أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عادل زكى - ثم اما قبل!!














المزيد.....

ثم اما قبل!!


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 15:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما الذى أراده، بالضبط، ثوار 25 يناير؟ وما الذى تريده حتى الآن، كُل تلك الإتجاهات والفرق والأحزاب، والجماعات. . . ؟ عدة إجابات من الممكن تقديمها، بل هى فعلاًً التى تُقدَم بمنتهى الوضوح، لكنها، فى معظمها، لا تنتمى سوى إلا إلى عِلم الأخلاق، والمثالية المرهفة الحالمة. فالثوار(أطباء، محامون، مهندسون، قضاة، معلمون، شيوخ، قساوسة، رجال، نساء، شباب، أطفال، إشتراكيون، تروتسكيون، ثوريون، ليبراليون، متأسلمون، جهاديون، عمال، حرفيون، رعاع المدن. . . .إلخ) كلهم فى ميدان التحرير، وجميع ميادين الثورة فى البلاد، لا يريدون سوى مجموعة من المطالب المشروعة جداًً، فهم يطالبون بإحترامهم كمواطنين شرفاء مِن قِبل مؤسسة الشرطة، وأعضاء النيابات، وهم يطالبون بتوفير فرص العمل، ورفع الحد الأدنى للأجور، وهم يطالبون بحياة كريمة، وهم يطالبون بالقضاء على الفساد والتزوير والتربح والإختلاس والرشوة، والمحسوبية، وهم يطالبون بإعمال مبدأ سيادة القانون، مع بسط الرقابة القضائية الحقيقية على أعمال الإدارة، وهم يطالبون فى مرحلة أكثر تقدماًً بالقضاء على العلاقة المشبوهة ما بين رأس المال وبين السلطة، إلى آخر تلك المطالب التى يريد المتظاهرون من خلال تطبيقها إعادة تشكيل الخريطة السياسية، وإعادة توزيع الثروات، وفى المرحلة الأخيرة قرر متظاهروا 25 يناير رفع السقف، تبعاًً للغة السائدة، إلى حد مطالبة مصممة ومستميتة بتنحى رئيس الجمهورية، مع تحميله جميع مآسى الماضى، إختزالاًً للمسألة برمتها، وحينئذ ثمة تناول حماسى جداًً (سطحى جداًً) يتولى تقديم ملخصاًً فى هذا الشأن، هذا التناول إنما يرى الأزمة قد إنفرجت بتنحية الرئيس(إبتهاجاًً بكلمة خلعه)ولا يتبقى الأن أمامنا كمصريين شرفاء إلا تنظيف ميدان التحرير، وعدم مخالفة إشارة المرور، وعدم التحرش بالبنات، والكف عن إعطاء الإكراميات "الرشاوى" والإسراع لمساعدة الجار والمحتاج. . . . . إلخ، الثورة هنا نجحت (فى رأى جُُل ثوار 25 يناير) لأنها أسقطت نظام عميل (إمبريالى) فى رأى، و(أحد الطواغيت) فى رأى آخر. بيد أن هذا التناول جاء دون لمس المشكلة الأساسية التي قادت إلى تفجُّر الثورة ذاتها، وهى مشكلة (النمط الاقتصادى المهيمن) الذى تشكل خلال العقود السابقة، والذى أفضى إلى الإفقار الشامل وإزدياد الجماهير تحت خط الفقر من جهة، والبطالة والجوع والمرض من الجهة الأخرى. إن وضع اليد على المشكلة الرئيسية يجعلنا ندرك بوضوح أين نحن من الثورة كفكرة، وإلى أين نتجه بها، فإن الوعى لازم بأن النظام لم يسقط، فعلياًً، إذ الذى سقط مظاهر وجوده وبعض رموزه، فقط بعض الأسماء وبعض المؤسسات، مع بقاء وجوده الهيكلى على الصعيد الإجتماعى والسياسى، وهو يستمد وجوده الهيكلى هذا من نمط الإنتاج المهيمن والذى نمى النظام فى ركابه، إنه النظام الذى يزيد الأغنياء غناءًً ويزيد الفقراء فقراًً، فالنظام الإقتصادى الذى تحكم فى مُجمل أداء النظام عبر سنوات من قهر الشعب وسحله، لم يزل موجوداًً بوجود شركاته ومشروعاته وأسهمه وسنداته، ولم تزل مرتزقة النظام تتمتع بكامل وجودها الإجتماعى والسياسى!! إن التوقف عند خلع رئيس الدولة، ووزارته الفاسدة، إنما هو سقوط للثورة ليس النظام، فإن طريق الثورة لم يزل طويلاًً، فالثورة الحقيقية ليست ضد نظام حكم فاسد، وإنما هى ضد النظام الإقتصادى المهيمن والذى يتحكم فى هذا النظام الفاسد، إنه النظام المقدِِس لرأس المال، والساجد للسوق الواحد الأحد. وإن هذا التحديد للعدو إنما يُمثل لحظة تنبيه فى تاريخنا الثورى الواعى بأن الثورة الحقيقية لا تؤدى مطلقاًً إلى إعادة إنتاج السلطة، وإنما تقود نحو مشروع حضارى لمستقبل آمن لا ترسم محدداته وملامحه النُُخب الإنتهازية وبرلمانات الذهب والدم، وسلطة القمع. وإنما الجماهير الغفيرة التى كادت أن تزحف على بطنها من الجوع والفقر والمرض. وإن هذا التحديد كذلك إنما يحذرنا بإستمرار من هؤلاء الإنتهازيين الحالمين بركوب الثورة وتوجيها إلى حيث يريدون. إنه التحديد الذى يعلنها ثورة لا هوادة فيها ضد نظام إسترق أرواحنا على ظهر كوكب ينتحر بعد أن قاد المخبولون العميان.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة الطبعة الثانية من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف)
- النيوكلاسيك
- التطور الرأسمالى وتعميق التخلف
- جذور التخلف الإجتماعى والإقتصادى فى مصر
- كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف
- (فى التناقض) لماو تسى تونج
- أمثلة على أزمة فهم الأزمة
- الشركات الإمبريالية
- تراث البله
- االإقتصاد السياسى هو علم فائض القيمة
- بصدد 25 يناير
- خواطر وأفكار أستاذنا العلامة محمد دويدار(الجزء الثانى)
- خواطر وأفكار أستاذنا العلامة محمد دويدار
- الإقتصاد السياسى كعلم إجتماعى
- الإقتصاد المصرى والإقتصاد الإسرائيلى، فى أرقام
- القيمة لدى ادم سميث
- التحريف تخريبا وتخريفا
- الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية، إهداء من تشافيز إلى أوب ...
- فنزويلا كما صورها جاليانو
- فنزويلا ليست إيران


المزيد.....




- -كان الحادث مخططًا له-.. نقل قس إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب ...
- -سيغير قواعد اللعبة-.. نجيب ساويرس يوضح رأيه في مشروع رأس ال ...
- -فايننشال تايمز-: الغرب يبحث خطة تتخلى سلطات كييف بموجبها عن ...
- صحيفة إسبانية: الغرب يضغط على زيلينسكي لإنهاء الصراع في أوكر ...
- من غزة إلى لبنان.. حرب إسرائيل تتوسع
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد نفق لـ-حزب الله- على شكل -قاعدة ...
- برلماني روسي: الناتو لا يستطيع قبول أوكرانيا بدون انتهاء الن ...
- نتنياهو: غيرنا موازين القوى في الشمال ولدينا الحق بالرد على ...
- إجراءات أمنية لمنع احتجاجات أنصار عمران خان في إسلام آباد
- قصص من قلب دارفور عن إنسانية المتطوعين رغم المخاطر


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عادل زكى - ثم اما قبل!!