أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - السودان المنسى وسط الثورات العربية














المزيد.....

السودان المنسى وسط الثورات العربية


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورات العربية المتلاحقة والحرب الدائرة فى ليبيبا تطرح من جديد موضوع دعم وحماية المدنيين العزل المعرضين للقمع والبطش من جانب الأنظمة الأمنية والإستبدادية الحاكمة فى واقعنا العربى .

وممالا شك فيه أن معضلة أتساق الموقف الأممى وأزدواج معاييره مازالت تطل برأسها داخل هذا المشهد الإنسانى – فعلى سبيل المثال كان هناك صمت وتواطؤ من الدول الكبرى والمنظمات الحقوقية عن أدانة وشجب ما حدث للمواطنين المدنيين بمملكة البحرين على يد آل خلفية .

والثابت أن تحديات حماية المدنيين من جانب الأمم المتحدة وشركاؤها الدوليين تجد مصدرها فى " لغة المصالح الإقتصادية والسياسية القائمة والمحتملة " التى ترسم فى النهاية أوجه وحدود التدخل الدولى فى هذا الإطارالإنسانى .

المثال الليبى وقرارمجلس الأمن الدولى بفرض منطقة لحظر الطيران من أجل تحجيم الفعاليات العسكرية لكتائب القذافى – يطرح تساؤلآ حول دور المنظمة الأممية فى حماية المدنيين بمنطقة دارفور المجاورة للأراضى الليبية .

فالأنباء الواردة من السودان تقطع بأن حكومة البشير تشن غارات جوية منتظمة على الأقليم كان آخرها فى 26 مارس الماضى وتسببت فى تدمير أربعة منازل و أصابة العشرات من أبناء الأقليم مستغلة فى ذلك أنشغال المجتمع الدولى بالحدث الثورى العربى .

وفى 17 مارس الماضى أفاد منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية أن العنف والقصف الحكومى تسبب فى تشريد نحو 70 ألف مواطن سودانى , ونزوح أكثر من 2 مليون من أهالى دارفور منذ ديسمبر 2010 , و فى ظل غياب هيئات الغوث الإنسانى والتغطية الإعلامية المناسبة .

ويكشف الصراع الدائرفى الأقليم عن حتمية تحرك الجماعة الدولية لحماية المدنيين بدارفور , لاسيما بعد الإخفاق المستمر لبعثة الأمم المتحدة فى تحقيق التزاماتها الإنسانية و السياسية تجاه أبناء الأقليم على مدار أكثر من عشر سنوات .

رؤية اليسارلمفردات القضية الإنسانية فى دارفور تعتمد فى تقدير موقفها على معطيات الواقع الإجتماعى والسياسى السودانى العام , والذى يرتبط بجدل المصالح على الأرض , ويضع الجمهور وحق تقرير مصير هؤلاء البشر فى مقدمة أولوياته .

فهناك تركيبة أجتماعية و أقتصادية قبلية معقدة سائدة فى الأقليم , وتنتمى لعلاقات انتاج تنمى معطيات الصدام الطبيعى ( البيئى – الجغرافى ) بين الفلاحين الفقراء والبدو الرحل على موارد الثروة الطبيعية ( الأراضى الخضراء و مصادر العشب و المياه ) وعلى مصادر تنمية كثافة رأس المال الحيوانى و الزراعى .

ثم تدثر هذا الصراع الإجتماعى والطبقى فى شكل نزاع ( عرقى ) بين العرب والأفارقة من الزنوج , وأتخذ صيغة المواجهة المسلحة بين قبائل وعشائر وعائلات السودان الغربى , وحيث حلت الوشائج المناطقية والأثنية ( كسند لروابط الجماعات الأولية ) محل الأساس السياسى والإجتماعى المرتبط بفكرة الأمة والدولة الحديثة .

كما أن أنحيازات نظام حكم بشيرعمقت تفاوتات وأختلالات توزيع الثروة القومية بين أقاليم السودان وبما ألقى بدوره على بنية الإندماج القومى بدارفور , فصعدت تلك العصبيات التقليدية لتعبرعن نفسها وعلى خلفية تآكل قيم المساواة والعدالة الإجتماعية وتراجع أفكارالحداثة السياسية والقانونية .

وهكذا ساهمت زمرة الحكم " العسكرى – الدينى " فى الخرطوم – والتى أحتمت بشعارات أسلاموية وطبق قوانين قمعية أسماها بقوانين الشريعة – فى تكريس شكل من أشكال الوعى الجماعى الإنقسامى بين السودانيين , وأصبح تحالف " البشير / الترابى " منتجآ بمرور الوقت لأوجه التمييز بين المواطنيين وفق الدين والعرق والأنتماء الجهوى .

فكما أنفصل الجنوب المتعدد الديانات , تباعد الغرب الدارفورى المتعدد العرقيات , وتبدت مظاهر الفوضى والتمزق كحصاد لسياسات حكومة الإنقاذ التى تجاهلت موزاييك الواقع السودانى , وأستبعدت عمديآ فئات مذهبية وعرقية وثقافية موجودة ومؤثرة من فضاء المشاركة السياسية .

ولذلك يؤكد اليسار دومآ على " الحل الديموقراطى / العدالى " لقضية دارفور الذى يرتكز على ضرورة أحترام ومراعاة أوجه التعدد الدينى والأثنى وعدم جواز فرض الوحدة القسرية داخل الأقليم , وأحترام حق تقرير المصير .

كما أن الأغلبية القومية والدينية هى من يتحمل العبء الأكبر فى أستنساخ الحلول اللازمة التى تطرحها " أشكالية الأقليلت " , وبما يضمن التوافق الطوعى لفكرة العيش المشترك فى سياق وحدة التراب الوطنى وكفالة حقوق المواطنة بين أبناء الوطن الواحد .

كما أن المدخل الملائم لإعادة اللحمة يظل فى أيجاد روابط أقتصادية وعلاقة مشتركة بين الأقليم والمركز وبين المواطنين السودانيين تدفع نحو المساواة فى عدالة توزيع الثروة والناتج القومى والقضاء على أوجه التمايز الإجتماعى والطبقى .

ولكن يظل أخفاق نظام البشيرعن حل أزمة الأقليم حاضرآ , كما أن هناك تعثر دائم لمفاوضات السلام بين الفصائل المتناحرة , فضلآ عن العجز الدولى المستمر عن حسم فكرة اقامة منطقة الحظر الجوى بدارفور والتى جرى أثارتها منذ العام 2006 .

هناك حاجة ماسة لحماية المدنيين فى دارفور ولخلق السبل الكفيلة بتحقيق تضامن دولى أنسانى لإنقاذ ملايين البشر من دوامة هذه الكارثة الإنسانية .

موجات الثورة المتلاحقة هنا وهناك يجب الآ تعمينا متابعة وتحقيق الوضع المأساوى فى دارفور , كما أن خيارات التدخل الدولى الإنسانى لحماية المتظاهرين والمنتفضين فى المدن العربية يتعين أن تكون محل أعتداد بشأن الملف السودانى المهمل سياسيآ وأعلاميآ و أنسانيآ .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظرالنقاب فى فرنسا وميدان الصراع السياسى والإجتماعى
- الرأسمالية الملتحية ووهم النظام الإقتصادى الإسلامى .
- الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية
- المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس
- حول موقف اليسار العربى من تديين قضية فلسطين
- كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - السودان المنسى وسط الثورات العربية