يعنى ايه ثورة مضادة

اسامه يسرى

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عم سيد لا يعرف ماذا تعنى كلمة ثوره مضادة, عم سيد هو شخص بسيط جدا في العقد السادس من عمره تعطى ملامحه هذا الانطباع الذي يجعلك تشعر بالارتياح, ترى سنوات عمره في تجاعيد وجهه, و تسمع أصوات المصريين في صوته, كان عم سيد يجلس بجواري في الحافلة ممسكا بأحد الجرائد و يطالع أخبار مصر بعد الثورة, و بينما كنت استرق النظرات على الجريدة في يده التفت إلي عم سيد متسائلا و تبدو عليه علامات الحيرة
هو يعنى إيه ثوره مضادة ؟!
احتجت ثوانى لاستوعب السؤال و مفاجأة عم سيد و لكنه أعقبه سريعا قائلا "مش انتو يابنى الشباب بتوع الثورة و عارفين الحاجات ده!" و بالطبع لم أكن اكتب على جبهتي شباب ثورة 25 يناير و لكن يبدو أن عم سيد يعتبر أن كل شباب مصر هم شباب الثورة الذين يثرثرون عنهم كثيرا في التلفزيون !
أنا: ثوره مضاده يا حج يعنى ناس عايزه توقف الثورة اللى عملناها.
هو:ازاى بقا يابنى ! هو مش الثورة خلصت و خلاص.
أنا:لا لسا طبعا ! لسا فى فاسدين كتير لسا متحاسبوش و فلول النظام القديم بعضهم او كتير منهم موجودين فى اماكنهم, في الإعلام و الصحافة الحكومية و في الأمن و الناس دول هيحاولو على قد ما يقدرو يبوظو الثوره ده علشان ميجيش عليهم الدور و يتحاسبو !
هو:ازاى بقا يابنى! إذا كان اكبر راس في البلد وقع و مشيتوه و الجيش هو اللي ماسك البلد دلوقتى و الجيش ناس كويسه.
أنا: لا يا حج, النظام في مصر مكنش الرئيس بس, النظام فى مصر كان مجموعه كبيره من الأشخاص الفاسدين و لازم كلهم يتحاسبو علشان نضمن انهم ميتفقوش مع بعض و يحاولو يبوظوا اللى احنا عملناه.
هو: يبوظوه ازاى؟
أنا: انا هقولك يا عم الحاج, من شهر كده و بعد التنحى على طول كان فى بلطجية حاولوا يقتحموا اكتر من مدرسه أطفال في إسكندرية و القاهرة, تفتكر البلطجيه بيحاولوا يخشوا مدارس الأطفال ليه ؟ أكيد البلطجى مش هيسرق الزمزميه بتاعت العيال! البلطجيه دول عايزين يعملوا حاله رعب علشان الناس متوديش أطفالها المدارس و يوقفوا الحياة في مصر.
هو: طب و هو البلطجيه هيستفيدوا ابه من ده ؟
أنا: الناس اللى بعتينهم هما اللى هيستفيدو! يخلو الناس تحس بالخوف طول الوقت و هيكرهو الثورة و هيقبلوا بأي تسويه تعيد بعض الوجوه القديمة أو تبقى على بعض الوجوه اللي مازالت فى أماكنها في مقابل الاستقرار, متنساش إن فى ناس كتير من الفاسدين لسا فى اماكنها خصوصا فى الجهاز الأمني اللى عندو فلوس و أشخاص ينفذ بيهم اتخن ثوره مضاده!
هو: آآآآآآآه!!
أنا: طب الحريق اللى حصل في الجهاز المركزي للمحاسبات! تفتكر مين اللى له مصلحه انو يحرق الورق اللى جوه؟
هو:أكيد ولاد الكلب الحراميه الفاسدين مش عايزين الورق يروح للمحكمة.
أنا: بالظبط! و مش هي ده بس المشكلة! المشكلة إن في ناس من مواقعهم الحالية بيساعدوهم.
هو: طيب إيه الحل يابنى ؟ معلش اصل عمك سيد على أد حاله و ميعرفش.
أنا: الحل يا عم سيد إننا نفضل نضغط على الجيش علشان يحاسب الفاسدين دول بسرعة اكتر و معظمهم شخصيات معينه و الناس كلها عارفاهم مش فاضل غير إن الجيش يتحفظ عليهم و ده هيقطع الاتصال بينهم و بين أي حد من داخل النظام دلوقتى و بكده البلد تقف على رجليها تانى بعد الثورة!
كان كل هذا الحديث يدور بيني و بين عم سيد بينما الحافلة التي نستقلها تقف وسط الكثير من السيارات بسبب مظاهره فئوية لأمناء الشرطة تقف في وسط الشارع و تمنع السيارات من المرور و هناك دخان يتصاعد من خلفهم, نظر عم سيد حوله و بدأت تظهر عليه علامات الغضب عندما رأى من بعيد بعض المتظاهرين يمنعون السيارات من العبور و نظر إلى غاضبا بشده و قال "أكيد دول بتوع الثورة المضادة عايزين يوقفوا الدنيا و يبوظوا الثورة" !

#اسامه_يسرى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات