ...
- استقرار حالة الرئيس الإيطالي بعد خضوعه لزراعة جهاز لتنظيم ضر ...
- الأردن.. إحالة قضايا استهدفت الأمن الوطني إلى المحكمة
- الرئيس الإيراني يقبل استقالة ظريف
- إيران ترفض التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنساني ...
- إسرائيل تجدد رفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة -للضغط على ...
- قوات كييف هاجمت بنى الطاقة الروسية 6 مرات في آخر يومين من ات ...
- -أكسيوس-: فريق ترامب الأمني منقسم حول الملف النووي الإيراني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - قراءة لخطاب خالد مشعل في احتفالية المصالحة الفلسطينية