علي سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 07:58
المحور:
الادب والفن
الى الشاعرة هند مغربي التي دلتني على العنوان
علي سالم
جئت من زمني المنتهي
قبل عامين
أو أزلين
على صوت بائعة
بسوق الكلام
تجلس في حانوتها الليلي
تبيع كلاماً
وتهدي قلوباً من مطاط
حمراء
أو صفراء
أو سوداء
تنمو في الليل فوق وجهها المائي
فيقطفها العابرون
إذ يأسرهم ذاك الذي آسرني
الوجه الذي ظننته حقلاً أحرثه
أزرع فيه مايسقط من ثقوب العمر سهواً
ظنتته للخيول فضاءا
أطارد فيه على صهواتها
نقطة للضياع
أمسك بشعرها
لأوقف نزيفها اللامجدي
آسرني الطين في ضحكة الوجه
فتركت في لجة صوته المائي
قاربي المثقوب
يغرق
حاولت على وقع الحلم
أن أرسم وجهي
بالأبيض والأسود
لكني كمن وقف قبلي في الطابور
وجدت نفسي بين أصابع العرافة
تكتنبني على جدران حانوتها
جنب آهات من وقفوا قبلي في الطابور
جنب من منحوا أرقامهم قبلي في الطابور
جنب من توهموا قبلي في الطابور
الجثة صوت معتم
تزين جدرانها
بالكلمات
بالأبيض والأسود
وكل الألوان
كلمات تُرسم
كلمات تُكتب ، كلمات تُقال
وأخرى لاتُقال
بعد لحظتين
أو عامين
في محاولة للتعقل
فتشت قلبي
لم أجد غير حروف لزجة
تنثال فوق بعضها البعض
وتشوة وجه الكلمات
احلام ، سيارات ، مطاعم ، قصص وكلمات
يسمعها من في السوق
فتضيع معانيه
في قيح اللزوجة التي يدلقها الثقب
اللزوجة التي تحيل اللغة الى صخور تنوء بها البراءة
قلت لنفسي لابأس لأني
سأنجو من صوت العرافة
بك وحدك
علي سالم
مالمو – السويد
#علي_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟