أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حيدر - ماركس الديمقراطية- (2)














المزيد.....

ماركس الديمقراطية- (2)


يوسف حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صواريخ
"ماركس الديمقراطية" (2)


كتب الكثير عن عن العوامل الداخلية والخارجية الموضوعية والذاتية المادية والفكرية المتعلقة "بالانهيار التاريخي للاشتراكية " وتعددت البراهين والبراهين المضادة حول اسباب الانهيار وقد لخص البروفسور ايرش هان الرئيس السابق لمعهد الفلسفة في اكاديمية العلوم الاجتماعية ايام المانيا الديمقراطية الامر في " انهزمت الاشتراكية امام تفوق النظام الراسمالي العالمي " وما كان يعنيه ان الاشتراكية انهزمت بسبب قلة تطور القوى المنتجة وعدم قدرتها على تطبيق الديمقراطية . وقد نستنتج ان الغاء الديمقراطية السياسية كان العامل الحاسم في الانهيار الى جانب تحقيق التقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية مع اهمية ترابط هذه العناصر ببعضها البعض ، وبغض النظر عن الصعوبات التاريخية والتطبيقية في بناء الاشتراكية سواء في الحقبة الثورية او ما بعدها ، فان الاهماتل النسبي ، الذي وصل احيانا كثيرة حد رفض الديمقراطية وحقوق الانسان ، مقابل القضايا النظرية الاقتصادية والاجتماعية ، كان علامة مميزة للاشتراكية ليس في عهد لينين ومن جاء بعده ، انما في عهد ماركس وانجلز كذلك .
ان الصعوبة في تقديم عرض موجز لقضية الديمقراطية وحقوق الانسان عند ماركس وانجلس ، هي تلك التي عند لينين. ذلك ان الامر لايتعلق بتقديرات سياسية متقلبة ومتغيرة ، انما بعرض موقف نظري وسياسي يتعين فيه تحديد مدى النضج في مقولاتهم وتطورها دون اقطاع ، ففي المخطوطة التي اعدها ماركس عام 1843 " نقد قانون الدولة الهيغلي" (ج 1 ص 203-233) يتناول ماركس الديموقراطية ويفرق بين الديمقراطية الشكلية كما في امريكا الشمالية وبين الديمقراطية الحقة التي هي "محتوى وشكل" والمبدأ" الشكلي هو في الوقت عينه مادي" ، مع اهمية الاشارة انه انتقد احادية الجانب في الديمقراطية الشكلية . واعتقد ان الديمقراطية " الحقة" هي توسيع وتعميق للديمقراطية الشكلية " بالمبدأ المادي" فكلا العنصرين مترابطين- عنده- ويشكلان وحدة هي الديمقراطية "الحقة" . ويكون قد ارتبط مفهوم ماركس عن الدولة والسياسة والديمقراطية مقرونا بتحديد هيغل الذي ربط الجانب السياسي بالشكلي للدولة وبالدستور والقانون وليس بمفهوم الديمقراطية " الحقة" التي تشكل كلا عمليا واخلاقيا . حيث هناك فصل بين الدولة والمجتمع – كما تعلّمه ليس من هيغل فقط ، انما من الواقع الراهن لأغلب البلدان تقدما ( امريكا الشمالية وفرنسا) ايضا، اذ اعتبرها نقطة انطلاق تطبيقية . لان ثوراتها شكلت بالنسبة لماركس تقدما تاريخيا كبيرا .
ويدرس ماركس في "حول المسألة اليهودية" وفي "نقد فلسفة الحق عند هيغل – مقدمة" الحدود الخاصة للانعتاق البرجوازي وشروط تجاوزها على مستوى التجريد الفلسفي . ففي كتابه " حول المسألة اليهودية" نقرا نقدا رائعا للتصور البرجوازي لحقوق الانسان . وعند قرائته بعمق وتمحيص يتضح لنا ان نقد ماركس لم يكن نفيا مجردا لحقوق الانسان، انما هي محدد للحقوق الانانية لمجموعة من الناس ، التي تفصلهم عن البقية . وحاول فضح جوهر التصور البرجوازي لحقوق الانسان في انه يقوم على حماية الدولة لحق الملكية الخاصة ، ويشكل النقطة المحورية لبقية الحقوق . فالدساتير الليبرالية في البلدان الحديثة عندما تقتصر على ذلك فانها بذلك تحول نفسها الى أداة ( العوبة) بيد الطبقات المالكة .( عندما يشدد ماركس – ولاسباب تاريخية مفهومة – نقده للطابع البرجوازي للائحة حقوق الانسان الواردة في دستوري الثورة الامريكية والفرنسية ، قد ينشأ انطباع انه ينتقد حقوق الانسان بصفة عامة. وقد يتعزز هذا الانطباع لدى قراءة تلك المواضيع من " راس المال" حيث يجري الحديث عن ان " الجنة الحقة" لحقوق الانسان هي "سطح" المجتمع البرجوازي ، مجال دورة الاقتصاد (وبشكل مجرد اعادة الانتاج الراسمالي ) الذي يخفي طابع الانتاج والاستغلال مما يفضي الى نشوء "اوهام " " وغموض وحيرة ازاء نمط الانتاج البرجوازي وشكل الدولة الديمقراطي" . وفي نقد ماركس لحقوق الانسان "البرجوازية" يكمن نقص في انه لم يحلل بما فيه الكفاية الحقوق المدنية والسياسية واعتبرها مجرد ذيل لحق الانسان في الملكية ، واهمل تحليل الخصوصية النسبية للمجال السياسي ازاء الاقتصادي . لقد راى ماركس في البروليتاريا الطبقة الوحيدة في المجتمع البرجوازي التي يجتمع فيها كل بؤس المجتمع وفاقته وآلامه والتي من خلال ظروف معيشتها الشحيحة تشكل الضد العملي للثراء الخاص وللطبقة الحاكمة . وتكمن " مهمتها التاريخية" في تحقيق " الانعتاق الانساني عبر الغاء كل الظروف التي تستعبد الانسان، تستغله وتحوله الى كائن ممتهن الكرامة" ومنذ ذلك الوقت كرس ماركس نشاطه العلمي والعملي لاسناد المهمة التاريخية للطبقة العاملة .حتى وصل الفهم السياسي له الى درجة عالية من النضج مع " البيان الشيوعي"الذي كان نتاج المساهمة العملية في ثورة 1948، وتحليل مجريات الثورة الفرنسية ونتائجها، والخبرة اللاحقة لكومونة باريس ، لتتشكل نظرية سياسية متكاملة لماركس ، خميرتها تجربة وممارسة الشاب الراديكالي والديمقراطي والثوري .(يتبع) .



#يوسف_حيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صواريخ: -ماركس الديمقراطية-
- صباح الثورة - في ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية
- أمام إطلالة عامٍ جديد رسالة الى السيد بوش


المزيد.....




- ما قصة هذا الشيف السوري الذي حقق العالمية بمطعم في دبي؟
- ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي ش ...
- هددوا باستخدام -الطريقة الصعبة-.. ضباط يحطمون نافذة سيارة رج ...
- أول تعليق من السعودية على إحباط الأمن الأردني مخططا لـ-إثارة ...
- هدنة 1949: وثيقة منسية تعود إلى واجهة الاهتمام اللبناني... ف ...
- حماس وحلفاؤها يرفضون مقترح هدنة بغزة وإسرائيل تضبط تهريب أسل ...
- روسيا تنشر وثائق سرية عن أحداث دارت في ألمانيا عشية اجتياح ا ...
- كم طفلا ابتلع -المتوسط- خلال رحلة العبور إلى أوروبا على مدى ...
- ترامب قد لا يكون أفضل للاتحاد الأوروبي من -غاز بروم-
- أنظمة الليزر.. هل تدخلها الصين في معارك طائرات الجيل السادس؟ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حيدر - ماركس الديمقراطية- (2)