أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - دولة المخابرات السورية














المزيد.....

دولة المخابرات السورية


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سورية ومنذ الحركة الانقلابية لاسد الاب عام 1970م جرت عدة تحولات في بنية النظام في منتهى الخطورة، انتفلت بها السلطة على مراحل من حالة حكومة إلى الحزب الواحد الذي يقود الدولة والمجتمع إلى سيطرة الجيش ثم إلى هيمنة أجهزة الامن التي أصبحت أفعى بسبعة رؤوس لا يعلم كل رأس منها ما يدور في الرؤوس الاخرى، ثم استقرت السلطة في يد عائلة أسد أقارباً وأصهاراً، وأصبح جهاز الدولة التنفيذي عبارة عن هياكل وأشباح تدار بالتحكم عن بعد (روموت كونترول) من فروع المخابرات والقصر الجمهوري الذي غدا فرع المخابرات رقم واحد، وتدربت أجهزة الدولة على التعايش مع هذه الحالة المَرَضيّة، فيكفي مجلس الشعب بقضه وقضيضه ورقة صغيرة من المخابرات فيها تعليمات لينهض رئيس مجلس الشعب طارحا مضمون القصاصة وليصوت عليها المجلس بالاجماع مع تصفيق حاد، ومشهد توريث ابن الرئيس خير شاهد على ذلك، ويكفي أي وزير هاتف من الرئاسة لينفذ مضمونه مهما كان استثنائيا أومخالفا للانظمة والقوانين.
الخطط والسياسات كلها تعد في أروقة المخابرات وبميزانيات مفتوحة لانقاش فيها ولا محاسبة، والهياكل الديكورية من مجلس شعب إلى وزارات إلى إدارات تنفذ وتنادي بالروح بالدم نفديك...
كيف ننتظر أي تطور لبلد هذه هي حاله!! هذا ليس بلداً!! إنه مسرحية كبيرة فيها آلاف الممثلين يأتيهم كل يوم نص جديد من المؤلف (أجهزة الامن) بعد أن يمر على أجهزة السيناريو والحوار فلاسفة النظام ومنظريه لكي يضعوا لمسات أخيرة عليه تجعل مراره مستساغاً وقبحه مموهاً.
هذه المسرحية الكبيرة يجب أن تتوقف، وعلى الممثلين أن يقولوا كفى كفى، لقد سئمنا التمثيل، لقد أصبحنا اضحوكة الدنيا بحركاتنا السخيفة وتصفيقنا المنافق وهتافاتنا مسبقة الصنع، آن لنا أن نخرج عن النص التافه الذي يزودنا به المؤلف الفاشل كل يوم (المخابرات) دعونا نكون بشراً نفكر ونحاور ونوافق ونعترض، دعونا نلغي وزارة الاعلام التي الغتها الدول المتحضرة منذ عقود فلم نعد نسمع من الاعلام الحكومي إلا قصصاً مفبركة لا يصدقها أحد... قصص عن مندسين وقناصين وأشباح يختبئون بين الاشجار ويعتلون أسطحة السجون والمرتفعات، يقتلون المتظاهرين ورجال الشرطة،
ثم هناك قصص عن دور الشرطة الحنونة التي جاءت لتنظيم أمور المتظاهرين وحمايتهم لان سورية دولة متحضرة تقر بشرعية التظاهر السلمي وتقر بضرورة حماية المتظاهرين، وأن هذه الشرطة لم تقف مكتوفة الايدي في البحث عن القناصين، ولذلك اضطرت لاعتقال مئات الاشخاص الذين كانوا في ساحة الحدث بحثاً عن القناصين، ولتمييز الخبيث من الطيب والقناص المندس من المتظاهرالمسكين ذو الطلبات المحقة الذي كان حظه عاثراً بظهور هذه الشرذمة الغامضة شرذمة المندسين والقناصين التي لم تعثر الشرطة المهذبة على أي واحد منهم رغم اعتقالها للمئات والتحقيق معهم بشكل مهذب ودون تعذيب لان سورية بلد متحضر موقع على الاتفاقيات الدولية لمنع التعذيب، وبالمناسبة، ماجرى من تعذيب أطفال درعا الصغار وإسالة دمائهم وتقليع أظافرهم كان بلا شك شيئاً استثنائياً و(خطأ اللحظة) كما أسماه الرئيس في خطابه التاريخي أمام مجلس الشعب مؤخراً.
أيتها الاجهزة الحكومية التي تعبث بكِ أجهزة المخابرات، طريقة المخابرات هذه طريقة مهينة وغير محترمة ونحن الآن في لحظة تاريخية تسمح بالاعتراض والصدع بالحق، فكونوا رجالاً وأعلنوا خروجكم من خشبة المسرح إلى الحياة الحقيقية، انقسموا في مجلس الشعب إلى يمين ويسار كما في مجالس البشر، كفوا عن التصفيق وابدؤوا بالتفكير، اسمعونا كلمة لا، انقلوا هموم الشعب وسيروا على نبضه وأحسنوا تمثيله إن كنتم حقاً ممثليه، كما فعل عضو مجلس الشعب السيد يوسف أبو رومية الذي أشاهد بالثائرين من أهل درعا وبمطالبهم المشروعة، والسيدة سميرة مسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين التي أدانت فرضية القناصين وحمّلت الدولة مسؤولية هذه الروايات غير المقنعة، وعشرات خطباء المساجد الذين صدعوا بكلمة الحق مثل الشيخ راجح كريم والدكتور إحسان بعدراني، وعشرات الفنانين والمفكرين الذين انتهزوا الفرصة ليساهموا في تصحيح الخلل ونقد الاستبداد والفساد، كالفنان أيمن رضا والفنان سميح شقير في اغنية (ياحيف) الحزينة التي ترثي زهور درعا التي غيبها الظلم،
أيها المسؤولون السوريون الذين يفترض أنكم مسؤولون أمام الناس ولكنكم لا تملكون من الامر شيئاً، إنكم أناس محترمون جاءت بكم أجهزة المخابرات إلى سدة الحكم لتحكم باسمكم ولتجعلكم واجهة لظلمها وقبائحها، فلا تتركوا هذا النظام البائس المخابراتي يعبث بكم ويضعكم في مواقف مخجلة لم تعد تخفى على أحد. اليوم اللحظة مناسبة وكل الناس تتكلم عن الاصلاح والتغيير والحرية، فليكن لكم صوت حقيقي يصدع بالحق ويقول الصدق، ولن ينسى لكم التاريخ ذلك، فكل كلمة حق وصدق هذه الايام سيسجلها التاريخ لانها ستسهم في إنقاذ سورية الحبيبة من براثن الاستبداد والفساد الذي أقر بوجوده الصديق والعدو فهل أنتم فاعلون؟



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة عندما تصبح ثقافة
- إني أعترض
- هل يستفيق النظام السوري قبل أن يثور براكوس؟!!
- كيف ستحدث الثورة في سورية؟
- حمائم وصقور، لا سكون القبور
- الفنان أبو راتب في القفص الاميركي
- ماذا تحمل لنا يا شهر فبراير؟
- آفاق العمل أمام قوى المعارضة السورية
- متى تنحاز السلطة للوطن؟
- مرّي على أهلي
- الدولة المدنية هي الحل
- تلخيص وتعليق على خطاب اوباما
- لمحة عن المعارضة السورية
- الزنجبيل والذاكرة الحديدية
- من كابول الى مقديشو الى غزة
- المعارضة السورية وترحيل الديمقراطية
- الرئيس وفلسفة الظلم
- ثرثرة فوق السين
- رحيل الدكتور حسن الهويدي
- التمثيل النسبي للنساء


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - دولة المخابرات السورية