أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السموأل راجي - بَرَاثِن الثّوْرَة المُضَادّة















المزيد.....

بَرَاثِن الثّوْرَة المُضَادّة


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُصادَرة تفرض نفسَها في الواقع العربيّ الحاليّ بِتَفَاوُت لكنّها واضِحَة:"ما كُلّ من إلتحق بالثّورة يستَمِرُّ فيها للنّهاية"،تنسحِبُ مِنْها مُكوّنات تعتبر أنّ مُجرّد الإطاحة بالرّمز المُكثّف للسّلطة كافٍ ولا ضير في إعادة تقسيم الأدوار مع توجيه حملات تشويه ودعاية مُضادّة للقِوى الثّوريّة الحقيقيّة التي إنخرطت مُنذ تشكُّلِها في النّضال الدّيمُقراطي قصد إضعاف السّلطة القائمة ومن ثمّ القضاء عليها في الوقت الذي كَانت فيه قوى مُعاداة الثّورة التي أصبحَت تُنْعَتُ بقوى الثّورة المُضادّة تُمَارِسُ التّهريج على نِطاقٍ واسعٍ ولا تُعادِي إلاّ من عادى النّظام مُتغلّفَةً بأغلِفةٍ شفّافة ظَاهِرُها ثوريّ لتنكَشِف على مِحَكّ الواقع وكُلّمَا تقدّمت الثّورة إلاّ وكشّرت عن أنيابِها وتسقُط ورقات التّوت التي تغطّت بِها فإذا هي مُنخَرِطة كالقطيع في مُبادَرات قوى الإلتفاف وأذناب مافيات أوروبا وما وراء الأطلسيّ وفُلُول سُلُطات النّهب التي أُطيح جماهيريًّا برؤوسِها.

لَم تَستَطِع في المَقام الأوّل مجموعات واسعة من مُثقّفي وأشباه مُناضلي الثّورة المُضادّة فَهم ما حدث ويحدُث على السّاحة العربيّة فزَجُّوا بحَرَكات إجتماعيّة مُنظّمة ذاتِيًّا نجحت في جرّ كُلّ المُتذبذبين في أواخِر مراحل إنتفَاضاتِهَا في خانة التّلقائيّة والهامِشيّة والمُؤامَرة ورفَعُوا فزّاعات البدائِل الظّلاميّة والفراغ السّياسِيّ وعسكرة السّلطة وهشاشة الإقتصادِيّات وخُرَافَات أُخرى لَكِنّهُم تراجَعُوا تحت وطأة تقدّم مسار الجماهير التي تنَادَت مَيْدَانِيًّا من أجل مسألة جَوهَرِيّة هي:"تغيير جَوهر السّلطة السّياسيّة. حيثُ يتمّ نقلها لقوى دِيمُقراطيّة وَ وطنيّة تَهدِفُ تَوجِيه الدّولة في مرحلة أنتقالية محدودة زَمَنِيًّا، نحو التّحرّر الدّيمُقراطيّ والوَطنيّ والإنعِتاق الإجتماعيّ المنشود والذي دفعت فيه الجَماهير الثّائرة فواتير باهِضة من دِمائِهَا".لَقد قامت الأوسَاط التي إنخَرطت في آخر مراحِل الإطاحة بالسّلطات القائِمة في دَوّامات مفهُومِيّة مِحْوَرُهَا:"نِهَاية الثّورة برحيل رمز الطُّغْيَان" وسَوّقت في غالبيّتِهَا لإجراءات سُلُطات مَا بَعد رَحيل الطّغاة القُدَامَى الذين عَادُوا في أسْمَاء أُخرى بِهَدَف إجهاض أيّ مُكتسبٍ حقّقَهُ الشّعب في هَبّتِهِ، وأدْخَلُت مَعَارِك وَهميّة حَشدُت لها إعلاميًّا مُستفِيدِةً من دَعم وزارات الدّاخليّة التي لا تزال هَيَاكِلها فاعلةً ومن رصيدٍ سابقٍ في إثارة قضايَا لم تنجح في توجيه الرّأي العامّ عن أهدَافِهِ الثّوريّة ومَطالِبِه المَشرُوعة،كَمٍّ هائِلٍ من الشّائعَات والتّضليل وأقلام تسيلُ بلا حُدُود وتَشكيك حتّى في الشكّ نفسِه تَقُوم بها الأوساط الإنتهازيّة التي لم يَكُن من صالحها تغيير الأنظمة لكنّها أُجْبِرت على الإنخراط في الإتّحاد الشّعبيّ للإطاحة بالنّظام لمّا تيقّنَت من حتميّة إنتِصَار الجَماهير والغَرِيب أنّ بعض هذه الأوساط تتغلّف برايات حَمْراء للماركسيّة اللّينينيّة وهي منها بَرَاء،ومنهم من لم ترتفع هُتافاتُهُ يَوْمًا ولم يُوجّه سِلاح النّقد إلاّ للقِوى الثّوريّة التي تنادت بالإطاحة بأنظِمة الرّجعيّة والعَمَالة مُنذ نشأَتِهَا،بل ولقد إنخَرط عددٌ مِنهم في دَوّامة البيرُوقراطيّة وتقزيم مُنظّمات المُجتمع المدنيّ المُناضلة وعَادَوْا تحرّكات إجتماعيّة مَشرُوعة وكَانُوا أبواق دِعاية في ثَوبٍ مُغايِرٍ في الشّكل لسُلُطات الطّغيان المُطَاح برُمُوزِها ولَم يكُن يَومًا التّناقُض الرّئيسي يومًا لدَيهم بين سُلطة وشعب.بَكَى البعض من مُثقّفي الثّورة المُضادّة ومُشتقّاتِهِم وأشبَاهِهِم من مُناضلين دَرجة عاشرة الأنظمة المُطاح بِها في مَرثيّات تُندّد بتوسّع موجة الحِراك المطلبيّ بعد سُقُوط العُرُوش وبظُهُور تنظِيمات سياسيّة كانت إمّا محضُورة أو سِرّيّة ومنهم من عدّدَ مَحَاسِن الطّغاة حاصِرِينَها في مُعطَى الحَداثة دُون تَناول قضايا مِحْوَريّة ذات أولويّة قُصْوَى أهمّها التحرّر الدّيمُقراطيّ والوَطنيّ والإنعتاق الإجتماعيّ والعِلْمَانيّة التي لم يَتَدَاوَلُونَها إلاّ للتّحريض الأمنيّ ضدّ قِوى الإسلام السّياسيّ التي لا يُمكن تحجيمها إلاّ بالقَضَاء على شُرُوط تَوَاجُدها وربط ظُرُوف إنتشارها بمُعطى عِلميّ هو الصّراع الطّبقيّ إذ لا يتَناقضُ خِطاب العَولمة النّيُوليبراليّة الدّمويّة مع خطاب قوى الإسلام السّياسيّ بل ويَتكامَلاَن وأحَدُها سَنَدٌ للآخر ولا سبيل للتحرّر إلاّ بفضح العلاقة العُضويّة بينَهُما وإبرازهما كَمَا هُما فِعْلِيًّا:"الإسلام السّياسيّ يَدحر مُقاوَمة الشّعب لصالِح تركّز مَصَالح ليبراليّة مَافيَاويّة في الأقطار المُحرّرة من نَيْرِ الطّغيان" ولا مُوجِب للحَديث عن حداثة في عَواصِم أوروبا وواشنطن في ظِلّ سيطرة خِطَابٍ مَحكُومٍ بأوهام مُحرّكات للتّاريخ صدِئة مثل صِراع الحضارات وموت التّاريخ.

لقد سالت أقلام أشباه المُثقّفين ونِفَايَات المُناضلين للتّرويج فيمَا مضى لإصلاحيّة النّضال الدّيمُقراطيّ ومَحْدُودِيّة مَعارك حُقُوق الإنسان ولَعِب بعضهم أدوار المَطافئ لِحرائق وهزّات إجتِمَاعيّة ومنهممن عادى حتّى حِراك العَاطِلين عن العَمل ونَرَاهُم الآن يُشرّعُون لعلميّات نصبٍ وتَحيُّلٍ تَقُوم بها عصابات الحُكم في مَرحلة ما بعد رحيل الرّمُوز الأكثر كَثَافة للطّغيان وتَجَاوبهم مع مُبادَرات الإلتفاف التي أطلقتها بقايا مُبارك وبن عليّ مَثَلاً وحتى ترويجهم لإصلاحات جُرذ دِمَشق لا يُمكن أن يدخل إلاّ في خانة التّموقع الطّبقيّ الحقيقيّ لَهُم:"بُورجوازيّ صُغرى وَضيعة" تبحث عن كراسيّ أفرغتها جماهير الغضب المُوحّدة مِن مُحتلّيها ودفعت الدّماء من أجل مطلب التحرّر والكرامة فإذا بالبهائم يعُودُون لمَعدنهم وإذا بهيئات إصلاح يُؤثّثونها في تُونس ومجالس تنقيح دُستُور يملأونها في مصر ونوايا إصلاح لم تَعُد تروي دِماءًا رَوَت دِرعا وبانياس وإذا بمَعارك تُعلَن بهدف التّمويه عن حجم مُؤامرات هذه الأطراف على الثّورات التي لم تنتهي وليست إلاّ في مُنتصف الطّريق ومِثْلَمَا نجحت الجماهير في مَرحلةٍ أولى ستنجح في تعرية تلك المُخطّطات وإعادة تصويب مَسَارات ثوراتٍ تكتمل وترتسِمُ معَالِمَها غصْبًا عن النّفايات.  



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاءًا لَكُم رِِفَاقًا فارقتُمُونَا
- الثّورات وسُقوط الأقنعة
- غَباءُ بشّار
- نُباح بُثينة وغناء الدّماء في درعا
- دِرْعا أضحت سيدي بوزيد
- مَجْدٌ عالٍ شعب سورية
- عن أيّ سُقُوط لليَسار رفيقي تتحدَّث؟!
- من يُشبه اليَمن؟
- إلى المٌجرِم القذّافي ومن وراءه
- جماهير ليبيا لم تمٌت
- إرحل جرذ دمشق!
- مصر:طاغية آخر يدخل مزبلة التّاريخ
- ما بعد مبارك في مصر
- إنتفاضة جماهير مصر لا يٌمكن إخمادها
- وتتواصل مسيرة النّضال في تونس
- القمع الدّمويّ يعود لتونس
- من يوم،لأيّام الغضب:تونس ومصر
- لبّيك يا شعب مصر وفداك يا شعب تونس ؛وللبقيّة:هبّوا
- وتهتزّ مصر على طريقتها
- وسقط الطّاغية في تونس


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السموأل راجي - بَرَاثِن الثّوْرَة المُضَادّة