أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك














المزيد.....

على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يتردد من وقت لأخر عبر رسائل البريد الألكترونى ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. والسؤال عبارة عن كلمات بسيطة تنطوى على قيمة كبيرة: أن كنت فى أزمة وكان عليك أن تختار شخص واحد أو شئ واحد من بين المحيطين بك من أفراد أسرتك وأصدقائك ولعبك وممتلكاتك، من تختار لينجو معك؟ أو ليصحبك؟

من المؤكد أن السؤال يضع الفرد فى حيرة الاختيار، وتختلف الردود وفقا لاعتبارات كثيرة بالطبع. ولكن عندما ينجو الانسان من أزمة أو كارثة ما هو الشئ الذى يمكن له أن يقدره أكثر من غيره، ما هو الشئ الذى سيصفه بأنه الأثمن والأغلى والذى سيبقى دوما جزء من الماضى والحاضر والمستقبل، جزء من لقطة لا تنسى

فى تلك الصورة يصبح سؤال الأغلى والأثمن مرتبط بالطبع بالثقافة التى تنتج الفرد أو ينتج الفرد فى ظلها. فالفرد الذى يعيش مع التغير يقدر قيمة الأشياء الصغرى الرمزية بأكثر من قيمتها المادية، يقدر تفتح الزهور والحياة بصورها المختلفة

ولهذا كان مثيرا ومؤثرا بالنسبة لى موضوع نشر فى جريدة يابانية عن الأشياء الثمينة التى خرج بها كل شخص من مجموعة من ضحايا الزلزال والتسونامى الذى ضرب اليابان فى ١١ مارس ٢٠١١ والذى أعتبر الأكبر فى تاريخ اليابان سواء لحجمه او لما صاحبه من تسونامى وانعكاسات على محطة فوكوشيما النووية

وبالطبع اختلفت الصور والتقييمات ففى كارثة بهذا الحجم يصبح جزء متبقى من خطاب كتبته شقيقة أحد الناجين لوالدهم منذ سنوات هو الكنز المتبقى من منزل تحطم بفعل التسونامى. وتتحول شنطة طفل المدرسية التى عثر عليها بعد أسبوعين من الأحداث إلى كنز اخر ربما فى ظل فقدان الكثير من الأشياء وغياب العديد من الاحتياجات
الشخصية والمدرسية فى المناطق المتضررة

أما لسيدة فى الثمانينات من عمرها فأن حقيبة يدها التى صنعها لها بعض معارفها والتى تحتفظ فيها بالعلاج تصبح كنزها الوحيد بوصفها الشئ الوحيد الذى تملكه. وتصبح سيارة شخص أخر بعد دمار منزله هى الماؤى والكنز الذى يحتفى به

وللبعض ممن ليس لديه أشياء من ماضيه ليحتفظ بها ككنز تقدم الكارثة مناخ لإنتاج بعض الكنوز، فطفلة السنوات الأربع ترى فى لعبتها التى حصلت عليها فى مركز أيواء الضحايا كنز بالطبع ليس لأنه ماضى ولكن لأنه حاضر يساعدها على تجاوز الماضى بما فيه من كارثة عاشتها. وتصبح محفظة لطفل -٣ سنوات- حصل عليها من جدته بعد الزلزال هى كنزه أيضا ففى تلك اللحظة تتحول كل الأشياء لقيمة عندما تقل وتتضاءل كل الأشياء الأخرى التى كانت لدينا

وبعيدا عن الأشياء يحتضن أب ما لديه من أبناء ثلاثه بوصفهم كنزه الأثمن الذى نجا معه من الكارثة، فى حين يشير شخص أخر إلى نفسه مؤكدا أن استمراره على قيد الحياة هو الكنز الأثمن بالطبع

القصص كثيرة ومتنوعة ومؤثرة كما هى عادة الجانب البشرى من الحياة، فما بين مجتمعات مختلفة الرؤى والثقافة والخلفيات لن تختلف القصص كثيرا ربما عندما تحدث الكارثة وتستقر الأوضاع وننقب عن بعدها الانسانى العميق. ولكن المهم أن غياب الكثير مما يملك الفرد فى لحظة يجعله يدرك قيمة ما لديه مهما قل، قد تتضاءل القيمة مع الوقت عندما يعود مرة أخرى لامتلاك الكثير من الأشياء ألسنا نفتقد دوما ما نحتاجه، وألسنا نخطئ كثيرا عندما نتجاوز عن قيمة الأشياء الحقيقية عندما تكون فى أيدينا فأن ضاعت عدنا مرة أخرى للافتقاد. ولكن حتى العودة للحالة الأولى يحظى الضحايا بلحظتهم الثمينة فى معرفة أثمن ما لديهم واحتضانه بما يليق به ولو للحظة زمنية قصيرة تتحول بوصفها للحظة من أسعد وأثمن لحظات الحياة



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش كارثة (٦): شهادتى على العودة- الجزء الثالث وا ...
- على هامش كارثة ( ٥ ) : شهادتى على العودة- الجزء الثانى
- على هامش كارثة (4): شهادتى على العودة- الجزء الأول
- على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضو ...
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٣): سقف الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٢): حدود الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (١): استعادة القدرة على ...
- أن تقدر بأكثر من قدرك!!
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...
- على هامش الثورة المصرية (١٤): مصر تريد رئيسا.... ...
- على هامش الثورة المصرية (١٣): مصر والثورات العرب ...
- على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح و ...
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك