أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - تصديرثورة و استيراد دستور !














المزيد.....

تصديرثورة و استيراد دستور !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 22:19
المحور: كتابات ساخرة
    


نجحت تونس ومصر في تصدير ثورتيهما إلى باقي بلاد العرب الواسعة..هي أول مرة في تاريخ البشرية ينجح فيه تصدير شيء من العالم العربي..على حسبة الاقتصاد الواهمين في بلادنا الشاسعة أن يضيفوا هذا النجاح إلى أرقامهم الايجابية الكاذبة التي يغرقوننا بها كل يوم..
أول ضحايا التصدير كان الشعب البحريني المسكين الذي حرم من حقه في استهلاك ما يريده من بضاعة مستوردة صنعت في بلاد عربية أخرى رغم زعم الزاعمين..بل إنه حرم حتى من مكان يتذكر فيه ثورته فتم محو دوار اللؤلؤة في عملية تشبه اقتلاع ضرس صالح بدلا عن الضرس الذي بجانبه.. هو أمر يدعوني إلى التشبث بفكرة كون أنظمتنا تحتاج لدروس في استعمال معجون الاسنان قبل النوم العميق الذي تغط فيه .
أما ليبيا فالأمر أشبه أن يكون بلعب عاقلين مع مجنون بالحجر !!
إن دولنا العزيزة لم تستطع أن تصدق أن مواطنيها ،الذين قهرهم الخبز و الزيت و الشاي فيما يشبه وصفة طبيب مخزني دائمة، بإمكانهم الغضب و التوق للتغيير و الاستفادة من أروع ما انتجه الآخرون القريبون منهم..
أنظمتنا النائمة ،تكون سعيدة حين تصدر مشاكلها للآخرين.هي تصدر المهاجرين وحبات القرقوبي المهلوسة ،وبراميل البنزين المخلوطة بالماء أو الزيت وسراويل الجينز المزورة..وتبرع في بيع الآخرين بضاعة كتب عليها"صنع في دولة اوروبية" مع أنها صنعت في كراج معزول..
لكنها تغضب كل الغضب حين تطرق أبوابها نفحات الحرية الآتية من الشرق هذا العام..كلها تقول أنها ليست تونس أو مصر .كلها تقول أنها باشرت الإصلاحات منذ زمن..كلها مغرورة بديمقراطياتها التي لا تشبه إلا نفسها..
إن أجمل تصدير من الدول العربية منذ تكوينها هي فكرة الثورة الشبابية الحديثة،إنما صدرتها الشعوب و شبابها ولم تصدرها المافيات الحاكمة..
في المقابل فهم يستوردون كل شيء ، صالحه وقبيحه .. من الإبرة الى الصاروخ ومن عصا الخيزران إلى الخازوق و الاكريموجين..وكلما انتهت صلاحية نظام تعليمي بفرنسا أو بريطانيا يأخذونه ويترجمون كلماته بعربية غوغل ويضعونه في سندويتشات تسمم أطفالنا..فيصبح جاك موسى و كاترين يصبح اسمها فاطمة..يمرحان في بيت فسيح ويتمتعان بكل ما لذ ووجد في ثلاجة العائلة.. غريبة مناهجنا التعليمية المستوردة،فهي لم تنجح سوى في إسالة لعاب أطفالنا..
وحين تعج الطرقات بسيارات مهترئة ، وحفر كثيرة متناثرة ، يجدون الحل في استيراد قوانين السير من بلدان سبقتنا بسنوات ضوئية..أو يأتون بقوانين تستوجب عقودا من أجل توفير ما تصلح له..
وليتهم يتركونها كما هي ،إنهم يتفنون عليها بألوان الخصوصية العتيدة ...
دائما حين تستوطنني فكرة الحديث عن هذا الاستيراد الغريب ، أحاول أن أفهم لم لا يريد هؤلاء الناس استيراد دساتير من دول اوروبا التي يحبون نماذجها..فهم تلاميذ نجباء يأخذون منها كل شيء إلى أن يصل الأمر إلى النموذج الديمقراطي فيسدوا آذانهم ،ويتسلحوا بعازل طبي عربي الصنع يسمونه الخصوصية..
إنهم يجعلوننا نتصور أنه حتى لو حصل أن هاجرت شعوب الديمقراطيات إلى القمر وتركت لهم أوطنها لطالبوها بترك كل شيء إلا دساتيرها..أما بنايات برلماناتها فهم قادرون على تحويلها إلى محلات لتربية الدواجن !!
يبدو الأمر و كأنهم يتمنون في قرارة نفوسهم لو أن مبيدا قاتلا لمجرد فكرة الحرية يرش في سماء الأوطان...



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة المعلم!
- الديكتاتور و المرآة..
- شعب يحب الألوان..
- العصيان الزمني بالمغرب!!
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !
- تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - تصديرثورة و استيراد دستور !