عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 13:21
المحور:
الادب والفن
1/ طفل ووطن
طلب المدرس من تلاميذه رسم الوطن.تفنن الطلاب في رسم جنائنا وفراديسا تصدح فيها الحساسين والبلابل...الا طفلا لم يرسم اي شيئ واجهش بالبكاء...ثم رسم خرابة مملؤة بالغربان والبوم والافاعي...ولما اصر الاستاذ بالسؤال قال الطفل:لقد هجرت الطيور وطني منذ ان سكنته قطعان عاثت فيه خرابا.
2/راية بيضاء
لقد اخذ قراره الاخير...سيهجرها الى الابد...الليلة هو اللقاء الاخير بينهما...في الحديقة العامة انتظرها كعادته...هبت ريح خفيفة...حملت له عطرها من بعيد..انتشى ومرمرغ انفه في الهواء....حينما وصلت اليه وجدته رافعا الراية البيضاء كعادته...
3/قاص
ما ان دخل المقهى ،حتى جال بنظره ذات اليمين وذات اليسار.امتعض حين انتبه الى أن طاولته يجلس عليها عاشقان يتهامسان،رمق النادل بحقد ثم انتبذ ركنا قصيا،ارتشف قهوته السادة ،سحب سيجارته مرة واحدة ،غادر المقهي على عجل فقد أزف موعد امسيته القصصية.جلس على المنصة .أخرج أوراقه ،أطرق رأسه وبدأ في القراءة.بعد نصف ساعة ،حين انتهى ،رفع رأسه منتظرا الثناء.كانت القاعة خاوية على عروشها الا من كهل لم يتوقف عن التثاؤب.
4/شبيح
خرج الشبيح مكللا بسلاحه،بلطة وسيف وشنتيانة.الاوامر واضحة..تفريق المندسين والحاق عاهات دائمة بهم.هجم مع بقية الشبيحة وعاثوا في الارض فسادا...حين رجع الى المنزل مزهوا اخبرته زوجته بمقتل ابنه الوحيد على يد الشبيحة فبيل ساعة...كانت يداه ما زالت مضرجتان بدم الضحايا...
5/قناص
قبل ان يخلي نافذته للقناص الصغير اعاد عليه الدرس من جديد...لا تدع أي خيال يفلت من منظارك...صوب وارديه ارضا..هبط الدرج مسرعا...ما ان وصل حافة الطريق...سمع وهو يلتفت نحو النافذة مبتسما مودعا...ازيز الرصاصة قبل ان تخترق جمجمته وتصيب منه مقتلا.
6/شاعر
في الزقاق المظلم اعترضه شاب ملثم،شهر مطواته بوجهه امرا:اعطني كل ما تحمل،ارتعب وقلب جيوبه الخاوية..لم يكن بها الا وريقة صغيرة دون عليها قصيدته اليتيمة..ضحك الملثم ونقده بضعة نقود ورقية..لكنه احتفظ بالوريقة المخطوطة وامره بالركض بعيدا..في الصباح قفز من مقعده وهو يقرأ الجريدة ...لقد كانت قصيدته منشورة في الصفحة الاولي......
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟