أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح جمعة كنجي - لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!














المزيد.....

لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!


كفاح جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 16:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



فليعذرني كل من قرأ ومازال ما اكتبه، حقيقة لا اعرف لما عندما بدأت، بدأت بالكتابة عن الشهداء الأبرياء الذين رحلوا بصمت، ومازالت ساحة الجريمة مجهولة، مازالوا بدون قبور كباقي الأموات والشهداء.
في ذاكرتي محطات لا تُطوى ولًن يطويها ِسوى الموت
شيرين شمعون البازي أم و إنسانة، صدرها احتضن قلباً ممتلئ بحنانٍ يوازي حنان صدور راهبات العالم كله..
كانت على أعتاب العقد السادس من العمر، أمراض الشيخوخة نخرت جسدها، خطواتها بطيئة نتيجة الأمراض التي استوطنت جسمها .
لم تتباهى بشهادة جامعية ولا ثانوية أو حتى ابتدائية، أنها زوجة وأم، صادقة، لعائلتها وأولادها ولشقيقها الثائر على مدى أعوام عمره ولجيرانها ولكنيستها كنيسة مار يوسف في الشيخان.
لم تكتب منشوراً أو بيانات سياسية ضد احد لم تعمل في الصحافة لتتناول هذا ضد ذاك، لم تدخل تنظيم سياسي، وليست عضوه في حزب أو منظمة، كل يومها ينقضي في الاهتمام بزوجها وعائلتها من أولاد وبنات داخل عشها العائلي
لم تحمل السلاح ولم تقتل ولم تأسر احد ولم تسرق شيئاً ولم تقطع طريق احد ولم تمنع الماء عن فم عطشان

اعتقلت أجهزة النظام الصدامي شيرين شمعون البازي وأجبرتها على مغادرة الشيخان عام 1985 وأبعدت من منزلها عنوة لا لأنها شكلت خطر على النظام والرئيس القائد، بل بحجة وجود ابنها بين البيشمركة، واقتيدت إلى اتروش، هناك أشاروا إلى الجبل المواجه لاتروش.. ابنك يسكن خلف تلك الجبال اذهبي إليه.
لم تشفع شيخوختها كامرأة قد تخطت الستين من العمر. مشت على الأقدام من اتروش إلى جبل كارة صعودا ونزولا مرة على الأقدام وعشرات المرات على الأطراف الأربع.
كان موعد هذه البريئة مع الجبل العاري. فيه اجتمعت مأساة من كل حوب وصوب في طريقها هدها التعب من السير على الأقدام .
لم يكن لها ذنب اقترفته، ولا جريمة ارتكبتها ليرسلها الأشرار إلى الجبال، ذنبها أنها أم.. أم يوسف.. وشقيقة (دنخا ابوباز)
الكتب السماوية والأديان والشرائع والقوانين لا تحاسب إنسان بجريرة آخر باستثناء أولئك المجرمون الذين قدموا من سلالات العصور الحجرية وهولاكو وأحفاد نيرون وقتلة السيد المسيح عليه السلام
ما الذي اقترفتهِ بحق السماء ليرسلك الأشرار إلى الجبل البعيد؟!!، أنهم يدركون لا ذنب لك، لكنهم يا خالتي هم على الدوام شياطين عرفوا كيف يرشون الملح على جروحنا.. بفعلهم هذا وتهجيركم.. امسكونا من اليد التي تؤلمنا وتوجعنا.


من ينسى صداقتك مع (زوزك) ذلك العصفور الذي َفَقدَ والده وَهو رَضيع، كم من المرات كنتما تَتمشيان بخطوات بطيئة.. يده اليسرى ممسكة بقوة أصبع يدك وأنت تناجين الرب تارة عند تعثر خطواته وتارة عند سقوطه على الأرض بكلمات مازالت ترن في مسامعنا:-
ـ يا شِمة آلاها..1 .. يا ِشمة أمشيحا2 . من ينسى أمنيته التي حدثك عنها وهو في حوض السيارة البيك آب الواقفة تحت الأشجار حين قال ( ماما لماذا لا يصلحون السيارة حتى نطير بها ونذهب بعيدا من هنا)!!!!
ومن ينسى معاناتك أيام الحصار في كارة، العطش والجوع، والخوف والموت، وصعود كارة الذي يعجز عنه الرجال وكم مرة عَلقت ملابِسك بالصخور وَمزقتها وهل أرادت الصخور تذكاراً و شهادة لِتحكي للأجيال مِن بَعدكم تِلك القصِص التي حكاها آلا ف الأبرياء في تلك الأيام العِجاف بين الوديان وقمم الجبال. ما زالت الساعات التي مَضيتها أيام الحصار في كارة خلال الأنفال مع أمي في ذاكرتي، الصعود إلى كارة من ( أسيان) وكم من المرات سَندتك بيديِّ وكتفي كَي لا تسقطين للخلف نتيجة التعب والعطش الشديدين. ليس من عادتي السكوت، لكن لا اعلم لما لزمت الصمت في تلك الساعات وبقيت فقط أصغي إليكما وانتما تتحدثان عن كل شيء منذ زمن الطفولة في الشيخان لحين الحصار الخانق في كارة..
اخذ المجرمون حصتهم من دمائنا وغادروا.. لكن يا خالتي لم يتركونا نحيا كما نشاء ولم يتركونا ندفن موتانا كسائر الناس....
ها قد مضى ثلاثة وعشرون عاماً على تلك الأيام السوداء.. ذكرى الذين قتلهم صدام في الأنفال مع داي شيرين مازالت حية بيننا في ضمائرنا.. تنز حزناً ودما ً وأسفا على حال مازال ينكث الجرح كلما طالعنا وجه جحش من مجرمي الأنفال تحول إلى مسئول في العهد الجديد.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

1- تعني باللغة الآشورية يا اسم الرب أو باسم الله
2-تعني بالآشورية يا اسم المسيح

نيسان 2011



#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتتوقفوا واصلوا الزحف حتى اقتلاع القذافي!!
- تذكروا روبرت في يوم المسرح العالمي!!
- مواقف لاتنسى!
- اوقف استعمال الهاتف الشخصي النقال اثناء انعقاد جلسات البرلما ...
- في الذكرى العشرين لانتفاضة آذار المجيدة
- ابو ابراهيم(اسود حسين الراعي)وطريق الشعب
- خطاب سري للغاية للعقيد للقذافي
- نوري المالكي لا يستحق أن يكون الوزير الأول!
- سلمان... يا رحيقَ جبل ٍ امتزج بالخردل السام المحرم!
- كمين شرقي بيبان
- صور من ماضي العراق القريب


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح جمعة كنجي - لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!