أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية الغالب والمغلوب ...















المزيد.....

ديموقراطية الغالب والمغلوب ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شيخ يجمع وجهاء عشيرته ليحدثهم عما سمعه او تصوره وحلم بـه ’ ثم يسألهم رأيهم ’ وبما انهم لارأي لهم فيجيبوه " كلامك ذهب محفوظ " ’ احدى المرات اصيب بنوبة اسهال حادة ’ واثناء الحديث اخذته اغفاءة طارئة ’ وبتأثير كابوس الأسهال خرجت من مؤخرته اصوات ( ضراط ) ومن مقدمته شخير ’ عندما استيقظ لاحظ اثار ضحك على وجوه الموجودين ’ فسألهم .
ــــ ها ولكم ... لاتجذبون ... سمعتوا شـي ... ؟
ــــ محفوظ بس كلـه جان ذهب .
المسؤولون في حكومة الشراكة ’ يتحدثون الى الشارع العراقي عن تفسيراتهم وارائهم ووصاياهم للديموقراطية بما في ذلك الضراط بالذخيرة الحيـة ويطالبون بالأمتثال والطاعـة ’ الأعلام والوجه المؤمم للشارع العراقي يهتفون ويفتدون ( كلامك واجرائاتك كلها ذهب سيدنا ... )
انها ديموقراطية الغالب والمغلوب والحاكم والمحكوم وتريد غزال تاخذ ارنب .
من يمتلك السلطة والمال ’ وحده يحصد ثمار ديموقراطيتهما ’ هذا اذا ما نظرنا اليها حسب تفسير ومزاج رؤساء وقادة الضرورة وجردناها من كامل قيمها الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والحضارية وتعاملنا معها مكابرة ( شـر لابـد منـه ) ’ او اوراق يانصيب يأمل منها المواطن ربحاً قـد تتركه الـ 99 % من حصة القائد المنقذ خارج ديموقراطية الغالب .
المواطن العراقي ـــ ابن الخايبه ـــ ولكثرة ما سمع وقرأ عن محاسن الديموقراطية وفضائلها ’ حلمه الأزلي في ان يمتلكها ويمارسها ويعيشها ’ تخيلها مثالية جميلة تعلق بها واحبها ومنحها اسماً وانوثـة ’ هام بها وقدم من اجلها الثمن الذي تستحق ومن شدة عشقه المشروع ’ يمسك الآن خيوط مستقبله في التحرر والديموقراطية والأمن والعدل والمساواة والرفاهية والسلم في ظلها ’ مع انه على قناعة ’ سيلعب انتخاباتها خسارة بالضد من جنرالات السلطة والمال ’ لكنه ومن اجل القيم والحلم اصطاد نفسه لثلاثة دورات انتخابية واستفتاء على الدستور ’ جميعها اخذت منـه دون ان تعطيـه .
تلك الديموقراطيـة التي ترتدي ثياب عرسهـا وحليهـا المستورد وتتباها بعفتهـا المحليـة ’ يعاد اغتصابها على فراش السلطـة والمال والأعلام لرئيس الطائفـة والقومية المتوج من المهد الى اللحـد والوريث الى الوريث ’ الملايين من ــ ولد الخايبه ـــ واذا ما عبروا عن حالة رفض لبؤس واقعهم ’ احتجاجات وتظاهرات واعتصامات سلميـة ’ يبادر القائد لأستخدام ديموقراطية ـــ تريـد غزال تاخـذ ..ــ وبعد جولات تأديبية يهدد بالدعوة الى انتخابات مبكرة او بيعة جديدة وهو الماسك بالقطعة الأخيرة لرأسي الفوز بلعبة الدومينو ’ فالرئيس القائد وحزب عشيرته وطائفته وقوميته يمتلك الثروات ومصادر المكرمات والمؤسسات القمعية وجيش عاطل من الآف الموظفين بلا وظيفة وبقايا روابط ابوية من مشاجب ازمنة الكفاح المسلح’ ويملك شبكة اعلام نفعي وسجون ومعتقلات وفوق كل ذلك ’ يتمتع الرئيس بعلاقات واتفاقات ومواثيق وروابط دولية واقليمية ’ اقتصادية وسياسية ودعم متبادل ومنافع من الوزن الثقيل اكثر من نصفها سرية ’ في هذه الحالة يترك لأحزاب ومنظمات وتجمعات واتحادات ولد الخايبه حق المنافسة هرولة خاسرة خلف ارنبها ’ هذا اذا ما استبقى منه اكثر من جلده وعظمـه .
الحريات الديموقراطية في العراق تعيش الآن ازمة جدية ’ فأذا ما استثنينا هامش الحريات التي قد تضمد لكنها لاتشفي جرحاً ’ فهناك قضيتين في غاية الأهمية لتطوير المجتمع ’ تجاهلتهـا الحكومـة العراقية لأسبابها ’ هما معالجـة البطالـة والأمية ’ فمجتمع استهلاكي يتطفل على تصدير النفط وتستعبده الحصـة التموينية ـــ المكرمة الحكوميـة ـــ لايمكن لـه ان يكون مؤهلاً لصنع حياة افضل او منتجاً للديموقراطية او حـد مقبول للكرامة الشخصية ’ وغالباً ما يبحث عن مخرج في اوهام من خارج حياتـه ’ لهذا تطارد حكومـة النخب وبمنتهى القسوة غالباً ’ نوباة الوعي وردود الأفعال الرافضـة تظاهراً واحتجاجاً ’ فالقائد والرئيس خاصـة اذا كان معتقاً ’ لايستوعب تطور العلاقات الأنسانية من خارج التقاليد والأعراف للوصاية الأبوية ’ فكلما هو خارج نظام الطاعة والأمتثال يعد تخريباً وغوغاء وخيانة للأمة والقومية والطائفة وحزب العشيرة ’ ويجب تأديبه واجتثاثه والغاء دوره بكل الوسائل ابتداءً من التصفيات المعنوية سياسياً وفكرياً وحتى الجسدية بوسائل القمع والأرهاب التي تمتلكها سلطة الرئيس والقائد والحزب.
حتى لانغرق في الأوهام ونستأنس النرجسية ’ فلا يمكن للحريات الديموقراطية ومباديء العدل والمساواة ان تتحقق قبل ان تتحرر السلطات والثروات من قبضة حكومة احزاب رؤساء الطوائف والمذاهب والأعراق ومؤسسات مافيا الفساد ومليشيات الرذائل ’ والأمر ليس سهلاً كما يتصوره البعض او يمكن انجازه من خلال شبكات الأنترنت والفس بوك ’ فهناك لايوجد عراق كما لايوجد اصحاب قضية فالأمر لايتجاوز حدود تبادل المعلومات والمراسلات الشخصية والأحتماء احياناً من ضغوطات الفراغ ’ بينما القضية في صلبها هـي مواجهات وعي ومعرفة ونقد وتقييم وتطوير تجربة على اصعدة الفكر والسياسة والتنظيم ولا يمكن معايشتها واستخلاص ثمرتها الا من داخل الشارع العراقي حيث التجمعات البشرية الكبيرة ’ فهناك فقط تقاس درجة الوعي الجمعي وقدرة الأصلاح والتغيير الفعلي ’ حيث منظمات المجتمع المدني المستقلة وتجمعات الشباب والنساء والكادحين في معاملهم ومزارعهم ومسيراتهم المليونية ’ البيئة الأمثل لزراعة ونمو وازدهار مباديء وقيم التحرر والديموقراطية ’ وكل من يزرع سيحصد من داخل صناديق الأقتراع ’ وامام الجميع ثلاثة سنوات حتى موعد انتخابات 2014 ’ فهل ستنجح القوى الخيرة متضامنة موحدة واعية لدورها داخل تيار وطني ديموقراطي لاتشوبه الأرتجالية اوالقفز على طبيعة وواقع الحراك الملتهب من داخل المجتمع العراقي ... ؟
مثل هكذا امر ليس سهلاً كما اسلفنا لكنه ليس مسحيلاً ’ هذا اذا ما جعلنا المشروع العراقي المشترك دليل عمل وخارطة طريق لمستقبل الناس والوطن ’ ما عدى ذلك سنتحمل مسؤولية ان يبقى العراق غارقاً في مستنقع التحاصص والتوافقات والمشاركات والفساد الشامل لديموقراطية الغالب .
02 / 05 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
- امرأة في حدث وقصيدة ...
- المالكي : على لوحة الأشاعات ...
- السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
- العراق بين الأمس واليوم ...
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...
- ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
- دروس من مظاهرات الغضب ...
- الغضب في الأتجاه المعاكس ...
- وزراء بدون ( وايرات )
- دار السيد ليست ( مامونه ... )
- نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...
- المرأة في الزمن الذكوري ...
- معارضون من ذلك الزمان ...
- لوعة في عيون سومرية ...


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية الغالب والمغلوب ...