أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد














المزيد.....

رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا سيادة الرئيس
استمعت إلى خطابك بكامله هذا اليوم من التلفزيون السوري, والذي تترأس وتوجه فيه مجلس الوزراء الجديد, وفي نفس الوقت إلى الشعب السوري, المعارض منه والمـؤيـد.
استمعت إليك لا كسوري المولد فقط, إنما كإنسان عادي, فولتيري المبدأ والمعتقد السياسي. يعني يجب الاستماع إليك واحترام ما تقول وما تريد إيصاله مما تعتقد وتؤمن. ومما لا شك فيه أنك تعتقد وتؤمن بما تقول, وتريد إيصاله إلى الشعب السوري, وخاصة إلى الجزء الكبير منه, وإلى القسم الكبير الصامت, والذي عادة لم يكن له أي رأي. وخاصة أن مجمل هذا الشعب بكامله, وحتى من يطالبون بالحرية والديمقراطية, لا يعرفون أي معنى حقيقي لهذين المطلبين. لأن هذا الشعب الطيب الأمين لم يمارس في أي يوم أية ديمقراطية أو أية حرية. وأكثر هذا الشعب يصدق ما تقول, ما عدا آلاف القابعين في السجون ومئات آلاف المهجرين لأسباب معيشية أو هربا من تعسف قواتك الأمنية وأجهزة المخابرات المختلفة, والتي لا مثيل لها لا في العالم العربي, ولا في أي عالم آخر, في مجالات البطش والترهيب والتنكيل...
أنا لا أشك برغبتك الصادقة بالإصلاح. إذن لماذا لا تبدأ من هذه الخطوة الطبيعية, بما تملك من سلطة. لماذا لا تلغي ـ نهائيا ـ جميع هذه الأجهزة المخابراتية التي لم تستعمل أبدا لحماية سوريا من أعدائها؟.. ومن هم أعداؤها اليوم؟؟؟ هل الشعب السوري هو عدو وطنه, حتى تنكل بـه هذه الأجهزة المتعددة من عشرات الستين حتى اليوم.. وخاصة من يوم وصول والدك إلى السلطة, وتتابعت بعد وصولك أنت, بعلمك أو غير علمك بالتنكيل والبطش بدءا من المواطن العادي وانتهاء بغالب أفراد الأنتليجنسيا السورية وكل من يبدو منه أية بادرة تفكير أو رأي حـر أو اعتراض بسيط على وجود حـزب البعث أو ما تبقت من هياكله المهترئة للرقابة والنفوذ, غالبا عائليا وعشائريا, في غالب سراديب السلطة وما أنتجته من مافيات فساد اخطبوطية.
تحدثت يا سيادة الرئيس عن الفساد الروتيني العادي لدى الموظفيين العاديين أصحاب الرواتب الهزيلة, والذين تركت لهم أساليب الفساد الهرمي الاستفادة من فضلات المائدة. ولكنك تجنبت عن قصد أو لسبب آخر أن تحدثنا عن الحيتان الكبار الذين يشفطون الأخضر واليابس ودماء هذا البلد. لم تحدثنا عنهم وبينهم أقرب المقربين لك عشائريا وعائليا ووراثيا وحماية مقربة...
مع كل هذا أؤمن أنك ترغب بالإصلاح نظرا لثقافتك الأنكلوسكسونية, ولسنين الدراسة واحتكاكك بالمجتمع الديمقراطي البريطاني. ولكن بعد وجودك إحدى عشر سنة على رأس أتــخ سلطة بيروقراطية متعبة, لا ارى ولم أر أيـة بادرة تغيير إيجابية أو سلطوية, ما عدا بعض الظواهر الشعبية المحببة لدى الشعب البسيط, كظهورك في المطاعم مع زوجتك وأولادك متقربا من الشعب.
ولكن كل هذا لم يقربك إلى قلب الحقائق, ولم يغير أي شيء من الفساد الكبير الإداري والمؤسساتي الرهيب الذي يسبي هذا البلد بشكل منظم محمي من أكبر جنرالاتك ووزرائك وكبار السؤولين البعثيين. لم يغير أي شيء من وضع المساجين الساسيين الذين يتخون في السجون بلا أية محاكمة عادلة من عشرات السنين, وبينهم مفكرون شرفاء يحبون هذا البلد مثلك ومثلي. ووجودهم خارج السجون وصدق كلامهم لا يشكل أي خطر حقيقي سوى على الحيتان والقراصنة التي تسبي البلد وحرياته الطبيعية الإنسانية. لماذا لا تحيط نفسك بشرفاء حقيقيين أنقياء, لا شائبة في تاريخهم سوى حب البلد. مفكرون علمانيون, بلا تعصب طائفي أو عرقي أو سياسي. لأن البلد بحاجة إلى إصلاح تنظيفي شامل من قاعدة الهرم حتى قمته. تنظيف كـارشـر إداري اجتماعي تنظيمي.. وخاصة دستوري وسياسي... وأنت وحدك بشجاعتك الفردية وبأسرع ما يمكن, باستطاعتك أن تجلب مما تبقى من حماية الشعب لك من الحيتان التي يفكر البعض أنها تعرقل عمدا ومن يوم وصولك إلى السلطة أية محاولة إصلاح حقيقية, ترغب فعلها بكل نية طيبة منك.
لقد قبلت السلطة من إحدى عشر سنة وتعهدت أن تكون وفيا لهذا الشعب الذي أحبك ومنحك أكبر طاقة من الثقة. ولكن هذا الشعب تعب من الوعود العرقوبية ومن الخطابات الخشبيةالتي تتردد يوميا في إعلامك الرسمي, وتحولت إلى تـأليه غير معقول في أي بلد متحضر.
الشعب السوري يريد اليوم أن يعيش كما تعيش جميع الشعوب المتحضرة, في ظل حكومة دستورية آمنة, برقابة برلمان حـر منتخب, وإعلام حـر حقيقي متعدد, يشكل قوة التعادل الثالثة, لنشر وتعليم ديمقراطية وحرية حقيقية, بدون وزارة إعلام لا شغل لها سوى تقييد حرية الثقافة الإعلامية, والقيام بدور بوق السلطة البيروقراطية.
هذا دورك اليوم يا سيادة رئيس الجمهورية. ليس الشعب السوري وحده الذي يتطلع إليك منتظرا الحلول الحقيقية الصادقة. إنما العالم كله.. وغالبا عيون متربصة.. تأمل تفجير الفتنة الطائفية.. مما يعني خراب البلد وتصحيره..آمل منك كل الحكمة والذكاء والقوة, حتى يتجنب هذا البلد الحضاري, والذي لا يشبه أي بلد آخر, الخلافات الطائفية التي يرغب تجار الفتنة والفتاوى العجيبة أن نقع فيها.. حيث لا رجعة...
وأنا واثق أنك أسمى من كل هذا...
متمنيا لك كل الحكمة الضرورية والشجاعة.. بالانـتـظـار...
أقدم لك يا سيادة الرئيس أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشعوذون.. القذافي.. والناتو...
- مسطرة من (الجب) الذي أخشاه!...
- رسالة قصيرة إلى أصدقائي.. وغيرهم
- لا أريد الاختيار بين الدب والجب
- آخر رسالة إلى نساء ورجال الإعلام السوري
- خواطر سورية
- عودة إلى التلفزيون السوري
- وعن التلفزيون السوري اليوم
- سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك
- يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي
- يحيا الشعب
- حلم إفلاطوني معقول..هديتي للشباب
- محاكمة الأنتليجنسيا العربية...
- كرت أصفر.. يا حوار!!!
- رسالة عاجلة إلى الرئيس شافيز
- رسالة انتقاد وعتاب إلى الحوار
- نداء عاجل إلى جميع أحرار العالم
- الشعب يريد تغيير نظام.. الطائفية!!!...


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد