|
همس الروح
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 03:05
المحور:
الادب والفن
همس الروح علم الدين بدرية
أيُّهَا النَّايُ الْحَزِيْنُ قَدْ جُنَّ اللَّيْلُ تَبَعْثَرَتْ خُطُوَاتِي فَوْقَ الْبُحَيْرَاتِ الْبَعِيْدَةِ .... أَتَأَمَّلُ رِحْلَتِي الطَّوِيْلَة خَلْفَ الْكَائِنَاتِ المُضَيْئَةِ فِي أَشْكَالِ الْلُوتُس الْمُقَدَّسَةِ صَافِيَةٌ نَفْسِي دُونَ رَقِيبْ لِلْمَاءِ فِي هَذِهِ الْبُحَيْرَاتِ نُورٌ وَرَحِيقْ وَتَارِيْخٌ مَجِيدْ ... وَذَاكِرَةٌ لِصُوفِيٍّ مُتَأَمِّلٍ ضَلَّ الطَّرِيقْ وَغَدَا شَاعِرًا يَهْذِي عَلَى الضِّفَافِ بِشِعْرٍ وَأَحْلامِ غَرِيقْ *** مِنْ ضَجِيْجِ الْمَرَاكِبِ التَّائِهَةِ عَلَى حَوَافِ الْعُمْرِ الْمُهَاجِرِ يُرَّتِلُ الْقَصَبُ أُهْزُوجَةَ الصَّمْتِ الثَقِيْلِ وَصَوْتُ النَّايَ يَعْزِفُ قَبْلَ الْغُرُوبِ الْحَانَ الْمَغِيْبِ أَنْغَامٌ تُهْمَسُ بِلاَ رِيْحٍ وَرُوحٌ أَمْسَتْ تُعَانِقُ الْمَدَى فِي دُجَى الرَّحِيْلِ تَكَسَّرَتْ كَلِمَاتِي تَعَاتِعَ وَدَاعٍ عَلَى قَارِعَةِ الْوَقْتِ الْمَمْدُودْ أَمْسَيْتُ شَارِدَ الْفِكْرِ يَتَقَاذَفَني مَوْجُ لَيْلٍ يَتَلَقَّفَني حَنِيْنٌ هَادِئٌ لِمَاضٍ سَحِيْقٍ لِصَوْمَعَةِ صُوفيٍّ مُتَعَبِّدٍ فَوْقَ جِبَالِ الْحَقِيْقَةِ سَكَنَتْهَا أَطْيَافٌ مِنْ الْخَلِيْقَةِ بِأَلْوَانِ الْحُبِّ وَالْفَرَحِ وَالسَّكِيْنَةِ يَحْمِلُنِي طَائِرُ الْعَوْدَةِ طَيْفًا مِنْ قَوْسِ قُزَحٍ هَمْسًا مِنْ رُوحٍ وَأَثِيرْ أَعْتَكِفُ حَيْثُ لاَ مَوْتَ وَلاَ وِلاَدَة حَيْثُ يَقْبَعُ جَوْهَرُ الْحَقِيْقَةِ فِي بِذُورِ الْخَلِيْقَةِ تَشِعُّ الأَنْوَارُ الأَزَلِيَّةُ فِي مِحْرَابِ الذَّاتِ يَتَوَهَّجُ الصَّمْتُ تُمْحَى الصُّوَرُ الْجُزْئِيَّةِ أُسَافِرُ ... إِلى عَالَمٍ جَدِيدْ !! جَسَدِي فَاقِدُ الشَّرْعِيَّةِ أَضْحَى قَالِبًا مِنْ طِينْ بِلاَ شِرَاعٍ بِلاَ يَقِينْ
*** فِي خَيَالِي يَهْلِجُ الشَّجَرْ وَيَبْقَى الشَّاهِدُ هُوَ الْقَمَرْ قَصِيْدَتِي بِلاَ وَزْنٍ بِلاَ قَافِيَةٍ تَتَعَبَّطُ الإيْقَاعَ تُرْهِقُ رَبَّاتِ الشِّعْرِ فِي الْهَزِيْعِ الأَخِيْرِ مِنْ رِحْلَةِ الْعُبُورْ لَمْ تَزَلْ فِي الْبَالِ أَغَانٍ عَنْ وَطَنٍ آخَرَ تَأتِي مَع النَّسَمَاتِ مِنْ بَعِيدْ *** أَيُّهَا الْخَمْرُ الْمُعَتَّقُ فِي الْقِرَبِ أَمَا آنَ لِهَذِهِ الْحِكْمَةِ الْمُتَوَارِيَةِ أَنْ تُشْرِقَ خَلْفَ تِلْكَ الْجِبَالْ ؟! فِي أَحْلاَمِنَا يَرْقُدُ تَارِيْخٌ طَويْلٌ مِنْ الشَّقَاءِ وَأَنَا فِي الْمَوْتِ حَزينْ أَشْرَبُ نَخْبَ الْوِلاَدَةِ مَرَّتَيْنِ وَحِيْدًا .. أُعَمِّدُ الأَرْوَاحَ الْمُسَافِرَةَ دُونَ شِرَاعْ أَتَأَمَّلُ.... قَامَاتِ النَّخِيلْ اِنْهَمِرِي... يَادُمُوعِي الْمُتَقَيِّحَةِ تَحْتَ التُّرَابْ هُنَا يَرْقُدُ التَّارِيْخُ مُثَخَّنًا بِالْجِراحِ لاعِنًا عُمْرًا مَصْلُوبًا عَلَى الْقَوَافِي *** تُحَدِّثَنِي الْمَشِيْئَةُ أَنَّنِي فَقَدْتُ الْجِهَّاتِ الأرْبَعْ أَثْنَاءَ صُعُودِيَ بِاتِّجَاهِ السَّمَاءِ الْبَعِيْدَةِ قَدِيْمَةٌ هِي نُقْطَةُ الْبِدَايَةِ وَبُوصَلَةُ الزَّمَنِ تَقِفُ عَلَى أَعْتَابِهَا فِي اِتِّجَاهٍ مُعَاكِسْ *** و َكَانَتْ حَبِيْبَتِي تَبْحَثُ عَنْ صُوْرَةٍ مُهَشَّمَةٍ فِي رُكَامِ النُّصُوصِ الْبَريْئَةِ لَيْلُهَا بَارِدٌ بِلاَ نَارٍ...بِلاَ أَنْوَارٍ حُلْمُهَا مَاتَ فِي الْهَزِيْعِ الأَخِيرْ يَنْسَابُ مِنِّي الشُّعُورُ الْمَطْرُودُ مِنْ جَنَّاتِ الْخُلُودْ..... أَقِفُ.... فِي آخِرِ طَابُورِ الشُّعَراءِ تَحْتَ ظِلالِ النِّصُوصِ الْمُقَدَّسَةِ أُرَتِّلُ صَلاةَ اِنْعِتَاقٍ خَلْفَ الْحُدُودْ فِي مَاضٍ سَحِيْقٍ كُنْتُ أُصَلِّي الْمَسَاءَ بِخَدَّيْهَا أَتَعَبَّدَ فِي مِحْرَابِ عِشْقِهَا يَحْلُو لي السُّجُودُ بِنُورِ عَيْنَيْهَا أَتَوَحَّدُ تَحْتَ خَمِيْلَةِ جَفْنَيْهَا أَرْقُدُ فِي ظِلالِ الْخَرُّوبْ فَتَرْقُصُ حُرُوفِي تَحْتَ جَدَائِلُهَا وَيَشْرَئِبُّ وِشَاحُهَا الْوَرْدِيُ لِيُعَانِقَ النِّجُومْ.... كَانَ لَيْلُهَا عِشْقًا وَسَمَاؤهَا أَقْمَارْ وَغَزَلِي أُرْجُوحَةَ هَمْسٍ وَأَشْعَارْ تَتَجَلَّى إِلَهَةُ الْحُبِّ ... فَتَنْفَرِجُ شَفَتَاهَا .. أَكْمَامَ وَرْدَةٍ لِلْقُبَلِ .. فَتَضِيْعُ أَبْيَاتُ قَصِيْدَتِي .. فِي لُجَّةِ الانْتِظَارِ وَالْوُعُودْ هَكَذَا كُنَّا ذَاتَ مَسَاءٍ نَثْمَلُ فَوْقَ ضِفَافِ الزَّمَنِ الْمَهْرُوقِ عَلَى أَعْتَابِ الرَّحِيْلِ كَانَ هَدِيْلُ الْحَمَائِمِ لُغَةً تَقُودُنَا إِلى آخِرِ الْفُصُولِ وَالرِّيْحُ يَصْفُرُ مِنْ نَاي مُلْقَاةٍ عَلَى أَوْتَار الْخَرِيْفِ خَلْفَ الْبُحَيْرَاتِ الْحَزِيْنَةِ فِي أَشْكَالِ الْلَّوتُس الْمُقَدَّسَةِ صَافِيَةٌ نَفْسِي دُونَ رَقِيبْ لِلْمَاءِ فِي هَذِهِ الْبُحَيْرَاتِ نُورٌ وَرَحِيْقٌ وَتَارِيْخٌ مَجِيْدٌ ... وَ ذَاكِرَةٌ لِصُوفِيٍّ مُتَأَمِّلٍ ضَلَّ الطَّرِيقْ
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزِّيْز
-
مَاتَ الْوَلَدُ !!
-
احتضار أم ولادة
-
الْمَوتُ عَلىَ حَافَةِ النِّسْيَانْ
-
رِسَالَةُ صَمْت
-
إشْراقَةٌ
-
هَاجِسٌ عَلىَ الطَّرِيقْ
-
أَنَا وأَنتِ
-
الزَّمَنُ الأَصْفَرْ
-
غَدًا
-
قِيَامَةٌ
-
خَفَقَاتٌ خَريْفِيَّةٌ
-
إليها في البعد الآخر
-
هوميروس
-
اسْتِحَالةُ قَصِيْدَة
-
تساؤلات
-
اللَّحَظَاتُ الأَخِيْرَةُ
-
انْعِكَاسٌ وَصَدَى
-
حَنِيْنٌ وَذِكْرَى
-
قَطَرَاتٌ مُهَاجِرَةٌ
المزيد.....
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|