أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خلدون جاويد - بصدد سعدي يوسف الانجليزي ! ...














المزيد.....


بصدد سعدي يوسف الانجليزي ! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 15:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


توطئة : حدث أن اجتمع لفيف من حزبيين في بيت ما من البيوت الريفية ، والقصة هي كما هو معروف لأبي كاطع ، وكانت ربة البيت في حالة من الحماس والترقب .. لا بل إن حالتها حالة ! فهي تتحرق غبطة وأملا بما سيطلع به المجتمعون من ثمار ! اذ تتخيلهم انهم سيقلبون الأرض على الحكام الطغاة . وكانت الاجتماعات ، كما يعرف الجميع ، ميدانية وستراتيجية وتدارسية وتحليلية وتنويرية وصحفية وتقريرية واسبوعية وشهرية وفصلية وسنوية وبرنامجية ومؤتمرية الخ ولايوجد شيء اسمه اجتماع عسكري تتحدد فيه ساعة الصفر ... الاّ أن المرأة "الختيارة" ، العجوز ـ لا أتذكر تفاصيل القصة التي قرأتها قبل أكثر من 20 عاما ـ كانت مغرمة ملتهبة مشتعلة هيمانة ساخنة متوهجة مبتهجة متوقعة متهجسة متوجسة ، تحوم كالطائر تتألق بنور الاجتماع السري وتتحرق لماسيفضي اليه ظانة ان البركان سينفجر والسدود ستنكسر والعدو سيندحر والحكومة ستنسحق وتندفن وتندثر ... لكن زمن الاجتماع طال والباب مغلق والرجال الأشداء هناك رابضون كالإسود يخططون ويبيّتون ويشدون من ازرهم وانهم لامحالة ناهضون وبنهوضهم ستنبعث العيون وتتلجلج الأرض وتقوم البراكين وتنشق الزلازل وتتراعش النجوم وتنبعث النيران مابين الأرض والسماء ... وظلت تنتظر الى أن فـُرجَتْ وظهر ابنها الشاب وهو ينادي عليها بأن تفسح الطريق للرفيق للذهاب الى بيت الماء لأن الرفيق يريد يبول ! . قالت من هول الطلب ومن استغرابها :
ـ ها !! يمه آني اريد منه ثورة وهو يريد يبول ؟! .
بيت القصيد هنا : أننا نريد من الشاعر أن يقود جبهة وحراكا ادبيا ودعوات لتظاهرة شعرية ، نريد تجمعا مضادا يقوده الشاعر الكبير سعدي يوسف ... نريد مثالا يحتذى به وحتى النهاية يحملنا على ضرورة الالتزام بالقول والعمل الدؤوب والحنو على مبادئنا ، تطويرها ونقد البائد منها .. والتفاني حد الموت من اجل انتماءاتنا التي اغتالها من اغتال . الحال السيء يدفع بنا الى العمل والأسوأ يزيدنا دفعا وتحريضا . لا أظن أن ماصرح به شاعرنا هو حقيقة قد عناها الكبير أبو حيدر .. إنه ربما لايعني مايقول .. فالألم الممض هو الذي دفعه الى اطلاق صرخة من هذا النوع . كما لايُنتظر من انسان غيور وفي حالة عصبية ما، كلام طبيعي . والناس تظن أن ماقاله هو شعر أكثر مما هو تصريح "ببراءة " ! لا بل انهم يضيفون تندرا ًقائلين : سعدي يوسف عراقي وان تأنجلز أو تفرنس أو تأمرك . أين تهرب فأنت عراقي ولقد قالها شاعر ما في صدد ما :
" وإنك كالليل الذي هو مُدركي ... وان خلتُ أنّ المنتآى عنك واسع ُ " .
نتمنى على الشاعر العالمي سعدي يوسف أن يسحب كلامه بصدد التخلي عن جنسيته وعراقيته ! لأنه موجع ولايتناسب مع تاريخه ولا مع حاجة الجيل الجديد اليه . هذا من حيث التمني الشعبي على شاعره ، ولكنْ هناك ما نتفق به معه ، انه الحق الشخصي الذي يختاره المرء في حياته كأن يعتزل الكتابة على سبيل المثال ، او ان يتحول ايديولوجيا ويعيد النظر بالانتماء الحزبي والرؤية السياسية او الدينية او الفلسفية .. وحياتك كما يقول شكسبير ، ان لم تعجبك بدلها ! . الخروج على الوطني بما هو كوسموبولوتي .. الانسلاخ الطبقي والقومي .... حتى حق حرية الإنتحار ! الخ ، كلها حقوق خاصة بنا . ويجب ان نختار بحرية أن نغادر اية قضية ان نبدل اسماءنا أن نطلـّق أن نتبرأ من أولادنا وآبائنا ومرجعياتنا ! نحن أحرار نعم لا وصي علينا .
ان منظومات المجتمع القمعي هي التي تضطرنا على اتباع نمط من حياة .. حزب واحد دين واحد فكر واحد مرجع واحد اسلوب اجتماعي واحد ....!!! انها منظومات الاستعباد الكوني المبرمج من المهد الى اللحد ؟
واما اليوم فمن حقنا أن نختار ان نكون او لانكون على حد تعبير الأمير هاملت . وترك الأوطان بالهجرة القسرية حق وبالاختيار أيضا . وعدم الشعور بأننا ماعدنا عراقيين هي المسألة الأكثر سجالا ولكن تبقى هي الحرية تاجا على رؤوس الأحرار .. وسعدي شاعر الحرية الأهم في بلاده ومنفاه . وبعض الحرية أكثر من زنزانة القبر قسوة ! . فهل دخل سعدي القبر قبل حفره !؟
اننا بحاجة الى قائد وطني كبير ليس بالضرورة ان يكون سياسيا حزبيا بل الى زعيم اجتماعي ورمز انساني . نحن بحاجة الى بوشكين الجمال وماياكوفسكي الصراع الطبقي الى لوركا النضال وناظم حكمت الحرية ، الى شاعر لايتنازل بل يقود جبهة ادبية مناهضة . لا يجب أن نهوي :
" فياقلب مهلا ولا ترتمي ... على درب عودتنا موهنا " !
قصة ابي كاطع تنطبق على خيبة الظن بسعدي يوسف . لكن العراق المظلوم كان ويبقى خصبا مهما كان مقموعا ومقتولا وسجينا ومشردا ومسروقا ومجوّعا ومغتالا .. العراق ـ التراجيديا بحاجة الى شاعر تراجيدي بحق او أديب ثوري كبير يقض مضاجع الظلم والظالمين . ان ذلك الشاعر موجود .. وذلك الأديب كامن في اعماق شعب يغلي ويستعر:
ـ " لثورة الفكر تاريخ ٌ يحدثنا .. بأن الف مسيح ٍ دونها صلبا "
وانها مهما غامت فمن غيومها الضوء :
" إنّ السماء تـُرجـّـى حين تـُـحتجَب ُ " .

*******
22/ 4/ 2011
توق ٌ أخير :
ـ في حملة تبشيرية في الريف العراقي وبعد أيام طويلة من الرفقة والحياة الاجتماعية الودية والملح والزاد والكلام والسلام، راح القس يعتلي منبرا امام مجموعة من الفلاحين المراد لهم ان يكونوا مسيحيين ـ هذه الحكاية شعبية اسوقها للتندر فقط ـ قال القس كلاما رائعا لكنه عندما قال : وارتفع سيدنا المسيح الى السماء ... فاذا بالفلاحين جميعا وبصوت واحد يصيحون : " الله مصلي على محمد " ! .
سعدي يوسف سيتحدث بالانجليزية ويترك اللغة العربية واللهجة العراقية اصدقاؤه انجليز حكاياه قصصه امثاله نكاته كل شيء فيه انجليزي انجليزي انجليزي لكن عندما نلتقيه ذات يوم في عراقه الحقيقي سنطلب منه ان يعيد لنا قراءة :
"ياسالم المرزوق خذني في السفينة" ! و" كل الاغاني انتهت الأ أغاني الناس" .. و" الشيوعي الأخير" .. ونثــْو ِلْ جمجمته بقصائد النخيل البصراوي وأغاني ابي الخصيب و" نسطله بالعرق الزحلاوي والتشريب " ! .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشّار إهربْ لست َ بالبشّار ِ ...
- السيّاب نموذج للتناص والإبداع والكرم الروحي ...
- المصراتيّون يدوسون كتاب الذل الأخضر...
- قراءة في كتاب - أدونيس منتحلا ً - !!!!!
- هجاء الى شاعر لايكتب عن وطنه ! ...
- - لتذهب الثقافة الى الشيطان - ! ...
- ملك البحرين ما أجمله ! ...
- السوريون يزلزلون الأرض ...
- وقفة على النيل ...
- هل أنت كازنتزاكيّ النزعة ؟...
- دمشق لم ترتعبْ حكّامها ارتعبوا ...
- قالوا بأنك َ عن قريب ٍ تُخلَعُ ! ...
- تَخْتِخ ْ ورَبْرُبْ ! ...
- قصيدة الى البطلة سهير الأتاسي ...
- مَنْ لمْ يُطِحْ بالعرش ِ ليس بشاعر ِ
- الثقافة ظهير الإنتفاضة السورية ...
- قصيدة سخرية للقذافي وعنه ...
- نزهة مع أصدقائي الموتى في كوبنهاغن
- ليبيا جوهرة على جبين الكون ...
- قصيدة الى الرئيس - الخَرَنْكَعي ...- !...


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خلدون جاويد - بصدد سعدي يوسف الانجليزي ! ...