|
دور المركز الثقافي في نشر المعرفة العلمية بين الشباب
ساسي سفيان
الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 10:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن الإعداد لبناء مجتمع متوازن له جذورا حضارية وقدرة على مواجهة المستقبل بفرض العناية بالأساسيات الذي يقوم عليها هذا البناء ، ولا شك أن مرحلة الشباب تشكل هذا الأساس الداعم لبناء المجتمع ، والذي أصبحت المعرفة العلمية محكا رئيسيا يحدد معايير تقدمه وتخلفه في ظل التغيرات العالمية الحديثة ، ومن الأمور الثابتة أن سعي الدولة عبر توفير و الاستغلال الكفء لمؤسساتها التربوية التعليمية والثقافية يسهم في تنمية شخصية متكاملة و القدرات الفكرية للشباب ، فتلك الشخصية هي التي تتعدد اهتماماتها و كفاءتها وتعرف كيف توازن بين متطلبات المعرفة وبين الحاجة إليها ، كما تستفيد من مواهب الشباب بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع من النواحي الفكرية ، الثقافية ، المعرفية و العلمية ، وبصفة أدق التنموية ، لذا فقد تمت معالجتنا لموضوع الدراسة من خلال طرح الإشكال التالي : - هل يلعب المركز الثقافي دورا فعالا في نشر المعرفة العلمية بين الشباب ؟ وقد اشتقت منه مجموعة من التساؤلات الفرعية التي نعتقد أنها تحدد بشكل أساسي دور المركز الثقافي و كما أنها تستجيب لأهداف الدراسة وقد اعتمدنا في دراستنا على تقنية العينة التدرجية بالنسبة لتحديد عينة الشباب وطريقة المسح الشامل من أجل تحديد عينة المنشطين ، وقد قمنا باستخدام المنهج الوصفي ، في المعالجة الميدانية ، كما قمنا الاستعانة بتقنيات التحري المتمثلة في استمارة البحث بنوعيها ( استمارة مقابلة واستمارة موزعة ) ، دليل المقابلة والمقابلة بنوعيها (الجماعية والفردية ) وتحليل الإحصائي للبيانات
ليس من المبالغ في شيء القول بأن كل المجتمعات قد باتت تدرك أهمية المعرفة والعلم في تحقيق الرقي الفكري والعلمي والتطور الحضاري ، وخاصة بالنسبة للدول التي عرفت الاستعمار والاضطهاد ، ذلك أنها تدرك أكثر من غيرها مردود المؤسسات التعليمية ، التربوية والثقافية في تدارك التخلف بأشكاله المختلفة وفي القضاء على الأمية الأبجدية و العلمية إن هاجس هذه الدول والمجتمعات كان ولا زال هو كيفية تمكين أكبر عدد ممكن من الشباب من تحسين مستواهم المعرفي والعلمي ، ونظرا للنمو الديمغرافي وما أنجر عنه من تحولات اجتماعية ، فان الحاجة إلى بلوغ أفرادها مستوى معرفي عال تكبر وتزداد يوم بعد يوم ذلك ما استوجب منها توفير مؤسسات وهيئات من أجل مواكبة التقدم . ويمكننا التطرق إلى أبرزها وهي المراكز الثقافية باعتبارها كيانا منظما متعدد الاهتمامات ، بما يوفره من برامج ، نشاطات ، نوادي ، أجهزة ، إمكانات بشرية ، مادية وفنية في متناول المترددين عليها لذا ستتناول الدراسة موضوع " دور المراكز الثقافية في نشر المعرفة العلمية بين الشباب " وذلك من خلال الفصول الآتية : الفصل الأول : خصص للمعالجة المفهمية والمنهجية لموضوع هذه الدراسة وينقسم بدوره إلى جزأين رئيسين هما : القسم الأول : وتناولنا من خلاله إشكالية البحث ، أهدافه وأهميته ، ثم قمنا بتحديد المفاهيم الأساسية الواردة في البحث وقمنا بعرض الدراسات السابقة التي قامت بتناول الموضوع بصفة مباشرة أو غير مباشرة . القسم الثاني : فقد تناولنا فيه الإطار المنهجي للدراسة انطلاقا من مناهج التي استخدمت في الدراسة مرورا بأدوات جمع البيانات ، الاستمارة ، دليل المقابلة والملاحظة لنصل إلى مجالات الدراسة و ننتهي بخصائص أفراد العينة . الفصل الثاني : وقد تم تخصيصه لتاريخ ظهور المراكز الثقافية ، ثم لظهورها وانتشارها وأنواعها المتواجدة بالجزائر ، لنمر إلى رصد السياسات والاستراتيجيات المتبعة ضمنها ، واستعرضنا وظائفها ،أهميتها ، مهامها والأهداف التي أنشئت من أجلها . الفصل الثالث : فقد حللنا من خلاله مختلف البرامج والنشاطات التي تمارس في المراكز الثقافية من محاضرات ، الندوات ، مناظرات ، مكتبة ، رحلات ، زيارات ، معارض بأنواعها ، كما أشرنا بصورة خاصة إلى أهميتها وأهدافها إضافة إلى كيفية الإعداد والتخطيط لها وصولا إلى المشاركة الشبابية ضمنها . الفصل الرابع : شكل طرح لعملية نشر المعرفة العلمية ، عواملها ، وسائلها ، مصادرها ، وأساليبها محور هذا الفصل كما تم التركيز على الربط بين عملية نشر المعرفة العلمية والتعلم ، لنصل إلى تبيان الضرورة المتزايدة لطلب المعرفة العلمية في ظل المتغيرات العالمية الحديثة ودورها التنموي . الفصل الخامس : تم التناول من خلاله الإمكانات المادية والبشرية المتاحة بالمراكز الثقافية لنتطرق بداية إلى الوسائل والأجهزة المتاحة ، شروطها مصادرها ، فوائدها ،أهميتها و أهدافها ، ثم إلى الإمكانات البشرية أين تطرقنا إلى العمل الثقافي في الجزائر ، وعملية التكوين ومجالاتها ، للتطرق إلى العلاقات الاجتماعية داخل المركز والتي تتم بين الشباب أو بين الشباب والمنشطين وأخيرا تناولنا دور المركز الثقافي في خدمة احتياجات التنمية ، تنمية الشباب وتنمية التفكير، ثم إلى مهامه في ظل المتغيرات العالمية الحديثة لنصل إلى تحديد المشاكل والعوائق التي تواجه المركز الثقافي أثناء أدائه لأدواره . الفصل السادس : حاولنا فيه عرض النتائج التي توصلنا لها من خلال الدراسة الميدانية كما قمنا بمناقشتها مع وضع بعض التوصيات والاقتراحات إضافة إلى عرض الملاحق ثم قائمة المراجع العربية والأجنبية و التي اعتمدنا عليها . الإشكالية : نعيش الآن في مرحلة من أهم مراحل التاريخ البشري الذي تسارعت خطاه بفعل الثورة العلمية والتقنية التي تجتاح العالم في مجالات الفضاء ، والاتصال عن بعد ، وأنظمة المعلوماتية ، والبث التلفزيوني عبر الفضائيات وغيرها ، كل هذه التطورات تفتح آفاقا لا محدودة وتزيد من أهمية نشر المعرفة العلمية من أجل تكوين مجتمع يتناغم أفراده مع مفاهيم القرن الحادي والعشرين وأفكاره و رؤاه ، ويتمتعون بالصفات العقلية والمواصفات الذهنية التي تؤهلهم للتجاوب مع تطور العلم والتكنولوجيا . ومن الأمور الثابتة أن سعي الدول إلى الاستغلال الكفء للقدرات الفكرية للشباب يسهم في تنمية شخصية متكاملة ، فتلك الشخصية هي التي تتعدد اهتماماتها وقدراتها وتعرف كيف توازن بين متطلبات المعرفة وبين الحاجة إليها ، كما تستفيد من مواهب الشباب بما يعود عليها بالنفع من النواحي الجسمية ، النفسية ، التعبيرية و الجمالية ، فان تلقين الشباب المعرفة العلمية أمرا بالغ الصعوبة والتعقيد اصعب من تعليمهم أنشطة جديدة أو خلق اهتمامات جديدة لديهم إذ يتعين أن يتخلص الشباب من القهر و الإجبار و الروتين الذي فرض عليهم المجتمع ، وكذلك المقاييس الخاطئة للسلوك ليحققوا قدرا مت التحرر في الاستمتاع بتلك النشاطات ذات الطابع التربوي التعليمي المعرفي أو الثقافي ، لذا كان يجب إتاحة فرص الاستمتاع بالحياة وجعلها في متناول جميع الشباب نظرا لما تنطوي عليه من قيم واذا كان من المعروف انه حيثما تذهب استراتيجيات التنمية تذهب السياسات التربوية و النظم التعليمية في بلدان العالم ومن هنا فان التحول في الاستراتيجيات و النظم التربوية القائمة في الجزائر باعتبارها إحدى البلدان النامية تسعى إلا أن تقوم على تحديد أهداف التعليم وفق الخط الجديد وسدا للحاجات الأساسية لأفراد المجتمع و بخاصة العمل المنتج المجزي ولمشاركة الفعالة في شؤون المجتمع إلا أن مدارسنا العربية و جامعاتنا ومعاهدنا العلمية قد نظمت و أقيمت في ضوء افتراض ضمني مؤاده أن المهمة التعليمية هي الأساس الأول لإعداد الشباب لكي يسلك طريقا مهنيا معينا أو على الأقل لإعدادهم لكي يستطيعوا كسب معاشهم وعلى هذا النحو يكون التأكيد الأساسي هنا على الفشل النسبي للسياسات التي اتبعتها الدولة في خلق علاقة بين التعليم و التنمية و أصبح الوضع يؤكد أن إصلاح المنظومة التعليمية - التربوية ليست مسألة إضافة مقررات جديدة و إنما تتعدى ذلك ، حيث نجد أن الإحصائيات و المعطيات التي يحملها لنا الواقع التربوي و المعرفي في الجزائر تؤكد نقص واضح في مستويات التعليم بين أفراد المجتمع . فالقراءة لا تزال الوسيلة الفردية الأكثر تداولا للحصول على العلم والمعرفة لدى أفراد المجتمع الجزائري كما أن الفشل الواضح للسياسات التنموية التي اتبعتها الدولة في مجال التربية والتعليم ضمن مختلف العقود الماضية قد أدت لنشوء حالة من ضعف في مستويات التعليم ، لنجد أن الأمية في الجزائر تصل حسب تقرير التنمية البشرية لعام 2001 الذي يصدر عن برنامج الأمم المتحدة ( UNDP ) لسنة 2001 تحت عنوان " مساهمة التقنيات الحديثة في خدمة التنمية البشرية " – نيويورك ، البرنامج 2001 إلى 47 % بين الكبار الذين يتجاوز سنهم 15 سنة أي ما يقدر بـ 10 مليون جزائري من بين هذه النسبة نجد 39 % ذكور و 61 % إناث ، أما الأمية المعلوماتية فلا تزال حتى اليوم تزيد عن 95 % في أوساط البالغين - الذين تتراوح أعمارهم مابين 50-15 سنة لا شك أن اهم التحديات على الإطلاق و التي واجهت الدولة الجزائرية - وهذا أمر بديهي لأنه متعلق بصناعة المستقبل - هو خلق ارتباط وثيق بين التعليم والتنمية ، فلم يكن ممكنا الانتقال إلى مستقبل افضل في ظل نظام تعليمي فاشل يفتقد لمتطلبات عدة أهمها انه لا يخلق تلاءم بين ما يتعلمه الفرد و ما لديه من ميول و الأهم من ذلك أن التخطيط للتعليم لا يستجيب لشروط التنمية المستدامة من ناحية و لتحقيق بدائل من الموارد البشرية التي يمكن استثمارها بدل الموارد الطبيعية النافذة و مع أن هنالك اتجاه إيجابيا للتركيز على التعليم الشخصي في مرحلة معينة إلا أن هنالك حالة من شبه اليقين في قصور معارف وقدرات الخريجين مما يؤكد حالة التدني العامة في نوعية التعليم ربما بما يتجاوز الحدود المقبولة أو بما يتخطى حدود الأمان و من هنا وجب على الدولة بدمج عملية نشر المعرفة العلمية في منظومة الثقافة والتربية وخدمة الشباب وتقوية نزعة تقدير العلم لديهم ، ليكون لدى هذه الفئة من المجتمع وعي معرفي و ثقافي وعلمي يدركون من خلاله ما يدور حولهم ، ويحتفظون باتزانهم في عالم يتغير على مدار الساعة واليوم ، وتتولى أحداثه العلمية والتقنية بسرعة مذهلة ، ولهذا كان على الثقافة والمعرفة بالواقع ، أن يفتح آفاق الفكر العلمي أمام الشباب ، ويزودهم بمفاتيح الحس العلمي ، ويهيئهم لاستيعاب قضايا المجتمع ومشكلاته وإيجاد حلول لها وطرق توظيفها في خدمة التنمية والتحديث . كما أن من المتعارف عليه أن معارف الشاب هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكاته وأولوياته ، وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية ولذا فأن معارفه تصبح أمرا لازما لحركة التقدم والتنمية ليكون الوعي المعرفي لديه احدد العناصر الرئيسية في الوعي العام وفي تكوينه الاجتماعي وتنمية متطلباته الثقافية ، فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التقني مرهون بإرادة جماعية واعية تدفع إلى الواجهة الاجتماعية الثقافية و الفكرية ، ليصبح الإنتاج العلمي معلما ثابتا في الممارسات والتعاملات ، حيث نجد أن الشباب يشكلون الغالبية في تكوين المجتمع الجزائري والذين يعتبرون بمثابة الأساس الذي ينبني عليه التقدم في كافة القطاعات نظرا لكونهم أكثر فئاته حيوية , قدرة ونشاط ، وإصرار على العمل والعطاء ، كما أن لديهم الإحساس بالتجديد والرغبة الأكيدة في التغيير مما يجعلهم أهم سبل التنمية والتحديث . على أن اهم العوامل التي تدفع الشباب الجزائري إلى تبني التحديث في مسيرة مجتمعنا تتمثل في أن الشاب الجزائري من خصوصيته انه يتطلع باستمرار إلى تبني كل ما هو جديد ، ومن ثم فهو مصدر من مصادر التغيير في مجتمعه ، و من الحقائق المعروفة أن نجاح الثورة العلمية بمجتمع ما ، هو أن يتحول الشاب إلى فئة واعية وينطبق ذلك على الشباب بكافة مستوياتهم التعليمية ، العلمية والثقافية و التي تساهم المراكز الثقافية بالأحرى في لعب دورها في خلف هذا التغيير . لذا فإن التركيز على تطوير كفاءة وقدرة القوى الشبابية في البلاد عبر المراكز الثقافية ، في إطار عملية تنمية المعارف يقود إلى اعتبار نشر المعرفة العلمية أساسها الجوهري بل يتعدى ذلك إلى اعتبارها ضرورة اجتماعية في ظل مجتمع المعرفة ، وهو ما يدفعنا إلى طرح التساؤل الأتي : - هل يلعب المركز الثقافي دورا فعالا في نشر المعرفة العلمية بين الشباب؟ وتندرج تحت هذا التساؤل المركزي , الأسئلة الفرعية التالية : -1 ماهي طبيعة النشاطات التي يوفرها المركز الثقافي والتي تساهم في نشر المعرفة العلمية ؟ -2 هل الوسائل والإمكانات المادية والبشرية المتاحة بالمركز الثقافي كافية لتأدية دوره المعرفي ؟ -3 هل أداء المركز الثقافي إيجابي في تنمية المعارف العلمية للشباب ؟ من خلال هذه التساؤلات وبعد وصولنا إلى المرحلة النهائية من هذه المعالجة النظرية( للدراسة) قمنا بصياغة الفرضيات الأساسية لها ذلك أن وجود فرضيات واضحة ودقيقة تعبر عن مدى تبلور التصور النظري و وضوح الإشكالية ، كما أنها تسمح بتوجيه البحث توجيها سليما وتحديد نوعية وطبيعة المعلومات التي ينبغي الحصول عليها باستخدام أفضل السبل لتحقيق ذلك ونظرا للأهمية المركزية للفرضيات والتساؤلات الموجهة للدراسة فأننا نعرضها على الشكل التالي : أولا- الفرضية الأساسية : يلعب المركز الثقافي دورا فعالا في عملية نشر المعرفة العلمية لدى الشباب ثانيا - الفرضية الثانية : يوفر المركز الثقافي نشاطات تساهم في نشر الوعي المعرفي لدى الشباب ثالثا - الفرضية الثالثة : الوسائل المادية والبشرية المتاحة بالمركز كافية لتأدية دوره العلمي والمعرفي . وسنحاول التأكد من مدى صدق الفرضيات وذلك بعد عملية جمع المعطيات الميدانية وتبويبها وتحليلها ، وهو ما سنخصص له جزءا هاما من الدراسة في الفصول اللاحقة . وانطلاقا من التساؤلات المؤطرة للدراسة ومن خلال المعالجة النظرية والميدانية توصلنا إلى النتائج التالية : -1 إن الشباب الأكثر ترددا على المركز الثقافي هم من الإناث والذين تتراوح أعمارهم مابين 26-18 سنة وذوي مستوى يتراوح ما بين ثانوي و جامعي -2 إن النشاطات التي يقدمها المركز الثقافي غير كافية في مواجهة متطلبات وحاجات الشباب -3 إن التردد على المركز الثقافي من طرف الشباب لا يتم في إطار ثقافي تعليمي و أو معرفي وانما في إطار قضاء وقت الفراغ و لقاء الأصدقاء 4 يتولى مهمة التنشيط بالمركز الثقافي أفراد غير مختصين في مجال التنشيط والعمل الثقافي ، وان هدفهم الأساسي لا يتصل بشكل جيد بالمهمة المكلفين بها -5 إن المركز الثقافي متوسط الأداء والجهد الذي يبذله من أجل القيام بدوره ، يبقى يتراوح بين مستويات منخفضة ومتوسطة من الفاعلية - 6 يواجه المركز صعوبات وعوائق أثناء أداءه لأدواره المعرفية أبرزها : - نقص الإمكانات والوسائل المادية المتاحة بالمركز - عدم تكوين المنشطين في الاختصاصات التي يشرفون عليها - إهمال أهمية ودور المركز الثقافي من طرف عدة جهات في مقدمتها السلطات المختصة ، المعنيين ، المسؤولين و المسيرين . اتسام النظام الداخلي للمركز بالفوضى . الاقتراحات و التوصيات : يؤكد ماكس فيبر بشأن دور المعرفة العلمية والبحث في العلوم الاجتماعية أنه لا يجب أن يتحول الباحث إلى " نبي " أو مرشد أو واعظ بل إن مهمته تنتهي عند عرض نتائج الدراسة فحسب ، هذا الأمر يصح بالنسبة للمجتمعات الغربية بصورة عامة والتي حققت شوطا بعيدا في ميدان التنمية والرقي ، لكن يبدوا أن الباحث في المجتمعات المتخلفة يتحمل أو يحمل لواء المساهمة في عملية التنوير وهو نصيبه لذلك يظل مرتبطا بمجتمعه بنوع من الالتزام الخلقي الذي يدفعه إلى تقديم ما يمكن أن يكون على شكل مقترحات أو توصيات لكل من يتمتع بقدر معين من المسؤولية و بتبوء مكانة في إصدار قرار قد يساهم في تحسين وضعية أو حل مشكلة في ميدان تخصصه وتحليله فأننا وفي هذا السياق لا يسعنا سوى تقديم جملة من الاقتراحات التي قد تساعد في تحقيق هذه الغاية وحتى يتمكن المركز الثقافي - محل الدراسة – من تحقيق دوره في نشر المعرفة العلمية بودنا أن ندرج جملة من الاقتراحات علها تساهم في تغطية بعض النقائص أو تخفف من حدتها . -1 توفير الإمكانات والوسائل المادية وذلك عن طريق رفع ميزانية المركز لكي يستطيع تغطية احتياجاته الضرورية على أحسن وجه ، -2 إعادة النظر في عملية تكوين المنشطين و إعدادهم بما يتلاءم وأهداف المركز الثقافي ، -3 تشكيل لجان لمراقبة سير المراكز ، وتفعيل المراقبة في فترة ممارسة النشاطات ، -4 إعادة النظر في البرامج والنشاطات التي يقدمها المركز ، -5 زيادة تخصيص برامج موجهة لتثقيف وتوعية الشباب ، -6 إعداد وتدريب وتأهيل جميع العاملين في مجال ادارة وتسيير المراكز الثقافية من مؤطرين ، مسيرين ، إداريين و تقنيين -7 الحرص على أن يكون ما يتم تقديمه للشباب هام وضروري ومنسجمة مع حاجاته ، والمتجاوبة مع روح العصر ومتطلبات المستقبل ، -8 التركيز على عملية نشر المعرفة والعلم بالعمل على التحديث والتطوير في مصادرها وأساليبها و وسائلها ومراكزها عن طريق الندوات والاجتماعات والعطاءات وتبادل الخبرات على المستوى الوطني ، العربي والعالمي ، -9 أن يخرج المركز من قوقعته عن طريق تعريف الجمهور بخدماته من خلال الاتصال بهم . -10 التواصل بفضاءات المعرفة مثل الجامعة ، المعاهد ، المسرح ، النوادي الفكرية ، إلى غيرها من المؤسسات الثقافية والتربوية .
#ساسي_سفيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منظومة المعرفة البشرية والعقل الكوني
-
الثقافة و المعرفة في ضل القرن الحادي و العشرين
-
الـساحة الـثقــــافية العربيــــــــة
-
الـتـنـمـيــة الـثـقـافـيــة والـمـسـتـقـبــل
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|