أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لادريسي المهدي. - الإبتزاز السياسي















المزيد.....


الإبتزاز السياسي


لادريسي المهدي.

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستقلال القضاء و فصل السلط سيعزز ثقافة المحاسبة و المسؤولية في الإقتصاد و السياسة و الحياة العامة، تدعيم المنهجية الديمقراطية بفرز الوزير الأول من الحزب الفائز في الإنتخابات و تقوية صلاحية الوزير الأول، التنصيص على المجلس الحكومي الذي يرأسه الوزير الأول في الدستور سيجعله موازيا المجلس الوزاري الذي يرأسه الملك.
الجهوية الموسعة ستعطي للأمازيغية الإعتبار اللازم كلغة و ثقافة مغربية و ستساهم في تدعيم موقع المغرب في خطته للحكم الذاتي في الصحراء.االالتفاف على مطالب الشباب سيكون من الأحزاب..إذا على الشباب عوض تضييع الوقت، التوجه مباشرة للتأثير في الصياغة النهائية للدستور عن طريق خلق أحزاب و تنظيمات في الواقع، و تبني خطاب اقتراحي و ناضج و عملي لأن هذه الأحزاب تمارس الإبتزاز السياسي يتصوير الشباب على أنه مشكل، نحن لسنا مشكل للملك و يجب أن نشتغل بواقعية و التحلي بالذكاء.

ان تلك المقاولات السياسية التي يتحكم فيها أصحاب الارواح الميكانيكية عبيد الثروة والسلطة الذين يفتقرون إلى الشعور بالنزعة الانسانية ومتعة التأمل، والفكر والعقل، بل أصبحوا مجرد تماثيل فاقدة للحياة، هكذا يصدق عليهم قول الحكيم زرادشت: إنني أحب من لا غاية لهم في الحياة، الا الزوال، فهم يمرون إلى ما وراء الحياة، فما الذي يجعل هذه الارواح الميكانيكية، تتحكم في صيرورة التاريخ، وتصيبه في كينونته بمرضها؟
سئل أحد الخبراء عن كيف يمكن ضمان استقرار دولة ضمن محيطها الإقليمي؟ فأجاب: لا بد من توافر ثلاثة عناصر جوهرية، وهي الغذاء، الجيش والثقة، فقيل له ما إذا كان ممكنا التضحية بعنصر واحد من هذه الأضلاع الثلاثية، فقال: "الجيش"، وعما إذا كان ممكنا الاكتفاء بعنصر واحد فقط، فأجاب: "بضرورة التضحية" ب"التغذية والاكتفاء بالثقة".. إنه يقصد الثقة في المؤسسات... حكومة، برلمان، قضاء،...........ان مطالب الشباب اعادة الثقة للمؤسسات الممثلة لسلطة الشعب واحترام خياراته، تقوية دعائم دولة الحق والقانون، حكومة قوية، استقلالية القضاء، إعلام عمومي موضوع في خدمة قضايا المواطنين... وبكلمة تحقيق الديمقراطية الحقة لا المجازية السائدة في القاموس السياسي اليوم بالمغرب تحت تعابير: الانفتاح والانتقال والتوافق...جل نقاشات الشباب تتمحور حول قضايا سياسية: دستور ديمقراطي، حكومة انتقالية، إلغاء البرلمان لأنه نتاج انتخابات لا تجسد إرادة الشعب، ، محاربة الفساد والقطع مع سياسات اقتصاد الربع والإفلات من العقاب... فسيفساء من شعارات: الديمقراطية، الحرية والكرامة.أن انشغالات الأحزاب المغربية قد أضحت متجاوزة بالمقارنة مع ما يدع إليه الشارع المغربي. حتى أن بعض الأحزاب والهيئات والمنظمات بمختلف مشاربها حاولت السطو على الأفكار ووجهات نظر الشارع الجديد من حيث المضمون والواقعية وباتت تتحدث بمنطق ليس بمقاسها لكونها وبكل بساطة لم تنسجه بنفسها وبالتالي فإنها لن تعمر به طويلا ذلك أنه من المرتقب أن تحتدم الجدلية بين الأحزاب التقليدية بأفكارها وسلوكياتها وأحزاب شبابية جديدة بطموحاتها أبانت عن قدرتها على ضرورة التفكير في تغيير ما أصبح متجاوزا ومنبوذا خصوصا السلوكيات السلبية والسليبة لمؤهلات وثروات البلاد من طرف الفاعل السياسي المغربي، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، أبانت على قدرتها على التصدي لكل مؤامرة لضمها وامتصاصها، بدعوى تأطيرها، من طرف بعض الأحزاب أو المنظمات التي تيقنت من كونها، من جراء سلوكياتها، لم تعد لديها شعبية ولا قاعدة وتمنت لو يتقبل هذا الفكر الشاب الجديد الإنضمام إليها. واليقين أن هذا النحو سيبقى مجرد تمني. لقد كانت كلمة الشباب رسالة فوجئت بها الأحزاب لكونها كانت تعتقد أنه لن يكون بإمكان ساكني المداشر والدواوير والمناطق النائية أن تتوصل بالرغم من الاكراهات أن تكون نفسها بنفسها إن على المستوى الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي... لتبرز وتقول كلمتها . إنها ملامح ثورة ثقافية بدأت ترسي رحالها في هذا البلد. ومن خصائص هذه الثورة الثقافية كونها لا تطرق الباب لطلب الإذن بالولوج.
ذلك أن السياسيين يعدون من أهل القحة المتجاسرين على كبائر الشرور، لأن العيش من خلال السياسة يحول أصحاب المقاولات إلى البحث عن الثروة والسلطة، ولو كان الأمر على حساب المواطنين الابرياء. ولذلك فان ما يعرفه المغرب من أزمة المجتمع السياسي تمكن قراءته من خلال براديغم فشل مقاولات العائلات السياسية، وقد لا نستغرب إذا وجدنا ان مفهوم السياسة نفسه يستمد عمقه وقدرته على التدبير انطلاقا من المواطن الذي يشكل عماد المجتمع المدني باعتباره منتجا للمجتمع السياسي في الدول الديمقراطية التي تقدس المواطن والوطن، وليس في الدول الاستبدادية، حيث ينعدم المواطن وتكثر الأعشاب الضارة.لكن الشباب لم يطالب بتعديل الدستورفقط، والأحزاب واعية بذلك ومعتقدة أن الشباب لن يفطن لهاته التلاعبات بشعاراته، ذلك أن الشباب طالب بإشراكه في تدبير الشأن العام انطلاقا من مرحلة التفكير والنقاش إلى مرحلة اتخاذ القرار. و إذا كان الأمر غير هذا، فلماذا إذا لم تطالب الأحزاب بتعديل الدستور إلا بعد قيام الشباب باتخاذ المبادرة بنفسه. إن ما يعيشه شباب مغرب اليوم هو من فعل الأحزاب التي عللت مواقفها، بأزلية قديمة تتمثل في وجود موانع تصدها عن تفعيل ما تطمح إليه. وما هي هاته الموانع إن كانت حسب ما تصرح به "حكومات الظل"... ولكن كان عليك أيتها الأحزاب أن تقدمي استقالتك لا أن تمكثي ناعمة ومستفيدة ك"الشبح" من الأجور الخيالية، وما خفي كان أهول، ملتحمة بعضكم على بعض على توزيع ثروات البلاد. أما الشباب فقد اختزلتموه في أبناءكم وأقرباءكم، متنكرين لشباب اليوم والمستقبل.يقول ديكارت: ليضلني متى استطاع ذلك، فهو عاجز عن أن يصيرني لا شيء، ما دمت أعي أني شيء أو هو عاجز أن يثبت يوما أنني لم أكن موجودا قط ما دمت أنا الآن موجودا.
على الشباب أن يتجه للمشاركة بقوة و استقلالية في صياغة و اقتراح الاشكال التطبيقية للتعديلات الدستورية حتى نقترب بها من الكمال و قابلية و فاعلية التطبيق.رغم هذه الأصنام، وأصحاب السياسات الفاسدة وأهل القحة والخبث ليعود المواطن إلى حب وطنه والمشاركة في الانتخابات والحرص على نجاح بلاده سياسيا. وبما أن السياسة الفضلى هي التي تضمن للدولة أكبر حظ من السعادة، فإنه يستحيل أن تبلغ السعادة بلا فضيلة. ومن الحكمة أن لا نطمئن كل الاطمئنان لمن خدعنا ولو لمرة واحدة في العمر.
أن الشباب المغاربة يمكن اعتبارهم مواطنين لم يكتملوا بعد، كالأطفال، ولذلك فإن عدم مشاركتهم في الانتخابات هو تعبير عن احتجاجهم ورفضهم للحرمان من لقب المواطنة وحقوقهم السياسية. هكذا ستظل الانتخابات في المغرب غير ذات قيمة كبرى، ولن تساهم في تغيير السياسة السائدة، سياسة أهل القحة والخبث الذين يؤجلون بفساد السياسة، وانهيار الدولة، لكن ما الذي ينبغي القيام به في هذا الوضع القاتم؟ لا بد من الاعتراف بأنه تنبغي إعادة صياغة الدستور وإشراك الشباب في هذا العمل من أجل منح حق المواطنة للجميع وتحميلهم مسؤولية المشاركة في السلطة والقضاء، ومجالس الأمة ومنحهم جميع حقوقهم المدنية و السياسية، ولعل هذا بالذات ما سيساهم في إنقاذ السياسة من الانهيار والموت البطيء.
أن المواطن مدعو، إلى المساهمة في التشريع للبلاد والحرص على استقرارها وازدهارها سياسيا وتقدمها اقتصاديا وثقافيا. هكذا نجد الحكيمأرسطويقول في عبارة ممتلئة بالألم والحزن: إن بعض السياسات قوامها العنف لا المصلحة العامة وهذه السياسات هي التي تحرم الإنسان من حقه في المواطنة، وتنظر إليه كقطيع من الرعية يستغل في خدمة الطغاة والسادة والإقطاعين المستبدين. لكن هل نحن في المغرب الجديد قد وصلنا إلى مرحلة تنحية سياسة العنف والإيمان بسياسة المصلحة العامة كما بشر الفيلسوف ايمانول كانط الذي يقول: أطيعوا وبإمكانكم أن تفكروا كما شئتم ومن واجبكم المشاركة في السلطة والقضاء والتشريع للبلاد.
نعم قد نصل إلى ذلك، ولكن لا بد من تدمير الأصنام، وأصحاب السياسات الفاسدة وأهل القحة والخبث ليعود المواطن إلى حب وطنه والمشاركة في الانتخابات والحرص على نجاح بلاده سياسيا.



#لادريسي_المهدي. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
- الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه ...
- 53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة ...
- مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور ...
- -نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس ...
- بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك ...
- الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب ...
- 76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لادريسي المهدي. - الإبتزاز السياسي