|
قبول التنوع الدينى فى المجتمع المصرى بمبدأ الوحدة فى التنوع والتعدد
باسمة موسى
الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 18:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ارتبطت مصر بالحرية ومعانيها النبيلة فقد شهدت حضارات ودول وهى تنهض على ارضها ثم زالت كلها وبقيت مصر . وقد وزرعت هذه الاحداث التاريخية محبة الحرية فى قلوب المصريين وانه من لزوم الاصالة فى الفكر والمعتقد احترام الانسان وحقوقه . وقد صدق احمد شوقى امير الشعراء حين قال فى سينيته الكبرى واصفا المصريين: "هم بنو مصر ..لا الجَميل لديهم بمُضاع ولا الصنيع بمنسى " وقال رفاعة الطهطاوى عن مصر: :مصر بلد الشرف والمجد القديم والحديث وكم ورد فى فضلها من ايات ببينات واثار وحديث فكأنها على صورة جنة الخلد, منقوشة فى عرض الارض. بيد الحكمة الالهية التى جمعت محاسن الدنيا فيها . حتى تكاد ان تكون صورتها فى ارجائها ونواحيها بلدة معشوقة السٌكنى رحبة المثوى ." منذ الازل ومصر دولة مدنية لشعب متدين ولا تقبل خلط الدين بالسياسة، أن مصر قدمت على مدى التاريخ نموذجًا رائعًا للوسطية والاعتدال واحتضان جميع الثقافات والحضارات والمذاهب والتيارات الدينية دون تحيز أو تعصب ومازالت تفتح ذراعيها للحوار مع الجميع.فلابد من الانفتاح على العالم والاستفادة من كل منجزات الحضارات الأخرى وإرساء القيم النبيلة فالأقليات جزء لا يتجزأ من المجتمع وأفرادها من صميم أبناء وبنات الأمة، وقد شاركوا بعرقهم وبذلوا دماءهم في سبيل نهضة بلادهم واستقلالها، ولا يقلون في الولاء لأوطانهم عن غيرهم، ولهذا من العسير فهم المبرر للإقلال من شأنهم أو محاولة الانتقاص من حقوقهم على أساس أن معتقداتهم لا تروق أو لا تتفق مع معتقدات أخرى أو فكر ديني آخر. فقد عرف الشرق الأوسط من قديم الزمن التعدد في المدارس الفكرية، والتعدد في الأديان، والتعدد في المعتقدات. وعاشت فيه – ولازالت توجد به – طوائف مختلفة مثل الأشوريين والأرمن والأكراد والتركمان والطوارق والدروز والاسماعيليين والشيعة والسنة والمتصوفين والوهابيين والعلويين والكلدان والأقباط واليهود وغيرهم كثير، فليس قصدي هنا حصر الطوائف المختلفة بقدر محاولتي تقديم مثال على التعدد الطائفي الذي عرفه ومازال يعرفه الشرق الأوسط. وقد أضيف إلى هذه المجموعة الغنية بالتنوع – منذ منتصف القرن التاسع عشر – البهائيون على الرغم من أنهم ينادون بإزالة العوائق التي تُوّلد الخلافات والانقسامات ففى كل شعوب العالم يوجد تنوع دينى وعقائدى مثله مثل التنوع الثقافى والحضارى واللونى واللغوى للشعوب ونرى ان الدول التى تسمح بالعيش المشترك فى امان لكل مواطنيها بكل اختلاافاتهم هى الشعوب الاكثر استقرارا والاكثر تحضرا والاكثر احتراما لحقوق الانسان على ارضها . اننى اؤمن بان وحدة الوطن فى المحافظة على التعدد والتنوع تحت مبدا اننا جميعا اثمار شجرة واحدة اصلها ثابت و فرعها فى السماء . فالله سبحانه وتعالى هو الذى خلق هذا التعدد والتنوع وهو الذى يرعاه بمحبته للبشر . وأن مهمة عالم الدين هى الدعوة إلى الأخلاق والفضائل التى جاءت بها الأديان لضمان أمن واستقرار المجتمع. فلقد باغ المجتمع الانسانى مرحلة من مراحل تطوره اصبحت فيها وحدة الجنس البشرى امرا لا مفر منه واذا لم يتم تقدير هذه الحقيقة حق تقديرها لن يكون من الممكن ادراك معنى الازمة الراهنة فى ميدان الشئون الانسانية.1 كانت مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر بالنسبة للبهائيين مستقرا ومقاما بكل حرية رغم انها كانت خاضعة للحكم العثمانى ولكن لان مصر لها شخصيتها وضميرها اليقظ كان يحتضن الجميع. ورغم ان البهائيين مرت عليهم موجات ظلم واضطهاد فى فترات متعاقبة واعمال شغب وحرق بيوت الا ان الكثير من المصريين ادانوا هذه الافعال التى تتنافى والقيم التى جبلوا عليها. بداية اضطهاد البهائيين من منتصف القرن العشرين من القنصل الايرانى بمصر الذى وشى الى خديوى مصر متهما البهائيين بالكفر واثارة الاضطرابات فى البلاد. ولكن لان الدستور المصرى يؤٌمن للانسان حقوقه ويحميها فقد شهد القضاء المصرى انصافا للبهائيين فى العديد من القضايا نورد منها: - فى عام 1925 جائت حيثيات حكم محكمة ببا الشرعية فى قضية رفعت ضد بعض البهائيين بكوم الصعايدة بعد دراسة دقيقة للكتب البهائية المقدسة والتى اجراها القضاة انذاك افضت بهم الى نتيجة صحيحة وهى" ان البهائية دين جديد قائم بذاته وله عقائد واصول واحكام خاصة به ". ونال هذا الحكم انذاك موافقة اعلى السلطات الدينية فى مصر على اثره استجاب مفتى الديار المصرية عام 1939 لطلب وزير العدل لدفن موتى البهائيين فى مدافن خاصة بعض اعتراض بعض الاهالى . 1943- : تم تسجيل المحفل المركزى للبهائيين بمصر رسميا واصبح يتمتع بالشخصية الاعتبارية القانونية ومكنة ذلك من القيام بوظائفه طبقا لما نصت عليه الاجراءات البهائية فكان له الحق فى تملك عقارات مثل المحفل البهائى بالعباسية ومدافن خاصة للبهائيين. - عام 1948 كان اول شهيد فى حرب 48 بهائى . - كتب العديد عن البهائية فى الجرائد المصرية مثل الاهرام,البلاغ ,المؤيد ,المصور واللطائف المصورة وغيرهم. - 1950 نظم المحفل المركزى للبهائى احتفال ضخم فى مناسبة دينية حضره عديد من الصحفيين مثل كمال الملاخ ومحمد حسنين هيكل واحمد زين من الاهرام و سعد مكاوى من جريدة المصرى ومصطفى غيث ومحمد عبد المنعم وغيرهم وبعض سفراء الدول وممثل عن الحكومة .وكتبت الجرائد عن الحدث. ** ثم صدر قرار رئيس الجمهورية بغلق المحافل البهائية 263 لسنة 1960 وتصاعدت الاتهامات ضد البهائيين واخطرها التامر على الدولة وربط البهائية بالصهيونية وتم القبض على البهائيين 6 مرات انتهت كلها بالبراءة من هذه التهم خاصة بعد ان ثبت للمحكمة ان البهائيون ممنوعون من التدخل فى الشئون الحزبية والسياسية. بل ومامورون باطاعة قوانين الدولة والاخلاص لها. اما عن وجود المراقد المقدسة للبهائيين فى حيفا وعكا لم تاتى باختيار البهائيين بل بامر من السلطات العثمانية والايرانية فقد ذهب اليها حضرة بهاء الله مسجونا ومنفيا وصورة فرمان السلطان العثمانى عبد العزيز بنفيه اليها موجودة فى كتاب اخبار العالم البهائى ص 50 عام 1976. ومؤخرا 2004 كانت قضية الاوراق الثبوتية والتى نشط فيها البهائيون لاثبات حقوقهم قانونيا وباسلوب سلمى متجملين بالصبر الى ان حصلوا على حكم بوضع (--) فى خانة الديانة فى 16 مارس 2009, ووقف بجسارة مدافعا عن حقوق المواطنة للبهائيين المجلس القومى لحقوق الانسان على راسة د بطرس غالى الامين العام السابق للامم المتحدة والسفير مخلص قطب ود احمد كمالابو المجد ود فؤاد رياض ود منى ذو الفقار ود جورجيت قلينى وغيرهم الكثيرون . كذلك العديد من منظمات حقوق الانسان والمدونين والمواقع الالكترونية والحركات الاجتماعية والعديد من شباب نشطاء حقوق الانسان ومنهم من اصبح من شباب ثورة 25 يناير2011. نماذج بهائية: حضرة عبد البهاء:الذى عرف بعباس افندى او سفير الانسانية ونعته بعض مفكرى الغرب بانه واحد من اعظم علماء الدين فى العالم.و هو مركز العهد والميثاق للدين البهائى . - كان اول شرقى حمل الى الغرب رسالة الوحدة والاتحاد بين شعوب العالم ورسالة السلام والتآخى بين الاديان تضم المجتمع الانسانى كله وقابل رجال الدين ونواب البرلمانات و اساتذة جامعات ومحررى الصحف والمجلات من عام 1910 : 1913. - ولم يجد حرجاً في ان يبلغ رسالة كل من حضرة المسيح له المجد والنبي محمد عليه الصلاة والسلام في معابد اليهود ويبلغ رسالة النبي محمد في كنائس المسيحيين ويبلغ رسالة الدين في محافل الملحدين، إذ أدرك عباس أفندي ان اتحاد الشرق والغرب في نظره هو المدخل الى عالم جديد يسوده العدل والاتحاد والسلام.
- اشارت جريدة الأهرام الى خطاب القاه عباس افندى فى سويسرا - «تونون» في عدد يوم 9 سبتمبر/أيلول 1911بعد أن قدمت له باختصار فقالت: «بعد أن أقام حضرة الحبر عباس افندي زعيم البهائية مدة غير قصيرة في القطر المصري، وكتب عنه مراسلونا الشيء غير اليسير، سافر إلى أوربا فقابلته صحفها بالفصول الطويلة وتوافد عليه الناس جماعات جماعات، وزاره العلماء ليعرفوا من هو. وقد تلقينا اليوم مع البريد الأوروپي رسالة من أحد كبار المستشرقين من تونون ننشرها بحروفها ليقف الرأي العام الشرقي على حال هذا الزعيم:ونص الحديث:». «" أيها الحاضرون إلى متى هذا الهجوع والسُّبات, وإلى متى هذه الغفلة والشّقاء، وإلى متى هذا الظّلم والاعتساف، وإلى متى هذا البغض والاختلاف، وإلى متى الحميّة الجاهليّة، وإلى متى التّمسك بالأوهام الواهية، وإلى متى النّزاع والجدال، وإلى متى الكفاح والنّزال، وإلى متى التّعصب الجنسيّ، وإلى متى التّعصب الوطنيّ، وإلى متى التّعصب السّياسيّ، وإلى متى التّعصب المذهبيّ (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه) ، هل ختم اللّه على القلوب أم غشت الأبصار غشاوة الاعتساف أو لم تنتبه النّفوس إلى أن اللّه قد فاضت فيوضاته على العموم، خلق الخلق بقدرته، ورزق الكلّ برحمته، وربّى الكلّ بربوبيّته، (ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور).. فلنتّبع الرّبّ الجليل في حسن السّياسة وحسن المعاملة والفضل والجود، ولنترك الجور والطّغيان، ولنلتئم التئام ذوي القربى بالعدل والإحسان، ولنمتزج امتزاج الماء والرّاح، ولنتّحد اتّحاد الأرواح، ولا نكاد نؤسّس سياسة أعظم من سياسة اللّه، ولا نقدر أن نجد شيئاً يوافق عالم الإنسان أعظم من فيوضات اللّه، ولكم أسوة حسنة في الرّبّ الجليل، فلا تبدّلوا نعمة اللّه وهي الألفة التّامّة في هذا السّبيل. عليكم يا عباد اللّه بترك الاختلاف وتأسيس الائتلاف، والحبّ والإنصاف، والعدل وعدم الاعتساف. ان الأمم الشرقية والغربية جميعها دائنة ومدينة في تراث الحضارة الإنسانية وانه ما من أمة لها تاريخ مجيد إلا وقد أعطت كما اخذت من ذلك، وان العالم يتجه اليوم أكثر فأكثر الى ان يكون موحد الحضارة، متعدد الثقافات. فبالأمس كانت هناك حضارات، فيما اليوم لم يعد ثمة وجود إلا لحضارة واحدة هي الحضارة العالمية. الاستاذ حسين بيكار - استاذ الجامعة والصحفى المعروف - كانت اسهامته الصحفية والفنية فى حب مصر وتنميتها وكان يعزز ذلك فى كتباته الدائمة عن الوحدة فى التنوع والتعدد. - تبرعه بقيمة اعلى جائزة فى الدولة الى معهد سرطان الاطفال.و تبرعه بمكتبته كاملة الى مكتبة الاسكندرية. - نقله رسما لمعابد ابو سمبل فى 80 لوحة والاف الاسكتشات على مدار 3 سنوات :نقل بقلبه وروحه كل شيىء عن بلاد النوبة ومعابد ابى سمبل اثناء نقلها الى الجنوب بعد ان غمرتها مياه السد العالى . فقد كلفه وزير الثقافة فى ذلك الوقت الدكتور ثروت عكاشة بعمل توثيق لهذه المعابد وللحياة فى النوبة واستغل بيكار فنه الراقى وخطوطه الرشيقة لينقل لنا الحضارة الفرعونية , سجل معبد أبى سمبل اثناء انقاذه وتفوق فى رسومه بدرجة كبيرة وقد استغلهم فيلما تسجيليا كنديا باسم “العجيبة الثامنة ” الذى حكى قصة بناء هذا الاثر الفريد معبد ابو سمبل فى النوبة ايام الملك رمسيس الثانى من خلال ماخطته انامل بيكار الشديدة الحساسية للالوان والظلال بكل جد لراهب الفن الجميل. . - أصدرت دار المعارف مجلة الأطفال الشهيرة ” سندباد” و التي رأس تحريرها الأديب الكبير الراحل محمد سعيد العريان، كان الفنان بيكار هو الوحيد الذي كان يرسم غلافها، وشخصيات موضوعاتها وقصصها ـ - رسم بيكار غلاف ورسومات كتاب «الأيام» التى جذبت المصريين للكتاب. - اخر ماخطت يد بيكار هذا الزجل عن مصر قبل عام 2000 وكانه كان يحلم لمصر بعنوان " موال ربيعى "” فتحت شباك الأمل على ارض سمرة معجونة بدم الشهيد ولمحت شمس الأصيل مسجونة جوه قفص من سلك وحديد وفجأة بصيت لفوق لقيت أسراب الحمام مليا القريب والبعيد وفرحانة بالوشوش اللي بتبنيها وكأنه مهرجـــان أو عيد قلت سبحــــانك يارب قادر تــبدل العتيـــــق بالجديد وتصبح مصر عروسه زمانها شباب من غير تجاعيد - من مشاهير البهائيين الملكة مارى ملكة رومانيا فى ثلاثينيات القرن الماضى وحاكم جزيرة ساموا بالمحيط الهادى والممثل الانجليزى الكوميدى المخضرم ايريل كاميرون والحاصل على جوائز ملكية وغيرهم حول العالم العديد من فنانين وكتاب ورياضيين واساتذة جامعات.2 ____________________________________________________ والان فى مصر وعند هذا المنعطف الدقيق فى بلادنا ، نجد أنفسنا إذاً أمام سؤال هام وخطير3: ماذا نسعى إلى تحقيقه في هذه الفرصة التي سنحت وحصلنا عليها؟ ثم ما هي الخيارات المطروحة أمامنا؟ فهناك العديد من نماذج العيش المشترك معروضة أمامنا تدافع عنها وتناصرها جماعات من الناس مختلفة ولها اهتماماتها الخاصة. فالسؤال هنا: هل لنا أن 1.نتّجه نحو إقامة مجتمع فرداني ومجزأ، حيث يشعر الكل فيه بأنهم أحرار في السعي في سبيل مصالحهم حتى ولو كان ذلك على حساب الصالح العام؟ 2 2.هل سوف تستهوينا المغريات المادية الدنيوية وعنصرها الجاذب المؤثر والمتمثلة في النظام الاستهلاكي؟ 3. هل سوف نختار نظامًا يتغذى على العصبية الدينية؟ 4. وهل نحن على استعداد للسماح بقيام نخبة تحكمنا متناسية طموحاتنا الجماعية، لا بل وتسعى الى استغلال رغبتنا في التغيير واستبدالها بشيء آخر؟ 5. أم هل سنسمح لمسيرة التغيير بأن تفقد زخمها وقوة اندفاعها فتتلاشى في خضم النزاعات الفئوية الصاخبة وتنهار تحت وطأة الجمود الإداري للمؤسسات القائمة وفقدانها القوة على المضي والاستمرار؟ إنّ العالم، توّاق إلى العثور على نموذج ناجح بالاجماع لمجتمع جديرٌ محاكاته. ولذا لعله يكون من الأجدر بنا، في حال أثبت البحث عدم وجود نموذج قائم مُرْضٍ، أن نفكر في رسم نهج لمسار مختلف ونبرهن للشعوب بأن من الممكن فعلاً اعتماد نهج تقدمي حقيقي لتنظيم المجتمع. إنّ مكانة مصر الرفيعة في المنظومة الدولية - بما لها من تراث فكري، وتاريخ عريق وموقع جغرافي - يعني كل هذا بأن مصر إذا ما أقدمت على اختيار نموذج متنور لبناء مجتمعها، فلسوف تؤثر على مسار النمو والتطور الإنساني في المنطقة كلّها بل وعلى العالم بأسره. ففي مرحلة صياغة الأفكار حولها قد يكون من السهل نسبيًا أن يتم الاتفاق على عدد من المبادئ التوجيهية. فالتحدي الماثل أمامنا إذًا هو في بدء عمليةٍ من الحوار والتشاور حول المبادئ التي سوف ترشدنا إلى إعادة بناء مجتمعنا وهي مهمة تحتاج إلى جهد ومثابرة. إنّ صياغة مجموعةٍ متجانسةٍ من المبادئ - من بين المفاهيم والتصورات المتباينة - لتنطوي على القوة الخلاّقة لتوحيد شعبنا لن تكون إنجازًا متواضعًا. وعلى كل حال، فإنّ بإمكاننا أن نكون واثقين بأنّ كلّ جهدٍ صادقٍ يُبذل لخدمة هذا الغرض سيُكافأ بسخاءٍ عن طريق إطلاق مقدارٍ جديد من تلك الطاقات البنّاءة النابعة من أنفسنا والتي يعتمد عليها مستقبلنا. يقدم المصريون البهائيون بعض النماذج لهذه المبادئ وتتضمن:3 * وحدة العالم الانساني: سمة أي مجتمع ناضح هو الاعتراف بأننا "خلقنا جميعًا من عنصر واحد وبيد خالق واحد هو الله عزّ وجلّ. ولذا فإن ادّعاء فرد واحد أو قبيلة أو أمّة بالتعالي والتفوق على الغير ادّعاء باطل ليس له ما يبرره". وهذا المبدأ البعيد كل البعد عن كونه " تعبيرًا مبهمًا عن أملٍ زائفٍ هو الذي يحدد طبيعة تلك العلاقات التي يجب أن تربط بين كل الدول والأمم وتشدها كأعضاء أسرة إنسانية واحدة". ان قبول هذا المبدأ يدعوا الى "إعادة النظر بدقة متفحصة في كل مواقفنا مع الآخرين وقيمنا وعلاقتنا معهم. فالهدف في نهاية الأمر هو إحياء الضمير الإنساني وتغييره". وقد كان نموذج التحرير اثناء الثورة وحده يمثل وحدة فى التنوع والتعدد. * المساواة بين الرجل والمرأة: "فالإنسانية، مثلها مثل الطائر الذي لا يستطيع التحليق إذا كان أحد جناحيه أضعف من الآخر، فستظل قدرتها على السمو الى أعالي الاهداف المبتغاة معاقة جدًا ما دامت المرأة محرومة من الفرص المتاحة للرجل". المشاركة الكاملة للمرأة في شؤون بلادنا، وامتداد سلوك المساواة ليطال البيت ومكان العمل وكل حيز اجتماعي "سيقود بحدّ ذاته إلى إدخال اصلاحات وتحسينات في كل مجال من مجالات الحياة المصرية الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية". * التعليم: الذي وجد "ليمكّن الرجال والنساء من كل الخلفيات الاجتماعية، من تحقيق كامل طاقاتهم وامكاناتهم الفطرية والمساهمة في رقي المجتمع وتقدّمه". لابد أن يقدم التعليم "إعدادٍ وافٍ للفرد حتى يشارك في الحياة الاقتصادية للبلاد". ولابد أيضا "أن يخلق بُعداً اخلاقياً متيناً". ويجب أن يكون التعليم "في متناول الجميع بصورة شاملة دون أي تمييز قائم على الجنس أو العرق أو الإمكانات المادية" ليصبح "أداة فاعلة لحماية أجيال المستقبل من آفة الفساد الخبيثة والتي ابتلينا بها وأصبحت واضحة المعالم في مصرنا اليوم". * العلم والدين: يمكن للبشرية الاعتماد على هذين المصدرين التوأمين للبصيرة في سعيها لتحقيق التقدم والرقي. "ويتمتع المجتمع المصري ككلّ بنعمةٍ تتمثّل بأنه لا يفترض التعارض والتناقض بين العلم والدين". بل يعي المصريون انه "بالإمكان تشرّب الأفراد بالروحانية الصادقة بينما يجدّون بنشاط في سبيل التقدم المادي لشعبهم". * الشباب: الأمة المصرية باركها الله "بأعدادٍ غفيرةٍ من الشباب" طموحاته السامية وتطلعاته العالية "تمثّل ائتمانًا لا يملك المجتمع ككلّ - وحتى الدولة في الواقع - تجاهله اقتصادياً أو معنويًا". لابد من تعزيز الظروف "بحيث تتضاعف فرص العمل بشكلٍ جاد ويتم تسخير المواهب، وتصبح امكانية التقدم على أساسٍ من الاستحقاق والجدارة لا التميّز والمحسوبية". * العدالة: "معظم الاستياء الذي عبّر عنه الشباب الراشدون في الأسابيع الماضية نابع من وعي حاد بأنهم يفتقرون إلى تساوي الفرص". إن التناقض المفرط بين الغناء والفقر "سيؤدي الى استفحال التوترات الاجتماعية القائمة ويثير الاضطرابات".
اقتراحات:
- نحن بحاجة الى خلق ثقافة من الإحترام وتبادل المعرفة واعلام حر يبحث عن الحقيقة 4 - تعزز ثقافة السلام المبني على احترام حقوق الإنسان والتنوع الديني. و ادراك أن المجتمع السلمي يقوى بتنوع ثقافات أعضائه وأنه يتطور من خلال البحث الحر والمستقل لأفراده عن الحقيقة، وأنه ينتظم من خلال حكم القانون الذي يحمي حقوق كافة المواطنين. - تغيير المناهج الدراسية بما يضمن عدم الطعن فى عاقئد كل المصريين. .- تسليم كل طالب اجندة سنوية تحتوى على كل المناسبات التى تحتفل بها مصر والقومية والعاقائدية لكل العقائد بها ويذكر نبذة لكل عيد او مناسبة حتى يتعرف الطفل على كل هذه المناسبات5 . - فتح جميع دور العبادة ليزورها طلاب المدارس فى رحلات مدرسية للتعرف عليها . المراجع:
1- الجامعة البهائية العالمية http://bic.org/statements-and-reports/bic-statements/64562862762f63162762a-64464462d648627631 . http://news.bahai.org.uk/index.php/2009/06/02/actor-earl-receives-cbe/2. http://basmagm.wordpress.com/2009/01/07/%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AC%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%85-%D9%85%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%89-%D9%85%D8%AE%D8%B6%D8%B1%D9%85earl-cameron/ 3. رسالة من المصريين البهائيين الى شعب مصر الكريم - د باسمة موسى الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=253144 4. الاعلام الحر – دباسمة موسى – الحوار المتمدن : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=237844 5. التعليم والتربية على نبذ التعصب - د باسمة موسى – الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=254254
#باسمة_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب عباس افندى ( عبد البهاء )
-
عيد الرضوان اعظم الاعياد البهائية
-
اعادة افتتاح مليكة الكرمل
-
التعليم والتربية على نبذ التعصب
-
عيد بعثة حضرة الباب 5 جمادى الاول
-
رسالة من البهائيين المصريين الى إخوتنا وأخواتنا المصريين
-
ساعة الارض - تجربة مثيرة
-
عيد النيروز
-
الفراشات يٌحلقن الى العلا فى يوم المراة العالمى
-
الصوم فى الدين البهائى
-
التقويم البهائى والنتيجة البهائية
-
اطالب بوزارة لحقوق الانسان بمصر
-
ايام الهاء- عيد البهائيين
-
احترام التنوع الدينى للشعوب
-
مصر قلب العالم
-
سلام على ربى مصر
-
رسالة الى قادة الاديان فى العالم (2)
-
رسالة الى قادة الاديان فى العالم ( 3)
-
رسالة الى قادة الاديان فى العالم (1)
-
جائزة منظمة المؤتمر الاسلامى الامريكى
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|