أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم














المزيد.....


جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 17:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم

ان الاساطير متشابهة لدى شعوب العالم القديم الزراعية ، فالالهة عشتار البابلية يعادلها لدى السوريون الاله عناة ولدى اليونانيون الالهة افروديت .
فكرة التحريم ( التابو ) لدى البابليين وشعوب الشرق
كان كل ماهو مقدس ممنوع التقرب منه ولمسه ، سواء كان طاهرا ام نجسا . ولايسمح بالاستعمال الحر لما هو مقدس . ذلك لاعتقادهم ان لمسه خطر ومؤلم وعداوه مدمرة بحكم سرعتها وتأثيرها . لهذا يجب ضمان عزل كامل مابين ماهو دنس وبين ماهو مقدس . اللذان قطباهما الطهر والنجاسة . حيث يكون الاول ساميا مثيرا للاحترام . بينما الثاني منحطاً ونجسا ويثير الذعر . ومع هذا فهما يظلان ملتصقين باطنيا .
الطوطم
وهو يتمثل بالاعتقاد وبارتباط غير طبيعي بين مجموعة من البشر ونوع من الحيوان ، وفي حالات نادرة من النبات او الجماد ويسمى ( الطوطم ) . والطوطم ليس الها فلا يعبد ، انما هناك اعتقاد عجيب بوجود قرابه معه وبالاحرى اعتقاد موهوم بان الطوطم هو الاصل او الجد للجماعة البدائية وقد يكون الطوطم قطعة من حيوان . او ناب او شعر او لحم ودم حيوان يعتبر توكارين ان الدين القائم على الطوطمية هو بناء فوقيا لاقتصاد الصيد وجمع الثمار ، وهو انعكاس لنمط حياة جماعات بدائية صيادة لاتعرف اية علاقة بين البشر سوى علاقة قربى الدم . ويرى ان الطوطمية شكل ديني سابق تاريخيا لعبادة الاسلاف الحقيقيين . في الاحتفال الربيعي بعيد الاله ديونسيوس التي تقول الاسطورة انه قتل وهو على هيئة ثور ثم عاد للحياة . كان المحتفلون يأتون بثور ثم يقتلونه ويلتهمون لحمه وشربون دمه على اصوات الموسيقى الصاخبة ، معبرين بذلك رمزيا عن رغبتهم في الاتحاد بالاله القتيل ، والثور هنا يمثل
( الطوطم ) الرمز الذي يربط بين الانسان والاله وهو ماعبر عنه السيد المسيح : ( انا هو خبز الحياة ) ، ( من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية ) .
وكذلك في العشاء الفصحي مع تلاميذه : اقرا مرقس 14 ( 22 – 24 ) ولوقا 22 ( 17- 20 ) ومتي 26 ( 26 – 28 ) وهو ماانبثق عنه طقس اوسر القربان المقدس الذي يقصد الاتحاد بالمسيح عن طريق اكل جسده وشرب دمه رمزيا .



ان الانسان البدائي في مرحلة الصيد وجمع الثمار ، كان يصيد وياكل كل الحيوانات التي تقع بيده . اما عندما تحول الى الزراعة واستقر في القرية والمدينة ، فقد دجن الحيوانات ذات المردود الاقتصادي له مثل الاغنام والابقار والماعز والدجاج والتي تنتج الحليب ومشتقاته والبيض بالاضافة الى لحومها وجلودها وترك اكل الحيوانات التي اعتبرها فيما بعد نجسه مثل القطط واللكلاب والخنازير والحمير والبغال والحصان ، فاستخدم الكلاب لحراسة قطعان الماشية واستخدام الحمير والبغال والاحصنة لاعمال الخدمة وفي الحرب واستخدام الثيران لحراثة الارض الزراعية .
ان تنقل القبائل خلف الماء والزراعة وقيام دورة الطبيعة المناخية بالتبدل مما يحتم على السكان الهجرة من المناطق الجافة الى مناطق اخرى يتوفر فيها الماء والنبات . وفي المكان الجديد سيجد السكان حيوانات جديدة لم يالفوها من قبل وستشح لديهم اعداد من حيوانات اخرى . ان الكهنه ياخذون بتحريم ذبح حيوانات معينة والسماح بذبح الاخرى تبعا لهذه المعادلة . ويقومون بتأليف الاساطير لتبرير هذا التحريم .
في افريقيا هناك قبائل بدائية تسكن في مناطق متجاورة وكل قبيلة لها ( طوطمها ) الخاص من الحيوانات الذي يختلف عن طوطم القبيلة المجاورة وبما ان الطوطم يحرم ذبحه واكله في الايام الاعتيادية لذا يتم تبادل الحيوانات فيما بين هذه القبائل وبذلك تكتمل الدورة الاقتصادية والخنزير دنس عن البابليين ويحرم اكله حسب شريعة حمورابي . ومن النصوص البابلية الاخرى نقرا هذا النص ( الخنزير لايشتاق الى الذكاء فهو يتمرغ في الاوحال ويلتهم علقه ، الخنزير لايسال مالذي يجعلني شريفا وانما يقول في قلبه : المزبلة ... هي قوتي ) .
من جانب اخر نجد ان الكهنة يفضلون النوع الجيد من اللحوم .. ولتبرير تحريم لحم الخنزير للاسباب التي شرحناها انفا تم وضع وتاليف اسطورة . حيث نجد ان الاله بعل وهو اله المطر والرعد وكل مظاهر الخصوبة في سورية القديمة قد تم افتراسه من قبل خنزير بري في غابات لبنان . وبذلك اصبح الخنزير مقدساً لان الاله بعل اصبح في جوفه . وهكذا كان قدماء المصريين والسوريين يتناولون لحم الخنزير كقربان مقدس ( طوطم ) في المناسبات الدينية لكنه يحرم ذبحه واكله في الايام الاعتبادية لانه نجس .
ان العبرانيين تأثروا بحضارة جيرانهم من السوريين والعراقيين والمصريين . وبذلك حرموا لحم الخنزير كالاخرين .
كما ان عزرا جلب الى اورشليم تعاليم كورش الفارسي في اعادة تنظيم مقاطعة يهود . لقد احتوت الشريعة على عقائد وطقوس اساسية متصلة باله السماء الفارسي ومطابقته مع اله يهوذا والسامرة القديم ( يهوه ) وعلى تحريمات معينة تطال بعض انواع الماكل والمشرب وقواعد في النظافة والطهارة مما كانت الديانة الفارسية حريصة عليه كل الحرص وعلى درجة الهوس المرضي .

بعض من مصادر البحث
1. مغامرة العقل الاولى : تاليف فراس السواح ، دراسة في الاسطورة / اصدار دار الكلمة بيروت – لبنان / الطبعة الرابعة 1985
2. المسؤولية الجزائية في الاداب الاشورية والبابلية : تأليف جورج بوييه شمار / ترجمة سليم الصويص / رقم الايداع في المكتبة الوطنية ببغداد 606 لعام 1981
3. الثالوث المحرم : تأليف بو علي ياسين
دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي / اصدار دار الكنوز الادبية / بيروت / الطبعة السادسة / 1966
4. تاريخ اورشليم والبحث عن مملكة اليهود / تاليف فراس السواح اصدار دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة / سورية – دمشق الطبعة الثالثة 2003 / ص 242
5. الكتاب المقدس ( العهد الجديد )



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوثان الشيوعيين
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل أهالي محافظة آذربايجان الشرقية ...
- انا البرتقالة أنا البرتقالة .. تردد قناة طيور الجنة 2025 الج ...
- بابا الفاتيكان يدعو لرفع العقوبات عن روسيا
- رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في لقاء مع الرئيس الفلسطيني: نؤ ...
- أمين عام حزب الله: المشروع الأمريكي خطر على الدول العربية وا ...
- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم