أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سوق عكاظ















المزيد.....

سوق عكاظ


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت العرب أيام الجاهلية سوقا ممتازا عرف بسوق عكاظ . في هذا السوق الذي لا يزال محفورا في الذاكرة العربية المجروحة وتناولته الأقلام المختلفة ، انه معروف بممارسة تجارة خاصة وفريدة لم تعهدها البشرية من قبل ، كما ان التجارة فيه كانت تخضع لإشكال اعتبارية ، وأنماط سلوكية جعلت هذا السوق منذ التاريخ يتميز عن غيره من الأسواق التي ظهرت منذ الجاهلية والى اليوم . وحتى لا نطيل فان السلعة الرئيسية التي كانت تعرف إقبالا ورواجا كبيرا كانت هي البشر . أي البيع والشراء في البشر المعروض في سوق الجملة . وإذا كانت تسمية تاجر هي العنوان الذي يطلق على كل من كان ولا يزال يمارس التجارة في السلع المختلفة ، فان التسمية التي عرف بها رواد سوق عكاظ كانت تسمية غريبة هي النخاس الذي يمارس تجارة النخاسة . فالنخاس بهذا المفهوم l esclavagiste et l esclavagisme هو الشخص الذي يمتهن حرفة البيع والشراء في اخيه الإنسان ومن دون ان تهزه رحمة او شفقة . واذا كان القران الكريم والإسلام يحرم هذا النوع من التجارة قبل ان تظهر الى الوجود منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والصهيونية ، وصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تتاجر فيه أمريكا والغرب بما يخدم مخططاتهما وبلوغ مراميهما التي تتنافى عند الجد مع حقوق الانسان ، فذلك لان القائمين عليها ، أي النخاسة ،في ذلك الإبان كانوا يعتبرون البشر المعروض في السوق من نوع العبيد والحراطين ، وهو ما اثأر حفيظة سبارتكوس وحفيظة القرامطة والازارقة وغيرهم من الغيورين على حقوق الإنسان في التصدي لكل انواع الذل والمهانة عند تصنيف الإنسان عن أخيه الإنسان . في المغرب نرمز الى هذا التمايز ببعض العبارات مثل " هذا ولد عائلة " وكان الآخرين ليست لهم عائلة أي لقطاء . كما يرمز لها ب " الفاسي او آل الفاسي والرباطي والسلاوي " فاس الرباط وسلا ، وكان المنتمون الى الأطراف والى المدن الأخرى اقل مواطنة وشانا .. وهكذا .
اذا كان هذا حال الإنسان في ذاك العصر الغابر في الزمان ، فان العصر الحالي وعصر اليوم لا يخلو من طرائف ونكت وقصص تعيد ذكريات سوق عكاظ الغابرة في سوق عكاظ الحاضرة . ففي هذا الإبان الذي سقطت فيه بغداد تحت جزمات التتار والمغول الأمريكان ،وأمام أنظار أعين العرب من حكام متواطئين ومحكومين مغلوبين مستسلمين ، نجد ان هذا الحرفة التي تقوم على البيع والشراء في البشر قد ازدهرت وأخذت لها أشكالا مختلفة وأنماطا متباينة تمشيا مع روح العصر وتطوراته ، وتغييرات الكون . وبخلاف محصورية عدد النخاسين في سوق عكاظ القديم، كثر عدد النخاسين في سوق عكاظ الحديثة ، فزاد العرض على الطلب ،فروكمت الأموال والعملة الصعبة . بل ان النخاس المشتري وأمام كثرة العروض المقدمة من قبل النخاس البائع ، أصبح يتفنن في اختيار السلعة موضوع البيع ويا للغرابة بأثمان زهيدة بسبب كثرة العرض ( أصحاب الخدمات ) .
لكن ما الفرق بين عكاظ ( السوق الممتاز ) الأمس أيام الجاهلية وسوق عكاظ اليوم زمن الفيسبوك والتيوتر والكمبيوتر والانترنيت ، وزمن دعاة ( الحداثة ) المفترى عليها في خطابات اشباه العلمانيين وما هم بعلمانيين حقيقيين في القطع مع الجدور والهوية والتاريخ ، والانغماس حتى الأذنين في مستنقع الآخر – الغرب –الذي أهاننا ولا يزال يفعل وما بدل تبديلا . بل بقدر ما تزداد إهانته لنا نزداد تعلقا بنواميسه ، وتعلقا بأنماطه التي ترفضنا طوعا لأننا نختلف عنهم في العرق واللون والهوية والتاريخ . كما نختلف عنهم في كل شيء عدا تميزنا نحن بالخطابات الرنانة ، و الوعود المعسولة من كل ألوان الطيف السياسي . وهي نفس الوعود ، عفوا الأكاذيب ،ألفنا سماعها كما ألف سماعها من قبلنا أبائنا وأجدادنا رحمة الله عليهم الى ( يوم الدين ). هكذا أضحت تعيش بين ظهرانينا كالفطريات خاصة عند اقتراب مواعيد كل استحقاقات ، فتحولت العلاقة بذلك بين هذه المكونات الى نفس العلاقات التي تطبع العلاقة بين يمارس الصادية ومن تمارس عليه المازوشية ،ناهيك عن أصحاب السكيزوفرانية الشخصية والحر بائيين الذين يتلونون ويتأقلمون على طرقة ( الفاتح ) من نونبر المهدد بالمكنسة مثل أمثاله هذه الأيام . فما الفرق بين سوق الممتاز (عكاظ ) الأمس ، وسوق ممتاز اليوم ؟
في سوق عكاظ الأمس ، كانت عملية البيع والشراء تتم في واضحة النهار واضحة النهار وأمام الجميع ، وعن طريق الاتصال المباشر بين البائع والمشتري ،حيث الحرية في التفاوض على نوع البشر المعروض للبيع ، والتفاوض على الثمن . فكان المعيار الذي تقيم على أساسه السلعة هو الضخامة الجسمانية والعضلات المفتولة ، ودرجة قدرة العبد المملوك في خدمة سيده كلما طلب ذلك ، فالبحث يكون حول الهيكل المعروض للبيع مل ما يجري به العمل عند شراء فحل للبقر وللأغنام .
اما اليوم فان البيع والشراء يأخذ أشكالا مختلفة ومغايرة وتستعمل فيه أدوات ووسائل اقلها الفاكس ، الانترنيت والهاتف الثابت والنقال ، كما تستعمل الرسائل الالكترونية email بسبب الحرج الذي يكتنف المفاوضات المباشرة خاصة بالنسبة للبائع الذي يبيع زميله او صديقه او مناضلا خبر معه الطريق التي لم توصله الى نتيجة فقرر الوصول اليها عن طريق الاتصال بالبائع الذي يخدم مصالحه من خلال خدمة دولته .
اذا كان تجار الامس يقتصرون في تجارتهم على العبيد او البشر دون ان يتعدى ذلك الى الاعتبارات المعنوية من سياسية وتنظيمية ، فان تجار اليوم باعوا ويبيعون كل شيئ من البشر المغفلين الى المبادئ غير الموجودة اصلا ، بل وشمل البيع والشراء حتى رفاق الدراسة والدرب الطويل مثلما فعل مؤسس حزب (الاصالة والمعاصرة) وزير الداخلية الحقيقي مع مدير الديوان الملكي الأستاذ رشدي الشرايبي والمدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات الأستاذ ياسين المنصوري ، ناهيك دسه لصهر هذا الأخير لما كان مديرا عما لوكالة المغرب العربي للإنباء. في الحقيقة انها تجارة سهلة ، تكاليفها قليلة وأرباحها كثيرة .
في سوق عكاظ القديم كان البيع والشراء يتم في واضحة النهار وأمام الملء وداخل الحلقة او رحبة السوق . اما اليوم فان التجارة في البشر تتم في الظلام الدامس ومن وراء الأبواب وفي صالونات الفيلات ،وبواسطة الهاتف ثابت ونقال ، وبالقلم والورق ، وتتم بين شخصين وفي سرية تامة . أي من اللسان الى الأذن ودون اطلاع الجمهور عليها . فقانونها لا ينبني على المزايدة التي كانت أساس كل معاملة في سوق عكاظ الجاهلية .
اذا كانت سوق عكاظ الأمس تعرف العرض والطلب داخل رحبة السوق ، وبخلاف سوق عكاظ اليوم التي تخضع للسرية ، فان الربح الوفير يعود على البائع والمشتري معا . ان البائع الخسيس والنخاس في سوق عكاظ اليوم أصبح يملك الضيعات الشاسعة والمترامية الأطراف ، ورخص الصيد في أعالي البحار ، ورخص النقل ، رخص استثمار مقالع الرمال والمرمر ناهيك عن الامتيازات الوفيرة والمكانة ( المرموقة ) ..لخ فان الطرف الاخر النخاس المشتري الذي يتولى شراء المعلومة والخبر او الوشاية ، فقد تمكن من تطويع الرؤوس ، وتشتيت الأعشاش ، وتحويل الكلاب النابحة والمهرولون اللاهثون الى منبطحين يسيل لعابهم ولا يزال يسيل لفتاة الموائد التي تقدم على طبق من زبل وليس من ذهب .
اذا كان هكذا ينطق واقع الحال ،فان الذين يتفرجون في حلقة ورحبة سوق عكاظ اليوم ، واؤلئك المتطفلين لمعرفة أسرار السوق تحولوا اما الى أغبياء مبلدين في السياسة ، او انهم في الحقيقة سذج سياسيون . وهذه الأوصاف تتعارض بالمطلق مع فن السياسة الذي يعتمد على المكر والخداع ، وفي أحيان كثيرة يعتمد حتى الزندقة والمروق . ان الفكر التبريري لما جرى ويجري في سوق عكاظ اليوم لا يتعارض فقط مع الرذيلة السياسية المغلفة بالغباء والبلادة السياسيين بل ان هاتين الصفيتين ملازمتان لهذا الاعتقاد المصاب بعمى الألوان . وتبقى الحقيقة الدامغة ان العارفين بحقيقة الأمور يحاولون إقناع أنفسهم بما هم ليسوا مقتنعين به . والعامة عندنا في المغرب تطلق على هؤلاء مقولة تقول " كيكذب أعلى راسو " .
في السياسة الحرفية لا يوجد سوى المكر والخداع والكذب والنفاق . وفي العلوم السياسية وعلم السياسة الى جانب الميكيافيلية والسكيزوفرانية ، هناك كمان الاخلاق السياسية . لكن لا مكان للغباوة والبلاهة السياسيين .
ان المرجئة الجدد وخلافا للخوارج والازارقة والقرامطة ، اما انهم مندهشون لما حصل ويحصل بسبب الثقة وحسن النية ، وفي السياسة هذه زلة عظيمة . واما أنهم مهزومون ( لا غالب الا الله والتكيف الحر بائي ) وفي الساحة السياسية هؤلاء اقلية تبريرية . ومع ذلك وفي هذه الأجواء المتناقضة يستمر النخاسون يبيعون ويشترون في سوق عكاظ اليوم ، فتتضاعف الثروة ،ويتضاعف جيش الوصوليين واللاهثين والمنبطحين ، فتنعدم الأخلاق والمبادئ والمثل العليا بالمرة ، وتعوض بشعار الساعة ( كل واحد أيدبر أعلى راسو ) . هذا هو عنوان المرحلة كما كان منذ منتصف القرن الماضي ولا يزال في العشرية الأخيرة من الالفية الثالثة . انه بحق زمن البيع والشراء في الذمم وفي الأصول وفي البشر الذين أضحوا عبيدا من صنف آخر . انه بحق زمن النخاسة السياسية والنخاسين السياسيين . L esclavagisme politique et les esclavagistes politiciens. في الحقيقة انه الزمن الرديء بكل التفاصيل وبكل العناوين .
لو رجعنا الى القران الكريم سنجد ان دعوات الرسل والأنبياء لم تكن بالسهولة والبساطة . ان الطريق كانت وما تزال مليئة بالأشواك والمسامير ، و لا ينجو من المرور فيه الا الأتقياء والمؤمنين الذين عاهدوا الله ووهبوا نفسهم لقضيته وخافوا بأسه . لقد قوبلت جميع دعوات الرسل بالسخرية والاستهزاء . فتوزع القوم بين مؤيد ومنافق ومهاود ، وم ذلك لم يستسلم الرسل او باعوا رسالتهم بأحسن الأثمان . بل واصلوا الدعوة والكفاح في مواجهة قوى الخزي والردة والعار . وقد لخص القران الكريم هؤلاء كما يلي :
1 – الحكام الطغاة والمستبدون أمثال بشار الأسد ، القدافي ، مبارك ، علي صالح وبنعلي وبوتفليقة وهناك في القران اشارة الى أمثال هؤلاء فرعون ، قارون وهامان ..لخ
2 – الأغنياء المترفون كما يبدو في الاية الكريمة " وما أرسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما أرسلتم به كافرون . وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين . قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ولكن أكثر الناس لا يعلمون " . يلاحظ ان هؤلاء تجمعهم علاقة طردية نفاقية ومصلحية مع المجموعة الأولى .
3 – الرجعيون اليمينيون وقد ذكرهم القران الكريم بمعنى اولئك الذين يعارضون الاجتهاد والتطور في ظل التراث . " وكذلك ما انزلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها وجدنا آبائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون " .
4 – الأتباع والمستضعفون الذين من مصالحهم تأييد الدعوة ولكنهم يقفون ضدها الى جانب السادة الذين يعملون في خدمتهم ويلتمسون العزة عندهم وما اروع تصوير القران الكريم هؤلاء المستضعفين عندما يواجهون الله تعالى هم وأسيادهم يوم الحساب فيتنصلون من خنوعهم وجرائمهم وخسا ستهم وقالوا " ربنا اطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل " . ان عذر هؤلاء مرفوض في معاونة الظالمين في طغيانهم .بل يقال لهم يوم الحساب " الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها " .
5 – اللاهثون والعابثون الذين يتبعون أهوائهم والذين يشترون لهو الحديث . " ويجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " . وفي زماننا الرديء يتكون هؤلاء من النخاسين الذين يتخذون من الحوار والصراعات الفكرية هواية فقط دون الاستعداد للإسهام الايجابي في الإصلاح والتقويم المأمول .
اما عن الفئات التي دعمت الرسل وساندتهم وناضلت من ورائهم في سبيل الدعوة والمبادئ فهي كما جاء في القران الكريم :
1 – الشعب المستضعف الذي يتكون من العمال والفلاحين والأجراء والطلاب ودوي الدخل المحدود والفقراء بمختلف اطيافهم . ان هؤلاء هم الذين تعرضوا للمتاجرة في سوق النخاسة ، فبيعت أرزاقهم ، واستعملوا مادة دسمة للمتاجرة بحقوقهم حيث أوصلت رهطا باسمهم الى الحكومة والبرلمان . وباسمهم حصدت الامتيازات والمكافئات . ان التسمية التي كانت تطلق على هؤلاء .اما العوام او الرعاع .
2 – نخبة المواطنين الأحرار أنصار ودعاة الإصلاح والتقدم والاجتهاد ضمن الثوابت والمقومات الأساسية للأمة . ان هؤلاء هم الطلائع النيرة التي بدأت ملامحها في التشكل لما أباح عثمان بن عفان للارستقراطية العربية الراكدة وأعلام قريش ان يتملكوا الضياع ويشيدوا القصور في الولايات الإسلامية المفتوحة كالعراق والشام ومصر . كما سمح لهم ان يستبدلوا بأملاكهم في الحجاز أملاكا في تلك الأمصار . ان هذه السياسة كانت مخالفة أصلا لسياسة الخليفة عمر بن الخطاب الذي حظر على الصحابة مغادرة المدينة والإقامة في الأمصار خوفا عليهم ان تفتنهم الدنيا وتشغلهم عن أمور الدين وأحوال العباد . وقد أدت مجاملة عثمان لأقاربه وتساهله معهم الى غضب أتقياء الصحابة كعمار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري اللذان تعرضا للاضطهاد والقمع من طرف عثمان وجماعته ، هذا طبعا الى جانب سخط مسلمي الأمصار الأخرى كالكوفة والبصرة ومصر .. لخ .
ان طبيعة الصراع السياسي منذ ان خلق الله الأرض وما عليها كان ولا يزال صراعا بين من يملكون ومن لا يملكون . بين الطغاة الجبابرة وبين المستضعفين . ومن خلال التحليل العلمي للوضع الاجتماعي للفئات التي أيدت الرسل ، والفئات التي وقفت ضدها تبرز ظاهرة الصراع الاجتماعي كظاهرة إنسانية تتولد عن تناقضات المصالح ، بل انها في بعض الحالات وما أكثرها في زماننا الرديء هذا تضحى قانونا يفترض التناقض الرئيسي لإحقاق الحق وإزهاق الباطل .
وبخلاف نخاسو الأمس الذين كانوا يجتمعون مرة واحدة في الأسبوع في رحبة السوق ، فان نخاسي اليوم يتواجدون أينما حللت وارتحلت . بل انهم يغطون جميع أرجاء المعمور . فقد تجدهم في البرلمان يشرعون وفي الحكومة ينفذون ،وفي نقابات الصحافة يخططون ويرسلون . كما تجدهم في الجامعات وفي الأندية الرياضية وفي الأحزاب والنقابات والجمعيات سياسية وفنية ( مغنيون ، مسرحيون ..) .. الى غير ذلك من أماكن تسويق الخبر .
وقد نتج عن هذا الحال ان أصبح هؤلاء يملكون الضيعات والفيلات والمقالع والرخص المختلفة ، فانعكس هذا ان تضاعف جيش المرتزقة النخاسين الذين اهلكوا الحرث والنسل ، واستعبدوا الشباب ، وذبحوا على قارعة الطريق كل ما له صلة بالحياء والعفاف ، فصرت لا ترى في مقدمة مجامعنا وفي جميع شوارعنا سوى عباد الصليب من اباحيين وأشباه علمانيين وعبدة الشيطان وهكذا . .. فحولوا الشباب الى السير خلف الناس ( الغرب ) على عادة الكلاب في الوقت الذي كان الناس لنا تبعا في يوم من الايام ، صرنا اليوم تبعا لأحقر الناس هذه الأيام . هذه هي نتائج الفرق بين سوق عكاظ الجاهلية وسوق عكاظ ( الحداثة ). ويبقى ان نسال الله في الاخير ان يجنبنا ويجنبكم أشرار السقوط في سوق النخاسة حتى لا يتحول الجميع الى نخاسين يبيعون ويشترون فيما حرم الله الا وهي النميمة السياسية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية العربية
- اسامة بن لادن مشروع شهيد
- خريف ثلاث اوراق مغربية
- بدعة المجلس التأسيس لإعداد الدستور
- تنفيذ الاحكام القضائية ( المادة الادارية )
- مغالطة التاريخ ( الحركة الوطنية )
- ملك يسود ولا ( يحكم )
- ازمة الفكر العربي ( المعاصر )
- هل يمكن الحديث عن مشروع ايديولوجي عربي ؟
- رواد عين العقل العربي بين التنظير الإيديولوجي والعمل السياسي
- هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟
- حركة 3مارس1973 خنيفرة مولاي بوعزة
- الطائفية في لبنان
- دول الحق والقانون
- من يحكم الله ام الشعب ؟
- الرئيس المستبد المريض معمر القدافي
- الإسلام السياسي
- امة الشعارات
- على هامش ثورة الكرامة في تونس : الغلاء وارتفاع كلفة العيش في ...
- الاشتراكية و الدين .. أية علاقة أي تقاطع


المزيد.....




- ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الشوكة والسكين أثناء تناول الطعا ...
- مصر.. القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بعد فقدانهم خلا ...
- لماذا تريد أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية ب ...
- فون دير لايين تكشف عن أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- المجر تكشف كيف تحمي مصر أوروبا
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر في -حزب الله- (فيديو)
- -حماس- تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمربع سكني مكتظ شرق مخ ...
- بفيديوهات جنسية.. ضجة في العراق وتحرك أمني إثر ابتزاز شبكات ...
- روسيا.. إطلاق أقمار صناعية للأغراض العسكرية


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سوق عكاظ