أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد














المزيد.....

مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 01:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايعدم الفاسدون في حكومتنا ودوائرها روح الدعابة السوداء التي تتفق مع الارهابيين في عهد غير مكتوب على ايقاع اكبر الخسائر بالعراقيين وإيلامهم اقصى مايمكن, وجعلهم مرضى عقل وجسم.

فقد كان ارهابيو القاعدة والميليشيات الطائفية ينصبون تكيات اللهو ايام الاقتتال الطائفي باختطاف احد المواطنين المستطرقين والبدأ باستجوابه للاعتراف بأنتماءه الطائفي. وبعد تعذيبه الوحشي واضطراره لتغيير انتماءه الطائفي, حسب هواهم, للتخلص من آلام التعذيب, يجدون ان اطلاق سراحه اصبح بدون معنى لما آل اليه حاله, فيوعزون لجلاديهم : ان خلّصوه " خطية " واحسبوه شهيداً.

مافيا الفساد عندنا تفعل الشيْ ذاته ولكن بشكل آخر... فهي متميزة حتى في وقاحتها, فسرقاتها وتزويراتها واضحة وضوح الشمس, لاتحتاج لفرق رقابية او بحث جنائية لكشفها ولا يهمها اصلا دفع التهمة عن اعضاءها. فابطالها فرسان المحاصصة المتسلطون من وزراء وبرلمانيين وقادة احزاب تحميهم حصانة شراكة النهب.

ومن مقالب الفاسدين البالغة الغرابة التي ظننا , عند سماعنا بها لأول وهلة, اننا ضحايا برنامج " الكاميرا الخفية " لا عمليات سلب حقيقية, استيرادهم لعب اطفال او مايشابهها بدلا من معدات واجهزة ضرورية تحتاجها عملية البناء, والتي تجعل المرء يقع في نوبة قهقهة هستيرية حد الانكفاء على قفاه غضبا وكمدا على ما وصل اليه الوضع من تحكم هذه المافيات التي عاثت بالبلاد فسادا بصلافتها في سرقة اموال العراقيين والاستهتار بحياواتهم. فمن بيع اراضي الدولة لمتنفذين حزبيين في السلطة بسعر التراب, في حين يعيش المواطن في صرائف وبيوت التنك والعشوائيات ثم اغداق الهبات والامتيازات على انفسهم في سباق مع الزمن للاثراء السريع الى الصفقات المليونية للشاي والرز والطحين والحليب الفاسد لتسميم المواطنين.

لقد ادى تكرار فضائح استيراد لعب اطفال بدل اجهزة ومعدات ضرورية ان نتصور ان وزراء وخبراء حكومتنا تركبهم عقدة حرمان طفولي. فقد تبين ان جهاز كشف المتفجرات ADE 651الذي اشترته وزارة الداخلية, لاهو بجهاز ولاهم يحزنون. فهذه ( اللعبة ) لاتعمل باي مصدر للطاقة مثل البطارية او شاحنة كهربائية حسب ماجاء في توصيف الشركة البريطانية المنتجة لميّزات الجهاز ( المعلومات مستقاة من مقال للمهندس عباس الخزعلي على موقع المنتدى العراقي الالكتروني ) كما انه لايحتوي على اية الكترونيات او دوائر كهربائية او محرك بل هو عبارة عن عتلتين مركبتين بطريقة تمكنها من الدوران ذاتيا مع كل حركة ميكانيكية. وبالتالي فان الجهاز لايحتاج حتى لزر تشغيل.
ورغم ان الشركة المنتجة تدعي بان الجهاز يعمل بالموجات الكهرومغناطيسية لكشف المتفجرات لكن الجهاز يشير الى اي سيارة تحمل عطورا... وكما هو معلوم فان الرائحة هي عبارة عن انبعاث كيمياوي وليس كهرومغناطيسي.

المحاكم البريطانية لم تعتبر الجريمة , جريمة غش وانما جريمة شروع بالقتل, لأنها اعطت شعورا زائفا بالأمن. فهي بيعت لتكشف اسلحة القتل ولكنها غشت.
التحقيقات عندنا حول صفقة جهاز كشف المتفجرات والتي بلغت اربعة وخمسون مليون دينار, طالت مسؤولين في وزارة التجارة ومحافظة بغداد اضافة الى الوزارتين المعنيتين اساسا بالامر, وزارتي الداخلية والدفاع. ولحد الآن ما من خبر. فقد ضاعت حقوقنا " بين القبائل " .
ان جريمة هؤلاء لاتكمن فقط في اهدار المال العام بل ايضا في مسؤوليتهم عن كم الجرائم التي ارتكبت بحق مواطنينا بسبب استيراد ( لعبة الاطفال ) بدل جهاز كشف متفجرات يمنع سقوط ضحايا.

واما فضيحة الفساد الاخرى والتي تؤكد شغف مسؤولي الحكومة بلعب الاطفال هو استيراد وزارة الكهرباء رافعات شوكية متخصصة من شركة ATSC البريطانية, فاستلمت شحنة من لعب الاطفال على شكل رافعات شوكية بقيمة اربعة ملايين ونصف دولار. وزير الكهرباء السابق كريم وحيد اوقف الشحنة بعد كشف محتواها لكن ضغوط من جهات عليا دفعته لتمريرها.

تقع على الجهات القضائية مسؤولية استدعاء الوزير السابق واجباره على الافصاح عن الجهات التي كانت وراء تمريره لهذه السرقة لمقاضاتها او تحميله تبعات الجريمة. كما ان على المرجعيات الدينية الكف عن حماية الفاسدين واحزابهم.
ان الفساد المستشري في اجهزة الدولة ومفاصلها والذي تقوده مافيا الاحزاب الحاكمة هي الوليد المسخ لنظام المحاصصة الطائفية - القومية, والذي لايمكن الحد منه ثم خنقه مالم يجري التخلي عن نظام النهب والاجرام هذا , والذي بان فشله منذ لحظة اعلانه وبعدما قاد البلاد الى الهاوية ثم انصاف ابناء شعبنا بمعاقبة المجرمين الذين سرقوا واهدروا ثرواته.

فقد اصبحت بلادنا بوجودهم, كما غنى طيب الذكر الشيخ امام : غابة كلابها ديابة, نازلين بالناس هممم ...



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة تبحث عن هيبة !!!
- قنابل طائفية موقوتة !!!
- الاغتيال لغرض الاقناع... كاتم الصوت - الحجة
- ضربني بوشو ( بوجهه ) على ايدي !
- الى اين اخذتم بنت بنغازي ايمان العبيدي؟
- عطالة برلمانية... تعددت الاسباب والخاسر واحد
- اجراء (تضامني) مفاجيْ يدعو للريبة !
- مصير الجامعة العربية بين سابقة ليبيا والمأزق البحريني
- امرأة... ليست ككل نساء ورجال التيار الصدري
- 100 يوم للاصلاح + 42 وزير + كامل زيدي كثر + 40 مليار دولار ض ...
- 100يوم للاصلاح +42 وزير + كامل زيدي كثر +40 مليار ضائعة = ثو ...
- يعجبني الحزب الشيوعي... والعياذ بالله !
- بعد ان شتم المالكي العراقيين... يعتذر للبعثيين
- لاتنادوا باسقاط الفاسدين... البعث يتربص !
- أفول نجم المالكي ونهاية حقبته
- المواقف من انتفاضة 25 فبراير وتهاوي احجار الدومينو
- هل يعتذر المالكي لشعبنا عن كذبته الصلعاء ؟
- ما المغزى من تثبيطهم للعزائم ؟
- فشل جديد في قائمتهم الحافلة... فشل اجتثاث البعث
- مجازر معمر القذافي وجامعة الدول المستبدة


المزيد.....




- ترامب يريد إرسال المجرمين الأمريكيين إلى سجن السلفادور سيئ ا ...
- مبعوث ترامب بعد لقائه بوتين: نوشك على التوصل لأمر مهم جدا لل ...
- إذاعة -يوم القيامة- تبث 4 رسائل غامضة في يوم واحد
- محاكمة تاريخية لمكافحة الاحتكار قد تُجبر زوكربيرغ على بيع إن ...
- لماذا لا يتحرك الاتحاد الأوروبي ضد القمع المتصاعد في تركيا؟ ...
- بصاروخ -إسكندر-.. استهداف ضباط أوكرانيين وغربيين في سومي
- العثور على جزء من فك إنسان -دينيسوف- القديم قبالة سواحل تايو ...
- أول ولاية أمريكية تنفذ قرار ترامب إعادة تسمية -خليج المكسيك- ...
- عون مواصلا زياراته المفاجئة: لا تهاون مع الفاسدين
- مقتل 7 أشخاص في غارات أمريكية على صنعاء والحوثيون يعلنون إسق ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد