داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 10:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أشارت كثير من التقارير التي نشرتها وبثتها وسائل الإعلام المختلفة الى إن الأيتام في العراق بلغ عددهم أربعة ملايين يتيم، من عمر يوم واحد الى ثمانية عشر عاماً . وهذه التقارير تعاد وتتكرر في مناسبات وأوقات متفاوتة ، ولم تثبت او تنفي اي جهة حكومية وعلى مدى أكثر من أربعة أعوام . وقبل بضعة أيام نشرت الصحف خبراً نسبته الى وزارة حقوق الإنسان العراقية . الخبر تكذّب فيه الوزارة هذا العدد وتصفه بالمبالغ فيه ، ولا ادري من أين جاءت صحوة الوزارة من هذا السبات او النومة الطويلة حتى تخرج لنا اليوم وتقول بان عدد الأيتام الذي ذكرته التقارير مبالغ فيه وغير صحيح ، وتوضح بان العدد الصحيح اقل من هذا بكثير وهو مليون وسبعمائة وخمسون يتيما . والحقيقة إن حروب النظام السابق والحرب الأخيرة على العراق ثم تلتها من الإعمال الإرهابية وما صاحبها من دمار وقتل ، قد أسهم كل ذلك في زيادة الأيام حيث قتل عدد كبير من الرجال إضافة الى الإمراض التي انتشرت بشكل عجيب غريب ، فأماتت كثير من الناس ، وسبب انتشار هذه الإمراض الخطرة كالسرطان وهو بسبب الأسلحة المختلفة التي استخدمت في حروب العراق .
لماذا نستغرب من هذا او بالأحرى لماذا تنفي هذا العدد جهات حكومية مثل وزارة حقوق الإنسان والسؤال الأكثر إلحاحا لماذا لا تعد هذا الوزارة إحصائية حقيقية وتنشرها على موقعها الالكتروني ، ليصل بالتالي الى وسائل الإعلام فتنشره هذه الأخيرة ، وتكون قد برأت ذمتها من دون أن تنفي بمجرد كلام إعلامي ، ثم ما المانع من قيام الوزارة بإعداد إحصائية دقيقة تقطع فيها السن الإعلام وتسد فعلاً الطريق عن الإعلام المغرض والذي يتصيد بالماء العكر ، إذا فعلاً الوزارة جادة وتعمل بمهنبة ووطنية وهي ليست خاضعة لاعتبارات سياسية ونهج واضح تتبناه لمصلحة ضيقة ، وهون ما انفيه عن الوزارة . لكن الذي أتمناه أن تقوم بواجباتها كجهة تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان بصرف النظر عن انتماءات هذا الإنسان .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟