أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - وطن المصطلحات














المزيد.....

وطن المصطلحات


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعددت صيغ التعبير عما جرى في العراق سنة 2003 فمنهم من يسميه التغيير ، ومنهم من يسميه الاحتلال ، وقوم يسمونه السقوط ، فالانتقائية لها قاموسها الذي يمارس توظيف اللغة وابتكار المصطلحات ، بنظرة اوسع ندرك ان اللغة وعاء حضاري لاستيعاب التحولات الثقافية وايجاد كلمات جديدة دالة عليها وقد يضطر اهل بلد ما الى تحوير كلمات اجنبية او دخيلة للتعبير عن الجديد ، ولكن التغيير في العراق كان فاتحة عهد لسيل من الكلمات العربية الاصيلة التي نسمعها لاول مرة مثل : الشراكة ، المحاصصة ، المكونات الوطنية ، قبة البرلمان ، الاقتراع ، النصاب ، الاغلبية الساحقة ، الاغلبية المطلقة ، نقطة نظام ، خرق دستوري ، انتخابات مبكرة ، نيل الثقة ، سحب الثقة ، مقعد تعويضي ، موازنة اتحادية ، موازنة تشغيلية ، موازنة استثمارية ، التنمية ، الاعمار ، الاستثمار ، هذا الحشد من الكلمات الجديدة يتدفق بقوة في الاخبار والمقالات وحوارات المقاهي والمضايف و وسائط النقل ، وتبدو باعثة للحياة والتفاؤل ، لكن هذا التدفق اللغوي الجديد رافقه مد لغوي من نوع مضاد يعبر عن قوى الاعاقة التي حاولت افشال التغيير الايجابي في البلد ، وبقدر ما كانت لغة التغيير حافلة بالحيوية والحياة كانت لغة الاعاقة حافلة بايحاءات الكراهية والعدوان وابرز تلك الكلمات : علاس ، سياف ، خاطف ، مخطوف ، حواضن ، حواجز كونكريتية ، تفتيش ، سيطرات وهمية ، عبوة لاصقة ، عبوة ناسفة ، انتحاري ، تكفيري ، كاتم ، وعند التحليل اللساني لهذه الكلمات تجد ان مبناها الصوتي يعتمد نمطا من الحروف التي تنتج ترددا لا ترتاح له الأذن الوطنية السليمة أو آذان من عرفوا بطهارة المولد وعفة الارحام ! وبين اللغتين صراع دائم وهذا هو حال الدنيا منذ الخلق الاول ، بعض الكلمات تستمد جمالها او قبحها من خزين اللاوعي الاجتماعي وما يضمه من قرائن معرفية تاريخية حول الكلمة ، عجوز من اقرباءنا حاولت الاستهزاء بأحد النواب وهو يلقي كلمته فقال حفيدها : جدتي كيف تسخرين من رجل يتكلم تحت قبة البرلمان ، فوقع عليها قوله كالصاعقة ثم انصتت وقد تداعت في ذهنها كلمة القبة وهي تتصور ضريحا مقدسا فقالت :(فدوات القبة ومن فيها صحيح جدة أهل بخت) ولم تقل انهم اصحاب شرعية انتخابية ! ولكن هناك تداخل سلبي مؤلم في كلمة من الفريق الآخر هي كلمة (حواضن) فالحواضن هن الامهات والكلمة تستدعى معاني الطفولة والامومة والرحمة والحب، لكن هذه الكلمة جرى تدنيسها عندما استعيرت للاشارة الى الاماكن التي تأوي الارهابيين لتحدث التباسا خادشا في النفس ، حاول كثير من المحررين تصحيح الالتباس باستخدام كلمة مخابئ ، فيما اعترض بعض شيوخ الاحزاب على استخدام كلمة (اوكار) بديلا عن الحواضن فاعتبروه تصحيحا مهينا قائلين ان الاوكار كلمة تختزن الرومانسية الثورية وهي تثير ذكريات التنظيمات السرية لليساريين والاسلاميين وغيرهم ايام زمان ، التضاد الاصطلاحي سببه تضاد قيمي عميق ، عندما تختفي مظاهر الشر من حياة العراقيين فسوف تختفي لغتها معها فلا تبقى الا الكلمات التي تشير الى الخير .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحزنون لفرحنا
- الشهيد الصدر يرحل مرتين
- ذكرى الاحتلال الربيعي
- تشريعات على طاولة (دبش)
- قانون (حماية) (الصحفيين)
- حفظ النظام وكشف الاوهام
- الاسلاميون ومشروعهم الثقافي
- موعد لرحيل الفراتين
- ايام المستنقع الليبي
- فراغ الداخل وقسوة الخارج
- متشابهات الربيع العربي
- الف مبادرة ومئة يوم
- دولة اللجان المؤقتة
- مواعظ الامتحان النهائي
- بين فكي الابادة والاحتلال
- أين المستشارون ؟
- فرصة للاصلاح فاغتنموها
- العرب وثورة البحرين
- احذروا ركاب الموجة
- أزمة نزاهة


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - وطن المصطلحات