ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 15:10
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يبدو جلياً حالة التخبط والتعثر التي يعيشها نظام الأسد منذ انطلاق فجر ثورة الكرامة السورية في 15 مارس ، وما صاحبها من ادعاءات زائفة بوجود مندسين ومخربين في صفوف الثورة السورية ، يشي بما لا يدع مجالاً للشك ، أن النظام بلغ أعتى مراحل الإفلاس السياسي .
فعندما يطالعنا إعلام نظام الأسد الوريث ، بما يسميه "مجموعات التخريب" التي تستهدف الأمن والاستقرار الذي دشنه النظام على مدى أربعة عقود بقوة الحديد والنار ، يكون كمن يمارس الدجل والشعوذة على شعب ذي تاريخ عريق كالشعب السوري.
فعن أي تخريب تلهج به أبواق النظام الفاشي ، هل أصبحت المظاهرات السلمية تخريباً متعمداً ؟ وهل الهتاف بنداء الحرية مؤامرة مدبرة ، أم أن تشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر والخيانة ، هو المؤامرة بعينها ؟.
نتحدث اليوم عن نظام مريض بداء التسلط ، ومن أبرز أعراض هذا المرض ، الكذب السمج على رؤوس الأشهاد ، والضحك على ذقون البشر ، وستسمر ماكينة الكذب في بث الإشاعات المغرضة والدعايات الرمادية ، حتى يرحل النظام ، فما علينا من الآن فصاعداً ، سوى الاستمتاع بحفلات الكذب الممجوج بالغباء المزمن .
إن نظاماً قاصراً ، كنظام الوريث بشار أسد ، الذي ورث الثروة والسلطة بشكل غير شرعي متجاوزاً في ذلك إرادة الشعب التي خطفت في لحظة التهديد بالشر المستطير، لا يمكن الوثوق بوعوده الإصلاحية ، ولا بخطابه المتهافت الذي لا يصلح لمخاطبة النشء ، فما بالنا بشعب أصيل كالشعب السوري .
وبالرغم من السذاجة الواضحة في سلوك نظام الوريث ، لا يكتفي إعلامه القاصر في ممارسة دور المهرج العاهر الذي لا يملك ورقة توت يستر بها عورته ، بعد أن فضحته وثائق أجهزة مخابراته المسربة بفعل تقنيات الاتصال التي عجز عن استخدامها ، وها هو اليوم يستعين بحلفائه الإيرانيين ، عسى أن ينقذوه من الغرق المحتم .
لن ينجح نظام الأسد في لعبة التزييف والتضليل والتشويه المتعمدة في قلب الحقائق والوقائع التي أثبتت بالدليل القاطع والبرهان الساطع ، استهداف أجهزته الأمنية ومليشياته الخاصة " الشبيحة" للشباب العزل ، عدا عن مشاهد التعذيب الوحشية التي طالت براءة الأطفال .
لقد انقلب السحر على الساحر ، وها هي أباطيل النظام الفاشي وأضاليله ترتد عليه من خلال تصاعد وتيرة المظاهرات المنادية بالحرية ، ولن يفيده خداع الرأي العام هذه المرة ، كما فعل في ثمانينات القرن الماضي ، في حرف مسار ثورة الكرامة عن درب الحرية والتغيير الذي تتوثب له قلوب الجماهير الحرة .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟