أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - رد قصير..على رسالة قصيرة














المزيد.....

رد قصير..على رسالة قصيرة


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب لي أحد السوريين من معارفي الأيميلية متسائلا عن سبب صمتي طيلة هذه الأيام الأربعة, إن كنت باستراحة عيد الفصح لدى المسيحيين أم لا. علما أن هذا المراسل يجهل كليا مذهب مولدي, رغم علمه براديكاليتي العلمانية.. فكان جوابي :
****************
يا صديقي
لم أحتفل بعيد الفصح. ولن أحتفل بأي عيد آخر. مهما كان لونه وسببه. طالما تسيل الدماء وتتابع الحريات مواتها في بلد مولدي..ســوريـا!!!
وهل يستطيع أي سوري في العالم اليوم, مهما كان تفكيره وتحليله واتجاهاته الفكرية والمعتقدية والمذهبية أن يحتفل بعيد أو مولد أو عيد ميلاد, أو أية مناسبة أو ذكرى, طالما أن هذا البلد الذي ولدنا فيه يتمزق ويتفجر ويختنق ويغيب عنه كل شــيء. طالما أن سوريا غارقة في عتمة نجهل ما يحصل فيها من غياب لكل عقل ومنطق. طالما أن العسكري السوري يطلق الرصاص القاتل على الإنسان السوري الذي يطالب بأبسط شيء في الدنيا : الــحــريــة. هذه الحرية التي حرم منها منذ يوم مولده, وحشرتها السلطة الأبدية الدائمة في حــفــر من الممنوعات وردمتها إلى آخر حياته. الفكر ممنوع. والصراحة قاتلة, والكلمة الحرة فقدت حتى من أبسط حديث عن أسعار الرز والطحين والسكر.
يا صديقي لن أحتفل بأي فصح ولا بأي رمضان أو عرس أو مولد. طالما أن العسكر أطفأوا أنوار المدينة.. وطالما الشبيحة تجمعات غربان مخيفة نهيمن على المدينة مروعة كفيلم (هيتشكوك) العصافير!!!...
إني أعلن الحداد..ما لم تستنشق مدينتي من جديد ورود الأمل بأولى بوادر الحرية...
أعرف أن حدادي سوف يطول ويطول..لأن الدم القبلي ينادي الدم القبلي, ومزيدا من العادات العشائرية والقبلية والنزعات الطائفية التي لا تؤدي سوى إلى مزيد من طرقات مسدودة أمام حلول الأمل. لذا إنني أناشد من تبقى ممن يحبون هذا البلد ويحبون أمنه وسلامه وسلامة مستقبله, أن يـحـمـوه من كل خراب مدروس, لتصحير المنطقة بكاملها وتحويلها إلى باندوستانات متخلفة, لا تنتج سوى الكراهية والتعصب الطائفي والإثني وكل ما اخترع الإنـسـان الجاهل المتخلف من عصبيات حروبية.
يا صديقي.. أعرف إن نشرت رسالتي هذه إليك, سوف تردني كالعادة, الانتقادات والغمزات..ولماذا ولماذا؟ ولماذا لا أدين ولا أشتم ولا أصرخ ضد هذا وذاك..آه لو عندي القدرة الكافية اليوم ـ غير كتابتي ـ لنزلت إلى كل الشوارع في كل المدن الهائجة الثائرة حتى أصرخ مع شبابها وثوارها وكل من له أي مطلب, حتى أشـاركهم ما يرغبون, وخاصة حتى أقول لهم لا تحولوا ثورتكم الحقيقية العادلة إلى هتافات غيبية أو مذهبية أو طائفية. لأن الحرية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية, والتي لم تعرفوها ولم تتذوقوها ولم تتعلموا أبسط مبادئها, لا تأتي من أي مذهب أو معتقد طائفي. إنما تولد من الفكر الإنساني والمشاعر والمطالب الإنسانية الدنيوية.. وتـربـيـة وثـقـافـة!!!...
وأنت يا صديقي المتسائل.. أخيرا.. هل عرفت أسباب غيابي طيلة هذه الأيام الأربعة؟...
ولك مني تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعة العظيمة (الحزينة).. وقناصة الشر
- رد..تصريح..توضيح.. وأمل
- إدانة.. وأمل...
- رسالة شخصية إلى الشيخ القرضاوي
- رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد
- المشعوذون.. القذافي.. والناتو...
- مسطرة من (الجب) الذي أخشاه!...
- رسالة قصيرة إلى أصدقائي.. وغيرهم
- لا أريد الاختيار بين الدب والجب
- آخر رسالة إلى نساء ورجال الإعلام السوري
- خواطر سورية
- عودة إلى التلفزيون السوري
- وعن التلفزيون السوري اليوم
- سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك
- يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي
- يحيا الشعب
- حلم إفلاطوني معقول..هديتي للشباب
- محاكمة الأنتليجنسيا العربية...


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - رد قصير..على رسالة قصيرة